طبيب يدعو إلى استئناف علاج الأمراض المزمنة

طبيب يدعو إلى استئناف علاج الأمراض المزمنة
الإثنين 18 ماي 2020 - 09:35

بعضهم يتصل هاتفيا للتشاور حول وضعيته الصحية وأدويته والاستفسار عن إمكانية تأجيل الموعد وتاريخه أو الحضور، وآخرون اختفوا تماما ولم يعد الأطباء يعرفون شيئا عن مصيرهم، في الوقت الذي يحضر للفحص مرضى غير مستعجلين، في ظل حالة الطوارئ الصحية التي تعرفها المملكة على غرار باقي بلدان المعمور بسبب جائحة “كورونا”.

وفي هذا السياق، أوصى الدكتور الطيب حمضي، رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب، بضرورة التعجيل باستئناف الفحوصات والعلاجات بالنسبة إلى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ووجوب برمجة الفحوصات والكشوفات الطبية المختصة خلال الأسابيع المقبلة، للاستفادة من هدوء الأوضاع الصحية عموما، تفاديا لتأخير العلاجات التي قد تتعثر خلال الخريف المقبل، إذا ما كنا على موعد مع موجة ثانية من الوباء خلال الأشهر المقبلة.

وقال حمضي إن وباء “كورونا” ظرف مستعجل يخفي عنا حالات وفيات وتعقيدات وإصابات طبية أخرى، لكنه لا يمنع حدوثها، كجلطات القلب وجلطات دماغ، والحوادث المنزلية، وأمرض الكلي والكبد والسرطان، وغيرها من مضاعفات الأمراض المزمنة التي لن تختفي أو تنتظر زوال الوباء، فقد تغيب هذه الإصابات عن أنظار الطبيب ومهنيي الصحة، غير أنها تحصد يوميا أرواح الضحايا الذين اضطرهم الوباء أو الخوف من الوباء إلى التخلي عن مواعيدهم الطبية أو مواقيت علاجهم.

واستعرض رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب، عددا من الدراسات التي تؤكد هذه الملاحظات، من خلال تمحيص نتائج مقترنة بالممارسة اليومية خلال الأسابيع الأخيرة، والتي كشفت إخفاق الكثير من المرضى المزمنين في مراقبة دورية، مشيرا إلى أن عددا من المرضى يحضرون بشكل متأخر جدا مقارنة بالمعتاد، بعد إصابتهم بأعراض ومضاعفات مرضية.

هذه الملاحظات لا تقتصر على المغرب فقط، يقول الطبيب ذاته، مؤكدا أن الوضع لا يختلف عن باقي الدول التي تعاني من تفشي “كوفيد 19″، وهي خلاصة نتائج دراسات بهذه البلدان التي كشفت أن المرضى المزمنون ينقطعون عن المراقبة الطبية، وأحيانا عن العلاج، ويتعرضون لمخاطر مضاعفة مقارنة مع فترة ما قبل الحجر الصحي.

وسرد المتحدث ذاته نتائج دراسة إيطالية أظهرت زيادة 58٪ من حالات السكتة القلبية خارج المستشفيات مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019، وأخرى كشفت تراجعا كبيرا تصل نسبته إلى 68٪ في عدد عمليات توسيع الشريان التاجي للقلب، التي يستفيد منها المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية، وهذا معناه أن العديد من ضحايا هذه الإصابات القاتلة لم يتقدموا إلى العلاج المستعجل في الوقت المناسب.

دراسة ثالثة أجريت في الصين وهونغ كونغ شهر مارس المنصرم، يضيف الدكتور حمضي، أظهرت أن الوقت الفاصل ما بين أول أعراض الأزمات القلبية المستعجلة وأول اتصال بطبيب، ارتفع بمعدل أربع مرات، في حين أن عامل الزمن والسرعة يشكلان أحد أهم عناصر إنقاذ الحياة في مثل هذه الحالات التي لا تلج إلى العلاج وتبقى بدون عناية طبية ملائمة بسبب ظروف الوباء، وزاد: “وإذا كانت هذه معطيات ونتائج دراسات بلدان أوروبية تتوفر على أنظمة صحية وتغطية صحية وموارد طبية، يمكن لك أن تتصور ما حدث ويحدث بالمغرب، في انتظار معطيات محددة إن تم ضبطها في المقبل من الأيام”.

وقال حمضي إن النساء الحوامل، ومرضى العيون، والأمراض النفسية، وكل الأمراض الأخرى، يعانون من تأخر المراقبة والعلاج مع كل الانعكاسات الخطيرة لتأخر التشخيص والعلاج على صحتهم، وأحيانا على حياتهم، داعيا إلى ضرورة إسراع هؤلاء المرضى إلى الاتصال بأطبائهم، وفق النصائح المعمول بها والإجراءات الاحترازية المتخذة داخل العيادات، واحترام مواعيدهم، وطلب الاستشارة والعلاج بدون أدنى تأخير.

وحث رئيس النقابة الوطنية للطب العام، زملاءه من كل الاختصاصات في القطاعين العام والخاص، إلى استئناف بل تكثيف تتبعهم للحالات المزمنة التي تأخر علاجها أو انقطعت، لتدارك ما يمكن تداركه، وحث باقي المرضى المزمنين على احترام دورية فحوصاتهم، وكل الحالات المستعجلة، داعيا عموم المواطنين إلى طلب النصيحة والاستشارة والعلاج من لدن أطبائهم، عوض أن يقرروا هم أنفسهم درجة الاستعجال من عدمه أو درجة الضرورة الملحة من عدمها، تحت طائلة الوقوع في سوء التقدير القاتل أحيانا.

وحتى بعد رفع الحجر الصحي ستستمر الإجراءات الحاجزية، يقول الطبيب حمضي، إذ ستستمر الإجراءات بالعيادات والمصحات والمستشفيات لضمان سلامة المرضى والمهنيين الصحيين. هذه الإجراءات لا تتنافي تماما مع استمرارية العلاج، يجب فقط احترام الإرشادات الملائمة: الاستشارة عبر الهاتف قبل الحضور، أخذ المواعيد المسبقة لضمان التباعد في الزمان والمكان داخل العيادات، عدم حضور مرافقين إلا للضرورة مع استعمال الكمامة، والتباعد ونظافة اليدين، وغيرها من التدابير الوقائية الفردية.

وقال المتحدث ذاته، “حان الوقت اليوم لنتوجه إلى لمواطنين، والمرضى المزمنين في مقدمتهم، لحثهم على طلب الاستشارة والعلاج وفقا للجداول المقررة مع أطبائهم، وعدم التخلي عن مواعيدهم أو فحوصاتهم أو علاجاتهم، وطلب المشورة والعلاج كلما تطلب الأمر ذلك عن بعد أو حضوريا، وفقا للإجراءات المتفق عليها مع باقي مهنيي الصحة، الذين يتابعون لديهم علاجاتهم، ودائما في إطار الاحتراز الضروري للوقاية من تفشي الوباء”

‫تعليقات الزوار

11
  • محمد لعيوني
    الإثنين 18 ماي 2020 - 10:27

    كيف لدول اخرى تسجل المئات من الوفيات يوميا ورفعت الحجر الصحي تدريجيا ونحن من سجلنا 190 حالة فقط مند بداية الحجر نخاف رغم اننا لا نريد ان يموت ولا واحد.
    فالناس لم تعد تحترم الحجر لعدة اسباب اولا ان الدولة لم تعد صارمة فيه.وتانيا الناس ملوا وكرهوا من طول فترته وايضا الناس لم تعد تخاف منه كالبداية. بل تعايشوا معه .
    المدخرات نفدت. العنف الزوجي.البطالة. الضغط النفسي للكل.
    ادا انتظرنا حتى نسجل صفر حالة للسماح لعودة الحياة الطبيعية من جديد فاظن ان الامر صعب لانه هناك ضغوطات جمة والصيف على الابواب. هناك قروض متعترة. محلات تجارية ومقاهي ومطاعم مغلقة.هناك مواطنون عالقون داخل وخارج الوطن. السلطات وقوى الامن تعبت.
    الحل رفع الحجر تدريجي والابقاء على الشروط الصحية منها التباعد والزامية وصع الكمامة مع تطبيق القانون بصرامة بخصوصها.

  • الإثنين 18 ماي 2020 - 10:33

    nous avons hâte de consulter nos médecins pour différentes maladies chroniques. merci pour l'article.

  • اسماعيل100
    الإثنين 18 ماي 2020 - 10:37

    تحية للدكتور المحترم.فقط احيط سيادتكم علما اننا نتابع علاجنا محليا او بمدينة كبرى حيث اصحاب الاختصاص،ولكن تغيب جل الاطباء عن عياداتهم دون اخبار مرضاهم الذين عندهم مواعيد امراض مزمنة .واذا اتصلت بهم لا يجيبون. من جهة اخرى تعذر التنقل من مدينة الى مدينة الإختصاص فئة قليلة جدا من الاطباء كانوا يجيبون ويقول لك اكمل بنفس الدواء.
    اما عن الاحترازات التي تكلمتم عنها سيدي فإن بعضهم يرتكب أخطاء خطيرة عندما تحترز من كل شيء ولكن الطبيب مثلا طبيب الجلد او اامراض ORL او التحليلات عندما تدخل عنده للفحص يحتفظ بنفس القفازات على يديه التي استعملها مع من سبق.وبذلك فهو يحمي نفسه فقط بوعي (اشطارة)او بغيره .الله أعلم .

  • Germany
    الإثنين 18 ماي 2020 - 10:39

    لقد تم اعطاء فيروس كورونا اكثر من اللازم على الصعيد العالمي بسبب الاعلام الفاشل، ثم تم نسيان و اهمال الكثير من الاشياء الاكثر خطورة من كورونا.
    يجب ادراك الموقف بسرعة

  • zaid
    الإثنين 18 ماي 2020 - 10:57

    عندما تريد زيارة الطبيب وتريد أخذ موعد ، يطلب منك ان تحضر باكرا وتنتظر حتى يأتي الطبيب على الساعة 10 او 11 وفي هذه الفترة تضطر البقاء في قاعة الانتظار لمدة تزيد عن 6 او 7 ساعات احيانا وربما أكثر . طبعا وفي هذه الظروف ، كن على يقين انك ستخرج من عند الطبيب بعدة أمراض إضافية نظرا الاكتضاض الذي تعرفه قاعات الانتظار الضيقة اصلا ويشكر البعض الوقوف الكولوارات . ولا اعرف ما السبب الذي يجعل الأطباء يتصرفون بهذا الشكل ولا ينظمون الزيارات بمواعيد دقيقة .

  • المراكشي
    الإثنين 18 ماي 2020 - 11:06

    لماذا دول عرفت عشرات الآلاف من الإصابات وآلاف الوفيات؟ ورفعت الحجر الصحي،ولم تبالي، ونحن فقط190وفات ولازلنا لم نتخد قرار بعد،هل فعلا الدولة تخا ف على المواطنين الى هذا الحد،اطرح السؤال فقط.

  • مريض بمرض مزمن
    الإثنين 18 ماي 2020 - 11:17

    بعد السلام استاذي المحترم كل ما قلته صحيح ،نحن مرضى الامراض المزمنة تم تهميش فحوصاتنا من طرف الوزارة الوصية لان امراضنا و عللنا غير معدية وبالتالي ضرب بمواعيدنا عرض الحائط لان هواتف مساعدين اطبائنا قد اقفلت او لا تجيب وكاننا لسنا مرضى نتابع فحوصاتنا منذ عقدين او اكثر مع العلم ان كوفيد 19 قد شفي منه الآلاف في حين ان امراضنا ستدفن معنا يعني ليس لها شفاء الا بمعجزة .

  • خالد
    الإثنين 18 ماي 2020 - 11:47

    رفع العلم ووضع الجهل فصار معظم الناس جهالا على جميع الاصناف المثقف ووالواعي والمتعلم والغير القارء اتبث العالم انه لا عقل له من هذا الغبي الذي فرض هذا القانون الحجر الصحي وإلزام العالم كله على غلق بابه بدون استتناء ماهذا الاجتهاد الاعور الذي سوف يحطم العالم وألوهم الدول الضعيفة أصلا ان استتمراركم بها العبث وهذا الجهل سوف تحرقون انفسكم بأيديكم 190 وفاة فأفلت الدولة كل شيء حتى صارت الوفاة الواحدة تهز انفس كل الناس كأننا لم يكن كندنا وفيات من قبل.لقد حطمت دولتكم وتبتعتم الشياطين .

  • اسلام
    الإثنين 18 ماي 2020 - 12:05

    شكرا لك دكتور لان لا يعقل ان يتم الوضع على ما هو عليه لان بعض الدكاترة سامحهم الله اتحدو الوضع دريعة للتملص من كشف المرضى هل يعقل ان يتم عدم الكشف عن مريض سرطان بل الاكتفاء بالحديث عّن الالم عن بعد و في الأخير بذل تحرير وصفة (دواء) الطبيبة تكتفي بقول خد مسكّن (حسب الرغبة) أليس هذا استهتار بصحة المريض و بنفسيته .اتقو الله عباد الله

  • Ayman
    الإثنين 18 ماي 2020 - 12:34

    الزكام و التهاب الرئة تقتل حوالي 10000 مغربي في السنة، لم نرى يوما أحدا يحرك ساكنا. التدخين يقتل حوالي 15000 مغربي كل سنة، لم نمنع السجائر. كورونا قتل أقل من 200 شخص، دمرنا الاقتصاد و دمرنا المجتمع و حبسنا الناس داخل البيوت و أعلنا حالة الطوارئ !!!

  • Ali scanner
    الثلاثاء 19 ماي 2020 - 23:04

    بغاو المدخول اي الفلوس هل المصحات الخصوصية المغربية والطب الخاص يفكر في المرضى، أبدا يفكرون سويا لجمع المال. نجد طبيب في الطب العام ثمن الفحص 200 درهم و البعض منهم يكذبون على الزبناء بأنهم اختصاصيين ثمنهم 250 أو 300 درهم ويقا عليك ندر ليك ليكغرافيك، ندير ليك راديو فلان فلاني و و و و غير المكر والبهتان.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة