حراك الجزائر بعد الجمعة الرابعة

حراك الجزائر بعد الجمعة الرابعة
الإثنين 25 مارس 2019 - 23:28

يوجد حراك الجزائر في مرحلة الجمعة الرابعة وهي يوم 15 مارس 2019، أي إن عمره لا يتجاوز أربعة أسابيع، وتتميز هذه المرحلة القصيرة بنهاية مشكلة الولاية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، برسالته التي أصدرها في الأسبوع الثاني من مارس 2019 وأعلن فيها أنه لن يترشح مجددا.

وبعد هذه المرحلة فتحت مرحلة ثانية، وهي البحث عن بديل لبوتفليقة، من سيكون؟ وكيف سيعين؟ هل بتطبيق الدستور الحالي؟ هل بكتابة دستور جديد؟ هل تطبيق رسالة بوتفليقة التي صرح فيها بنيته في تطبيق “مشروع تجديد الدولة الوطنية”؟ وهي ما سماه “الواجب الأخير “من حياته” وهو “الجمهورية الجديدة” ونيته في “تنظيم الندوة الوطنية الجامعة المستقلة” ستعد الدستور الجديد، وتعلن موعد الانتخاب الرئاسي.

لا يعرف أحد الآن كيف ستنتهي المرحلة الثانية من الحراك الجزائري، ولا يمكن تقييم نتائجها، ويبقى واضحا ضرورة أن يدرس شباب شمال إفريقيا المرحلة الأولى التي كسب فيها الجزائريون مكاسب هامة، لا يشوبها سوى بعض الأخبار المعلنة مثل اعتقال 75 شخصا وجرح 11 من قوات الأمن يوم الجمعة الرابعة، ولم تنشر تفاصيل عن أسباب الاعتقال، والجروح، ونؤكد على هذه المكاسب التي نذكر منها:

1. فتح حرية التعبير في وسائل إعلام الدولة من راديو، وتلفزات، والخطب، وفي الصحافة الخصوصية، وفتح حرية التظاهر، وحرية الاجتماع، وحرية مناقشة موضوع اختيار رئيس الدولة، وحرية الإضراب. وباختصار ربح الشعب الحريات السياسية والنقابية، وبالمقارنة هذه الحريات لا توجد حاليا بنفس المستوى في بلدان شمال إفريقيا، مثل موريتانيا والمغرب، وليبيا، ونسبيا في تونس، حيث لا يمكن استعمال الشعب لوسائل إعلام الدولة بمثل الحرية التي تستعملها قنوات الجزائر في تلك المرحلة الأولى وبداية الثانية.

2. التخلص من سيطرة الأحزاب والنقابات والجمعيات التي نشأت في مرحلة ما قبل ظهور هذا الحراك، حيث لوحظ جمود البيروقراطيات الحزبية، وفراغ مقراتها، وغياب وجوه الكثير من قياداتها في وسائل الإعلام، والمسيرات الشعبية، وعلى العكس من ذلك بدأت تظهر قيادات جديدة ووجوه تتدرب على قيادة البلاد.

3.إزالة ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، مما يؤكد أن شباب الجزائر بدأ يتخلص من حكم” المجاهدين” الذين تداولوا عليه منذ سنة 1962.

4. تحريك قطاعات في المجتمع لم تكن تستطيع ممارسة حرية التعبير ومختلف أنواع الحريات العامة، مثل القضاة والشرطة، وعمال شركة البترول، وضباط الجيش الذين شاركوا في الحراك علانية وبكل حرية.

بعد هذا يبقى من مهام شباب شمال إفريقيا ضرورة مواكبة تطور المرحلة الثانية من الحراك الجزائري، ودراستها، وتحليلها، لكي لا تبقى مرحلة عواطف ومشاعر مؤقتة، تصطدم قريبا بالواقع السياسي المليء بالمخاطر.

بعد ذكر المكاسب، يمكن أن نبدأ الحديث عن سلوكات سياسية ظهرت بعد الجمعة الرابعة على مستوى الدولة، ومنها:

1. عزل الوزير الأول محمد أويحي، وتعيين نور الدين بدوي، وزير الداخلية السابق، وزيرا أول، وفتح المجال لبدوي وهو أيضا رئيس حكومة سابق ليكون حكومة جديدة، وفي الوقت نفسه تعيين رمطان العمامرة نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ليذهب مباشرة إلى روسيا، وينذر هذا السفر بخطر جلب روسيا إلى شمال إفريقيا كقوة عسكرية، كما وقع في سوريا، كما ذهب الأخضر الإبراهيمي إلى الصين، وهل سيتقوى بذلك الحكم الجزائري القديم بروسيا والصين؟ وفي الوقت نفسه تعيين الجنيرال علي بن دَاود رئيسا للمخابرات الخارجية بدلا من الجنيرال محمد بوزيت.

2. الحراك الآن نجح في تنظيم الشارع لكنه لا يتوفر على برنامج سياسي وتنظيم سياسي، ويتوفر فقط على برنامج نضالي وحماس شعبي، وسيصدم عند وضع البرنامج السياسي بواقع مرير عند فتح النقاش حول الدستور، وأكبر مشكلة تنتظره هي دين الدولة؟ لغة الدولة؟ مطالب القبائل؟ الموقف من البوليساريو، علما بأن النقاش حول الدستور هو الذي فجر دولة ليبيا، فبقيت حتى الآن معرضة للانقسام، وبدون دستور، ورجع بتونس بعد سنة 2011 إلى دستور يكرس قواعد الدولة الدينية، والدولة الإثنية العربية.

3. الحراك أدى إلى طرح الرئاسة والحكومة والبرلمان للنقاش الجدي، لكنه لم يطرح بالمستوى نفسه دور الجيش في الحكم، وفصل العسكر عن السياسة… وهو ما عرقل التطور الديمقراطي في جزائر ما قبل الحراك، وموريتانيا، ولا يكفي شعار “الجيش والشعب خوة”.

‫تعليقات الزوار

6
  • انها احلام ستتبخر
    الثلاثاء 26 مارس 2019 - 02:30

    … الا ترى يا استاذ ان تونس التي اختارت نظام اقتصاد السوق منذ الاستقلال مثل المغرب ولها نخبة مثقفة واعية ومنسجمة تعثرت فيها اصلاحات الثورة ورجع فيها قايد سبسي وريث بورقيبة الى الحكم.
    وبسبب اضطراب الاحوال الاجتماعية هجرت رؤوس الاموال الى الخارج وتحول بعضها الى المغرب.
    الجزائر التي اختارت الحزب الواحد والاقتصاد الاشتراكي منذ الاستقلال يصعب فيها التحول بسهولة الى اقتصاد السوق مما يجعل الاصلاحات بعيدة المنال.

  • محمد وهران
    الثلاثاء 26 مارس 2019 - 12:03

    اولا للمعلق أعلاه الجزائر ليست دولة اشتراكية و اقتصادها مفتوح منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي
    ثانيا لكاتب المقال نحن نعلم أن الصراع من اجل الديمقراطية مازال طويلا و صعبا أما النقاش حول الدين و اللغة فهو محسوم إذ أن الغالبية العظمى لا تريد لا دولة علمانية و لا جمهورية إسلامية أما اللغة فهما لغتان رسميتان الأمازيغية و العربية
    أما مطالب القبائل فهم مشاركون في الحراك و لهم نفس مطالب بقية الشعب الجزائري
    أما مشكل البوليساريو و الصحراء فلا يدخل اصلا في اهتمامات الشعب الجزائري

  • BAT MAN
    الثلاثاء 26 مارس 2019 - 16:21

    الكلمة الأولى والأخيرة ستكون للوبي الفرنسي والطريقة التي سيلتفون بها على الجزائريين هي نفسها التي استخدمها معنا قليل من التنازلات ثم مع مرور الوقت سينقلبون على الجميع والأيام بيننا

  • BAT MAN
    الثلاثاء 26 مارس 2019 - 16:45

    أشكرك على الجزء الأخير من جوابك فهي إشارة جيدة لإزالة المشكل المفاعل الذي إسمه البوريزاليو

  • الى التعليق 2
    الثلاثاء 26 مارس 2019 - 17:48

    … الاخ محمد من وهران.
    اذا كان الانتقال السياسي صعب وفرض العهدة الرابعة ثم الخامسة ، فان الانتقال الاقتصادي اصعب.
    الا ترى ان نسبة الصادرات من المخروقات تبلغ اكثر من 95%؟.
    الا ترى ان قانون حصة اشراك الراسمال الدولي في الاقتصاد الجزائري ما تزال في حدود 49/ 51 %؟.
    الا ترى ان سعر صرف الدينار الجزائري ما يزال جد ضعيف مقارنة مع سعر الصرف في تونس والمغرب؟.
    هذه بعض الماشرات تدل على صعوبة الانفتاح الاقتصادي في الجزائر.

  • إبن النخيل
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 22:07

    غريب، الرجل غائب عن مايدور حوله والعاسكر تنسج عنه المسرحيات الغبية مستهزئين بذكاء الناس ظانين أنفسهم اكثر ذكاء من المعدل أليست هذه قمة الغباء ألا يستحون ألا يخافون الله وهم في هذا العمر؟

صوت وصورة
تفاصيل متابعة كريمة غيث
الخميس 18 أبريل 2024 - 19:44

تفاصيل متابعة كريمة غيث

صوت وصورة
أساتذة باحثون يحتجون بالرباط
الخميس 18 أبريل 2024 - 19:36 1

أساتذة باحثون يحتجون بالرباط

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 104

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 97

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر