الدين والعنف

الدين والعنف
الخميس 20 دجنبر 2018 - 20:50

أثارت الحروب الصليبية وبعض الأحداث التاريخية حفيظة بعض الباحثين، فربطوا بينها وبين الدين ارتباط الشخص بظله، وعزز هذه الأطروحة عندهم وعند المتأثرين بهم ما طفا على السطح في العقدين الأخيرين من أحداث عنف غير مستساغ، نفذها وخطط لها أفراد من المسلمين، لأنهم كانوا من الشباب المتدينين، وحاولوا إضفاء الشرعية على تصرفاتهم وعُنفهم من خلال بعض النصوص الدينية، أو من خلال بعض المقولات الفقهية التراثية، وهو ما جعل الباحثين والإعلاميين والسياسيين الغربيين على الخصوص يتداولون مقولات ملتبسة وغير أصيلة، من قبيل العبارة المركبة : “التطرف الديني” أو “التطرف الإسلامي”، بل عمدوا في كثير من الأحيان إلى التعميم دون أدنى تخصيص، وقد لقيت أفكارهم رواجا كبيرا في الأوساط البحثية والإعلامية العالمية، ويمكن أن نذكر في هذا المقام، عالم الأحياء ريتشارد دوكينز Richard Dawkins الذي يربط بين الدين والعنف بشكل جلي، ويرفض فكرة التمايز بين الاعتدال والتطرف، لأن الدين المعتدل – في نظره – ربما لن يفعل العنف، لكنه يجعل الطريق ممهدا للمتطرفين، هذه الفكرة ذاتها كررها في كتابه ومحاضراته حتى يطمئن إلى استقرارها وثباتها في أذهان القراء، فقال في موضع آخر : “إن تعاليم الدين المعتدل، برغم أنها ليست متطرفة بحد ذاتها، إلا أنها دعوة مفتوحة للتطرف”، ليخلص إلى أن الدين هو أساس الشر، و”الأحكام المطلقة في أغلب أشكالها، هي نتيجة إيمان ديني قوي، وتشكل سببا رئيسا للفكرة التي تقول بأن الدين يمكن أن يكون قوة شريرة في العالم”(1).

هذه الأطروحة – وإن اشتهرت وذاعت في الغرب – لا تصمد أمام البحث العلمي الرصين والموضوعي، وقد فندها وردّ عليها غير واحد من كبار الباحثين والمفكرين، مثل أمارتيا صن(2) Amartya Sen، الذي دافع على أطروحة مفادها أن الدين ليس هو المشَكّل الوحيد لهوية الإنسان، وإنما تتداخل في تشكيل هويته عوامل متعددة، منها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني وغيره، فالدين عامل من العوامل، وليس هو المحدد الوحيد للهوية.

بناء على هذا التنويع، فإن العنف الممارس من قِبل أي إنسان، لا يمكن ربطه أوتوماتيكيا بدينه فقط، بل هناك عوامل أخرى متعددة، لا يجوز إقصاؤها أثناء تحليل الظاهرة.

هذه الإشارة جعلت أمارتيا صن يعلن أمام القارئ العالمي أن “من بين أعضاء كل دين من الأديان، كان هناك محاربون أشداء، كما كان هناك أبطال سلام عظماء”، وعليه، فإنه “من الممكن أن ينتمي إلى الديانة نفسها مؤيدون للسلام والتسامح، ومشجعون للحرب والتشدد”، وهذا برهان منطقي يلزم منه تبرئة الدين من العنف والتشدد.

أما فريتس شتيبات (3) Fritz Steppat، فردّ في كتبه ومقالاته بقوة على أطروحة صدام الحضارات، وتبنى أطروحة مشابهة لأطروحة أمارتيا صن، وبيّن أن الحضارة والدين لم يكونا العاملَين الوحيدَين في تكوين الهوية الجماعية للبشر، وإنما هناك عوامل أخرى تسهم في تشكيل تلك الهوية، وقد يكون أحدها أو بعضها سببا للحروب، وهو ما يحول دون جعل الدين سببا وحيدا للحرب، “إنني أقول إنه لا المسيحية ولا الإسلام، بحكم طبيعتيهما وماهيتيهما، يريدان الحرب، ونحن نعلم من التاريخ أن كليهما قد استُغل في بعض العهود لتبرير الحرب وتعبئة جماهير المؤمنين بهما للقتال، ولكن لا ينبغي أبدا أن نعتبر أن ذلك كان هو هدفهما الحقيقي”.

وهذ شهادة لها قيمتها، لأنها صادرة عن مفكر وباحث يتميز بمنسوب عال من الموضوعية، وله دراية عميقة بالمسيحية والإسلام.

وعلى منهج الفصل بين الدين والعنف، سار أستاذ علم اللاهوت بجامعة شيكاغو الدكتور وليام كافانو William Cavanaugh، الذي ألّف كتابا بعنوان أسطورة العنف الديني، الأيديولوجيا العلمانية وجذور الصراع الحديث، وهو عنوان يدل بجلاء على موقفه الرافض لربط الدين بالعنف، وأن هذا الربط ليس سوى أسطورة.

أورد في الكتاب جملةً من أفكار وآراء من يتبنى أطروحة الربط بين الدين والعنف، وناقشها واحدة تلو الأخرى، وبعد جولة حِجاجية، خلص إلى أن “حجج اقتران الدين والعنف تخدم مصالح محددة لمستهلكيها في الغرب”، هذه الحجج جعلت الدين في الوعي الجمعي الغربي “دافعا لا عقلانيا وخطيرا ينبغي إقصاؤه من المجال العام لحساب الأشكال العلمانية العقلانية في السلطة”.

إذا كانت فكرة الربط بين الدين والعنف غير حقيقية، وأنها أسطورة، فما الهدف من نشرها وطرحها بقوة في المجال التداولي الأكاديمي والإعلامي؟

لقد تم الترويج لأسطورة العنف الديني – حسب كافانو – من أجل تبيين فظاعته، وترسيخ فكرة إزالته في أذهان الناس بأي وسيلة كانت، تخليصا للعالَم منه، ولو أدّى ذلك إلى استعمال العنف، وهو العنف غير الديني، أو العنف العلماني، وكأننا أمام عنف أسمى مقبول، وعنف قذر مرفوض، يقول كافانو : “هل تُستعمل أسطورة العنف الديني لتبرير العنف ؟ هكذا يتم إقامة تعارض قوي بين “العنف الديني” و”العنف العلماني”، فالعنف الموصوف بالديني، عنف خبيث، ويستحق اللوم دوما، أما العنف العلماني فمن الصعب اعتباره عنفا من الأصل، لأنه يسعى إلى إحلال السلام ! إن العنف العلماني ضروري أحيانا، ويستحق التمجيد أحيانا أخرى، خاصة حينما يستعمل لقمع العنف الديني”، وبعد ترسيخ هذه القناعة في عقلية الإنسان الغربي، صار يميز بين قتلين :

قتلٌ باسم الإله والدين، وهو قتلٌ يثير الاشمئزاز ؛

قتلٌ باسم الدولة القومية، وهو قتل جدير بالثناء.

تأسيسا على ما سلف، يبين كافانو أن العنف الديني مجرد فقاعة مصنوعة من أجل تسويغ عنف آخر، وينتقل في إحدى محاضراته لعقد مقارنة من أجل معرفة الجهات الأكثر ممارسة للقتل في المائة سنة الأخيرة، هل الحكومات الإسلامية أم العلمانية ؟ ليستنتج أن الحكومات العلمانية ستكون في الصدارة، وأن النظم الماركسية وحدها تسببت بمقتل 110 مليون شخص، أما المسلمون، فـ”ليسوا مبرمجين على العنف انطلاقا من بضع آيات في القرآن”.

ولم تشذ المفكرة البريطانية كارين آرمسترونغ (4) Karen Armstrong، عن هذا السَّنن، ودافعت في كتابها حقول الدم، الدين وتاريخ العنف على أطروحة الفصل بين الدين والعنف، وبعد مناقشات فكرية حول الموضوع، كتبت خلاصة مفادها أن العنف الديني ليس حقيقةً، وهو مجرد كبش فداءٍ أوجده العالَم الحديث ليُحمله كل خطاياه، وقررت بكل اطمئنان أنه “من الخطأ القول ببساطة، بأن (الدين) عدواني، ففي بعض الأحيان، قام الدين بكبح العنف”، وعضدت فكرتها بنماذج من أديان مختلفة.

وبما أن أطروحتها تضاد الفكرة السائدة في الغرب، والمتمثلة في تلبس العنف بالدين، والربط بينهما، فإنها اجتهدت في إيراد نماذج من التاريخ القديم والحديث للبرهنة على صدقية دعواها، مثل سقوط 70 مليون إنسان ضحية في أوربا والاتحاد السوفياتي في ثلاثين سنة فقط، أي بين 1914 و1945، وممارسة العنف من قبل نظامي ستالين وهتلر غير المتدينَيْن، وهو ما يؤكد أن العنف كان مرتبطا بأسباب سياسية أو اقتصادية، وهو الأمر ذاته الذي كان سائدا في البيئة العربية في عصر ما قبل الإسلام، حيث “كان الغزو مقوما أساسيا لاقتصاد البدو، وكان رجال القبائل في أوقات الفاقة يهاجمون جيرانهم، وينهبون الإبل والماشية والطعام والعبيد، …، كان الغزو هو الطريقة الأبسط لإعادة توزيع الثروة في منطقة لم تكن تمتلك ما يكفي الجميع”.

وحتى عند الحديث عن جهاد النبي صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام، لم تربطه بالعنف، ولم تطلق عليه ما يصطلح عليه في الأدبيات الغربية بالحرب المقدسة، بل نظرت إليه باعتباره وسيلة لتحقيق السلام، تقول كارين : “كدَح محمد صلى الله عليه وسلم – بكل معاني الكلمة – ليجلب السلام على العرب الذين مزقتهم الحروب”. وهذه عبارة دقيقة، من باحثة خبرت السيرة النبوية وتاريخ صدر الإسلام.

هذه شهادات باحثين غير مسلمين، مشهود لهم في الأوساط الأكاديمية بالكفاءة العلمية، كلها تبرئ الدين من العنف، وهي ليست شهادات عاطفية من أناس يحاولون إظهار الجانب الوردي من الدين، بل كلها معضدة بأدلة قوية، وبقرائن داعمة.

إذا تقرر لدينا – من الناحية العلمية – الفصلُ بين الدين والعنف، وأن الثاني ليس إفرازا للأول أو نتيجة له، فإننا نصطدم – من الناحية الواقعية – بممارسات عنيفة وهمجية، يمارسها أصحابها باسم الدين، ويؤصلونها من نصوص الدين، وهو ما قد يسهم في نقض هذه الأطروحة، وقد يتخذها أصحاب الأطروحة الأخرى دليلا وبرهانا على صحة نظرتهم وعلميتها.

هذا الالتباس، يفرض علينا النظر في التصورات الفكرانية التي يصدر عنها الغلاة المتطرفون، ليتبين لنا بعد البحث والتمحيص أنها لا تعدو كونها فهما سيئا ومشوها لنصوص الدين، ومخالفا لمقاصد الشريعة وجوهرها، المتمثل في الوسطية والاعتدال، وما يترتب عليه من سماحة ويسر، ويسلكون في ذلك مسلك “التضخيم” و”التهوين”.

فما كان مخالفا لنظرتهم، يعملون على تضخيم شأنه، وتوسيع معناه بما يحتمل ولا يحتمل، مثل تفسيرهم للطاغوت، حيث يوسعون في معناه، ويدرجون تحت مسماه معاني ما أنزل الله بها من سلطان، مثل بعض مؤسسات الدولة. كما يتوسعون في التكفير، ويكفرون لأدنى الأسباب، كانخراط الشخص في مؤسسة من مؤسسات الدولة التي ينعتونها بالطاغوت، ثم يزيدون في التوسع، فيعلنون تكفير من لم يكفر الكافر، وهكذا، حتى إذا استقر لهم ذلك، انتقلوا من التنظير إلى التطبيق، وهو “محاربة الطاغوت”، و”مجاهدة الكافر”، وإظهار العداوة لهما تحقيقا للبراء.

وما كان موافقا لهواهم، ووسيلة لتحقيق مآربهم، فإنهم يعملون على تهوين أمره، والتقليل من خطورته، مثل سرقة أموال الغير، من محلات تجارية وغيرها، بدعوى أنها أموال الكفار وغير الموحدين، وقد تنبه إلى خطورة هذه الجريمة بعض الشيوخ، وأفتوا بحرمة هذا التصرف، وأنه لا يمت إلى دين الإسلام بصلة.

***

1- تعمدت اقتباس بعض مقولات ريتشارد دوكينز في كتابه وهم الإله The God Delusion، لأنه من الكتب التي أثرت في عدد لا يستهان به من القراء العالميين، نُشر سنة 2006، وانتشر انتشارا سريعا، وعُدّ من الكتب العالمية الأكثر مبيعا، وبيعت منه أكثر من ثلاثة ملايين نسخة إلى حدود 2015، وترجم إلى ثلاثين لغة.

2- فيلسوف واقتصادي هندي، حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 1998، لكتبه انتشار واسع، ترجم بعضها إلى ثلاثين لغة.

3- مفكر ألماني، الأمين العام السابق لجمعية الاستشراق الألمانية، مهتم بالتاريخ العربي الحديث والتاريخ الإسلامي، له كتاب بعنوان ذي دلالة مهمة، وهو : الإسلام شريكا.

4 – مفكرة بريطانية، كانت راهبة كاثوليكية، كتبت كثيرا عن الإسلام، وبعد حادث 11 سبتمبر ألّفت كتابا بعنوان : محمد نبي لزماننا.

‫تعليقات الزوار

17
  • hobal
    الخميس 20 دجنبر 2018 - 21:40

    سبحان الله اقتبست افكار علماء وفلاسفة من كل الاقطار
    انه من العيب والعار ان لا نستحظر ولو مفكر عربي مسلم واحد رغم ان هناك الراسخون في العلم كثر في عالمنا اخص منهم الدكتور محمد شحرور

  • ahmed arawendi
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 00:42

    عزيزي الكاتب, العنف الديني هوليس مسألة وجهات نظر هذا المفكر أو ذاك, بل مسألة وقائع تاريخية أكيدة, و كون أنظمة علمانية مارست العنف لا يبرأ الدين من عنفه:
    *أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله
    * فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
    *من بدل دينه فاقتلوه
    *من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه به؛ مات على شعبة من نفاق
    *اغزوا تغنموا بنات بني الأصفر
    *جئتكم بالذبح
    *خاض محمد ثلاثين غزوة في أقل من 10 سنوات
    *غزا و قتل و سبا و استعبد المسلمون العراق, الشام, بزنطة, فارس, الهند,مصر, شمال افريقيا, شبه جزيرة إيبريا…
    *الحروب الدينيةالأوربية بين البروتستانت و الكاتوليك لا حصر لها
    * (لا أذكر الحروب الصليبية لأنها حرب دفاعية لاسترداد الأرض
    المسيحية خصوصا بعد أن هدم الحاكم بأمر الله الفاطمي كنيسة القيامة)
    *محاكم التفتيش المسيحية (والإسلامية التي مازال مفعولها ساريا إلى هذا التاريخ)
    طرد الهوكونوت من فرنسا قرن XVII
    طرد اليهود أولا ثم المسلمين لاحقا من إسبانيا قرن
    XVI-XVII
    و القائمة لا تنتهي
    يجب ترك الدريبلاج الكوتولوجي جانبا

  • ايت واعش
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 04:21

    ايها الكاتب والمحامي رجاء لا تخاول تجميل القبح. .لا تحاول لي ادرع الحقيقة ..ولنعترف ان القبح قبحا ..والوحوش التي خرجت من الكتب الدينية هاهي تتجول بيننا…فلا تجعلونا منبوذين اكثر بالعالم

  • خديجة وسام
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 04:30

    بنو البشر عنيفون سواء تدينوا أم لا. ونفس الشحنة من العنف تؤدي إلى قتل بضعة أشخاص بسيف أو قتل آلاف بإطلاق قنبلة ذرية. فهل شحنات عنفنا أقوى أم أسلحتنا أكثر إبادة ؟ هذا هو السؤال الذي لا يطرحه هذا المقال, كل الديانات الناجحة أسست أمما ووحدت بين بشر تقيدوا بشرائع وبطقوس لمت شملهم كل سبت أو أحد أو جمعة. لذا يمكننا القول بأن الديانات الناجحة ساهمت في السلام بين البشر وكذلك شأن الأمبراطوريات التي لم تجبر شعوبهاعلى اعتناق عقيدة واحدة بل على احترام القانون الوضعي. فالسلم ليس حكرا على الديانات أو الإمبراطوريات.
    المشكل أن كل الديانات تقيم حواجز طاحنة بين المومنين والكافرين بها. فويل لمن كفروا. سلم وخلاص بالداخل وتطاحن وعداوة نحو الخارج. فلولا ردع القنبلة الذرية لتطاحن الهندوس والمسلمون منذ مدة بكشمير ولولا الخوف من السلاح الفتاك الأمريكي والإسرائيلي لما تبقى أثر لإسرائيل بالشرق الأوسط. فلا تدوخ نفسك يا أستاذ بأن الدين الإسلامي مسالم واعترف بأن سلاح الهند أو إسرائيل فتاك. كفانا مراوغة لا فائدة منها سوى استغباء أنفسنا وقرائنا.

  • بوشتى
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 08:49

    مشكلة المسلمين أنهم لا يعترفون بأخطائهم.

  • Peace
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 08:59

    الدين او العقيدة ليست هي الديانة فحسب و انما اي شيء يعتقده الانسان, الملحد يعتقد ايضا ان لا و جود للخالق و انه بامكانه فعل اي شيء يريده في هذه الحياة لاتباث و جوده و ان الغلبة للاقوى. الاسلام لا يعترف بالالحاد و انما فقط بالشرك, لان فطرة الانسان مبنية على عبادة شيء ما, فان لم يكن الله فانت تعبد نفسك او هواك و بالتالي يمكنك ان تفعل اي شيء ستهويه نفسك. في عصر الجاهلية قبل الاسلام, لم تكن هناك ديانة معينة, فكل واحد كان يعبد و يفعل ما يشاء, لانهم لم يكونوا يؤمنون بيوم الحساب. "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" (24) الجاثية يعني انهم كانوا ماديين في تفكيرهم. "وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ" (29) الانعام و كانوا يعتبرون انفسهم حكماء مثلا ابو الحكم (ابو جهل) و رغم ذلك كان الظلم مستشريا و العبودية و الحروب بين القبائل وصلت مداها و لذلك عندما يصل الظلم و التفرعين مداه, فان الله يرسل الانبياء و الرسل.

  • sifao
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 09:17

    هذه المقدمة :
    "من الممكن أن ينتمي إلى الديانة نفسها مؤيدون للسلام والتسامح، ومشجعون للحرب والتشدد" تتكون من شقين :
    – 1من الممكن ان ينتمي الى نفس الدين مؤيدون للسلام والتسامح
    – 2من الممكن ان ينتمي الى نفس الدين مؤيدون للحرب والعنف
    بالنتيجة :تساوي بين الامكانيتين،امكانية السلام وامكانية الحرب ، كيف اسقطت الامكانية الثانية واحتفطت بالاولى التي تتماشى مع مضمون الرسالة التي تريد ان توصله الينا،عن اي برهان واي منطق تتحدث وانت تصل الى النتيجة التي تريدها دون التوقف عند اجزاء المقدمة بنفس الاهتمام ، مع العلم ان الجزء الثاني هو الذي يفرض نفسه على الارض بالنظر الى العنف المستشري والمرتكب باسم الدين؟
    مفهموم الاعتدال في الاسلام ، ليس مفهوما اصليا وانما جاء كرد فعل على تعميم الارهاب وربطه بالاسلام ربطا آليا،القاعدة الدينية تقول :"خذه كاملا او تركه كاملا" ولا احد يستطيع ان ينكروجود تراث يحرض على قتل واستباحة اعراض واموال غير المسلمين في حالة الحرب والسلم معا،مع امكانية التمييز بين مرحلتين في تاريخ الاسلام ،مرحلة الضعف في مكة ومرحلة القوة في المدينة التي نسخت المرحلة الاولى وافرجت عن نسخته الآنية

  • Peace
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 10:05

    …تتمة

    طبعا هناك جرائم ترتكب باسم الدين او الله بصفة عامة, لان ليس كل واحد يدعي انتماءه لدين معين, ي عني انه فعلا يفهمه فهما صحيحا او انه ضالا, اولا, و ثانيا, انه فعلا مؤمنا, يمكن ان يكون منافقا فقط و يريد استغلال لدين لاغراضه الشخصية, النفاق مفهوم موجود في القران, لذلك فان الله هو الذي يحكم بين الناس يوم القيامة, فيما كانوا فيه يختلفون, و كل واحد سياخذ جزاءه, و المنافقين في الدرك الاسفل من النار. و اولياء لله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون, فلا يحزنك قولهم.

  • saccco
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 10:18

    يلاحظ ان الكاتب في دفاعه عن الاسلام وتبرئته من العنف سلك طريقا غير مالوف كثيرا وهو عدم الخوض في النص القرآني والاحاديث وكذلك إبتعاده عن المفسرين الاولين والذين هم الاكثر قربا من الايمان والتقوى ومن لحظة نزول الوحي وعايشوا التفسيرات الاصلية للنصوص بل من المفسرين من عايشوا الرسول زمن الدعوة
    وطبيعي ان نوعية هذا الخوض المغاير تدفع من باب الفضول الى طرح عدة اسئلة خصوصا وان الموضوع مرتبط عضويا بمحتوى النصوص القرآنية والاحاديث : هل تجاهل النصوص والتفاسير الاولية اصبحت لا تفي بالمطلوب واصبح بها حرج وتضاد مع القيم الحالية ام ان الاعتماد على تفاسير بعض المفكرين المعاصرين الغربيين هو مخرج ومحاولة تدفعان في إتجاه إعطاء شرعية التوافق بين النصوص الدينية والقيم المعاصرة اكثر مما تعطيه النصوص نفسها ؟

  • حائر
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 11:09

    وما قولك في الحديث المنسوب إلى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم " جئتكم بالذبح" والذي رواه أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه والألباني في صحيح الموارد.

  • بوشتى
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 11:42

    تبريرات المسلمين غير مقنعة وإلا ما رأيكم في حديث: في صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند أحمد عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه.
    الحديث ثابت صحيح.

  • Mhamed
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 16:56

    المرِويَات مثل "جئتكم بالذبح" تناقد القرآن تناقضا صارخا. و هي أخبار منسوبة للنبي و ليست وحيا محفوضا. إذا محاسبة الإسلام تتم من داخل كتابه الموحى الوحيد و الذي عليه إجماع. أما الأحاديث فكل طائفة لها حكاياتها التي نسجت في خضم الصراعات البشرية على التحكم… ليست دين.

    هناك عشرات آيات السلم و عدم العداون و الإحسان لكل الناس و الاعتراف بديانات الناس …
    الكفر هو موقف معاداة لحرية الناس.
    الكفر بالرسالة المحمدية أو حتى الكفر بالله ححاسب عليه الله فقط.

    الأمر بالقتال للنبي كان في موقف الدفاع عن النفس. لا ينكر ذلك إلا مريض.

  • Mhamed
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 18:49

    النبي هو إنسان ابن زمنه.
    عصمته كانت في نقل الرسالة: أي نقله للقرآن كان محفوظا من النسيان أو الخطأ.
    ما غير ذلك فهو نبي لقومه ما دام حيا بينهم. و هو بشر ابن زمانه.
    نعم كان خلقه كريما كما شهد الله عليه. و كما تشهد عليه الأخبار المجمع عليها و ليس بعض الحكايات التي أضيفت من بعد و هي آحاد غير متواثرة. رغم تقديس الطوائف المسلمة لتلكم الحكايات.. فهي تبقى حكايات طائفية و ليست مجمع عليها في داخل الكيان الإسلامي.. رغم كذب و تدليس أكثر رجال الدين الذين وجودهم هو أصلا بدعة!! فلا أحد له الحق في ادعاء فهم الإسلام أحسن من الباقية.. كل شخص له كفاءة فلا حاجة له بشهادة أحد آخر له.. فهو حر.

    عدد ضحايا حروب المسلمين في زمن النبي لا يتجاوز الألف من كلا الجانبين.
    حروبه كانت دفاعية. التوسع جاء من بعد هزيمة العدوان و التحاق القبائل.
    تم احترام القبائل و عاداتها و م نءراد البقاء على دينه.
    الجزية هي ضريبة حربية ضد المعتدي. لكن تم استغلالها من قبل الحكام لمسلمين بعد النبي.
    تجازوات الأباطرة المسلمين لا تصل لمستوى تجاوزات أباطرة أروبا و آسيا و الفرس..و هي تجاوزات استغلت الدين لتبريرها على عادة كل أقوام الدنيا..

  • sifao
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 19:50

    الدين بطبعه خطاب عنيف ، ليس فقط عند مخاطبته للرافضين له كايديولوجيا ، الكافرون ، وانما ايضا عند مخاطبة المؤمنين به اثناء خرقهم لاحدى قواعده ، كعقاب الفاطر في رمضان اوالتارك للصلاة او المجوع للهرة …، وصف عذاب القبر، وما تزخر به جهنم من انواع العذابات الشديدة ، عنف وترهيب ايضا ، حتى وصف مفاتن الجنة يُعتبر عنفا موجها للرافضين له بما انهم سيُحرمون منها عقابا لهم عن رفضهم ، العنف هو اساس استمرار الدين ولولاه لاندثر منذ زمان ، الجماعات الجهادية ماتزال تحلم بغزو اروبا والعالم وسبي نسائهم واذلالهم وهم يرقصون رقصة الديك المذبوح ، وهذه الخرجات العنيفة ، من حين لآخر ، ما هي الا احدى تجلياتها ، اجمل رقصة لكنها الاخيرة ، موت الاديان حتمية تاريخية .. الدولة الدينية ، في ظل العولمة" مرغمة على الانخراط في النظام العالمي وا حترام القانون للانضمام الى المجتمع الدولي ، الاصلاحات الشكلية التي تعرفها السعودية تندرج في هذا الاطار ، العلمانية لم تعد خيارا سياسيا وانما ثقافة تجتاح العالم وتفرض نفسها ليس بالسيف وانما بالاغراء

  • Mhamed
    الجمعة 21 دجنبر 2018 - 20:34

    ما تقوم به يعتبر وصفا فولكلوريا للدين. sifao
    الفهم الديني الموروث ليس مقدسا، بل هو بشري و من إنتاج البشر.
    في الإسلام النص الوحيد الإلاهي هو القرآن. كل ما عداه هو كلام بشري قابل للرد و الخطأ.

    لا وجود لعقاب تارك الصلاة في الوحي. هناك تحذير عام للذين يقطعون الصلة مع الله. و ليس لتارك شعيرة الصلاة. ليس كما في الفقه الموروث القديم..
    لا وجود لعقاب مفطر رمضان !!! بل هناك فدية لمن وجد ذلك صعبا (ليس فقط المريض أو العجوز): الفدية هي إطعام مسكين…. ليس كما في الفقه الموروث القديم..

    أنت كمثقف عليه أن تكون دقيقا في نقدك و تفرق بين الدين و نصه المقدس، و بين اجتهادات أتباعه البشر في زمنهم. لا تلصق التاريخ بالله و دينه.
    تحياتي

  • sifao
    السبت 22 دجنبر 2018 - 06:54

    mhamed
    ما احوجنا الى الوصف العلمي ، اذا كان الدين هو القرآن فهل افهم من كلامك ان السنة ليست جزء منه او على الاقل متممة له او تفسيرا او… ما شئت ؟ وهل ّ"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) ليست من القرآن ؟ وهذه ايضا ،(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا) ، هل تقصد ان نبي الاسلام قد يكون اخطأ اكثر من مرة لكونه بشرا ؟ اما الآيات القرأنية التي تدعوا الى نبذ وقتال غير المسلمين فلا تُخطئها الاذهان ، حديث "داعش" باسم الاسلام الحق نموذجا، كل الجماعات الاسلامية تقريبا تضع القرآن مصدرا اولا للتشريع و ما يتناسب معه من الحديث ثانيا واجتهادات ائمة الاجماع ثالثا،كيف يخالف المؤمن احكام مصدره الاول في التشريع ؟ المخرجات التي يحاول من خلالها رجال الدين الافلات من مأزق الارهاب بدأت تضيق ، بالامس القرآن وما اجمع علية الأئمة ، واليوم القرآن وحده ، وغدأ الآيات المنسوخة وبعدها ، اسلام الرسول في غار حراء وبيته ، اسلام المساجد وتنتهي هذه المسرحية الدموية

  • الهواري
    السبت 22 دجنبر 2018 - 10:12

    الدين والعنف
    رد على امحمد رقم 15
    امحمد: . في الإسلام النص الوحيد الإلاهي هو القرآن. كل ما عداه هو كلام بشري قابل للرد والخطأ .
    الرد: والسنة الصحيحة. النبي الرسول سيدنا محمد معصوم، لا ينطق عن الهواء إن هو إلا وحي يوحى.
    امحمد: لا وجود لعقاب تارك الصلاة في الوحي. لا وجود لعقاب مفطر رمضان.
    الرد: العقاب موجود: في القرآن: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون… أما الإفطار عمدا في رمضان فكفارته صيام شهرين متتابعين.{عن كل يوم}.
    حديث شريف:{ مَن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد ومَن اجتهد وأصاب فله أجران}.

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة