"الهاجس الديني" يخيم على ثقافة التبرع بالأعضاء

"الهاجس الديني" يخيم على ثقافة التبرع بالأعضاء
الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 10:10

يصادف السابع عشر من أكتوبر من كل سنة “اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء وزراعتها”، الذي أقرته منظمة الصحة العالمية عام 2005 احتفالا وتكريما لأولئك الذين تبرعوا بأعضائهم لإنقاذ حياة العديد من المرضى، وبهدف زيادة الوعي بأهمية ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء البشرية في المجتمع.

وتشكل عملية التبرع بالأعضاء عملا إنسانيا نبيلا قد يساهم في إنقاذ حياة الملايين من الناس ممن يعانون من أمراض مستعصية تصيب بعض الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل القلب والرئتين والكبد والبنكرياس والأمعاء، وتعتبر خير تجسيد لمبدأ التكافل والتضامن والرحمة داخل المجتمع.

ويعتبر المغرب من الدول العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية؛ وذلك من خلال سن قانون 98-16 الصادر سنة 1999 المتعلق بتنظيم التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية.

وقد أدخلت الحكومة تعديلات على القانون المذكور، اتسمت بالصرامة والحسم في كل ما من شأنه التلاعب بالأعضاء البشرية من خلال الإجراءات المتبعة التي يتحمل فيها المشرفون على العملية مسؤولية كبرى للحيلولة دون محاولة الاتجار بالأعضاء.

ومن بين الإجراءات التي أقرها القانون الجديد، “منع أخذ عضو لأجل زرعه من شخص حي قاصر، أو من شخص حي راشد يخضع لإجراء من إجراءات الحماية القانونية”.

ورغم التطور الملحوظ الذي شهدته جراحات زراعة الأعضاء والأنسجة بالمغرب، إلا أنه لا يتلاءم مع عدد الأحياء الذين يرقدون بالمستشفيات في انتظار من يهبهم الحياة.

وفي هذا الصدد، تحدثت سامية العلمي، رئيسة الجمعية المغربية للتبرع بالأعضاء والأنسجة، عن أهمية التوعية بالتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة الآخرين، مبرزة المجهودات والمساعي التي تقوم بها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2015 لتوعية المواطنين، وخاصة الشباب، بأهمية الانخراط في هذا العمل الإنساني.

وقالت العلمي، إن العمل منصب على تقديم المعلومات الضرورية عن عمليات التبرع بالأعضاء والضمانات القانونية والدينية والطبية المرتبطة بها، مضيفة أنه يهم أيضا تعزيز الدراسات والبحوث حول التبرع بالأعضاء والأنسجة في المغرب.

وعبرت رئيسة الجمعية عن أسفها لجهل المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء، وأرجعت ذلك إلى ترسخ معتقدات خاطئة، ووجود تخوف مجتمعي غير مبرر. وترى أن المغرب يمتلك مؤهلات طبية جد متطورة ومتقدمة في علاج أمراض عدة، “لكن ما يزال هناك انسداد فيما يتعلق بمسألة التبرع بالأعضاء”.

وجوابا على سؤال حول سبب لجوء أغلب المصابين بالقصور الكلوي على التصفية الدموية بدلا من الزراعة، أبرزت السيدة العلمي أن المسألة تتعلق بالجانب المادي بالدرجة الأولى، نظرا للتكلفة المرتفعة التي تتطلبها عملية زرع الكلى؛ “الشيء الذي يجعل الغالبية تلجأ إلى غسيل الكلى”.

وبمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء وزراعتها، أعربت الجمعية المغربية للتبرع بالأعضاء والأنسجة عن أسفها لقلة الفعاليات التي يتم تنظيمها بهذه المناسبة، إضافة إلى عدم وجود خطة وطنية لتشجيع التبرع وزرع الأعضاء على مستوى الوزارة الوصية.

ويعتبر الجانب الديني من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع المواطنين إلى رفض التبرع بأعضائهم بدعوى مخالفته للشرع، وهو الموقف الذي ما فتئ يفنده علماء الدين.

وفي هذا الصدد، قال الأستاذ لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة، في تصريح مماثل، إن التبرع بالأعضاء هو قضية مستجدة نتيجة التقدم الطبي الذي سهل عملية نقل الأعضاء، مشيرا إلى اختلاف علماء الشريعة في عصرنا الحاضر حول هذه المسألة بين مجيز ومانع.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

9
  • معروف
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 10:34

    السبب في عدم التبرع بالاعضاء هو عدم الثقة في الاطباء المغاربة الجشعين والعديمي الضمير حيث بمجرد ما تدخل في غيبوبة ولو بسيطة سيسارعون في نزع اعضائك ليبيعوها باغلى الاثمان.

  • ملاحظ
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 10:44

    الذ ي لا أفهمه بعد وهو أن جميع المغاربة والعالم يعلمون علم اليقين ان الجزائر هي التي تمدد االبولوساريو بالمال والسلاح ومع ذتلك فالعلاقة الدبلوماسية الجزائرية مع المغرب مفتوحة .
    في المقابل قطعت المغرب علاقتها مع إيران بشبهة ان ايران تساعد الانفصاليين لان هذا الخبر لم تؤكده ولو دولة واحدة .

  • Peace
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 10:44

    التبرع بالاعضاء هو موضوع حساس جدا, لانه مثلا يجب طرح السؤال, هل جسدي ملك لي? كي اتبرع بجزء منه للاخرين, عكس المال ليس مخلوق خلقه الله و انما تم كسبه بالجهد و العمل, اذن خصص الله جزءا منه للفقراء المهمشين, اما الجسد فهو ملك الله هو الذي خلقه, بالاضافة الى ان هناك قاعدة في الاسلام تمنع تغيير خلق الله, لان ذلك من عمل الشيطان. "وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) النساء

    و هناك امكانية ان يضغط انسان على انسان اخر ليتبرع باعضاءه, اما عاطفيا او ماديا او بلتهديد او بالسرقة…

    و لكن يمكن ان يتبرع الانسان باعضاءه بعد موته في حادث مثلا, فيمكن انقاذ انسان اخر, بما ان صاحب الحادث ميؤوس من انقاذه. و حتى في هذه الحالة يمكن ان يقع تلاعب, كالاعلان عن الوفاة, رغم ان هناك امكانية الانقاذ من موت محقق, عن طريق الرشوة, ما يؤدي الى ان الاغنياء يحرصون على حياة ابناءهم على حساب الفقراء و الضعفاء.

  • كتكوت
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 11:00

    سلام!
    واش كاتضنو أن الدولة ساهمت أن مواطنيها يحافضو على الأعضاء ديالهم صحاح…راه محال واش تلقاو فينا شي عضو صحيح، كلشي فيه السكر و لا الطونسيو…و لا الفقصة…العضو الوحيد لي يقدرو يلقاوه سليم هو العضو التناسلي…..و فالشك.

  • Bent agadir
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 11:17

    لمجرد انك توقع على ورقة التبرع بالأعضاء فانك حكمت على نفسك بالإعدام لان الجزارين المتواجدين في مستشفيات و المصحات المغربية لن يفوتو فرصة بيع les pieces détachées جسمك و في المزاد العلني و سوف لن يجدو أية صعوبة لقتلك لمجرد ان توطء قدماك اي مستشفى في المملكة

  • كمال
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 11:44

    الاديان اتت لاسعاد الانسان وإخراجه من الظلمات إلى النور حسب مختريعها. والان يبدو أنه ليس كذالك
    انقاذ انسان من موت محقق متبرعا بعضو لم يعود ينفعك هو اسمى ما يمكن القيام به .هذا يراه الجميع .وفي كل حال كل واحد وشأنه يتصرف حسب ما يملي عليه ضميره.

  • fatima
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 11:51

    اتمنى ان يكون التبرع بالاعضاء والانسجة هدفه انقاذ الاخر وليس تجارة لبعض الاطباء عديمي الضمير

  • عبدية
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 16:29

    سبحان الله حضر الحس الديني من اجل التبرع بالاعضاء و لم يحضر من اجل المغتصبين و القاتلين و المفسدين.اتقو الله في الناس

  • Peace
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 06:02

    لكي اوضح اكثر موقفي من مسالة التبرع بالاعضاء تفصيلا.
    اولا
    انا تناولت لموضوع, ليس خصوصا على امغرب و لكن عالميا, يتم سرقة الاعضاء خصوصا في الحروب و الاتجار بالبشر. و هذه المساءل موجودة فعلا
    ثانيا
    في حياة الانسان لا يمكنه التبرع الا بخلايا و انسجة و التبرع بالدم و مثل هذه الاشياء ليست هناك مشكلة او مثل الكلية, ربما لا تكون لها انعكاسات سلبية عل المتبرع و ذلك يحدده الطبيب. و لكن كون هناك تدخل جراحي, اي ان العملية الجراحية كيفما كانت, تحمل معها مخاطر. مثل بسيط "البنج" المخدر المستعمل لاجراء عملية هو في حد ذاته مغامرة, فكم من وحد لا يفيق من البنج. او يحصل له نزيف او او او.

    هنك تبرع جيد لمعالجة امراض خطيرة و هو التبرع ببقايا الدم في الحبل السري اثناء الولادة او بعد قطعه. الله اعلم. او التبرع بانخاع العظمي لعلاج على ما اظن سرطان الدم.
    اما بعد الموت السريري فيمكن اتبرع بكل الجسد. و خصوصا ملا اذا كان القلب مازال ينبض و الدماغ ميت, فهذا جد جدا لزرع لقلب و هو ينبض في اسرع وقت ممكن. و لن انا صريحة و واضحة جدا هنك جرائم يمكن ان تحدث, لان الانسان ليست اعضاءه كقطع غيار السيارات.

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز