تغتصب حمارا؟

تغتصب حمارا؟
الثلاثاء 6 نونبر 2018 - 22:38

أنت أيها “الأمير” الموعود بحور العين، ألم تتشبع بالآمال الأخروية؟ تهيم بين نحر ونحر، وصدر وصدر، وفرج وفرج، تطوف بين محظيات من النساء والأتان والجثامين والعجائز والأطفال في زهو وانتشاء، بحوافر “فارس” ينسج بعضوه دربا إلى سرير الاغتصاب، تعيث في الأرض عنفا وعدوانية ووضاعة.

تطلع علينا من زحمة المجازر والأخبار الدامية لتؤكد لنا، يوما بعد يوم، أن الوجود البشري ولد من عمق الخطيئة وفق الديانات التوحيدية، وأن العدوان غريزة فطرية حسب فريد، لتطل علينا بجرائم واستباحات متلفعة بمناخات الفنتازيا واللامعقول: تغتصب حمارا؟ طفلا؟ جثة هامدة؟ عجوزا؟ امرأة، تؤلمنا بوباء انتهاكي وضيع يفترس واقعنا جسدا ومعنى وقيَما.

قرفنا وصرنا نشعر بالغثيان من خرجاتك “الفحولية” لأجساد ضعيفة بنظرات حاسرات منهكات أذقتها طعم الخزي والعار والمهانة.

علمانيا أو إسلاميا أو ليبيراليا تضع “صولجانك” أسفلك وتمضي متباهيا به، وتنتظر أن يحتفي الكل بغزوك واجتياحك العظيم، وتمضي متبجحا مكابرا متبرئا من عاهاتك وأعطابك الخفية المحتاجة إلى علاج سريع، لا در درك أيها الغازي “المهيب”.

استباحات صارت علة وجودك بغيرها تتلاشى وتنمحي، فمَن أوهمك أن “فحولتك” سر بقائك؟ من أقنعك بأن المرأة وعاء جنسي؟ من نمّى هذا الهوس والكبت في نفسك؟

أكيد أن ذاتك كانت تكبر وتنتشي تحت السيل الاجتماعي والتربوي لكلمات تُعظم بنك “ذكورتك” منذ نعومة أظافرك، تلك التي تنمي الرعب في جسد الأنثى قربك وتثير الوحش في جسد طفل برئ، تنمو أنت ويكبر هوسك بها وتتعاظم عدوانيتك نحوها، لتشتمها أحيانا بعضوها، متبرئا من الرحم الأول.

أسفلك يسبقك في كل خطواتك، يعبد طريقك لانشراح مذهل وتباه عظيم بالباه في كل واد، وتبجج بسيرة الأخلاف والأسلاف وروضهم العاطر.

من أوهمك بأنك ورثت جينات “الفحولة” من أجدادك وأقنعك بأنك خير أمة ارتعشت لها الأثداء؟

أكيد أنك تعيش حالة فوبيا الجنس من تربية مجتمعية تعتيمية يكتنفها الكثير من الغبار بكيفية تجعل مرآتك مغبشة؛ ثقافة عَدّت الجنس من المسكوت عنه، احتقرته ودسّته في خانة الخطيئة أو الثمرة المحرمة أو البهيمية، كشهوة حيوانية أو ممارسة قذرة، وربطته بجسد متهور دوني قابل للفناء، في مقابل روح سماوية متعالية، مع العلم أنه من أرقى الممارسات الطبيعية، وأي تحقير له هو تحقير للحياة، نظرة دونية جرّدته من العواطف والمشاعر وخلقت حالة كبت وحرمان كبيرين لدى فئة عريضة من شبابنا، بدل أن تكون أحد أبرز عناصر السعادة والحياة وأساس نشوئها وارتقائها وتطوّرها واستمرارها.

وأكيد أنك في حاجة إلى قوانين رادعة وصارمة ومروضة لغريزتك، على غرار الدول الغربية التي لا تخلو من حالات الاغتصاب، لكنها قانونيا أكثر صرامة وحدة منا.

وأكيد أن الفتاة المغتصَبة في حاجة أن تسمع من المجتمع ما يلي: هل أمسكوا الشخص؟ ومتى ستتم محاكمته؟ وما عقوبة هذا الاعتداء؟ بدلًا من قذائف من قبيل: ماذا كنت ترتدين؟ ولماذا كنت هناك؟ ولماذا لم تتعلمي الكاراتي أو الكونغ فو؟!

[email protected]

‫تعليقات الزوار

8
  • اللذة المحرمة .
    الثلاثاء 6 نونبر 2018 - 23:14

    عندما يحول الكبث كائنا مسالما لوحش في لحظة طيش وتهور . ففي علاقة الشاب بالشابة تتنازع الرغبات ، فهي في قرارة نفسها تقول يا ليته يطلبني للزواج ، وهو يقول في قراره يا ليتها متساهلة يا ليتها تستجيب . مسلسل شد وجذب فإما أن تستجيب وتزل وإما أن يمل ويفل . ليست كل العلاقات على هذا المنوال ولكن غالبية تفكير الشباب غزوة أو غزوتين ففرار .

  • Free spirit
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 09:57

    هل لأنك تملك بروزاً جلدياً في منطقة العانة تصبح الأفضل في الفردوس ولك سبعين حورية تكريماً لمعاليك ، ويصبح مكان من لاتملكه هو قاع النار ؟!، شهادتها وميراثها نصفك ، صوتها عورة مغلق في حنجرتها ، وسوطك ثورة معلق علي حجرتها ، ويصبح من حقك تكفينها بإسم العفة رعباً من تحرش الزبانية، وإغتصابها باسم الزواج خوفاً من لعنة الملائكة?excellent article well done

  • Arsad
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 12:01

    قال احدهم وهو علماني حسب علمي به او ربما هو لاديني او ربما مسلم لكنه بدون عمامة ولا لحية قال لن اترك 100 واكتفي بواحدة .
    كوني منصفة فالذنب والخطء كل فيهما مشترك اما القوانين فهي تتعط حين الكوارث وحين الغرق ومجتمعنا يعيش الحالتين معا.

  • مساواة عدالة .
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 16:33

    إن أي استراتجية مبنية على الإقصاء لايمكن القبول بها كانت وضعية أو قيل أنها من السماء فالنساء شقائق الرجال ولسن ناقصات ولسنا شرا لابد منه .

  • هواجس
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 20:41

    من جعل منك وحشا غرائزيا قاتلا ؟ من اوحى اليك ان تتحدث باسم مهندس السماوات السبع طباقا ؟ من؟ ….ومن ؟….ومن ؟ سؤال من الخيمة خرج مائلا ، هكذا يقول المثل ، خلل ما في اذهننا يقودنا الى سؤال جوابه اصبح واضحا ؟ الى متى نحجم عن التصريح بهوية مغتصب الاطفال ، متى شاء وكما اراد ؟ الى اين ستقودنا "غريزة" الخوف من قول الحقيقة كاملة؟ نسأل ثم نتساءل وكأننا حقا في حيرة والحقيقة وأضحة ولا نتستطيع ان نتفوه بكلمة ، الحق يُقال لنفسه …الذي جعل من المرأة وعاء جنسيا وطعاما فوق مائدة المؤمن اذا جاع ، هو نفسه الذي جعل منه جلادا خارج المحاسبة ،هو من قال له التهم ما استطعت بأسمي كل شيء اصبح جائزأ … ، يستبيح اعراض الاناث لنفسه ولجسدها ناهشا…كوني ولودة ايتها المرأة ولا تكوني عاقرة ، فأولاد شهرزاد هم من انقذوها من سيوف شهريار الجائرة …كوني ولودة ، فحول السماء هائجون ورجال الارض خائفون ، انت وحدك في معركة الكرامة ، حاصري حصارك فالموت حق على ن تموتي ذليلة حقيرة ومنكسرة ، لا تمنحي له فرصة تجعله يشعر انه حقا فحل رباني جاء ليجعل من اجساد النساء مطرحا لنفاياته فيه طارحا

  • الطنزالعكري
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 21:43

    ملعون من يهدم بنيان الله باسم الحرية ويجعل الناس سواسية والفرق بيننا متباين معشر الرجال والنساء فيكن الصالحات والطالحات وفينا كذلك مثال فليس كل مايلمع ذهب فلا تجعلن اوتضعن البيض في سلة واحدة فالرجل من يختار النسب وليستن انتن فاذا كان ظالم هذا الرجل فكيدكن اظلم واحقر لانفسكن وللرجل

  • Fassi
    الأربعاء 7 نونبر 2018 - 22:10

    أسألك ياسيدتي من ربى ذلك الفحل؟ أليست أمه والشاعر العراقي الرصافي يقول:
    الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

  • Achobar
    الخميس 8 نونبر 2018 - 09:34

    فوبيا الجنس تتداخل فيها احداث تقع باسم الدين في مقال يفتقد الى النقد الموضوعي لضواهر تعيشها الكثير من المجتمعات البشرية في العالم كله وفي الاخير تستشهد صاحبة المقال بقاوانين غربية دون الامعان في الفوارق التي تفصل بين شعوب الغرب وباقي العالم لا في المديات ولا في الثقافة والوعي ولا في كل شيء يتعلق بالانسانية والحق في الحياة.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات