الجامعة بين نص الطايع وعنف الأستاذ/الطالب

الجامعة بين نص الطايع وعنف الأستاذ/الطالب
الخميس 31 ماي 2012 - 22:07

لما ينتفض بعض الأساتذة وبعض تلامذتهم ، ولما تتحول ساحة الجامعة إلى صراخ وعويل، ولما يُنهج أسلوب النسف والتشويش ضد الأنشطة الثقافية، بغض النظر عن مضمونها، نقول لما يحصل مثل كل هذا وغيره، يجب أن نقف وقفة مراجعة وتدبر وتحديد للمسار، وقفة نحاول من خلالها فهم الحيثية السياسية والاجتماعية والثقافية التي يحيى فيها الإنسان المغربي بصفة خاصة والإنسان المسلم بصفة عامة. لماذا نقول ذلك ؟

نقول ذلك بعدما شاهدنا ، وشاهد العالم، مقطع الفيديو على اليوتيوب، المنسوب لمنظمة التجديد الطلابي المقربة من حزب العدالة والتنمية، حيث انتفخت أوداج مجموعة من الشباب بتأطير من أستاذين أو أكثر، ضدا على ندوة ثقافية كانت إدارة الكلية قد باشرتها بحضور الكاتب المغربي عبد الله الطايع، المعروف بميولاته الجنسية المثلية. لنتساءل حول ما الدافع وراء نسف هذا النشاط الثقافي من هؤلاء الفتية وأساتذتهم، هل بسبب كون المحاضر شخص سبق أن أعلن عن ميولاته الجنسية المثلية؟.

لكي نفهم ماذا حصل علينا العودة إلى موضوع اليوم الدراسي المخصص، كما علمنا، لموضوع النص الأدبي، على اعتبار أن المحاضر هو من كُتاب الرواية . فهل كان هذا الأمر مدعاة للانتفاض من أجل نسف هذا النشاط، مع صيحات التكبير والتهليل والتصفيق والفرح بتحقيق نصر كبير؟ ألم يكن الأجدر بهؤلاء الفتية أن يميزوا بين ميولات الشخص ومضمون اليوم الدراسي؟

نعلم أن المنظمة التي ينتمي لها هؤلاء الطلبة المنتفضون ضد الطايع، قد استضافت مجموعة من الاسماء داخل الحرم الجامعي، ومنهم من لديه تصورات بيدوفيلية، كما هو شان عبد الرحمان المغراوي، الذي أجاز الزواج من بنت الست سنوات. ومنهم من لديه مواقف ضد حرية الاعتقاد والاختلاف الفكري، كما هو الشأن بالنسبة للفيزازي، الذي صرح داخل الحرم الجماعي خلال ندوة ، من تنظيم منظمة التجديد الطلابي، بأن من قال أنا مسلم علماني كمن قال أنا مسيحي علماني، كما صرح في ندوة أخرى بأن حد قتل المرتد واجب التطبيق، ضاربا عرض الحائط كل الاجتهادات والمؤاخذات التي لا تتماشى مع تصوره. فماذا لو انتفض الشباب العلماني والمجتمع المدني المناهض للدولة الدينية ولتزويج القاصرات، ضد ندوات منظمة التجديد الطلابي وقام بنسفها وإفشالها، ماذا كان سيكون رد علماء حركة التوحيد والإصلاح وقياديو العدالة والتنمية؟. حتما كان موقفهم هو التنديد بالعنف والإقصاء وقمع حرية التعبير مع التذكير بقوله تعالى: قل هاتوا برهانكم .

إذا لم يتدارك عقلاء هذا الوطن الامر ويصوبوا توجهات أتباعهم ومحازبيهم نحو فكرة تقبل الأخر وسلوك مسلك الحوار والاقناع والتأسيس للأفعال بدل ردود الافعال، إذا لم يحصل ذلك فإننا سنعود القهقري ونتشبه بدول بائدة واخرى في طريقها إلى الزوال، سنضحي مثل بلدان قريبة منا تسخر لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتتبع عورات الناس وتلاحقهم في الاسواق ودور السينما، سنتحول إلى دول تفرض على المرأة تغطية كامل وجهها مع الضرب من حديد على يد كل امرأة حاولت أن تظهر زينة عينها ولو من وراء نقاب.

قد نختلف أو نتفق مع أمثال عبد الله الطايع بخصوص ما يؤمن به من مثلية، لكن أن يحرم حقه في التعبير عن اهتماماته العلمية والفكرية ويتم نسف محاضراته وندواته، التي لا يدعو فيها إلى للشذوذ، وإنما يحاضر من خلالها في مواضيع من قبيل النص والرواية وغيرها. فهذا مدعاة للاستغراب والدهشة، خاصة أن هذا الاسلوب في التعامل قادم من شباب ينتمون إلى حركات دعوية وسياسية تقول عن نفسها أنها وسطية تؤمن بالحرية وتدعو إلى التسامح. فإذا كان هذا ديدن هؤلاء فما بالنا بالحركات المتطرفة التي تعلن جهارا نهارا أنها ضد الحرية وضد الأخر المغاير.

يجب أن نتعلم من تجارب الأخر حتى لا نقع في أخطائه، علينا أن ندرس تجارب الامم السابقة والمعاصرة لنا، فالميولات الجنسية للشعراء العرب لم تكن لتمنعهم من إلقاء أشعارهم في الساحات والأسواق الإسلامية، ولم نجد في كتب التاريخ أن حاكما إسلاميا قتل شخصا شاذا أو منعه من إلقاء شعره أو منعه من مشاركة الناس محافلهم ومناسباتهم.

وغير بعيد عنا ، زمنيا أو جغرافيا، نتساءل من منا يعرف أن ميشيل فوكو، مثلا، كانت لديه ميولات مثلية، وأن نيتشه كان غاو لزنا المحارم. بلعكس كل سلبيات هؤلاء انمحت ولم تصلنا منهم إلى كتاباتهم الفلسفية ومساهماتهم العلمية، وأما حرياتهم الشخصية فلم تكن لكي تستهوي أتباعهم أو يعيروا لها أي اهتمام. ولم نشهد مسيرات لحركات مسيحية تناهض المثلية الجنسية، رغم وجودها، تحتل مدرجات الجامعة من اجل قمع فوكو ونسف محاضراته، بل كل ما لدينا من وقائع تبين لنا أن الناس كانوا يتكدسون في المدرجات، وقبل أيام من موعد المحاضرات التي كان يلقيها فوكو في الجامعة ومنهم من كان يحضر معه أكله وغطائه في انتظار المحاضرة خشية امتلاء المكان.

وحتى لا نتهم بأننا نريد أن نقلد فرنسا العلمانية، فإننا نحيل القارئ إلى بلد قريب منا وهو دولة إيران التي ورغم تشدد فقهائها، إلى درجة إقامتهم حدود الردة ورجم الزاني، إلا أنهم أباحوا لدوي الميولات الجنسية حرية تغيير جنسهم، ومن تم اعتبرت إيران اكبر بلد للمتحولين جنسيا في العالم، بينما نحن في المغرب لدينا شخص لا نعرف هل هو(هي) رجل أم أنثى رغم مطالباته(ا) المتكررة بالسماح له(ا) بتغيير اسمه(ا) وجنسه(ا) لأنها(ه) أنثى وليس ذكر .

وعلى سبيل الختم، وإجابة على أي استدراك من قبيل: الطايع حر في تصوراته والطلبة أحرار في التعبير عن موقفهم منه، نقول نعم ذلك صحيح ومقبول من حيث أن للمخالف الحق في التظاهر ضد من يختلف معهم، لكن غير المقبول هو أن يتحول التظاهر إلى عنف وتشويش ومن تم نسف، وهو ما شاهدناه في مقطع الفيديو، إذ حج الطلبة إلى مكان انعقاد الندوة وشرعوا في الصراخ ، ولم ينسحبوا حتى أعلنت الإدارة إلغاء النشاط، ولا نعلم ماذا كان سيحدث لو لم تستجب الإدارة لمطلبهم.

‫تعليقات الزوار

11
  • Je change
    الخميس 31 ماي 2012 - 22:56

    Quand on tolère l'écoute d'un loueur d'orifices ou d'un pervers à s'exprimer alors, il n'hésitera pas à inviter des dissimulés dans la foule comme vous à le rejoindre dans une partouze pour libérer la Palestine avec leurs derrières

  • مسلمة ولله الحمد
    الجمعة 1 يونيو 2012 - 09:57

    بسم الله الرحمان الرحيم وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين .

    مما هو مدعاة للإستغراب والدهشة حقا هو قلب الموازين والدفاع عن الباطل وتبرير ما لا يبرر.

    أدعو الكاتب أن لايتفوه بذكر أي آية من القرآن الكريم أو حديث للرسول صلى الله عليه وسلم لأن ذلك تدنيس شنيع لمقدساتنا . يكفيه الإستشهاد بالأسماء التي ذكرها والتي بدورنا لا ننطق بها تعففا وإجتنابا للدنس والنجس .
    هدانل الله وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله .

  • mohamed bruxelles
    الجمعة 1 يونيو 2012 - 13:47

    جوابي على هرطقتك هو الآتي , اللي عطا .. لهلا … ولكن بعيدا عن الحرم الجامعي ,فليذهب الى الجحيم كل من ينشر ثقافة التطبيع مع الشذوذ الجنسي .

  • نبيس
    الجمعة 1 يونيو 2012 - 13:57

    نشكر عضو منظمة التجديد الطلابي على هذه الإلتفاتة الطيبة حقا اعضاء الأمس ليسوا هم أعضاء اليوم

  • abdelhay
    الجمعة 1 يونيو 2012 - 17:20

    هذا موقف حضاري من اجل منع انتشار اللواط بين ابنائنا ,علينا ان نشجعه و نطلب من الجميع ان يلتحموا من اجل صد هذا الفساد من طرف فئة اعتقد انها لا تريد الخير لبلدنا الحبيب . الم يجد منظمو هذا النشاط الا هذا الكاتب الذي اتخذ مؤخرته مادة دسمة لكتاباته.اية اخلاق سنعلم طلبتنا !!!!

  • marocain pur
    الجمعة 1 يونيو 2012 - 21:43

    الخطأ خطأ الإدارة التي وجهت الدعوة للكاتب المثلي الطايع و هي تعلم الضجة التي أثارتها تصريحاته الجنسية… إذ أنه من غير المعقول استضافة شخص يعلن أمام الملأ أنه خالف الدين و الأعراف و الطبيعة فاختار الذكور لتلبية رغباته الجنسية… الحذيث عن المثلية يحيل مباشرة إلى تصور الفعل الجنسي …حيث الكاتب ينحني كي يستقبل العضو الذكري في دبره…قمة السفالة و الانحراف و الذل و العار و الطامة أن هذا آلكاتب يفتخر بما يفعل … قد يكون من بين هؤلاء الطلبة و الأساتذة من له مغامرات مثلية أكثر من الطايع لكن الفرق هو السرية و عدم المجاهرة …. و ذاك ليس نفاقا بل احتراما للآخر و خوفا من الفضيحة … دعوة الطايع الى هاته الندوة تعتبر تكريما له و بالتالي تطبيعا للشذوذ …فيصبح مثلا يحتدى به وو هذا ما نرفضه قطعا….أقول لصاحب آلمقال أنت تعطينا آمثلة عن نيتشه و ميشيل فوكو …و أنا أقول لك أنظر الى نتيجه ذلك التسامح لقد أصبح الغرب يعترف بزواج الشواذ و بتبنيهم لأبناء…. زواج أقل مما يقال عنه أنه مقرف جدا

  • د.أجمد
    الجمعة 1 يونيو 2012 - 22:47

    كانت الجامعة منبرا للعلم والتربية على البحث العلمي والمبادئ المحمودة ونشر القبم النبيلة،فهل أصبحت اليوم منبرا للشذ وذ،والدعوةإلى اإثارة الفتن والفساد الخلقي ـباسم حرية التعبير ،وإبداء الرأي ونشر" الأفكارالحرة"،ونسف القيم الإنسانية النبيلة،وتحطيم مبادئ الأمة؟؟؟الا يحق لمن بدافع عن حريته ومبادئه وفيمه المثلى أن يناهض المعاول الهدامة ومشاريع الماسونية الملعونة،والعولمة الشذوذية الإباحية المادية الماحدة؟؟؟أم أن الحرية ليست حقا لسوى الضالين المضلين والحبابرةالغواة المتطرفين والتاعقون في أبواق الفاساد،المدعين، وحدهم، التربع على عرش الفكر، وما أدراك ماالفكر؟زندقة وإلحاد،وهدم وتخريب، وهتك ألأعراض والسخرية بالله ورسله،وإشعال نار الغرائز البهيمية،وتحويل البشر إلى قردة وخنازير، وتقيس النطريات الصهوينية المحرضة على البغاء وحريةالذعارة ونشر الفاحشة في الذين آمنوا،أكثر مما نشرت في الذين كفروا،ليختلط الحابل بالنابل؟؟؟

  • marocain
    السبت 2 يونيو 2012 - 17:50

    J'ai une question a vous poser le mec sur la photo est il l'auteur Abderrahim el allam ou Abdellah taia ?car il ya une grande ressemblance entre les deux comme deux goutte d''eau
    defendre les homos et faire de leur suituation une cause
    pour moi c'est une incitation a la débauche,
    inviter un pédé dans un forum universitaire touche énormément a
    la réputation de l'établissement et a sa crédibilité

  • عمر
    الأحد 3 يونيو 2012 - 16:15

    في البداية لا بد أن أحيي الأستاذ على دفاعه المستميت على الروائي الكبير الذي بلغ في بحر الرواية درجة أهلته لينال وسام دعوة من جامعة مغربية لمناقشته والاستفادة من علمه الغزير في حقل الرواية وإن كنا لا ندري في واقع الأمر عن أي نص سيتحدث. كان يمكن أن نستسيغ كلامك أستاذي الكريم لو استنفذت هذه المعلمة العلمية، المفروض فيها السعي للرقي بمستوى طلابها، الأكفاء في المجال ممن لهم باع في الرواية ولهم أعمال حازت جوائز وطنية وعربية من الشباب دون الحديث عن شيوخ الرواية بالمغرب وما أكثرهم.

  • د شفيق
    الأحد 3 يونيو 2012 - 21:30

    انتابني شعور بالخجل مما قرأت في هذا المقال، وإن كنت لست من العدالة والتنمية ولا من شبابها، ولكن الموقف صريح وواضح من المثليين وممن يشيعون الفاحشة في هذا المجتمع المسلم، فأن يكون شخص ما مثليا فهذا شأنه في سره، دون أن يشيع ذلك، لكن أن يجهر بهذا الأمر بدعوى الحرية والديمقراطية، فهذا غير مقبول في مجتمع المفروض أن أفراده مسلمون، ومن تكلمت معه في إسلامه ثار وطار على الجميع بأنه مسلم نحن معك يا حبيبي لكن كيف يكون المسلم مسلما وهو يجهر بالكفر ةالفاحشة و محاربة الإسلام والمسلمين ’’’’’’’’ لا أدري اختلط الحابل بالنابل واختلط الناعقون وراء السراب باسم الحرية الحرية لهم وحدهم لكن عندما يتكلم أي مسلم ويقول قال الله وقال الرسول يحارب ويعنف وينعت بأقصى النعوت
    أعتقد أن هذا هو الارهاب الحقيقي الذي لا يتكلم عنه أحد
    أليس من حق هذا المسلم أن يشم هواء نقيا غير ملوث بريح الفاحشة والمثلية والإلحاد أليس من حق شباب اليوم أن يتعلموا شيئا مفيدا في حياتهم من أن يأخذوا من كل ناعق يحارب الدين باسم الحرية
    فالسبيل الوحيد لمحاربة هؤلاء هوتربية أولادنا على الأخلاق والقيم الإسلامية حتى يدافعوا عن أنفسهم.

  • معتدل ووسطي
    الإثنين 4 يونيو 2012 - 00:18

    إلى المعلقين الدين لم يقرأوا المقال حتى
    1 الشواد في الأدب العربي كثر أبو نواس جميل بن معمرو غيرهم كثير
    2طلبة اللغات (الفرنسية و الإنجليزية و الإسبانية و ,,,,,)يدرسون الآداب و علاقة فرلين ب رامبو الشاعر و غيره
    لقد فسر الأستاد العلام ما يقصده فهل رأيتم فيه ما يشجع الشواد
    3 الطلبة طلبة علم و العلم من إنتاج "الخصوم "مسيحيين أو علمانيين أو ,,,,,
    فهل ندع هدا العلم بدعوى أنه نتاج دول غير مسلمة
    4 إن ردود بعض القراء تنم عن معرفة و علم و لكنها لا تخلو من إنفعال زائد
    Mr ou Mme "Je change
    Les loueurs d'orifice vous les connaissez et vous les avez écouté sinon comment vous avez aquis cette
    richesse du lexique pornographiquevous souffrez d'une schizo une partie halal et une autre haram
    Ps pour des gens bien éduqué on dit plutôt kari hankou
    Avouez que

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج