يسرني في اليوم العالمي للغة العربية، وهي تخلد عيدها الأممي السابع، أن أساهم في هذا الحدث المتميز عبر جولة في رياضها الفيحاء لإظهار تميزها واكتشاف بعض أسرارها، ومواطن جمالها من خلال معاني: “الساق”.
الساق: اسم مؤنث فيقال: هذه ساق، وتجمع على سيقان وسوق، كما في قوله تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} (ص- آ:33)؛ وهي عند الإنسان ما بين الكاحل والركبة، أما في النبات فهي المحور والدعامة التي تحمل البراعم والأوراق، ولها وظائف حيوية متعددة. ومن معاني الساق:
* قام فلان على ساق: إذا عني بالأمر واجتهد فيه.
* على قدم وساق: بكل جد وحزم وقوة.
* أطلق ساقيه للريح: هرب مسرعا.
أما في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} (القلم – آ:42) يرى علماء اللغة، ومنهم أبو الفتح بن جني في خصائصه، أن الساق يراد بها شدة الأمر، كقولهم: “قد قامت الحرب على ساق”. ويتفق المبرد في الكامل مع هذا المعنى مستشهدا بقوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} (القيامة – آ:29). أي: الشدة بالشدة. وينصرف معنى الساق إلى الأمر العظيم والبلاء الجسيم وما يبعث على الخوف والفزع. وعند بعض المفسرين: “يوم يكشف عن ساق” تعني يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال.
الكـشـف عـن الـسـاق والإبـداء عـن الـخـدام مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب. ووظف الشعراء الساق في هذا المعنى نحو:
عبد الله بن قيس الرقيات في مرثيته المشهورة لمصعب بن الزبير بعد قتله:
كــيــف نــومــي عــلــى الــفــراش ولــمــا** تــشــمــل الــشــام غــارة شــعــواء
تــذهــل الــشــيــخ عـــن بـــنــيــه وتـبـدي** عــن خــدام الــعــقــيــلــة الــعــذراء
إن الروع بز العقيلة – وهي المرأة الكريمة – حياءها حتى أبدت عن ساقها للحيرة والهرب.
وهذا حاتم يقول:
أخـو الـحـرب إن عـضـت بـه الـحـرب عـضها** وإن شــمــرت عن سـاقـها الـحـرب شـمــرا
أما الشاعر الأموي الكبير جرير فيقول:
ألا رب ســاهــي الـطـــرف مـــن آل مــازن ** إذا شـمـرت عـن سـاقـهـا الـحـرب شمرا
جاءت الساق في معلقة امرؤ القيس المشهورة:
وكـشــح لــطــيــف كـالـجــديــل مــخـــصــر** وســاق كــأنــبـــوب الـســقــي الـمـدلــل
فصفاء لون ساقها كأنبوب نخل مسقي مدلل بالإرواء، علامة أناقة وجمال لا يقاوم.
من عرف عظمة هذه اللغة شهد لها وفي كثير من الانبهار. هذا إرنست رينان يقول:
“مــن أغــرب الـمـدهـشـات أن تـنـبـت تـلـك اللـغـة الـقـومـيـة، وتـصـل إلـى درجـة الـكـمـال وسط الصحاري عند أمة من الرحل.. فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها”.
وكل عام ولغنتا الجميلة بألف خير.
لماذا كل من نطق بحرف عربي يدعي انه عربي والعروبة بعربها في الشرق الأوسط والخليج العربي؟
متي سيستيقظ التعريبيون من سباتهم العميق ليجدوا انهم فقط أمازيغ معربون بالدارجة المغربية، لا أقل ولا أكثر.
المغربي الأصيل القح هوالذي يتحدث ويفتخر بالأمازيغية والعربية المغربيتين في ان واحد، وبدونهما لا يستطيع المشيء علي الأقدام.
والجميع يعرف ان العربية الفصحي لا تسمن ولا تغني من جوع لان مكانها المرموق في الدين والقران و المساجد والأضرحة والإذاعة والتلفزة، ولا احد يتكلم بها لا في المنزل ولا في الشارع ولا في اي مكان اخر، وهذه هي إعاقتها الأبدية ولو أنها جميلة وكاملة الأوصاف.
لغتنا الأم في المغرب هما : الأمازيغية، لغة الأصل والأرض والوجدان، ثم الدارجة المغربية المتكونة من العربية الفصحي والأمازيغية والفرنسية والإسبانية…
هذه هي الحقيقة عقليا وتاريخيا . وكفي من الكلام الفارغ.
صدقت القول يا استاذي
اللغة العربية من اعضم الغات في العالم
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أهنئ جميع المغاربة…
وجميع العرب ..وكل عام واللغة العربية في عز و علو..