أكد أحمد رحو، رئيس اللجنة الدائمة المكلفة بالقضايا الاقتصادية والمشاريع الإستراتيجية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اليوم الجمعة بالرباط، أن التعليم العالي ذا الجودة يعتبر عاملا حاسما لنجاح التحول السوسيو-الاقتصادي في إفريقيا، مشددا على أن القارة الإفريقية “في حاجة إلى نخبها، من أجل دعم نموها الاقتصادي ومواكبة إستراتيجيات الشراكة الاقتصادية القائمة على رأس مال بشري محلي ومؤهل”.
وأوضح رحو، في كلمة له بمناسبة افتتاح ورشة “من أجل تكوين إفريقي متميز لإفريقيا”، المنظمة من لدن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن جودة التعليم العالي “تحظى، أيضا، بأهمية كبرى للاستجابة لمجموعة من الإشكاليات المتعلقة بالهجرة والعمل وإحداث فضاء من أجل السلم والأمن”، معربا عن أسفه لكون القارة تجد صعوبة في تطوير نفسها والاحتفاظ بمواهبها.
وأضاف المتحدث أن إفريقيا “تتوفر على أهم نسبة للشباب في العالم. وعندما نلاحظ قلة الموارد البشرية المؤهلة في القارة، يمكن لزيادة عدد الطلبة أن يشكل فرصة إذا طورنا إستراتيجيات مشتركة لتقديم تكوين عال ذي جودة يلبي احتياجات الاقتصادات الإفريقية، وبإرساء الآليات الضرورية للاعتراف المتبادل للشهادات”، مشددا على أهمية تسهيل تنقل الطلبة على المستوى القاري ومع باقي دول العالم، وعلى إحداث صفة إقليمية للباحثين الأفارقة، وتعزيز برامج المنح وتطوير آليات التمويل الملائمة.
من جهته، أشار إبراهيم بنموسى، مدير ديوان الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، إلى أنه على الرغم من الأرقام المشجعة، “فإن التكوين في إفريقيا يعاني من “انفصال” مع الواقع الاقتصادي، وبالتالي مع سوق العمل. كما أنه يعاني من قلة الموارد في الجامعات ومراكز البحث، ورغبة الطلاب الأفارقة في متابعة دراستهم بالخارج”.
كما سجل بنموسى أن هذا الوضع ينذر بالخطر، لا سيما أن إفريقيا “تحتاج إلى أكثر من 12 مليون وظيفة جديدة كل سنة لاستيعاب اليد العاملة التي تدخل سوق العمل”، مضيفا أن المغرب وضع عددا من تدابير التعاون لفائدة القارة الإفريقية، من خلال 53 اتفاقية تعاون تم توقيعها منذ سنة 2014، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقيات “تتعلق بالتعليم والتكوين من خلال بناء مراكز التكوين المهني والجامعات الدولية، وتمويل مؤسسات التعليم الابتدائي والعالي، إضافة إلى المنح المقدمة لبرامج مدرسية”.
حري بالذكر أن ورشة “من أجل تكوين إفريقي متميز لإفريقيا”، التي تندرج في إطار الدراسة التي يجريها حاليا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول موضوع “التكامل الإقليمي للمغرب في إفريقيا، طموح في خدمة نمو مطرد ومشترك”، تهدف إلى المساهمة في بلورة رؤية شاملة ومتسقة للتكامل الإقليمي للمغرب في إفريقيا.
و كيف يعقل ان يكون عدد طلبة ماستر محدود جدا يتقدم الالاف والمقاعد محدودة جدا جدا