دراسة إفريقية ترصد ضعف الوعي بالتغيرات المناخية لدى المغاربة

دراسة إفريقية ترصد ضعف الوعي بالتغيرات المناخية لدى المغاربة
الجمعة 15 فبراير 2019 - 03:30

“أربعة فقط من كل عشرة مغاربة على علم بالتغيرات المناخية (39 في المائة فقط)، نسبة قليلة منهم ترى بأنها تؤثر على حياتها”، هي خلاصة توصلت بها دراسة حديثة لشبكة “الأفروباروميتر” (مشروع بحثي أفريقي غير حزبي). وبينت الدراسة بأن الوعي بالتغيرات المناخية ضعيف جدا لدى مواطني المملكة.

وتشير الدراسة، التي قدمت نتائجها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، أمس الخميس، إلى كون “نسبة قليلة فقط من المغاربة ترى أن ظروف الإنتاج الزراعي بمناطقها ساءت خلال العشر سنوات الأخيرة. كما يعتقد الثلث تقريبا من أولئك الذين سمعوا بالتغيرات المناخية بأنه بإمكان المواطن العادي المساهمة في التصدي لها.

وتقيس “الأفروباروميتر” مواقف المواطنين حول الديمقراطية والحكامة والاقتصاد والمجتمع المدني ومواضيع أخرى. وقد شرعت في إجراء هذه البحوث عام 1999 في اثنتي عشرة دولة إفريقية، قبل أن توسعها إلى ستة وثلاثين دولة خلال الفترة الممتدة ما بين 2014 و2018.

وفي كل بلد أفريقي يقوم شريك وطني بإجراء البحث، حيث قامت مؤسسة “العالمية للأبحاث والاستشارات (GSC) بالمغرب بإجراء استطلاع “الأفروباروميتر” للجولة السابعة. وتبين الدراسة أن “الوعي بالتغيرات المناخية سائد لدى الشرائح الأكثر تعليما، حيث ينتقل من 17 في المائة بالنسبة إلى الذين ليس لهم مستوى تعليمي إلى 85 في المائة بالنسبة إلى الذين يتوفرون على مؤهلات جامعية”.

وترتفع نسبة الوعي بالتغيرات المناخية، وفق الدراسة، لدى الذكور أكثر من الإناث (59 في المائة مقابل 49 في المائة)، وكذلك لدى سكان المدن (61 في المائة) مقارنة بسكان البوادي (39 في المائة)، وأيضا لدى الشباب أكثر من الكهول والمسنين.

وصرّح نحو نصف المستجوبين بأن الجفاف (52 في المائة) والفيضانات (54 في المائة) أصبحا “أكثر حدة إلى حد ما” أو “أكثر حدة بكثير” خلال العشر سنوات الأخيرة. وتؤكد الدراسة أن ما يزيد عن النصف (55 في المائة) يرجع الظاهرة إلى تغيرات سلبية في المناخ، و41 في المائة من المستجوبين يصرحون بأنها ناجمة عن الأنشطة البشرية، فيما يرى 14 في المائة بأنها تعود إلى ظواهر طبيعية، و31 في المائة يرجعون ذلك إلى العاملين معا، أي الأنشطة البشرية والسيرورات الطبيعية.

ومن بين النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن أقل من أربعة ضمن كل عشرة (37 في المائة) يعتقدون بأن التغيرات المناخية تجعل الحياة في المغرب “أسوأ” أو “أسوأ بكثير”، في حين يرى أقل من أربعة ضمن كل عشرة (37 في المائة) بأن المواطن العادي بإمكانه “فعل القليل” أو “فعل الكثير” للتصدي للظاهرة. النسبة نفسها (36 في المائة) ترى بأن المواطن العادي “لا يمكنه فعل أي شيء على الإطلاق” لإيقاف التغيرات المناخية.

محمد عبد ربي، منسق دراسة التغيرات المناخية بالمغرب، قال إن “الدراسة أنجزت في إطار “الأفروباروميتر”، وهي شبكة من الخبراء الأفارقة الذين ينتمون إلى حقل العلوم الاجتماعية، بما فيها علم الاجتماع وعلم السياسة والاقتصاد والديمغرافيا، وقد أجريت هذه الدراسة في 36 دولة إفريقية، منها المغرب”.

وأضاف عبد ربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الدراسة شملت مجموعة من المواضيع، أهمها التغيرات المناخية، وقد تضمنت أزيد من 15 سؤالا أساسيا حول الموضوع، وتوصلت إلى نتائج مهمة تخص تمثل المغاربة للتغيرات المناخية”.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “المغرب يحتل الرتبة الثانية عالميا والأولى إفريقيا في مؤشر أداء تغير المناخ لسنة 2018، نتيجة جهود الدولة في مجالات محاربة التصحر وآفات التغيرات المناخية”، مضيفا أن هذه الجهود “يوازيها غياب الوعي لدى المواطنين، مثلما بينت الدراسة حول الموضوع”.

وأكد عبد ربي أن “ما يزيد عن 30 في المائة أو أكثر يجهلون التغيرات المناخية أو لم يسمعوا عنها قط، بينما يسود الوعي بالمتغيرات المناخية لدى الفئات الأكثر تعليما، لا سيما الجامعيين أو ذوي التعليم الثانوي، على اعتبار أن المغرب يقوم بجهود قوية لمحاربة الهشاشة والفقر، تضاف إليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمخطط الأخضر والطاقات النظيفة، لكن يجب أن تسير بالموازاة مع تغيير الوعي لدى المواطن العادي بشكل أخص، حتى لا يؤثر ذلك على الجهود التي نقوم بها في مجال التنمية المستدامة”.

‫تعليقات الزوار

3
  • رضوان
    الجمعة 15 فبراير 2019 - 08:52

    ماشي غير ماواعيينش …بالمناخ…راه حتى دور الرياضة و الفن و المعرفة ضئيل جدا. وهدا بالضبط ما يريده لخوانجية و الوهابية…و الاعداء! عرقلة جميع مايمكن أن يساعد على تحسين جودة الحياة والتطور العقلاني للإنسان المغربي. النتيجة إبادة المستقبل الدي هو أولادنا…انضروا إلى صحتهم و مستواهم المعرفي…هزيل…إلا بعض المحضوضين اولاد البانضية أو مارحم ربك.

  • Adil
    الجمعة 15 فبراير 2019 - 10:26

    ليس للمغرب اي تأثير سلبي على المناخ .فالمغرب فقط من المتضررين. المؤثر في المناخ هم الصين، امريكا، اوروبا.

  • أبو خليل الجامعي
    الجمعة 15 فبراير 2019 - 22:58

    عندما يصبح استجواب ينجزه "خبراء" من العلوم الاجتماعية دراسة علمية عن التغيرات المناخية…
    ""نسبة قليلة فقط من المغاربة ترى أن ظروف الإنتاج الزراعي بمناطقها ساءت خلال العشر سنوات الأخيرة"
    متى كانت مدة "عشر سنوات" كافية لتوصيف تغير مناخي؟
    إنه خلط كبير بين المناخ وبين الطقس، ثم بين التغايرية المناخية وبين التغير المناخي…
    لماذا تتطفلون على حقل معرفي لا تفقهون فيه يا سادة؟
    توصيف المناخ عملية لا تستقيم إلا من خلال معدلات لفترة لا تقل عن ثلث قرن من الزمن، أما الاعتماد على عشر سنوات لإدراك حصول تغير مناخي فعبث.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس