نداء القدس.. استنهاض للضمير الكوني

نداء القدس.. استنهاض للضمير الكوني
الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 16:05

يعد نداء القدس، الذي صدر عن جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين وقداسة بابا الفاتيكان، فرصة تاريخية لانتصار قيم الوئام والتعايش والتقارب بين الأديان السماوية الثلاث؛ فالقدس الشريف فضاء جذاب لأتباع سيدنا إبراهيم حيثما وجدوا في العالم. وقدر هذه الأرض المباركة أن تظل وفية لخصوصيتها وطابعها المتفرد أرضا للسلام والمحبة والتساكن، بعيدا عن نزعات التعصب والانكماش والانغلاق التي تغذي مظاهر الإرهاب والعنف والتصادم.

ومن هنا، فإن نداء القدس استنهاض جدي ومسؤول للضمير الكوني والقوى الحية عبر العالم، بشأن ضرورة الإقدام على تعبئة حقيقية للمحافظة على الطابع الخاص للقدس وصون هويتها ورمزيتها الروحية؛ بما في ذلك المطالبة بضمان حق أداء كل مؤمن لشعائره الدينية بحرية ودون قيود.

إن هذا النداء التاريخي تجديد قوي للصلات الوجدانية الوثيقة للمغاربة مع القدس الشريف، التي ترسخت عبر قرون باختيارهم العيش بجوار المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين. والأسر المقدسية التي تحمل أسماء مغربية شاهدة على ذلك، مثلما أن هذا الوجود يرتبط بـ”حي المغاربة” وأوقاف المغاربة في القدس التي تعود إلى أزمان ضاربة في القدم.

وخلال القرن الماضي، يستحضر أهل المقدس باعتزاز زيارة المغفور له محمد الخامس للقدس الشريف في 1960 بحضور العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال. كما يستحضرون بالاعتزاز نفسه المبادرة المقدامة للمغفور له الحسن الثاني في الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ، إثر المحاولة الآثمة لإحراق المسجد الأقصى في 1969؛ وهو ما مهد مباشرة بعد ذلك لتأسيس أول تجمع للدول الإسلامية.

وبهذا النداء، يكرس جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مساعيه الجليلة وتحركاته المؤثرة لدى القوى الفاعلة والكرسي البابوي وفق مقاربة تضامنية ومنفتحة للحفاظ على الهوية الدينية والحضارية والعمرانية للقدس التزاما من جلالته – كما أكد في خطابه السامي أمام القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة بجاكرتا (مارس 2016) – بأن رئاسة هذه الآلية الإسلامية الجماعية “ليست حظوة أو جاها وإنما هي هذه أمانة عظمى ومسؤولية كبرى أمام الله والتاريخ”.

إن نداء القدس تأكيد واضح على أن القدس جزء ضروري من الحل، لإنهاء عقود مريرة من الصراع والذي يبقى أمل شعوب هذه المنطقة الحساسة للعيش في سلام وجوار مشترك آمن، وتساكن بما يتطلب هذا الأمر من تضامن ملموس وتناسق محكم في المبادرات لكل القوى المحبة للسلام.

ويجدر التذكير بأن جلالة الملك طالب الملتقى الدولي حول القدس بالرباط (مارس 2009)، المنظم من لدن مؤسسة ياسر عرفات ووكالة بيت مال القدس الشريف برعاية ملكية سامية، المجتمع الدولي بكافة مكوناته من أجل تكريس المزيد من الجهود لقضية القدس، وحث أطراف النزاع على التحلي بالواقعية والحكمة، ووقف جميع أشكال العنف، واعتماد التفاوض والحوار باعتبارهما السبيل الأمثل لتطبيق الشرعية الدولية، وخلق تحالف عالمي بين القوى الملتزمة بالسلام والضمائر المؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام ومهد الأديان السماوية.

*سفير المغرب بالمنامة

‫تعليقات الزوار

8
  • كاره الضلام
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 16:59

    خرج فقهاء الضلام و معهم بعض العلمانوية الدين يتحولون الى شيوخ متطرفين عبر كيمياء العدمية السياسية ينتقدون مزج الادان بالترانيم المسيحية، نفاقهم جعلهم ينسون ان النجاشي المسيحي خو الدي خما الاسلام المستضعف و لولاه لما كان له شان و نسوا لجوءهم اليه ساعة الضعف و المسكنة و نسوا نداء المدينة الدي يتشدقون به ايضا ساعة الضعف و نسوا ان الرسول تزوج من ماريا القبطية، يعني تصاهر مع مسيحيين، و نسوا ان لا وجود لشيئ اسمه الادان الاسلامي اصلا لان الرسول كان يبحث عن طريقة ينادي بها المصلين فهم باستخدام البوق فنبهه احد الصخابة ان اليهود يستخدمونه فامر بالنداء بالصوت تميزا عن اليهود،يعني ان الادان ليس شيئا من الدين و انما اجتهاد بشري يتغيا الدعوة الى الصلاة فقط ايا كانت الطريقة، لقد اخرجت زيارة البابا مكبوتاتهم فبحثوا لها عن اعدار لان الحقد لديهم سابق عن تبريراته و لكن الدين لم يفهموه هو ان لا احد يكترث بهم و ان الزمن يجرفهم و ان المغاربة ركلوهم و تركوهم خلفهم و ان عصا الشرع لم تعد تخيف او تربك المغربي الماضي الى المستقبل على طريق الفطرة السوية

  • متابع
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 19:11

    لا حل فعلا للصراع في المنطقة إلا بإيجاد حل منصف لقضية القدس
    فهي جوهر القضية الفلسطينية المشروعة .
    ومبادرة العاهل الكريم بمعية سماحة بابا الفاتيكان موضع تقدير كبير ومبادرة بناءة في هذا الاتجاه بعيدا عن المقاربات الأحادية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

  • مؤمنة
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 19:42

    منع الولوج لأماكن العبادة أكبر جريمة في حق الإنسان
    هذا النداء التاريخي فرصة حقيقية نحو السلام فوق أرض زهرة المدائن .

  • mounir
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 19:55

    كفى تطبيلا واستغباء للشعوب.الشعب اليهودي يخطط منذ الشتات لاعادة مملكته منذ 3000 سنة لن يلتفت لنداء تافه تمت صياغته في 5 دقائق.لقد ولى عصر الشفوي و عاد وقت القوة الغربية الامريكية

  • Ait talibi
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 20:19

    La malédiction des Fouquahats obscurentistes a atteint l'islam marocain dans son fond. Nous devrions , en tant que société civiles, intellectuels et esprits éclairés, tous comme citoyens réagir aux propos de ces intégristes qui sacralisent l'ignorence. Comment ces fouquahats qui ne savent même pas ce que signifie la musique se permettent de dire que la musique est interdite en islam. Ils oublient que tout le coron est un kalam mawzoun avec une quafiyat. La répétition de la meme lettre à la fin de chaque phrase dans la sourate, fait de lui une prose musicale. Si meme dieu a opté dans le coron pour une parole avec un rythme musicale, nous demandons à ces Johalats d'aller apprendre ce qu'est la musique avant de se prononcer dessus. Mais nous savons que leurs vrai dieu est le pétro-dollar saoudien.

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 20:34

    الرسول صاهر المسيحيين مرتين مرة حينما تزوج من خديجة قبل البعثة و همها ورقة بن نوفل كان قسا مسيحيا و مرة حينما تزوج ماريا القبطية بعد البعثة و اهلها مسيحيون
    حينما تعاطف النيوزيلانديون مع ضحايا المسجدين المسلمين قبل اسابيع كان المسيحيون طيبين و لكن بسرعة اصبح دينهم تدنيسا لادان المسلمين
    حينما يدهب المسلمون الى بلاد النصارة هناك و يشتغلون و يسترزقون و يسمعون اجراس الكنائس في كل وقت لا يستنكرون الدنس المسيحي و لكنهم هنا يتدكرونه
    حينما يحدث عمل ارهابي هناك و تشير الاصابع الى المسلمين كافة يهرعون الى فتح المساجد لغير المسلمين تعبيرا عن تسامحهم و لكن هنا في بلادهم يعتبرون ترنيمة مسيحية تدنيسا للادان
    حينما يهرعون هم في حال ضعف الى النجاشي و يستقبلون في ارض مسيحية و يحميهم من عودهم يكون الامر مقبولا و لكن ان ياتي البابا ليومين الى بلاد اسلامية تقوم قائمتهم
    هدا هو نفاق الاسلامويين و تقلب مواقفهم بين حال القوة و حال الضعف،هم لا يقبلون بالاخر الا على مضض و هم يعتبرون المسلمين انفسهم دنسا و يصنفون حتى المسلمين الى مقبول و مرفوض و طاهر و مدنس

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 21:38

    فليمنع الفقهاء التلاثية المقدسة لام كلثوم و هي التي مزجت الادان بالموسيقى، ثم ليمنعوا الادان نفسه لانه موسيقى و لو لم يكن موسيقى لما جدب الناس و لو يم يكن الادان لحنا على مقام موسيقي لما كان من اكثر عوامل اسلام الغربيين الغير مسلمين، لمادا يفضل المسلمون مؤدنا على اخر و لمادا يجودون الادان اصلا و لا يكتفون بترديده دون تلحين؟ و ليحدفوا العناصر الفنية من الدين و سيرون ادا كان احد سينجدب اليه، لولا الادان و الترتيل و التجويد و هندسة المساجد و الشعر لما انجدب احد الى الدين، لمادا لا يؤلف ابن مالك نصه نثرا عوض ان يتجشم صعاب القوافي و ينظمه شعرا؟
    لمادا يرلف كبار المتصوفة كلامهم شعرا و بديعا مموسقا؟ اليست الاحاديث القدسية كلاما فنيا بديعا؟ اليس الفن هو ما نشر المسيحية نفسها عب النحت و الموسيقى؟ فليعلم فقهاء الجهل و الاحقاد ان زيارة البابا ليست خطرا على اسلام المغاربة مثلما هو خطابهم هم، الدي يجعل المغربي يتنصر هو خطابكم و سلوككم انتم و ليس زيارة الف قس و قس، طيور السواد و الجهل هم الدين نفروا من الاسلام طيلة قرون و هم اكبر الدعاة الى الخروج منه

  • مغربي خجول
    الخميس 4 أبريل 2019 - 13:08

    إلى سي MOUNIR هل ظهرت الديانة اليهودية على
    أرض كنعان وهل فعلا عمرها 3000 سنة ؟ لم تذكر في الأليادة ولم يتطرق لمواضيع تاريخها لا سقراط ولا أفلاطون .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة