"المكتبة الشاطئية".. مبادرة شبابية تشجّع المصطافين على القراءة

"المكتبة الشاطئية".. مبادرة شبابية تشجّع المصطافين على القراءة
الأربعاء 7 غشت 2019 - 17:34

وجد المصطافون وزوار شاطئ “الصابليت” بالمحمدية أنفسهم وجها لوجه أمام خزانات على شكل بواخر صغيرة مهيأة بشكل جمالي ومكتظة بالكتب والمؤلفات من جميع التخصصات (قصص بكل اللغات، معاجم، دواوين شعرية، مترجمات، فكر إسلامي، زجل، كتب للأطفال…)، وضعت رهن إشارة المصطافين ورواد الشاطئ من كل الأعمار والفئات، الأمر الذي أثار انتباههم وشجعهم على اكتشاف الخزانات وافتحاص مدخراتها القيمة.

المبادرة الجميلة من تنظيم منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة بالمنصورية، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال وبتنسيق مع جماعة المنصورية وجمعية التلال المحلية، ابتدأت في منتصف يوليوز المنصرم وستمتر حتى نهاية غشت الجاري على ضفاف الشاطئ.

تقدم المكتبة الشاطئية لزوارها عرضا مغريا، يجمع بين متعة الاستجمام والاستمتاع بالصيف ومتعة القراءة والتثقيف، فتجد الوافدين عليها من المحبّبين للفكرة والدّاعمين لها.

خديجة، من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، إحدى الزائرات للمكتبة الشاطئية، وجدت في الفكرة “تجديدا وروحا شبابية تصبو إلى التغيير”، واعتبرت أن “تعميمها على باقي المناطق السياحية بالمغرب أمر محمود”.

المبادرة تحمل شعار “قارئ اليوم قائد الغد”، وتندرج في سياق العمل على جعل القراءة سلوكا يوميا يصاحب الفرد في كل مراحل حياته وانشغالاته، وتربية النشء على محبة الكتاب والإقبال على القراءة في فصل الصيف الذي يوازي فترة العطلة والخلود إلى الراحة، وذلك من أجل الحفاظ على الرصيد المعرفي من جهة، وتربية الذوق من جهة ثانية، وإمتاع الذهن والفكر إلى جانب إمتاع الجسم بالرياضة والاستجمام، واكتشاف جمال الطبيعة على شواطئ عاصمة الزهور.

وتعرف هذه الأيام التربوية إقبالا من طرف فئات عمرية مختلفة تطمح إلى محو الصورة النمطية التي أصبحت توصم بها شواطئنا، صورة التلوث والاكتظاظ و”لوبيات البراصولات”، وغيرها من الظواهر المشينة.

في هذا الصدد، قال عبد العالي بونصر، منسق منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، إن هذه المبادرة الشبابية “تهدف إلى تشجيع القراءة في صفوف عامة المواطنين وجعل الفضاءات العمومية، وخصوصا السياحية منها، مساحات تجمع بين متعة الاستجمام والحفاظ على الرصيد المعرفي وتنميته”.

وأضاف بونصر في تصريح لهسبريس: “يجب أن نجعل من الكتاب أنيسا ورفيقا لكل المغاربة أينما حلّوا وارتحلوا”، موردا: “نحن الشباب المثقف مطالب بالتسويق لمنطقتنا الواعدة، وخير علامة لذلك هي الكتاب”، خاتما حديثه بالقول: “يوجد الكثير من الشباب الذي يعتبر أن الشاطئ هو مصدر للرزق وكسب المال، لا ضير في ذلك، فقط الفكرة وطريقة تطبيقها هي ما تحتاج منّا إلى التطوير وبذل جهد للارتقاء”.

*صحافية متدربة

‫تعليقات الزوار

8
  • قارئ
    الأربعاء 7 غشت 2019 - 19:20

    تحية عالية لهذه المبادرة الشبابية

  • عبد الرحيم
    الأربعاء 7 غشت 2019 - 19:51

    كيف يمكن للإنسان الذي يرزح تحت الفقر والذي يرتعد من الخوف أن يقرأ ؟! القراءة تحتاج إلى مزاج ،لأن عدم تلبية الاحتياجات الأساسية تدمر الاهتمامات العليا. ولهذا لا يمكن للشباب المقهور اليوم القراءة الجادة ما لم نوفر له بيئة آمنة مطمئنة لذلك.وفي الأخير القراءة في الشاطئ ليست بقراءة.

  • Lahrache
    الأربعاء 7 غشت 2019 - 20:27

    بالنسبة الي عند ذهابي إلا البحر عينيا غدي نخصصهم لنضر في البحر وأشياء اخرى في البر القراءة في المنزل

  • Hamouda
    الأربعاء 7 غشت 2019 - 20:56

    هكذا تكون المبادرات، هكذا تقوم الأمم بالأمثلة الجميلة والمفيدة… تحية لأصحاب المبادرة

  • rais
    الأربعاء 7 غشت 2019 - 21:53

    بصفتي محافظ لمكتبة عمومية بمنطقة من مناطق المغرب اقول
    الى احنا المغاربة اصلا ماعدناش هاديك الثقافة ديال القراءة على طول السنة والنسبة ضعيفة جدا تكاد تكون منعدمة وهنا اتكلم بناء على احصائيات وتجربة بالميدان
    كيفاش بغيتوا هاد الناس يهتموا بالقراءة وهم بالشاطئ وهم اصلا لم يقبلوا عليها طوال السنة
    هاد الشي خليوه للاوروبيين اما المغاربة راه عام كامل وهو مع تمارا ديال الحياة الصعبة عاد دابا غادي يجي يقرا

  • عابر سبيل
    الخميس 8 غشت 2019 - 12:14

    تحية شبابية لمثل هاته الأعمال التي تثلج الصدر.واسفي على من يحطم و ينتقذ أشياء يعلم هو نفسه انه مخطأ في انتقاذها لكي يكون هو عكس التيار وخالف تتميز.
    بااااااااز
    تحية لطاقم لطاقم هيسبريس للبحثه على مثل هذه الأعمال وتحفيزها

  • Mohamed Morabet
    الخميس 8 غشت 2019 - 13:30

    يكفي قراءة بعض هذه التعاليق ليتحقق للمتتبع أن المغاربة حقا أعداء القراءة… الناس تقرأ في كل مكان إن وجدت الفرصة، والشعوب التى تقدم للإنسانية خدماتها هي شعوب تقرأ في الميترو وفي الشاطئ والترام والمعبد… إن وجدت فرصة… في الحرب العالمية الثانية حينما كانت المدمرات البريطانية والأمريكية تفرض على الغواصات الألمانية الصمت في قاع البحر حتى لا يفضحها "السونار" وتتعرض للتدمير بقنابل الأعماق كان طاقم تلك الغواصات يضطر إلى التزام الصمت في الإعماق لمدة ساعات طويلة يشوبها القلق ونقص الأكسجين ورائحة الديزيل المحترق أتعرفون كيف كان يقضي هؤلاء البحارة أوقاتهم العصيبة تلك؟ في القراءة… كأنهم يعملون بالأثر اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

  • Hassane
    الخميس 8 غشت 2019 - 15:42

    هذا يسمى " العكار فوق لخنونة "
    القراءة اغلى شيء في الحياة ولكن يجب ان تكون نتيجة سياسة تربوية وتعليمية .
    تربية الشعب على القراءة لايمكن ان تنجز في بلاد يعيش في الفساد والرشوة والعبتية في مناهج التربية والتعليم.
    تحية لشباب الفكرة وليس الى استغلالهم بالفكرة.

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية