لم يعد الشيب يشير فقط إلى رأس الجدة، بل أصبح واحدا من الإطلالات الأكثر جاذبية في العصر الحالي.
فلم يعد الشعر الأبيض مقتصرا على السيدات المسنات، بل باتت هناك شابات يصبغن شعورهن بهذا اللون، كما توقفت كثير من الممثلات الشابات عن صبغ شعورهن بألوان وردية وزرقاء ولجأن إلى صبغه باللون الأبيض، مثل نجمة “البوب” الأمريكية ليدي جاجا، والمغنية البريطانية كيلي أوزبورن.
كما توقفت مشاهير، مثل الممثلة الأمريكية جيمي لي كرتيس والممثلة الإنجليزية هيلين ميرين ومواطنتها جودي دينش، عن صبغ شعورهن البيضاء وحضور الفعاليات الفنية بالشيب، في إطلالة جذابة.
وبلا شك، بالنسبة لسونيا ماركيز، مديرة العلاقات العامة بمعامل “فريدا دورش” لمستحضرات التجميل، اللون الأبيض هو أحدث الصيحات الرائجة لصبغ الشعر به هذه الفترة.
عناية أساسية:
وقالت ماركيز: “ليس دائما سهلا العناية بالشعر المصبوغ بالأبيض؛ حيث إن هذا النوع من لون الشعر يميل إلى الاصفرار ويفقد بريقه ولمعانه”، وأضافت أن تراكم منتجات الشعر يظهر بشكل أكبر على هذا اللون.
وأشارت إلى أنه “عندما تكون تلك المنتجات المتراكمة على سطح الشعر من السيليكون، المستخدم كثيرا في منتجات الشعر لتنعيمه، عادة ما يتحول لون الشعر إلى لون أصفر غير متناسق”.
بينما قال مانويل لوبيز، مدير العلاقات العامة بمعامل “بيير فابري” للتجميل، إن الشيب يحتوي على عنصر جيني قوي ونصح باستخدام منتجات خاصة لهذا النوع من الشعر.
وأضاف أن “الشيب يحتاج إلى منتجات تمنع اصفراره؛ لأن الشعر الأبيض الذي يتم الاعتناء به جيدا من الممكن أن يكون جميلا للغاية”، مشيرا إلى استخدام منتجات مثل غسول الشعر الناعم (شامبو)، و”ماسكات” (أقنعة) الشعر والمرطبات لترطيبه وإعطائه اللمعان الذي “يفتقده بسبب نقص مادة الميلانين”.
يشار إلى أن الميلانين هي مادة صبغية بروتينية تُفرز من قبل خلايا تدعى الخلايا الطلائية، وتكون في جلد الإنسان وفي بصيلات الشعر وغيرها.
شعر مغسول وناعم:
أكدت طبيبة الأمراض الجلدية كريستينا دي أويوس، المديرة الفنية لـ”عيادات ثيتا”، أن الشعر الذي يشيب بشكل مفاجئ قد يبدو أكثر خشونة وأقل لمعانا “بسبب خلو ألياف الشيب من مادة الميلانين؛ لذا يظهر بشكل أقل لمعانا”.
وشددت على “ضرورة العناية بالشيب مثل الشعر المصبوغ”، وغسله بمنتجات ناعمة مرطبة، وأوصت بـ”استخدام ماسكات الشعر المرطبة لاستعادة المياه التي تفتقدها ألياف الشعر”.
وأشارت الطبيبة إلى أن الشيب لا يعاني عند صبغه أكثر من الشعر العادي الخالي من الشيب، كما أنه يتم صبغه بشكل أفضل.
وأوضحت أن “الضرر في ألياف الشعر سيعتمد على نوع الصبغة المستخدمة والعناية بالشعر، ولا يعتمد على ما إذا كان الشعر أبيض أو بلونه العادي”، فيما أشارت إلى أن تغيير لون الشعر مضر أكثر من الصبغ نفسه.
من جانبه، أكد ديفيد ليسور، “ستايلست” بمعهد “ديفيد كونزل للتجميل”، أنه عندما يشيب شعر الرأس، ينصح باستخدام مقويات تحتوي على الأحماض الأمينية لإعادة إحيائه. واقترح استخدام منتجات غنية بجسيمات شحمية وفيتامين “بي3″ و”اللبيدات” المثالية لتحسين الشعر دون نسيان المواد الغنية بالبروتين.
وليس حقيقيا أن الشعر الأبيض يتساقط بشكل مستمر. وللحد من تساقطه، يعول ديفيد ليسور على تغذية فروة الشعر بـ”أمبولات أمينكسيل”، التي تحتوى على مادة “الكولاجين”، وتساعد على ليونة ومرونة الشعر وتقوية جذوره، وتعمل على بناء ألياف وأنسجة الشعر وتقويته.
واعترف ليسور بإعجابه بالعارضة الأمريكية كارمن ديل أوريفيس، أكبر عارضة أزياء في العالم (84 عاما)، قائلا: “إنها بلا أدنى شك رمز الأناقة والسحر ليس فقط بين نساء عمرها، بل بالنسبة لأي مرحلة عمرية”.
