تعليق الدراسة يُفاقم معاناة أُسر الأطفال ذوي إعاقة

تعليق الدراسة يُفاقم معاناة أُسر الأطفال ذوي إعاقة
الإثنين 30 مارس 2020 - 08:34

يعيش الأطفال ذوو إعاقة المتمدرسون وضعية صعبة عقب تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى، بعد أن أُرغموا على المكوث في بيوت أسرهم، طيلة اليوم، وسط افتقار آبائهم وأمهاتهم إلى تكوين في التعامل معهم.

وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة دعت الجمعيات الشريكة لها إلى الحرص على ضمان استمرارية بعض الخدمات عن بعد للأطفال ذوي إعاقة المتمدرسين، وذلك عبر إرساء مداومة تربوية لتمكينهم من متابعة دروسهم.

ودعت الوزارة الجمعيات إلى وضع برنامج عمل يتم تصريفه عن بعد لتحقيق مجموعة من الغايات، في مقدمتها التواصل مع آباء وأمهات الأطفال في وضعية إعاقة، ومّدهم بالأنشطة التربوية التي يمكن إنجازها داخل المنازل.

وإذا كانت الجهود حاليا تصب حول تمكين الأطفال ذوي إعاقة المتمدرسين من مواكبة دروسهم عبر التعليم عن بعد، فإن لطيفة أهرام، رئيسة “جمعية إشراقة لتحسين حياة لأشخاص في وضعية إعاقة”، ترى أن الإشكال الحقيقي الذي ينبغي أن يفكَّر فيه حاليا ومستقبلا، وتُولى له الأهمية، هو تكوين أمهات هؤلاء الأطفال من أجل إكسابهنّ المهارات الضرورية للتعامل مع أبنائهن حتى تجاوز مثل هذه الظرفية.

وانطلاقا من تجربة الجمعية التي تشرف عليها، تؤكد لطيفة أهرام أن أمهات الأطفال ذوي إعاقة اللواتي خضعن لتكوين في كيفية التعامل مع أبنائهن ذوي الإعاقة لم يجدن صعوبة في مواكبتهم خلال الظرفية الحالية، بينما الأمهات اللواتي لم يتسفدن من أي تكوين وجدن صعوبة، لأنهن كن يعتمدن بشكل كبير على المدرسة في رعاية أبنائهن.

وتركز جمعية إشراقة، ومقرها في مدينة الدشيرة ضواحي أكادير، عملها، بالخصوص، على تكوين أمهات الأطفال ذوي إعاقة.

وتتمسّك لطيفة أهرام بهذه الفلسفة التي يقوم عليها عمل الجمعية التي تشرف عليها رفقة بعض المتطوعين، وتقول: “سنُثبت، طال الزمن أم قصر، أن تكوين الأمهات هو الأساس، لأنه هو المدخل الرئيسي لضمان حياة مستقرة للأطفال ذوي إعاقة”.

وفيما يتعلق بالجانب التعليمي، ترى الفاعلة الجمعوية ذاتها، التي خصصت صفحتها على موقع “فيسبوك” لتقديم دروس للتلاميذ ذوي إعاقة عن بعد، أن مبدأ التربية الدامجة هو تمكين جميع هؤلاء الأطفال من التمدرس، وتساءلت: “لكن هل هناك برنامج بيداغوجي في المستوى؟ وهل هناك أطر مكوّنة؟”، لتخلص إلى أن التجربة الحالية في طور التشكّل دون أن تتوفر جميع الآليات الأساسية لإنجاحها.

من ناحية ثانية، دعت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة الجمعيات الشريكة إلى التواصل مع مختصي الترويض وإعادة التأهيل الوظيفي لتقديم إرشادات وتوجيهات في الترويض لفائدة الأشخاص ذوي الصعوبات الحركية، وكذا إرشادات لتصحيح النطق والتخاطب بالنسبة للأشخاص ذوي الصعوبات الذهنية والتواصلية.

كما دعتها إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال، وتقديم إرشادات وتوجيهات للآباء والأمهات لتجاوز بعض الصعوبات النفسية ذات الصلة بفترة الحجر الصحي داخل المنازل.

في السياق ذاته، قالت لطيفة أهرام إن الآلية الأساسية لإنجاح تمدرس الأطفال ذوي إعاقة، وإدماجهم في المجتمع، هي تكوين أمهاتهم وآبائهم حول طرق التعامل معهم وتأطيرهم، مشيرة إلى أن هناك أسرا “تخجل” من أطفالها بسبب إعاقتهم، وهو ما يعقّد وضعيتهم أكثر، في حين ترى أسر أخرى في المدرسة فضاء فقط “للتخلص” من أبنائها لساعات معينة”، مؤكدة أن الأسر التي تستفيد من التكوين تتعامل بإيجابية مع أبنائها، ما يجعلهم أكثر قابلية على النجاح في الدراسة، والاندماج على نحو أفضل في المجتمع.

‫تعليقات الزوار

6
  • اسية بورويص
    الإثنين 30 مارس 2020 - 09:06

    اتمنا شفاء الناس من المرد كورونا

  • نجاة أم محمد
    الإثنين 30 مارس 2020 - 09:18

    ليس من معين الا الله سبحانه و تعالى

  • وفاء
    الإثنين 30 مارس 2020 - 09:23

    الوضعية الحالية خلقت متاعبا لكل الفئات ومعاناة أسر ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص أرجو الالتفاتة لهذه الفئة بالضبط وبشكل جدي فمتاعبها مضاعفة بكل المقاييس والله المعين واصبر وما صبرك إلا بالله

  • كمال حرضان
    الإثنين 30 مارس 2020 - 09:26

    الحقيقة أن ما تدعو إليه وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة ومديرية التعاون الوطني الملحقة بها لا يعدو كونه صيحة في واد وديماغوجية ارتجالية غوغائية لا تستند إلى أي أساس علمي أو بيداغوجي تواصلي ولا لأي استراتيجية عملية مضبوطة في النهوض بقضايا وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة فأغلب الجمعيات العاملة المأزومة لم تتوصل بمستحقاتها المالية المدرجة في إطار صندوق دعم التمدرس لقرابة السنة ونصف السنة ولا يعقل أن نطلب منها ضمان استمرارية الخدمات عن بعد في ظل انعدام الوسائل الضرورية والتحفيزية للعمل بينما نرى ونسمع بعض الجمعيات المرتزقة التي ولدت بين عشية وضحاها وبملعقة من ذهب في فمها تتوصل بدعم سخي ولا مشروط تحول لديها إلى مورد عيش واغتناء فاحش الثراء تستنزفه دون حسيب ولا رقيب وأحيانا بتواطؤ مع بعض المناديب والمنسقين والمديرين المركزيين ناهشي لحم اليتامى ومصاصي دماء ذوي الاحتياجات الخاصة وما بلاء كورونا إلا لعنة ونقمة عليهم في الدنيا قبل الآخرة وإلى يوم الدين.

  • أب طفلة توحدية
    الإثنين 30 مارس 2020 - 09:48

    ما مصير هؤلاء الأطفال التوحديين في زمان هذا البلاء بالنسبة لتمدرسهم في الجمعيات الخاصة بهم.ومامصير الأداء الشهري علما أني أؤدي 700درهم شهريا وكنوبس أيضا تؤدي 700درهم شهريا.وعلما كذلك أن معي أشخاص آخرين لايؤدون سوى 200 درهم لأن عندهم راميد.ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

  • belahcen
    الإثنين 30 مارس 2020 - 10:13

    التعليم عن بعد الذي قامت به اسرة التعليم واكثرهم المتعاقدين الذين ساهموا من جيوبهم مصاريف الانترنيط. والتواصل بين الثلاميذ كل هده المدة وبما انهم جنوز الخفاء في تنوبر الثلاميد بالعلم والمعرفة وربطهم بالحجر الصحي وهم رغم العطلة المدرسية يبلغون المعرفة ووزارة التعليم في اذن صماء للاقتطاع الشهري للمضربين منذ سنة ومازالت الاقتطاعات جارية عليهم رغم تضحيات من اجل غد افضل لاسرة التعليم العام.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس