مسلمو إسبانيا يعمّرون 300 مسجد ومصلى بالمملكة الإيبيريـة

مسلمو إسبانيا يعمّرون 300 مسجد ومصلى بالمملكة الإيبيريـة
الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 06:10

لا توحي لك أجواء الصيف والعطلة والكم الهائل من السياح الذين يتوافدون على مدريد في هذه الفترة أن شهر رمضان قد حل قبل أيام، وأن مسلمي العاصمة الإسبانية يمسكون عما لذ وطاب من ملذات الدنيا لأزيد من 17 ساعة في اليوم.

لكن ما إن تطأ قدماك بيتا مسلما، ولا سيما بيوت الجالية المغربية المقيمة بهذه المدينة، حتى يخيل إليك وكأنك في البلد الأم، فكل تقاليد وعادات المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل تستحضر بهذه المناسبة بدءا من الشعائر الدينية التي يحرص الكثيرون على أدائها بشكل منتظم، وموائد الإفطار التي تزين بأشهى المأكولات والحلويات.

ويبدأ الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم أياما قبل حلوله، فالأسر المغربية المقيمة بإسبانيا، وبمدينة مدريد على وجه الخصوص، تتهيأ في احتفالية تؤثثها عادات وتقاليد المغرب الضاربة في القدم، لاستقبال “سيدنا رمضان” محاولة، قدر المستطاع، إضفاء أجواء مشابهة لتلك التي يعيشها الأهل بالمغرب.

تتبضع الأسر ما يلزمها من توابل ومستلزمات لتحضير الحلويات، وما تحتاجه من أواني منزلية، من المحلات المغربية المنتشرة بكل أرجاء العاصمة الإسبانية، مما يخلق انتعاشا لدى أصحابها في هذا البلد ، حيث لا زالت الأزمة الاقتصادية تلقي بضلالها، خاصة على الجاليات الأجنبية المقيمة هنا.

وطقوس رمضان المغربية بمدريد لا تختلف عن غيرها في باقي مدن إسبانيا، حيث يقيم نحو مليون مغربي، الذين يبدؤون إفطارهم، بعد أداء صلاة المغرب، بالتمر والحليب، ثم الأطباق والوجبات التقليدية من “حريرة” و”شباكية” و”ملاوي” و”السفوف” وغيرها.

مواد وأطعمة وحلويات خاصة بهذه المناسبة، إن لم تهيأ في المنزل، فإن التجار المغاربة والعرب، عموما، يحرصون على توفيرها، خلال هذا الشهر الفضيل، لتلبية طلبات الجاليات من كل البلدان الإسلامية، من الخليج إلى المحيط، بمدينة مدريد وغيرها من مدن هذا البلد الإيبيري.

ولعل ما يجمع بين مسلمي مدريد، وإسبانيا عموما، بالإضافة إلى الصوم، ترددهم على المساجد، البالغ عددها في هذا البلد، الذي يعد بوابة الإسلام في أوربا، نحو 300 مسجد ومصلى، وأكبرها يوجد في العاصمة مدريد وهو المركز الإسلامي الثقافي، المعروف اختصارا بمسجد “إمي ترينتا”.

وتسهم الجمعيات الإسلامية بدورها في تنشيط أماسي المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل، التي تتوزع بين أداء الشعائر الدينية والإقبال على الدروس والمحاضرات التي يلقيها أئمة ووعاظ بينهم مغاربة جاؤوا لتأطير الجالية المسلمة في الحقل الديني.

ويقوم بعضها بتنظيم برامج خاصة من قبيل الإفطارات الجماعية التي يؤمها المسلمون وغير المسلمين، مشكلة بذلك فسحة للتلاقي والتحاور والتعايش والتعرف على شعائر الدين الإسلامي بالنسبة لغير المسلمين، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا الجاليات الإسلامية في المهجر.

وتبقى ميزة شهر رمضان لهذه السنة، كما سابقتها، هي صعوبة الإمساك بالنسبة لعدد من المسلمين خلال أيام الصيف الحارة، لاسيما كبار السن منهم، فدرجات الحرارة تجاوزت في بعض مناطق إسبانيا الأربعين درجة، كما هو الحال في العاصمة مدريد.

ومجمل القول فإن لرمضان بمدريد، وفي غيرها من المدن التي لازالت الآثار الأندلسية شاهدة فيها على الحضارة الإسلامية، نكهة خاصة ، فهو لحظة تجمع بين الديني والإنساني، وبين الخلوة والمجالسة، وبين الأخذ والعطاء، شهر لصلة الرحم بين مغاربة هذا البلد، وإن كان بعضهم يفضل قضاءه في المغرب.

‫تعليقات الزوار

9
  • Mohamed
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 08:27

    شكرا اسبانيا على كل هدا. احبك اسبانيا واتمنى لك الازدهار كما كنت قبل 2008

  • yousouf
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 09:41

    نهنىء كل المغاربة والمسلمين عامة باسبانيا وباقي دول العالم .ملاحظة يوجد في اسبانيا اكثر من400 مسجد برشلونة و نواحيها تحتوي على اكثر من 160 مسجد جزر البليار 41 مسجد جزر الكنري 12تقريبا اندلسيا اكثر من 60 مسجد مدريد ونواحيها و….
    رمضان مبارك وكل عام وانتم بخير

  • Jaouad leon
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 11:54

    في الحقيقة الأجواء الرمضانية مثل المغرب
    حرية الصلاة وإقامة كل الشعائر بدون قيد او شرط .مساجد ملئ، أإمة في المستوى من المغرب ومصر.شكرا للجاليات الاسلامية والمغربية بالخصوص التي بدلت وتبدل الغالي والنفيس في عز الأزمة الاقتصادية من اجل تشييد المساجد والعناية بالاامة.وشكرا لاسبانيا على كل ماقدمته وتقدمه للأجانب على السواء.

  • Tarzan
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 13:08

    Franchement j aime bien ce pays je le considère mon 2 pays après le Maroc grâce a l espagne on a pu venir en Europe j aime aussi ces monuments islamique tout est propres

  • adam
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 13:51

    كم تؤلم هذه المقالات اعداء الدين وجمعيات الالحاد والمكر في المغرب حينما يرون ان الاسلام يتكاثر بسببهم وكأنهم يعملون تسويق اعلاني للاسلام .بصراحة الاسلام يحاصر العالم الطير والشجر و الصخر وااسماء و البحار كل شيء مسلم فمن الغباء ان نرى شخصا يحارب الاسلام في كون وارض وفضاء ايسبح الله صباحا مساءا.والشيء الغريب هو ان هنا في المانيا كل جمعة يدخل الاسلام مئات الناس في المساجد.اذا لا تستغرب في المستقبل ان ترى مسيحي ويهود اوروبا الوسيمين الشقر الذين اعتنقوا الاسلام يحاربون كحل الراس (الذين شادو الحذاثة من الزنيط المنافقين)من اجل الدفاع عن الاسلام ففي الوقت الذي نرى مثقفي الغرب يعرفون يوما بعد يوم فوائد الاسلام لهم ويعتنقونه نرى سذاجة وغباء الملحدين من كحل الراس تدفعهم لمحاربته.

  • citoyen
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 16:13

    خذوا العبرة يا ظلاميين من إسبانيا "العلمانية""الكافرة" المتسامحة .

    في بلدهم المسلم يمارس شعائره الدينية دونما تضييق أو حصار رغم أنكم

    تشتمون الغرب في كل لحظة وحين .

    لماذا لم يستفز المسلم هنا وتزعزع عقيدته وهو يشاهد الاسبان يأكلون

    ويشربون ما لذ وطاب ويمرحون عراة بأقل من"الصايات" ؟

    لماذا لم يستنفر الاسبان خوفا على مواطنيهم من الردة على ديانتهم؟

    لماذا لم يفرضوا على المسلمين الجزية كما فرضتموها على غيرالمسلمين؟

    هل سمعتم يوما ما أن اسبانيا فجر نفسه ليقتل مسلمين ؟ كلا لن يفعل الاسبان

    هذه الأفعال لأنهم متحضرون يحبون الانسان والحياة ويومنون

    بالاختلاف المثمروالتنوع الجميل .وسترون من التعاليق حب الناس لهم

    وكرههمواحتقارهم لكم

  • ابو انس
    الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 21:23

    الى صاحب التعليق رقم 6
    في الحقيقة نعم نتمتع بالحرية الدينية متل باقي الناس ونشكر اسبانيا حكومة وشعبا على دالك، اما فيما يخص الاستفزاز والخوف من الردة والجزية اقول لك اخي الكريم ادا رأيت شخصا من عائلتك او من بلدك في طريق تعتقده خطاء فإنك تتالم لانه منك ومن بني جلدتك ويحزنك دالك ويكون الحزن اقل ادا كان لا يؤمن بما تؤمن به انت، ونحن في اسبانيا نقول لغير المسلمين لكم دينكم ولنا دين ونتعايش بسلام وكل واحد له في منزله جمهورية، في يخص ما سميتها الردة غالبية الاسبان لايؤمنون بالدين دينهم الراتب الشهري وعطلة نهاية الاسبوع و الخوف الوحيد هو من البنك ونتمى لهم ان يتغلبوا عليه،
    اما بخصوص الجزية كل ما اعرف ان اتت قبل
    ما اسميتهم بالظلاميين وكانت تفرض على غير المسلمين على شكل الضرائب في عصرنا الحالي وكانوا راضيين بها لان كان لهم مقابل على دالك في حين المسلمون كانت عليهم الزكاة وفي الاخير لك كل الحترام والتقدير.
    فقط اخشى ان كنت تعتبر التاريخ الإسلامي كله ظلام. والسلام

  • youssef
    الأربعاء 1 يوليوز 2015 - 01:37

    كلامك غير صحيح والله لو سمحت لهم الظروف لغزوك لفعلوا – ان الحقد الان عندهم على الرفوف على شكل خلايا ناءمةعندما سيحتاجون اليه سيوظفوه لابادتك- ادا كنت من القراء وليس من اصحاب الكلام الهراء فلن احيلك الى الماضي البعيد بل الى البارحة الى ما فعلوه في الريف

  • ال الأخ أبو أنس
    الأربعاء 1 يوليوز 2015 - 09:32

    شكرا على تفاعلك الايجابي
    للتوضيح فقط حينما أتحدث عن الجزية والردة وغيرها فإنني أقصد ما يذهب اليه التيار إن لم أقل المجتمع التكفيري من ارساء دولة الخلافة والحكم بالشرع في هذا العصر بحدافره وتطبيق الحدود على المرتد والسارق والزاني وغيرهم .فالردة وحروبها معروف أنها جاءت بعد وفاة الرسول (ص)
    تحدتث وأقررت بوجود حرية العقيدة في اسبانيا أنا أسألك :مع من يتسامح المغاربة والمسلمون عامة هل مع المسيحيين أم مع اليهود أم مع البوديين أم مع العلمانيين أم مع اللادينيين أم مع المثليين أم مع الشيعة أم مع الحداثيين أم مع لابسات "الصايات"..؟لن يقبلوا بالآخر أكيد
    فيما يخص عبادة الاسبان للراتب الشهري لست متفقا معك أخي فهؤلاء وأنت تعرفهم جيدا مومنون بالمساواة والحرية التي بفضلها تعيش بين ظهرانيهم في أمن وأمان لاينافقون لايكذبون لايظلمون يقبلون الآخر
    الخلاصة اخي أبو أنس أذا كنت قد انزعجت من تعليقي فلأنني أشعر بالمرارة جراء ما يحدث ما يحدث في بلدنا بسبب تخلفنا ونكوصنا الى القرون الوسطى
    مع تحياتي

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة