بكين .. حاضرة الثقافة الصينية تجمع الأصالة والمعاصرة

بكين .. حاضرة الثقافة الصينية تجمع الأصالة والمعاصرة
الجمعة 4 شتنبر 2015 - 03:23

تُعتبر مدينة بكين (بيجين) عاصمة جمهورية الصين الشعبية، ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث التعداد السكاني بعد شنغهاي، حيث بلغت نسبة السكان فيها 21 مليونا نسمة حسب إحصاء سنة 2013.

وتقع مدينة بكين شمالي الصين وتمتد الجبال في غربها وعلى شمالها وشرقها، وهي تقع على خط العرض نفسه لمدينتي روما الإيطالية ومدريد الإسبانية، وتبلغ مساحتها 16410 كيلومترا مربعا.

المناخ والتاريخ

تتمتع بكين بمناخ قاري رطب وتنقسم فيها السنة إلى أربعة فصول، يكون الصيف حار جدا، وممطرا ورطبا في أحيان كثيرة، ويكون فصل الشتاء طويلا وبارد جدا، حيث تصل درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر، ويعتبر فصل الربيع قصيرا، أما فصل الخريف في بكين فهو أفضل الفصول الأربعة في السنة، وهو يعتبر أفضل موسم لزيارة المدينة.

يعود تاريخ المدينة لثلاثة آلاف سنة وبالضبط لفترة حكم سلالة “تشو الغربية”، إذ اتخذتها السلالات المتعاقبة عاصمة لها. ورغم مرور فترات بين القوة والضعف استطاعت بكين أن تحافظ وتبقي على تاريخها الطويل، وقد خلفت كل تلك الفترات المتعاقبة العديد من الشواهد، على غرار القصر الإمبراطوري، والقصر الصيفي، المعبد السماوي والقبور الثلاثة عشر لأسرة “مينغ”، وقد أدرجت منظمة اليونسكو كل هذه المعالم في قائمة التراث الثقافي العالمي.

وبعد قيام الثورة الشعبية عام 1949، اتخذت جمهورية الصين الشعبية “بكين” عاصمة رسمية لها. كما كانت بكين جزءا مهما من طريق الحرير الشهير “Silk Road” الذي ربط الصين بالهند وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا.

الاقتصاد

تولي الحكومة الصينية اهتماما بالغا بالعاصمة بكين، إذ توجد بها أغلب المقرات الحكومية والسفارات والقنصليات الأجنبية. إضافة إلى ذلك تجد فيها العديد من الشركات الأجنبية العملاقة، ويرجع السبب إلى وضع السلطات في بكين سلسلة من السياسات التفضيلية لكي تجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وقامت بتسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية ووظفت التسهيلات التقنية لذلك. إضافة إلى ذلك تظم بكين أكثر من 200 جامعة ومعهد للبحوث العلمية بمختلف الأنواع.

كما تتوفر المدينة على مترو الأنفاق، والذي افتتح أول خط فيه عام 1969، ويربط بكين بالبر الصيني حيث يوجد به حاليًا 15 خطًّا، وأكثر من 200 محطة، ويعد هذا هو أقدم مشروع مترو أنفاق أقيم في الصين. كما تعد بكين مركزا رئيسيا للطرق الوطنية والسريعة، والسكك الحديدية، وشبكات السكك الحديدية للقطارات العالية السرعة. ويعتبر مطار العاصمة بكين الدولي الكبير ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم من حيث حركة الركاب.

السياحة

مدينة بكين غنية بالموارد السياحية، والمعالم التاريخية المشبعة بعبق التاريخ الصيني العريق، ومن أهم هذه المعالم السياحية نجد المدينة المحرمة وهي القصر الإمبراطوري الذي بنته أسرة “مينغ” وأقامت فيه هي ثم أسرة “تشينغ”. والذي يوجد به متحف الكنوز، وهو عبارة عن مخزن كبير يضم حوالي مليون قطعة من التحف الفنية النادرة، وقد أصبح متحفا شاملا يجمع بين الفنون المعمارية القديمة والآثار الإمبراطورية والفنون القديمة المختلفة.

كما تضم مدينة بكين ساحة “تيان أنّ مِن” (ساحة السلام السماوي)، التي نالت شهرتها الكبيرة عند الصينين بسبب وجود قبر الرئيس ماو زي دونغ. كما لا يفوت الزائر زيارة سور الصين العظيم، إذ أن زيارتك إلى الصين لن تكتمل دون رؤية هذا السور والتعرف على معالمه وتاريخه وحضارته.

وكذلك معبد السماء الذي يستمتع السياح بزيارة هذا المكان والتجول في حديقة تيان تان الخاصة بالمعبد. فضلا عن المعالم السياحية الأخرى من معابد ومتاحف منتشرة في بكين ويقصدها الكثير من السياح، الصينيون والأجانب. ويضاف إلى المعالم السياحية في بكين أسواقها وأشهرها “سوق الحرير” لجميع أنواع البضائع وغيرها من الأسواق.

مسلمو بكين ومساجدها

يرجع تاريخ دخول الدين الإسلامي في مدينة بكين إلى ما قبل أكثر من ألف سنة. هذا التأريخ مربوط بتأسيس أول مسجد ببكين سنة 996م، وهو مسجد “نيوجيه” الذي يعتبر من أكبر وأشهر وأقدم مساجد الصين. ويعرف المسجد باسم الشارع الذي يقع فيه بمنطقة اسمها “نيوجيه” أو “شارع البقر” الذي يسمى كذلك بالحي الإسلامي، وهي أكبر منطقة مكتظة بالمسلمين في المدينة، حيث يعيش حوالي أكثر من عشرين آلفا من المواطنين المسلمين، محافظين على تقاليدهم وعاداتهم الدينية.

كما يوجد بمدينة بكين مساجد أخرى يصل عددها لأكثر من 70 مسجدا، ولعل ثاني أشهر مسجد بالمدينة نجد مسجد “بابالو” الذي يرتاده العديد من الزوار والمقيمين العرب والمسلمين لقربه من سفاراتهم ولإجادة الأئمة القائمين عليه التحدث باللغة العربية

الألعاب الأولمبية والألعاب الشتوية

يرجع الفضل في التطور السريع الذي شهدته مدينة بكين إلى الألعاب الأولمبية لعام 2008، التي كانت أكبر الألعاب الأولمبية في التاريخ، ذلك من حيث عدد الدول المشاركة وحجم ميزانية الألعاب، حيث قدمت الصين لعشاق الرياضة تحفة رياضية هي ملعب عش الطائر بتصميمه الفريد، والذي شهد حفل مراسم افتتاح واختتام الأولمبياد. وقد حظيت بكين بشرف استضافة الأولمبياد الشتوي 2022 لتصبح أول مدينة تستضيف الألعاب الشتوية والصيفية.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

1
  • عصام
    الأحد 6 شتنبر 2015 - 19:21

    مهما بلغت بكين من قوة و تطور فهي لن تستطيع مضاهاة عراقة و جاذبية مدينة فاس العتيقة .

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 1

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز