هل المغرب والجزائر آخر حلقات الربيع العربي؟

هل المغرب والجزائر آخر حلقات الربيع العربي؟
الأربعاء 18 أبريل 2018 - 13:35

لا يمكننا تقديم قراءة واحدة لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من غليان، باعتبار كل القراءات ممكنة لتسليط الضوء على ما يحدث اليوم وبالأمس القريب بعالمنا العربي من أحداث درامية منذ تداعيات ما سمي “ربيعا عربيا” سنة 2011 والذي لا يعتبر إلا امتدادا لغزو العراق سنة 2003 وشنق الرئيس الشهيد صدام حسين من لدن النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة المحافظين الجدد بهدف هيمنة الإمبراطورية والسيطرة على العالم.

الملاحظ أن صناعة الخرائط السياسية الجديدة مرتبط بموازين القوى الدولية، لهذا نلاحظ أن الجيل الرابع من حروب الاستعمار قد دشنته الإمبراطورية الأمريكية عبر التحكم في الانقلابات المدنية؛ وهو ما كشفت عنه “وثائق الربيع الأمريكي” في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، ولا يخفى كذلك عن المتتبع لتداعيات أحداث الربيع العربي كيف أن “حجر الدومينو ” الأول ما إن تهاوى في تونس حتى تبعته باقي الحجارة بالتداعي والسقوط (انظر مجلة الملتقى: الانقلاب المدني – وثائق الربيع الأمريكي / الجيل الرابع من حروب الاستعمار / العدد: 35 – صيف 2015).

لماذا كل هذا التقديم ونحن نريد الحديث عن طبول الحرب، التي بدأت تقرع على الحدود بين المغرب والجزائر؟

إن الربيع العربي أو “مؤامرة الربيع العربي” لم تستكمل حلقاتها بعد ما دام النظامان السياسيان في المغرب والجزائر صامدين بالرغم من الأحداث التي وقعت في المغرب سنة 2011 مع حركة 20 فبراير الشبابية، وفي السنة نفسها اندلعت المظاهرات التي قادتها المعارضة والشباب في الجزائر؛ لكن النظام في المغرب احتوى الموقف بإصلاحات سياسية واجتماعية، والشيء نفسه حصل بالجزائر.

واليوم تظهر قضية الصحراء المغربية كحصان طروادة، الذي تريد الإمبراطورية الركوب علية لتغيير الوضع بالمنطقة وبالخصوص دعم الكونغرس الأمريكي الظاهر للموقف المغربي وتنكر الجزائر لجبهة البوليساريو في العلن ودعمها في السر؛ لكن تحطم الطائرة الجزائرية العسكرية وعلى متنها جنود من الجبهة متوجهين إلى تندوف أسقط ورقة التوت عن النظام الجزائري المتورط في رمال الصحراء.

وبالفعل، لا يمكن للجزائر ممارسة سياسة الهروب والتهرب من ملف الصحراء المغربية؛ لأن الوقائع التاريخية دامغة وحرب الرمال التي تواجهت فيها مع المملكة سنوات الستينيات كافية للقول بأن حل القضية في الجزائر.

المغرب، نعم نفد صبره كدولة ذات سيادة على ترابه وشعبه، وهو يرى الأمم المتحدة وبعثاتها المتعاقبة مشلولة الأيدي عن صون ماء وجه المملكة في المنتظم الدولي، بادر إلى حشد جيشه على الحدود واستنفار القوات المسلحة الملكية للذود عن حمى الوطن. فهل ستندلع الحرب بين المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية؟

نأمل، صادقين، أن يتحكم الطرفان في الرباط والعاصمة الجزائر في أعصابهما؛ فالظروف الداخلية للدولتين والمحيط الإقليمي الهش والمتصدع أصلا لا تسمح للفكر الإستراتيجي في الجانبين بخوض حرب في الوقت الراهن مهما كانت هذه الحرب من الجيل الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع.

إن كل من يفكر في الحرب سيدفع النظامين في الجزائر والمغرب نحو المجهول، وبالخصوص إذا شنت المغرب أو الجزائر حربا تقليدية على بعضيهما؛ وهو أسوأ سيناريو نأمل أن لا يحدث.

*أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بكلية الحقوق – جامعة الحسن الأول بسطات

‫تعليقات الزوار

4
  • طالب باحث
    الأربعاء 18 أبريل 2018 - 14:52

    تحليل دقيق، فعلا أخر معاقل الأمن هما المغرب والجزائر في شمال إفريقيا، وهما محطتان يشكلان اهتمام النظام الجديد، كما ان هناك قوى تحرس على أمن المغرب بالخصوص لانه قنطرة عبور لهم، لهذا فأمنهم في أمان المملكة …

  • الحل الوحيد
    الأربعاء 18 أبريل 2018 - 15:10

    العاقل من يتعظ بغيره والمغرب والجزائر ليسا من الحمق بحيث يوفران الأرضية للأعداء إلا إن كانا من الغباء بحيث لايمكنها أن يريا أبعد من قدميهما ففي الحرب لا خاسر أكبر من الشعبين وإن وجب الإشارة إلى أن الصراع المغربي الجزائري إن تطور لما هو أسوأ فأول ضحاياه الأوربيون الذين سيكونون مجبرين على تحمل موجات من الهجرة من البلدين لم يسبق لها مثيل في تاريخ

  • طالب جامعي
    الأربعاء 18 أبريل 2018 - 15:56

    ان شاء الله وبفضل الحكم الذاتي الذي اطلقه صاحب الجلاله حفظه الله سنة 2007، الذي يبقى الحل الوحيد بحيث اعتبره المجتمع الدولي بكل مكوناته، انه حل ذا مصداقية.
    نحن شعب نحن السلم والتعايش لكن اي شخص كيف ما كان نوعه يريد المس بوحدتنا الترابية، سيجدنا امامه ندافع عن ارضنا و وطننا. مثل ما يقول المثال الشعبي المغربي :" الواحد هو لموت على بلادو وعلى ولادو".

  • amahrouch
    الأربعاء 18 أبريل 2018 - 18:30

    Le rouleau compresseur a l intention de nous visiter même si la guerre entre l Algérie et le Maroc n aura pas lieu.Nous sommes en pleine croisade masquée provoquée par les islamidtes partisans des Foutouhat.L occident veut en finir avec les arabes,maîtres des musulmans.La solution n est pas non seulement de la réconciliation algéro-marocaine mais aussi dans l abandon des idéaux proche et moyen orientaux que nous avons fait les nôtres.Il faudra bien que l Afrique du Nord se repositionne et oublie la Palestine.L occident vous a suivi jusqu au bout.Il a partagé ses lieux de cultes avec vous,il vous a laissé prier dans votre mosquée mais,vous voulez tout,il va vous déposséder de tout y compris votre santé(économique) !Le jusqu au boutisme qui anime l Algérie suffira pour allumer la mèche en Afrique du Nord.S il n y arrive pas d autres moyens sont en possession du monde pour vous faire éclater.Le monde entier est terrorisé par l islamisme,il procède au contre-jihad.Le pire est à venir

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز