إلى رئيس الحكومة...لكم منّا كل الامتعاض والحنق

إلى رئيس الحكومة...لكم منّا كل الامتعاض والحنق
الخميس 10 يناير 2019 - 22:54

بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2969، يؤسفنا السيد رئيس الحكومة أن نخاطبكم بهذه اللهجة الشديدة، عذرا مسبقا لأننا سنزيغ عن واجب اللباقة ونخرج عن أسلوب الاحترام على غير عادتنا، لأننا وبكل باختصار سئمنا من الانتظار، سئمنا من التسويف، سئمنا من التحقير، سئمنا من مقاربتكم الدوغمائية للاختلاف، من فهمكم الثيوقراطي للنوازل، وتناولكم البروباغندي لقضايا وهموم هذا الوطن البئيس.

السيد رئيس الحكومة، لا شك أن تتذكرون أنه ومنذ سنة 2011، أصبحت اللغة الأمازيغية لغة رسمية ثانية للدولة المغربية بمنطوق الدستور، أسمى قانون في البلاد، وتتذكرون أيضا أنكم في جماعة “سيدي القنديل” فعلتم المستحيل كي لا تتبوأ لغتنا هذه المكانة، ونجحتم في الرمق الأخير في ربط رسمية لغتنا بقانون تنظيمي يُحدد مسار وطرق تفعيلها تعتمده المؤسسة التشريعية، وتدركون جيدا أن بطء المسطرة التشريعية مع هذا القانون التنظيمي بالذات إنما هو مقصود من جهات عديدة – بما فيها “سيدي القنديل”- توحّدها “الأمازيغوفوبيا”.

السيد رئيس الحكومة، لن نبالغ إن قلنا أننا لا تتفاءل خيراً في مستقبل الأمازيغية مع حزبكم، ولا مع حكومتكم ولا حتى مع شخصكم لأنكم بكل بساطة عاجزون. أليس من العار أن يكون التأجيل مآل القانون التنظيمي المزعوم منذ منذ إحالة النص التشريعي على البرلمان في 30 شتنبر من عام 2016؟؟ قد يقول قائل أن الأمر مرده استمرار اختلاف مكونات “الأغلبية” حول مضامينه، نقول أنكم تختلفون ظاهريا بشأنها، ولكنكم تتفقون وتجمعون على ضرورة التلكؤ والمماطلة بغية إقبارها لأنها وبكل بساطة تخيفكم.

السيد رئيس الحكومة، أنتم ومن يدور في فلككم تريدون إماتة الأمازيغية، وهو مسعى سبقكم إليه كثيرون من الأحياء والأموات، تؤجلون تفعيل رسميتها ربحا للوقت في انتظار نعيها شعبيا –كما يتنبأ بذلك اللسانيون- وإلا كيف تفسرون مرور أكثر من سبع سنوات دون أن تظفر لغة الشعب بقانون يحميها مؤسساتيا؟؟ أنتم انتهازيون تركبون على الجهل المركب للشعب بكيانه الحقيقي بعدما أبهرتموه بكيانات أخرى، تختلقون إشكالات مجانية وترفعونها خطوطا حمراء، سلاحكم في ذلك الفوضى الخلاقة التي يمارسها الساسة باسم “الديمقراطية”، وتغييب الحكماء وأهل الاختصاص، تستغلون الصراع المفتعل والظاهري بين أعضاء اللجنة والذين يستغلونها ورقة ضاغطة فعالة في الابتزاز السياسي.

السيد رئيس الحكومة، نعلم جيدا أننا نستحق إرغامكم لنا على متابعة إعدام أمّنا الأمازيغية، لأننا أحجمنا عن “المشاركة السياسية” ليجد أمثالكم -ممّن جُبِل على التأحيد القسري- الفرصة سانحة أمامه للعبث بكينونتنا، تاريخنا، حضارتنا، ثقافتنا ولغتنا، نستحق هذا وأكثر لأننا فشلنا في بناء مجتمع مدني واع ومسؤول، نظن أنفسنا نخاطب ذوي ألباب وهم جلاميد صخر حطّها سيل مشهد سياسي موبوء.

السيد رئيس الحكومة، لن نطالبكم مستقبلا بإعادة كتابة تاريخ وطننا، لن ننتظر منكم الإفراج عن القانون التنظيمي، لن نلتمس منكم ترسيم السنة الأمازيغية، لن نلحّ على تدريس اللغة الأمازيغية، لن نسألكم احترام المؤسسات الإعلامية لدفاتر التحملات بخصوص الأمازيغية، لن ننتظر إنصاف المرضى والمتقاضين ومرتفقي الإدارات والمؤسسات العمومية من الناطقين بلغتنا فقط، أتعلمون لماذا؟ لأنكم مجرد فزاعة ترسو عليها الكواسر الغادرة.

السيد رئيس الحكومة، نحن على يقين من أن الدولة المغربية تسوق الشعارات وفق سياقات المرحلة وها أنتم تكرسون هذا التوجه، ترفعها عاليا وبعد أن تنال تصفيق الأمم والمنظمات تتناساها وتنسينا تنفيذها، ندرك جيدا أن الدمقرطة مجرد شعار ولن تجد يوما طريقها إلى الممارسة، وكم يؤسفنا أنكم أبواق وحناجر مكتراة. إعلموا السيد رئيس الحكومة أن الأمازيغية لا تنتظر منكم شيئا لأنكم لستم شيئا بالنسبة إليها، ومن أوصلوها إلينا اليوم هو الوحيدون الذين يمكن أن يؤتمنوا عليها.

السيد رئيس الحكومة، اسمحوا لنا في الأخير أن نحيطكم علما أنكم ضاعفتم تذمرنا ويأسنا، وقتلتم فينا كل معاني الأمل والتفاؤل، وأججتم فينا مشاعر المهانة والإذلال، أكدتم لنا أن الدولة تحتقرنا، تهيننا، وتتلاعب بنا. نشعر بالغبن كلما تذكّرنا من نكون، نشعر بالخجل كلما سمعنا قيم التسامح على ألسنتكم، نشعر بالدونية كلما خاض أحدهم في الهوية والخصوصية، جعلتم لغتا وثقافتنا رمزا للتخلف والماضوية، وصوّرتمونا لغيرنا وكأننا ذئاب تعوي أو مجانين يسبحون ضد التيار.

السيد رئيس الحكومة، في الختام، نستسمحكم على الجفاء الذي خاطبناكم به ولو أنه أقل بكثير من الجفاء الذي تعاملون به لغتنا، ونسألكم أن تدعوها وإيّانا بسلام !!!

[email protected]

‫تعليقات الزوار

7
  • شي مغربي
    الخميس 10 يناير 2019 - 23:33

    " بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2969، يؤسفنا السيد رئيس الحكومة أن نخاطبكم بهذه اللهجة الشديدة، عذرا مسبقا لأننا سنزيغ عن واجب اللباقة ونخرج عن أسلوب الاحترام على غير عادتنا، لأننا وبكل باختصار سئمنا من الانتظار، سئمنا من التسويف، سئمنا من التحقير، سئمنا من مقاربتكم الدوغمائية للاختلاف، من فهمكم الثيوقراطي للنوازل، وتناولكم البروباغندي لقضايا وهموم هذا الوطن البئيس."
    مقدمة جد ملائمة لواقع الحال. لكن ما تبقى ومع الأسف يطعي الأسبقية لما هو فئوي ، إثني في الحالة التي بين يدينا، وبالتالي يغيب عنه البعد الوطني، وهذا لعمري جد صادم. أنا مع ترسيم الإحتفال بالسنة الأمازيغية، لكن الإشكال ليس هنا

  • رشيد زين العابدين
    الجمعة 11 يناير 2019 - 00:08

    هذه الحكومة تستحق الحنق ليس بسبب مطالبكم المرفهة بل بسبب سياسة تجويعنا عربا وأمازيغ أما بالنسبة للعطلة فقدأصبنا في هذا البلد بعطالة فكرية قضت عل كل إحداثياتالفهم لأين تسير هذه البلد.

  • عبده/ الرباط
    الجمعة 11 يناير 2019 - 10:22

    سيدي رئيس الحكومة : حتى لا نتوه … ارجو حذف عطلة راس السنة الميلادية و الاكتفاء بعطلة بداية السنة الهجرية التي تهمنا كمسلمين عربا و أمازيغ …. اما السنة الامازيغية فلم نسمع بها قط اللهم محاولة من البعض الاقتداء بما فعلته الجزائر…و اذا كان كل واحد يطالب تعطيل العمل احتفالا بسنته … فسنجد قريبا المورسكيون الذي طردوا من الأندلس سنة 1492يطالبون ابتداء من هذا التاريخ بجعله ذكرى سنوية لتعطيل العمل …. و كذلك اهل الصحراء الحسانيون فلا شك ان لهم تاريخ إقليمي معين يحتفلون به … و لم لا اليهود المغاربة المذكورون في الدستور فلهم تاريخهم العبري الذي يحتفلون به كل سنة في اسرائيل فسيطالبون بجعل هذا اليوم. يوم عطلة في المغرب .. ما هذا الهراء ؟؟؟؟؟

  • مصطفى آيت الغربي
    الجمعة 11 يناير 2019 - 15:47

    ادا كنت لست متفائلا للغة الأمازيغية فأطمئنك أن اللغة والثقافة والحرب الأمازيغية التي من ورائها الصهيونية ستشتعل بين أبناء أبنائنا وأبناء أبنائكم.
    لقد نبش المسيشرقون مع المبشرون والصهاينة وأخرجوا الأمازيغية لمواجهة العرب. والاكراد هناك والأقباط في مصر وهكدا أيها الغويم .
    يتكلم الانجيل عن الخروف الضال. خراف يسوع الضالة بدأت تكبر.
    فليبارككم الرب. آمين.

  • يهودي
    الجمعة 11 يناير 2019 - 17:18

    انا يهودي مغربي اطالب يترسيم اللغة العبرية و السنة اليهودية التي اصلها انتصار موسى على الفرعون، و ذلك وفقا للدستور المغربي اعلى قانون في البلد و الذي يؤكد على ضرورة الاعتراف بالمكون اليهودي و ثقافته.

  • سنة غير أمازيغية
    الجمعة 11 يناير 2019 - 22:27

    لا توجد "سنة أمازيغية" ، لا قديماً ولا حديثاً ، ولا يوجد "تقويم أمازيغي" يعود إلى 950 سنة قبل الميلاد .

    وأوّلُ مَن أحدث "السنة الأمازيغيّة" هو "عمّار النكادي" ، سنة 1980 ميلاديّة ، وهو شاويّ من منطقة (الأوراس) بالجزائر .

    يوم 14 يناير من التقويم الميلادي هو رأس السنة الفلاحيّة الرّوميّة التي يرجع تاريخها إلى 311 أوْ 312 سنة قبل الميلاد (وليس 950 سنة قبل الميلاد) ، وهي التي يحتفل بها المغاربة والمغاربيّون قديماً وحديثاً ، لا "السنة الأمازيغية" التي لا وجود لها .

    غزوة "شيشونغ" (950 قبل الميلاد) فنّدها وكذّبها الأستاذُ الصافي مومن علي الأمازيغي في كتابه: (خطابات) .

    وقال المؤرخ الأمازيغي الأستاذ مصطفى أعشي في حوار مع هسبريس:

    التقويم "الأمازيغي" الحالي تمّ اعتماده من طرف إحدى الأكاديميات الفرنسية ، تسمى :
    Académie Berbère

  • ASSOUKI LE MAURE
    السبت 12 يناير 2019 - 23:43

    لا أسف ولا نشوة فرح . القضية علمية وأكبر من رئيس الحكومة . الإشكالية بحاجة الى علماء في (الجغرافيا والتاربخ و الإثنوغرافية والانتربولوجيا والفلك) لكي يثبتوا وجود ا ل ا م ز ي غ على أرض MAURÉTANIE .لا الفنيقيون إكتسفوكم ولا الإغريق أرخوا لكم ولا الرومان واجهوكم ولا المصريين دونوكم في ألواحهم . تگلة أكلة ليست مورية والفرعون شيشنق إنسان زنجي مصري .جذوركم ليس إفريقية وتاريخ الMAURES وأرضMAURETANIA ظهرا للوجود قبل جدول 2969 . هذا العدد الأخير ، تاريخ استعمار نوميديا وموريطانيا العتيقة من طرف الانسان الأبيض القادم من شمال صقلية . التخريف لا يصنع نهضة. الجغرافية والتاريخ للMAURES الافارقة .

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس