في إثيوبيا .. مخدر "القات" يساعد على عبادة الله في شهر رمضان

في إثيوبيا .. مخدر "القات" يساعد على عبادة الله في شهر رمضان
الجمعة 17 يونيو 2016 - 07:00

رغم أضراره على الصحة، التي أثبتتها الدراسات العلمية، وتحريمه من قبل بعض العلماء، إلا أن تناول نبتة “القات” المخدرة، باتت عادة غير حميدة في إثيوبيا، لا يتوقف عنها البعض خلال شهر رمضان؛ متوهما أنها تعينه على العبادة والتقرب من الله!.

و”القات”، نبتة مخدرة على نحو خفيف، يتم زراعتها في المرتفعات الجبلية والهضاب بإثيوبيا، ويصل طولها أحيانًا إلى ستة أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، والتي تتحمل تقلبات الطقس، ويتم تجهيزها بعد قطع سوقها على شكل حزم تغلف بأوراق الموز لحفظها بشكل طازج.

آدم عبد العزيز، رجل أعمال، 35 عاما، أحد المواطنين في أديس أبابا الذين يقبلون على تعاطي “القات” في رمضان، يقول متجاهلا الأبحاث العلمية التي تتحدث عن الأضرار الصحية للنبتة المخدرة “تعطيني زيادة في الوعي، وتساعدني على التركيز في أعمالي اليومية”.

وفي حديثٍ صحفي يضيف عبد العزيز “أُجهز القات ضمن تحضيرات الإفطار في رمضان، وأبدأ في تعاطيه بعد الإفطار مباشرة؛ لأنه يساعدني في الذكر والتعبد وأداء صلاة التراويح”، دون أن يوضح كيفية تلك المساعدة.

ويشير عبد العزيز أن “تعاطي القات لا يقتصر على المسلمين فحسب، كما كان الحال في السابق؛ حيث انضم المسيحيون إلى قائمة من يتعاطوه في الآونة الأخيرة”، ولا يوضح المواطن الأثيوبي علاقة الدين بتناول “القات” ومصدر معلومته التي أوردها خاصة أن بعض علماء الدين الإسلامي أفتوا بتحريم تعاطيه وحتى زراعته.

على النحو ذاته، يبرّر موجب صابر، موظف حكومي بالعاصمة، 23 عاما، تعاطيه “القات”، بقوله إن “الصائمين يقبلون في رمضان على تعاطي القات بكثرة في حلقات الذكر والمناسبات الدينية، وخاصة بعد صلاة التراويح”.

ورغم أن المنطق يقول بأن الإقبال على تعاطي “القات” بعد الإفطار يأتي انطلاقا من كونه ممنوع قبله، إلا أن صابر يقول إن “المساجد في بعض الأقاليم الإثيوبية تؤخر صلاة العشاء؛ من أجل إعطاء الفرصة لمن يريد تناول القات بعد الإفطار؛ حيث يعتبرون القات منشطا يساعد المصلين على أداء صلاة التراويح والتهجد”.

ويمتدح “صابر” من يتعاطون “القات”، زاعما أنهم يكونون “أكثر تركيزا وانضباطا من غيرهم”.

وأرجع خطوة الحكومة الإثيوبية بحظر تجمعات متناولي “القات”، ممن يزيد عددهم عن 3 أشخاص، إلى “تخوف السلطات من أن يتسبب التركيز الذي يمنحه القات لمتعاطيه، في دفعهم لنقاش القضايا السياسية للبلاد”، حسب اعتقاده، ودون أن ينوّه بأن قرار المنع قد يكون وراءه الأضرار الصحية المترتبة على تعاطي النبتة.

تجارة رابحة

عوائد تجار القات تزيد أيضا، خلال رمضان؛ جرّاء الإقبال على تناوله؛ حيث يمثل تعاطيه أحد البرامج الرئيسية في ليالي الشهر المبارك بالعاصمة أديس ابابا.

يقول سراج أحمد، صاحب محل لبيع القات بالعاصمة، إن “رمضان من أكبر مواسم بيع القات؛ حيث يحصد تجار القات أرباحا كبيرة في هذا الشهر؛ نظرا لإقبال الصائمين على تعاطيه”.

وحول أنواع “القات” المختلفة وأسعاره، يضيف سراج “القات له أنواع كثيرة؛ منها ما يسمى “بلجي”، وسعر الحزمة منه يتراوح بين 80 و120 برا إثيوبيا،”ما بين 3.5 و5.5 دولارا أمريكيا”، وهذا النوع يتميز بكون أسعاره في متناول الأيدي، كما أنه خفيف، ويمكن لجميع الشرائح تعاطيه”.

فيما يشير سراج أن “القات” من أنواع “أوداي” و”أبو مسمار” و”قلوميس”، يعد من أغلى الأنواع؛ حيث تُباع الحزمة الواحدة منه بـ1000 بر “45.5 دولارا”، على حد قوله.

ويضيف أن أغلب المتعاطين للأنواع الثلاثة الأخيرة، هم الأغنياء، وتتميز تلك الأنواع بـ”قوة التأثير”، لكنه حذّر في الوقت نفسه من كثرة تناولها، معتبرا أن تعاطي كميات كبيرة منها “قد يسبب اختلال في العقل مع مرور الزمن”.

ورغم رواج تعاطي هذه النبتة المخدرة، إلا أن كثيرًا من الأمهات يشتكين من إدمان أبنائهن عليها، ويطالبن الحكومة بوضع قيود للحد من تناولها، وتقديم تجارها للعدالة.

ومن بين الأمهات المشتكيات، ألم بزابه، وهي أم لأربعة أبناء، انتقدت في حديثٍ صحفي، عدم قيام الحكومة ووسائل الإعلام بما يكفي للحد من انتشار “القات”، مؤكدة أنها تواجه مشكلة كبيرة؛ بسبب إدمان اثنين من أبنائها على النبتة المخدرة، وتضيف متحسّرة “كل الذين يتاجرون بالقات ويربحون على حساب صحة أبنائنا، يجب أن يحاسبوا ويُقدّموا للمحاسبة”.

لكن على ما يبدو أن مطالب السيدة بزاب” ستذهب سدى، لأنه لا يوجد قانون في إثيوبيا يحظر تعاطي القات أو الإتجار به.

وفي سياق متصل، يشير الباحث الإثيوبي في الشؤون الاجتماعية والأستاذ بجامعة أديس أبابا، دانيال مغرسا، إلى تزايد انتشار تعاطي “القات” في إثيوبيا بين الرجال والنساء ومن جميع الأعمار.

وفي حديث صحفي، يوضح “مغرسا” أن المساحات المزروعة بـ”القات” في إثيوبيا، خلال العام المالي 2014/2015، بلغت 248 ألف هكتار، بإنتاج وصل 275 ألف طن.

ويفيد أن إجمالي إنفاق المتعاطين على القات في إثيوبيا يصل سنويا نحو 800 مليون بر”36.4 مليون دولار”.

وتشير وثيقة رسمية صادرة عن وزارة التجارة الإثيوبية، أن صادرات “القات” تدر على البلاد نحو 840 مليون دولار سنويا، لافتة إلى أن الحكومة تخطط لرفع هذه العائدات إلى 1.5 مليار دولار سنويا عبر توسيع صادرات النبتة المخدرة إلى دول جيبوتي، والصومال، وجنوب أفريقيا، وملاوي، وإسرائيل، والهند، والنرويج، والبرازيل.

طقوس خاصة

البخور يكون حاضرا في جلسات تعاطي “القات” التي تدوم عدة ساعات بوضع النبتة المخدرة بين الخد والفكين لمضغها وامتصاص العصارة الناتجة عنها في عملية تسمى بـ”التخرين”، كما يصاحب تعاطيه تناول المشروبات الغازية والشيشة؛ والهدف تفادي مرارة هذه النبتة.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت بعض المطاعم في أديس أبابا، بيع “القات”، وتأجير غرف مستقلة لتعاطيه، تكون مجهزة بكل مستلزمات الجلسة، من شيشة ومشروبات ساخنة وباردة.

كما يُعتبر تعاطي “القات” من العادات والتقاليد في كثيرٍ من الأقاليم الإثيوبية؛ إذ يتم إعداده وتقديمه في الأعراس والمآتم.

الطبيب النفسي مسفن ابيبي، الذي يعمل في عيادة خاصة في منطقة “بياسا”، وسط أديس أبابا، يحذّر بدوره من خطورة انتشار عادة تعاطي “القات” لدى المجتمع الإثيوبي، مؤكدا أن “البحوث النفسية والاجتماعية أثبتت تضرر الكثير من الإثيوبيين الذين يتناولون القات؛ حيث أُصيب العديد منهم بالاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وبعض أمراض المعدة والأمعاء”.

ويلفت إلى أنه في السنوات القليلة الماضية بدأ الشباب والفتيات في قضاء أوقات طويلة في تعاطي هذه النبتة خاصة في أيام العطل في الأماكن الخاصة والعامة والمطاعم والمنتجعات السياحية.

ويقول إن ظاهرة تعاطي “القات” أصبحت “لافتة وغير لائقة”، ووصل ضرره لطلاب المدارس والجامعات، مشيرا أن “الطلاب يعتقدون أن تعاطي هذه المادة يساعدهم في التركيز على دراستهم؛ لذلك يقبلون على تعاطيها خلال فترة الاختبارات”.

وأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية، فتوى سابقة، موقعة من الشيخ محمد بن إبراهيم، عضو اللجنة، تؤكد أن القات محرّم لا يجوز لمسلم أن يتعاطاه أكلاً وبيعًا وشراءً.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن متعاطي “القات” عرضة للإصابة بمجموعة من الأمراض، مثل السل والأنيميا، والعجز الجنسي، لكن لا يبدو أن هذه المخاطر تثير قلق الإثيوبيين.

‫تعليقات الزوار

12
  • احمد
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 07:39

    كل مسكر حرام. فكيف يعقل أنها تعين على العبادة والتقرب من الله!.

  • .T.A
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 07:43

    سبحان الله ،قاتهم حشيشنا ، حيث إذا استبدلنا في المقال إسم إثيوبيا بالمغرب، والقات بالحشيش لوجدنا أن مصيبة مجتمعاتنا مع امخدرات شبيهة إلى حد بعيد…ففي شمال المغرب زراعة وتعاطي الحشيش من البديهيات خاصة في البوادي، كما أن هناك من يعتبرها زراعة حلال بل هناك من يريد تشريعها قانونيا!

  • hicham
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 07:44

    يجب ان تكون عبادة الله بكافة الجوارح خاصة في شهر رمضان المبارك اللهم بلغنا رمضان واغفر لنا وتجاوز عنا

  • حشيش الغنم
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 08:45

    ا لقات نبتة مخدرة تضع في ذاخل الفم لمدة ويمتص سوائلها…وهي نبتة مثل الكوكاين .اذا استعملها الشخص يصبح مذمنا عليها وتنتشر في القرن الافريقي واليمن…وهي نبتة يعاقب عليها القانون الدولي وخاصة المطارات الدولية تعتبر مخذر…فالصماليون والاثيوبيون واليمنيون…تجد افواههم منتفخة طول النهار وهو يعلك القات وليس لهم شغل سوي تجمعات ووضع رزمة من القات وعلفها كما تفعل الغنم عند اعادتها مذغ العشب بفك اسنانها…انه التخلف الافريقي والفقر اسباب هاته العادات الحيوانية…حفض الله المغرب والمغاربة وكفانا ما عندنا….

  • sami
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 08:49

    الحلال بين والحرام بين حثى المدخنين خاصهم اكميوْ باش تخفضْ درجة النرڤزة أ ًًُترْمْضين

  • yusef
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 09:02

    لابد من أفيون للشعوب المتخلفة
    عليها تانشوف اليمن تاهوما گاعدين قتلا تاع البشر وتايبانو مكلخين ورجليهم رقاق … تاهما عندهم القات . هاهاها
    ايوا نفوجو

  • سامي
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 09:11

    عاجل معلومة جديدة لمن لا إيمان له فعليه باستعمال هذا المنشط فسيتعبد بدون شعور ولاملل ربما ليس بقلبه زوينة هاذِ دبا كاين منشط للرياضة ومنشط للعبادة سبحان الله الأول يعاقب عليه قانونيا والتاني يجوز

  • مهاجر
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 10:15

    القياس الذي اعتمد عليه علماء الاسلام في تحريم المخدرات هي :كل مسكر خمر و كل خمر حرام ،

  • مواطنة
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 11:07

    بالإضافة لما جاء في المقال، فزراعة القات تستهلك كمية جد مهمة من الماء قد تتعدى نسبة% 60 من المخزون الماءي و بالتالي تكون هذه النبتة هي السبب الرئيسي لنقص الماء و المجاعة .كما ان المستهلك لها ينفق مالا مهما لاقتناءها كالموضف الذي يخصص من 30ذ% الى 70% من دخله لتغطية حاجياته من هذا المخدر وبالتالي يرتبط القات بالفقر و الهشاشة.لكن ربما للقات ميزة واحدة وهي ان ساكنة القرن الافريقي و اليمن و هي الدول الاكتر استهلاكا له لا يصابون بالسمنة .حبذا لو تنجز ابحات علمية في هذا الاتجاه .و يبقى من المقرف مشاهدة أناس في كل مكان و في اي وقت بحنك منتفخ ولا يتوقفون عن المضغ و الامتصاص.الله يعفو .

  • عابر سبيل
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 16:29

    هاد الناس كيترفعوا مرتين.. "مع الشيطان فالارض.. ومع الله فالسماء".. صلي وصوم.. أُوعِش بحال المجوس والروم…

  • مقلع عن الحشيش
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 19:17

    نعم هذا هو تءثير المخدرات انا كنت مدمن حشيش وكيف وكنت عندما اتحشش كثيرا ارى اني اصبحت اتلعثم واتهلوس واتخشع واصبح اكثر تدينا لدرجة الخوف من المجهول وهده هي الهلوسة والان عفا الله والحمد لله وكانك تكون مختل عقليا وترجع لصوابك وبانني مررت من تلك المرحلة فلا احد يقنعني بان المخدرات حلال وتزيد النشاط ووعلى كل الشباب ان يبتعدو من المخدرات لانها لا شيء فقط سم وتسبب الموت البطيء

  • mahir
    الجمعة 17 يونيو 2016 - 23:00

    القات اليمني حسب المعلومات التي عندي على هذه النبتة ليست بمخدر قوي متل باقي المخدرات مفعولها متل التمباك أو كما نسميها نحن المغاربة (الكالة )

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب