اتجه الخطاب الملكي الأخير، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الخريفية، الموجه إلى نواب الأمة، إلى التذكير بالأسس والبدهيات التي لا مناص منها لكل عمل سياسي جاد وناجع.
البدهية الأولى مفادها أن البرلماني، والخطاب يعنيه رأسا، هو ممثل الأمة، وصورتها الحية والفعلية داخل قبة البرلمان، هذا أمر جوهري، على ممثلي الأمة أن يجددوا النظر فيه ويتذكروه باستمرار، وذلك بطرح سؤال بسيط ودال هو: لماذا أنا هنا؟ الجواب الإيجابي عن هذا السؤال الصريح يعني الانخراط الجدي في العمل السياسي بروح قوامها الوطنية الصادقة والرغبة الحقيقية في التعاون مع كل الأطراف، والترفع الأدبي عن كل الخلافات والتقاطبات التي لا تزيد الوضع إلا تعقيدا. من هنا، كانت رسالة الخطاب واضحة، حين دعا إلى اعتبار ممثلي الأمة أسرة واحدة، هدفهم واحد؛ وهي إشارة دالة إلى ضرورة رفع السقف، والخروج من وضع سياسي يفتقد الكثير من عناصر النجاح والنجاعة والإقناع. ولتحقيق ذلك المبتغى، أشار الخطاب إلى ضرورة تجديد أساليب العمل. ولوحظ أن النواب صفقوا كثيرا حين أثار الخطاب الملكي مسألة الزيادة في الدعم المخصص للأحزاب، ولست أدري إن كانوا قد ربطوا ذلك بمسألة التجديد والتفكير والابتكار التي أكد عليها ملك البلاد في خطابه إليهم، أم لا؛ فالمزيد من الدعم يعني بالضرورة المزيد من العمل الجاد، والمزيد من التفكير في المخارج والحلول، والمزيد من الشجاعة السياسية في مواجهة الإشكالات الكبرى، والتي تؤرق بلدنا، ويأتي على رأسها معضلة التشغيل والاستثمار، والتفكير القانوني والتشريعي في الفرص والموارد الكفيلة بإخراج البلد من عنق الزجاجة.
ويختتم الخطاب بنماذج لما يتعين الانكباب عليه وتفعيله في هذا الباب: النهوض بالأعمال الاجتماعية، وتبسيط أشكال التبرع؛ تفعيل ورش الخدمة العسكرية، بما يحقق غاياتها المرجوة، وأهمها تقوية روح الانتماء إلى الوطن، والتمكن من الاندماج الاجتماعي، بالنسبة إلى الجادين من المجندين خاصة؛ النجاح في استثمار مجال التكوين المهني، بالمزاوجة بين الدراسة النظرية والتأهيل المهني؛ دعم المجال الفلاحي، بما يساعد الشباب على الاستقرار بالعالم القروي، بتوفير فرص الشغل الملائمة؛ معالجة مشكلة الأراضي السلالية، وما تثيره من قضايا كمسألة التمليك.
واتجه الخطاب الملكي في النهاية إلى التذكير بضرورة إعادة النظر في النموذج التنموي الحالي، وتقديم مقترح لنموذج تنموي جديد، ليبقى تحقيق هذا كله رهين بوجود وطنيين حقيقيين، دافعهم الغيرة على مصالح البلاد، وهمهم توحيد المغاربة لا تفريقهم، رجال دولة صادقين يتحملون المسؤولية بكل التزام ونكران ذات، يقول ملك البلاد . الإجماع المسؤول والعمل الجاد متلازمتان اثنتان لا بد منهما لكل نهوض حقيقي، إنها الرسالة الأبرز في خطاب الملك إلى نواب الأمة.
بعد الإجماع على محاربة الإرهاب قرابة العقدين من طرف جميع الاحزاب و بعد حرق الاخضر و اليابس من الديانيين و بعد و بعد ، لن تقوم لبني يعرب قائمة الا بالمحاسبة و المحاسبة اللصيقة الاقرب منها الى المسؤوليات