القناع

القناع
الجمعة 11 يناير 2019 - 22:30

يا إلهي أصبح العالم عبثيا وانعدمت فيه المعاني. الغبن يطاردني منذ أن بدأت أفكر بوعي. أنا امرأة بسيطة رمتها الأقدار خارج بيتها الدافئ. عملت في أم المؤسسات، وفي أعرق الصحف، بل وفي تلفزيون مشهور، لكن في كل مرة أطرد من العمل. يقال لي إنني لا أجيد قواعد الركوع. رغباتي مكسورة. كنت لا أعلم أن الدفاع عن الحرية جريمة. كلامي كان مثار اهتمام كل زملائي، كلهم يجاملونني. لا أحب من يقول لي: أنت جميلة. إنهم لا يرون في ذاتي إلا كومة لحم. آخر مرة طردت فيها كان سببها تلك الصور التي قال عنها رئيس التحرير إنها تخدش الحياء وتثير الفتنة. الصور كانت عادية جدا، وتعبر عن الفزع الذي تعيشه المرأة بعد اغتصابها. مازلت أتذكر، في ذلك اليوم الذي سأغادر فيه عملي، قال لي رئيس التحرير:

– أنت عنيدة وأفكارك أكبر منك، لا نريد هنا معارضين.

أجبته بقليل من السخرية:

– يوما ما ستحيط بك غيوم الغباء وستفقد لسانك حتى لو أردت أن تصرخ: “أنا إنسان ملعون”.

الآن أحمد الله وأشكره، لا أحد ينتبه إلي. أعمل في غرفة يسمونها “غرفة الأخبار”. من سينتبه إلى امرأة تنظف المكاتب والكراسي والمرحاض. نعم، المرحاض هو مكان الأسرار. أنا المرأة الوحيدة وسط هؤلاء الرجال. هم يكتبون وأنا أمسح غبار يومهم، وغباء مخطوطاتهم الراقدة، وأزيل من أركان غرفتهم الكثير من الزوائد. في هذا المكان المغلق رفعت الستار ودخلت الأوكار. حين أدخل على هؤلاء الكتبة أسمعهم يتحدثون عن تفاهات الحياة، كغلاء المعيشة، وفي بعض الأحيان، يقهقهون عندما يحكي زميل لزميله عن آلام البطن وتراكم الغازات في الأمعاء، ومشاكل عملية الهضم، والأكلات السريعة، والتقاعد الهزيل، ومصير الإنسان في “غرفة الأخبار” حين يكون خارج الأسوار، أو حين يصير يائسا ولا يقدر على الحركة أو الكلام.

عالم هذه الغرفة عجيب. ذلك المساء، كان أحمد يتحرك بطريقة مدهشة وكأنه يعاني من إسهال حاد، تتمزق أنفاسه وهو يتحدث إلى زملائه، يرقص كديك مذبوح، يلسع في كل مرة تشير فيه أصابعه إلى هذا الزميل أو ذاك، يداه تنطق لغة بلهاء، وعيون زملائه جاحظة تنظر إليه في جو مكفهر.

خمس سنوات وأنا أشتغل في هذا المكان. مرت الأعوام كمرور السحاب وأحمد مازال ينهش نفسه، يتنكر لوصية أبيه: “يا ولدي، لا تلعب وحدك، لأنك ستلعب ضد نفسك”. أول سحابة تمر فوق البناية، تجده يقول لنفسه:

– هذه غرفة الأشرار وليس الأخبار. يحاربونني حتى أموت جوعا. لن أترك لهم الساحة فارغة. ضاع كل شيء ولم أحصل على الشهادة، وحتى نفسي بدأت لا أطيقها. عيادة الطبيب أضحت تعرفني، والكلاب تنبح كلما لمحتني أتسكع وسط المدينة ليلا، باحثا عن خبر أو فضيحة زميل أقدمها هدية صباحية للمدير الجديد. أعرف أن المدير يحب فقط لاعقي الأحذية والمنبطحين وبياعي الحروف.

الهزيمة تنطق في دواخل أحمد، انفصامه يتفتق كل يوم، يسترسل في كلامه ويخاطب صوتا جاثما فيه:

– لماذا ابتعدت عن نفسي؟ لم أعد أظهر لنفسي كما كنت رغم خدعة الماكياج ولمسة الأضواء الحارقة..أصبحت أدور في غيوم الظلام كطائر حزين.

معظم الأطباء والوصفات فشلت في إخراج أحمد من نفق الويلات النفسية، سكنه الوسواس وحطم نصفه العلوي؛ زملاؤه ينظرون إليه كبطل مقرب من أصحاب القرار..مرة خاطبهم المدير وبصوت مرتفع:

– اسمعوا، أحمد هو زعيمنا في هذه الغرفة..

كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف ليلا، موعد خروج عمال الغرفة. أنظر في صمت وأفرغ آلامي. أحمد هو الوحيد من ظل في مكتبه، يدور حول نفسه تارة، وتارة أخرى حول المدير؛ اقترب من رئيسه، همس في أذنه اليمنى، فالأذن اليسرى لا يسمع فيها الكلام منذ أن نزلت قذيفة على بيته إبان الحرب الأهلية..قال للمدير بصوت خافت:

– عندي خبر جديد عن زميل معنا. الأمر خطير للغاية..

– هذه الليلة أقيم سهرة خاصة في بيتي، فلا تعكر صفوها..بسرعة، قل لي ماذا حدث..؟.

– زميلنا الجديد يتدخل في كل شيء له علاقة بأخبارنا..بل وحتى في القواعد اللغوية. صحيح نحن نرتكب كل أنواع الأخطاء، لكن هو يستدل بمثال يكرره على مسامعنا ألف مرة في اليوم، يقول: لكي تفهموا قاعدة الحال عليكم بفهم الجملة التالية: “أقبل الغريب مكسورا”. أتصدق هذا الكلام؟ أخونا اللغوي يريد أن يخلق الفرقة والبلبلة في صفوفنا، ونحن كما تعلم إخوة في العروبة والدين، هو يريد أن يحرمنا من كسرة الخبر.

– وما العمل؟ أعرفك، وكعادتك تفك الرموز وتجد الحلول لكل المطبات..

– نعم هي عملية واحدة وسأفضحه..لقد عثرت على كل أسراره..سأتدبر الأمر لو سمح لي سيدي طبعا. لا أريد أن أقوم بما لا ترضاه..

– لا تنسى أن كل أثر تتركه خلف عملياتك يكلفني هذا الكرسي..

خرج أحمد منشرحا مثل جواد خشبي يلعب دور البطولة، فجأة أحس بوجع شديد في بطنه، دخل المرحاض، أحس بالغثيان، تقيأ كسرة الخبز التي أكلها صباحا. حالة أحمد أضحت معروفة عند زملائه، كل مرة يدخل فيها إلى المرحاض يلقي ما في بطنه ثم يبدأ في الكلام مع نفسه؛ لا يستطيع أن يبلع لسانه أو يوقفه عن النطق، هناك قوة أكبر منه تدفعه إلى البوح، هلوسته يمتزج فيها الحرف بالبكاء. صوت حزين يتحدث:

– أعرفك..يا ابن القحبة، أتمنى لك الموت اليوم قبل غد.

في كل شهر ينفذ أحمد عملية ضد زميل، أنفاسه ملأها كبت رهيب؛ يرى في منامه أشباحا وأجساما غريبة وكوابيس، يعاني من فرط السهر والأرق، رُهابه لم يجد له الطبيب مخرجا. أمس، وفي مثل كل الأوقات التي تنتهي فيها لعبة الشاشة الماكرة، خرج المدير من مكتبه؛ كان مشغولا بقراءة رسالة فتاة تطلب عملا في الغرفة، كان فرحا جدا وكأن ذئبا عثر على فريسته. كانت الغرفة في شبه فوضى مرعبة. استدار المدير كي يعرف ما يحدث، تردد ثم قال:

– هل تعرفون أننا أصبحنا نتشابه في أمور شتى، وهذا سر نجاحنا؟ الشبه مفخرة لنا جميعا.

كان أخونا اللغوي ينظر إليه باندهاش ويحرك شفتيه في صمت:

– آه منك يا حقير، قتلت طفلك وشردت أمه وهربت من الحرب، لم تتعلم إلا أبجديات المراوغة والنصب؛ متى تقرأ كتابك بصوت عال يا كلب؟.

المدير يضحك ثم يسترسل في الكلام:

– ستلتحق بنا زميلة جديدة لها كفاءة عالية في كل شيء، وربما هي من سيقدم أخبارنا.

تقدم زميل يبحث منذ شهور عن فرصة تقربه من المدير. خاطب رئيسه وهو يطأطئ الرأس:

– سيدي، هناك خبر عاجل التقطته على جهازي وسيكون سبقا صحافيا بالنسبة لنا، ولم لا يكون عنوانا رئيسيا لنشرتنا الإخبارية: “ضراط البقر أضحى دواء يعالج الإنسان”.

رد عليه المدير بسخرية مقيتة:

– اشتغل على الضراط..إن شاء الله هذا خبر نشرتنا..

يمر المدير فوق رؤوس الجميع، يعبر ممرات المكاتب المفتوحة، وفي كل مرة يفتش في جهاز كل واحد منهم..ينظر إليهم بامتعاض..وكأنه مدرس يراقب تلاميذه قبل أن يعلن نقطة اختبار تحدد مصير كل واحد منهم؛ وإذا لمح زميلا يتحدث إلى زميله، يركض مسرعا لمعرفة فحوى الحديث، تخونه أنفاسه وحركاته وعقله، فيظن أن الجميع يتحدث عن أسراره.. عندما يريد أن يهاتف زميلته / معشوقته الجديدة يدخل إلى مكتبه، يتحدث بصوت رخيم وبعبارات كلها ألغاز حتى لا يفهم كلامه أحد. متيم يحكي مع مقهورة. هي تعبد المال وهو يعبد الفرج.. كثيرا ما ينام على كرسي المكتب، يحلم بأنه وضع رأسه على ركبتيها، وفجأة يأتي جاره عباس ويخبره بموت أمه، يستولي عليه الذعر فيستيقظ، يسأل زميلا:

– كم الساعة الآن؟

يجيب الزميل بصوت مضطرب:

– لقد مرت نشرة الأخبار يا سيدي..

الزميل اللغوي يرد على السؤال متحدثا إلى أنفاسه:

– إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ.

أحمد يسأل نفسه مرة أخرى:

– لماذا أسكت؟ وهم، لماذا يسكتون؟ لماذا أحتقر نفسي وأمقت زمني؟ أنا رجل مخصي وملعون، أصبحت مثل قرد يقفز فوق مكاتب هذه الغرفة. انتصار الجبناء يشبه الحبل القصير. أحس بنفسي تحاصرني.

أما أخونا اللغوي فتملكته الرعشة وكأنه في سجن كبير، تغمره الرطوبة القاتلة وصدأ الذاكرة؛ قال لنفسه متلعثما:

– لقد تزوجت وأنجبت ولم أعد أستحمل نظرات أبنائي إلي عندما أعود إلى البيت..بنتي التي دخلت عقدها الثالث تسألني :

– لماذا كنت تقول لي إن التكرار يعلم الحمار؟ أتردد ثم أجيبها:

– التكرار يقتل الإنسان والحمار يا بنتي.

أولادي يسخرون من أخبارنا ويضحكون على حركاتنا الجامدة.. ولدي الأصغر يسألني:

– ما الفرق بين الإذاعة والتلفزيون؟

أجبته دون أن أفكر في الجواب:

– لا فرق بينهما يا ولدي سوى النكسة. التقنية لعبة زئبقية وغالبا ما تكون ماكرة.

طلع النهار. يبدو أن اليوم جميل. الساعة تشير إلى الساعة التاسعة والنصف صباحا. المدير ينتظر أحمد في المكتب، ما إن دخل حتى ناداه إلى مكتبه ثم قال له:

– منذ مدة لم تقم بأي عملية، هل تاب الله عليك؟

– لا والله. كنت مشغولا بمرض أمي، أبي هجرها وإخوتي ينامون عند عمي الذي يكرهها.

– وهل أمك تعمل معنا في هذه الغرفة؟.

– لا يا سيدي..

– اسمع جيدا. اليوم إجازتي الأسبوعية، لكن فضلت أن ألتقي بك، أنت عنصر مهم في هذه المجموعة، كلهم أغبياء وأنت أفضلهم؛ لدي مهمة جديدة لك. الزميلة الجديدة اسمها رانيا، وستلتحق بنا الأسبوع المقبل، هي أرملة قتيل في الحرب، تفهم في كل الأمور، وتعرفكم جميعا، لقد حكيت لها عن كل واحد منكم. أريدك أن تكون عيني التي لا تنام. أنا لا أثق في النساء. راقب تحركاتها، وقل لي مع من تتحدث وماذا تقول..أريد أن تنقل لي كل التفاصيل.

يبتسم المدير ثم يخاطب أحمد مرة أخرى:

– هذه مهمة تحرير أخبار جديدة، ستخرجك من روتين عملنا..هذا سر بيننا، سأسلمك برنامجا جديدا تقدمه أنت بنفسك، اخترت له اسم: “أفكار طائشة “؛ سنتحدث فيه عن سيارات فخمة تنقل سمك السلمون إلى المناطق الفقيرة في العالم..

بلع أحمد لسانه، حرك رأسه مشيرا إلى قبول المهمة الجديدة، ثم انصرف مسرعا، دخل المرحاض، أخرج ما في بطنه ثم بدأ يحكي:

– ماذا يمكن للجثة أن تفعل قبل مراسيم الدفن. ضاع مني مفتاح الحياة. أنا إنسان حقير. سأتابع حكاية رانيا إلى آخر فصل فيها وليقع ما يقع. كل يوم يقتلون روحا جديدة. كل يوم يقتلون الكلمة ويجردون الصوت والصورة من عمودهما الفقري. متى تنتهي لعبة هذه الدمى الليلية؟ آه، لو كنت مسدسا لقتلت المدير دون أن يراني أحد. وجوه ممسوخة تحيط بي، وتعيد عقارب ساعتي إلى الوراء. لحظات سقوط مقيتة. أصبح هذا المكان يعرف رائحتي وغثياني. كيف أدعو إلى صدق الأقوال وأنا مدنس بمآسي الأفعال؟.

سقط أحمد على الأرض غارقا في دموعه، صوت مجهول المصدر وغريب يناديه:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.

أخونا اللغوي جالس في زاويته الكئيبة، يتحدث لنفسه مخاطبا المدير:

– أنت لا تفهم في حيوات الأطفال وروح النساء المعلقة في سموات الخير والجمال، حرمت من بصيرتك. أنت لا تعرف إلا لغة العفاريت. لن تسهر أيها الصياد، بل ستتحدث عن سجنك الأبدي ثم ترفع الحجاب على دموعك المطمورة.

المدير يكره السؤال ويتجنب علامات الاستفهام، ويخطب دوما أمام عمال الغرفة: “استعملوا الأسلوب التقريري فهو الأفضل”. المدير مهووس باليقين..أخونا اللغوي تحرك من مكتبه، انزوى في مكان لا يسمعه أحد ثم بدأ يحاور شيئا في داخله:

– السجان لا ينتفض والسجين قابع في سكونه وصمته، يلعب بالكلمات الطائشة ويركب الجمل التي لا تقول شيئا؛ يتحرك في عالم العدم وينطق لغة الببغاوات. سيصير زمان السجان والسجين في هذه الغرفة خالدا، تتحدث عنه الأساطير وتقدمه كتمثال النكسة. كم كانت لوعتي شديدة، أريد أن أصرخ، لكنني أفكر في مستقبل أولادي وزوجتي التي أصيبت بعد الإنجاب بشلل نصفي، أريد أن أصرخ: يا سيدي المدير، أنظر إلى سحنة وجهك وحركاتك البهلوانية، لن تخرج من هذه الغرفة الكئيبة حتى تموت من شدة التكرار. أليس كذلك يا سيدي؟.

هذه الغرفة تشبه لعبة شطرنج، وفي كل يوم يموت ملك جديد. أحمد يحس بخوف مفرط عندما يمر بجانب سيده، لكن سرعان ما يتحول إحساسه إلى ذهول حين يسمع صوت زميل يشبه صوت امرأة يسكنها الأنين. المدير يتحيز لهذا الزميل الهجين. أحمد وزملاؤه لا يعرفون سر هذه العلاقة. الأهم في الأمر هو أن الحس الإنساني لا أثر له في نفس السيد، فهو يفعل ما لا يفعله الشيطان، ويعيش ازدواجية لا نهاية لها؛ لا يمكن التنبؤ بردات فعله.. إنسان غير مستقر، غادر وطنه ولم يلمس حضن أمه منذ أكثر من عشرين عاما، لا تهمه الأسماء بقدر ما تهمه الألقاب.

في تلك الصبيحة، طلب المدير شايا بالنعناع. أحمد هو من يقوم بهذه المهمة. إنه رجل كل مهمات رئيسه. لم ينتبه أحمد حين عودته من المقهى. كأس الشاي غير نظيفة وفيها أثر الأوساخ. سلم المدير كأسه دون أن ينظر في وجهه، فوقع ما لم يكن في بال أحمد.. ضربه المدير بالشاي الساخن جدا حتى احترق نصف وجهه. تهشم الكأس. غضب المدير ثم غادر الغرفة. أما أحمد فعاد إلى بيته..يكاد رأسه ينفجر من كثرة الأسئلة: هل سأعود إلى عملي؟ ومن سيتولى مهمة مراقبة رانيا عندما تبدأ عملها في غرفتنا؟.

أما أنا، فقد قررت أن أكتب روايتي الجديدة: يوميات منظفة.

* كاتب ومخرج سينمائي مقيم في برلين- ألمانيا.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين