الاستمرارية

الاستمرارية
الخميس 6 دجنبر 2018 - 07:23

“قد لا ترغب في الحرب ولكن الحرب ترغب فيك” ليون تروتسكي

يتسلى بعض من الكتبة وهم يضعون الملح على جروح حزب الأصالة والمعاصرة، وبقدر ما يعبرون عن رفضهم لهذا الحزب، بقدر ماهم مولعون من حيث لا يدرون به من خلال الاهتمام بتفاصيله، وما يثير سخريتي أكثر هو أنهم يتتبعون خطواتهكعاشق أبدي، وهذا يجد مبرره في كون الإنسان مهما تنكر، هو في نهاية المطاف خليط من العقد والمشاعر المتضاربة.

إن ما يقع في حزب الأصالة والمعاصرة، لا يمكن أن يوصف إلا بالعادي، فالحزب في طور التشكل والتطور، وضم بين جناحيه توجهات وانتماءات وأجيال مختلفة، كل منها يعبر عن طموحات استناد إلى تحاليل مختلفة، ولهذا أتى الحزب فاتحا يديه وجناحيه للجميع، وليس منطويا بشكل أصولي أو زبوني لخدمة المريدين أو لرأسمال ما.

وفي ظل هذه التناقضات، تعتبر الانزلاقات كما هي في السلوك البشري حزبيا من الأمور الطبيعية،و لا يسوئنا في شيء أن نعترف بها، لقدرتنا على تجاوزها، وأما الذين يعتقدون أنه حان الوقت لاغتيال هذا الحزب سواء كانوا من الخصوم أو من الأصدقاء، فليعلموا أنهم واهمون، لأنه حزب الأصالة والمعاصرة بكل ماله وماعليه سيعود بقوة مثل طائر الفنيق، لكونه يملك نفس مستقبليا، لأنه حداثي، والحداثة لاشرعية لها إلا في مستقبلها، باستنادها على كثير من إيجابيات الماضي، أما الحاضر، فهو مجال للصراع، والصراع حروب، تارة داخلية وتارة خارجية، ونحن في الأصالة والمعاصرة مستعدين لها، ومثل هذه الضربات لا تقسم ظهره.

في الحقيقة، لا عقدة لي مع الكتابات العقلانية المنتقدة لحزب الأصالة والمعاصرة، ولكن ما يثيرني هي التحاليل الغريبةالتي تصدر عن بعض الكتبة،حين يخلطون بين المؤسسة والأشخاص، بين المسؤول عن الحزب ومؤسساته، وأكثر ما يحز في النفس حين يكون هذا الخليطمقصودا، للحكم على الاثنين بالفشل وبالنهاية، فهم ينطلقون من نتائج يتوهمونها، فيجدون لها مبررا في مقدمات كتاباتهم، وأغلب هؤلاء الكتبة ينطلقون من نظرية الجدل،أي الشيء ونقيضه، فهم يتعمدون تغييب هذا المعطى داخل حزب الأصالة والمعاصرة الذي يوجد بداخله كذلك الشيء ونقيضه، أي الممارسات العقلانية وتلكالتي تخالف المنطق،فسوء السياسة وسوء الأخلاقيقابله حسن السياسة وحسن الأخلاق والقبول بالآخر، ولأن الاثنين يوجدان،فلا ضرر في القيامبالنقد الذاتي، بل هذا الأخير “أي النقد الذاتي” يعد رسالة مفادها أننا في طور التحول والتطور، وما على الجميع إلا أن يقبل بنا، لأنه التاريخ ولأن التطور يفرض ذلك.

إن الذين يكتبون على الأصالة والمعاصرة، عليهم أن يغيروا لون مداد أقلماهم، فاللونالأسود ليس دائما هو الأفضل للكتابة، و هذه الكتابات التحريفية لا يمكنها إعدام هذا الحزب الهرم سياسيا ومؤسساتيا،أما اختزال أزمة حزب الأصالة والمعاصرة في كونه مشروع الدولة أو مشروع الملك، فلا يضيره في شيء هذا النعت، لأن الدولة هي التي تحتضن كل الأحزاب، والملك فوق الجميع حتى الأحزاب التي تصفنا بذلك.

لذلك، لا تهمني حروف هؤلاء الكتبة لكونها ستنتهي بالفشل، ولأن الأصالة والمعاصرة سيستمر، وأن الكلمات التي تكتب ضده ستظل كالنقش على رمال الشواطئ سرعان ما تجرفه أمواج بحر السياسة والحداثة، فنحن نفتح أيدينا إلى الجميع، وندعو الجميع إلى التعامل معنا بنفس الاحترام، وأن نؤسس لحوار نرسم من خلاله حدودا لبعضنا ونخلق علاقات من أجل بلدنا، وإذا كان من الضروري أن ننتقد ذواتنا فلا عقدة لنا في ذلك، لأن ذلك يقوينا ويدفعنا إلى الأمام، وليس لأن الآخرون يريدون منا ذلك. فهذه هي رياح السياسة التي تأتي في غالب الأحيان بما لا تشتهيه سفن البعض، لذلك نهمس في آذان هؤلاء ونقول لهم، إذا كان منكم من هو بدون خطيئة فليرمنا بأول حجارة.

‫تعليقات الزوار

7
  • الله ينجيك من التابعة .
    الخميس 6 دجنبر 2018 - 10:17

    التتبع ليس دليل عشق فقد اتتبعك وفي النفس منك شيء أو قد أتتبعك وأترصدك لقتلك أو لفضح تناقض بين ما تحاول اظهاره للعموم وبين ما أنت عليه في الواقع المعاش .

  • زينون الرواقي
    الخميس 6 دجنبر 2018 - 11:00

    ما يثير سخرية الكاتب هو انهم يتتبعون خطوات الحزب كعاشق أبدي !! وما يثير سخريتي أنا هو هذه السطحية في تعريف ووصف الأمور .. بمعيار الكاتب إذن فقد سقط الجميع في عشق العدالة والتنمية حدٌ الهيام فلم يحظى الأصالة والمعاصرة بعشر ما حظي به البيجيدي من جلد واهتمام بأدق تفاصيل تفاصيله .. وكانت الأمة متيّمة قبل ذلك بشباط الى ان كنسته من الساحة عملاً بمقولة " ومن الحب ما قتل " .. يرتدي الكاتب اليوم عباءة المحلل النفسي وهو يعرض من حيث لا يدري حالته النفسية المتوترة من تصاعد الانتقادات لحزبه ولربما ان اهتمامه بالكتبة كما سماهم وتتبعه لما يخطّون يعكس بالفعل حالة عشقه المازوشي لسياط أقلامهم وتقريعه الذي يعكس مقولة qui aime bien châtie bien …

  • Peace
    الخميس 6 دجنبر 2018 - 11:04

    "قد لا ترغب في الحرب ولكن الحرب ترغب فيك" ليون تروتسكي

    ي ا الاهي لقد اصبت بالرعب, البام سيقود حربا ضروسا ضدي! انا لا اخفي عليك نني اتتبع ما يقوم به الحزب,كاي حزب في البلد, يمكنك ن تسمي ذلك عشقا, اذا اردت, او اهتماما خاصا. المهم ان بامكاني انتقاده و طريقة عمله و انه يحتادج الى تصحيح المسار, سواء اكان خرج عن سكته او انه اسس من طرف مؤسسه, الذي يمكنني انتقاده ايضا, لانه ليس شخصية مقدسة, ام انه اسس بشكل معوج من الاول.

  • زيد
    الخميس 6 دجنبر 2018 - 13:28

    ههه ! حتى المتتبعين للخبيث أحمد التوفيق وزير المزاجية والعبث والظلم والجبروت يعشقونه، ما هذا الهذيان يا أستاذ وهبي ؟! القاعدة هي أن ما بني على باطل، فهو حتما باطل، وكفى. ألا تعلم بأن الهم الذي يسكن المغاربة ليس الغلاء أو البطالة أو الأزمة، وإنما ظاهرة التمييز والح(G)رة، فالمغرب فيه من يدفع الضريبة قسرا، وفيه "المعفى" بقوة السلطة والجبروت واستغلال النفوذ، وفيه من يحرم من حقوقه "المكفولة قانونا"، وفيه من تعطى له كل الحقوق خارج القانون، ولا حاجة للقانون حينها، وزيد وزيد وزيد..!

  • موحند
    الخميس 6 دجنبر 2018 - 14:16

    من حق المغاربة ان يتابعو وينتقدو الاحزاب والبرلمان والحكومات والمؤسسات والمسؤولين فيها دستوريا واخلاقيا وتاريخيا لانها تقرر او تساهم في او تلتزم الصمت في اتخاذ قرارات مصيرية للشعب المغربي ووطنه. فحزب البام والمسؤلين فيه كباقي الاحزاب المخزنية مسؤولون عن كل كبيرة وكل صغيرة فيما يصيب المغاربة والمغرب في مختلف المجالات. يبدو بان الاستاذ وهبي يجمع بين المحامات والسياسة والمال والنفوذ ويتقن اللعبة ولكن الاخطر في كل هذا ان تجمع بين محامات الانس ومحامات الشياطين.

  • حسسسسان
    الجمعة 7 دجنبر 2018 - 15:42

    صافي من انتقد حزب وهبي فهو خليط من العقد أو في أحسن تقدير فهو دون أن يدري مجنون متيم بليلى السياسة المغربية: حزب الأصالة والمعاصرة
    العجب العجاب

  • مواطن مغربي من سوس
    الجمعة 7 دجنبر 2018 - 16:09

    أريد أن أعرف ما هي الأحزاب لأني في الحقيقة لم يحدث أن رأيت إحداها في المغرب . ففي سوس مثلا هناك مواطنين تنتزع أراضيهم من طرف الدولة بواسطة قوانين متحايلة ودون أن تحرك الأحزاب أي ساكن إن لم نقل أنها تصوت على مثل هذه القوانين و بالإجماع مثلما حصل في قانون الرعي الذي هو في الحقيقة قانون لنزع ملكية أراضي الفقراء . ما هي الأحزاب يا وهبي ؟ وما دورك في المجتمع إن كان أبناء جلدتك يجلدون أمام العالم ويتم تدوين ذلك في فيديوهات دون أن تحرك أنت أو دولتك الديموقراطية أي ساكن ودون أن يعاقب المجرمين ؟ ألا تخجلون من أنفسكم ؟

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 18

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز