قلة الانتباه وفرط الحركة .. اضطراب الطفل ينغّص حياة الوالدين

قلة الانتباه وفرط الحركة .. اضطراب الطفل ينغّص حياة الوالدين
الخميس 4 أكتوبر 2018 - 05:00

قد يكون من المسلم به أن جميع الأطفال يمتلكون كثيرًا من الطاقة والقدرة على اللعب والحركة المستمرة تقريبًا طيلة النهار، إلا أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النّشاط أو ما يُعرَف بــADHD يتجاوزون الحد المتعارف عليه، مضافة إليه قلة الانتباه.

هو كابوسٌ حقيقي يعاني منه بعض الآباء والأمهات في البيوت المغربية بشكل يومي، ويجعلهم في الغالب يتصرفون بغير قليلٍ من التشنج والغضب الذي يصل إلى العقوبة، إزاء ما يرونه من قلة انتباه طفلهم المقرون بإفراط في النشاط والحركة، يزيد من جرعة التوتّر في الجو العام.

عن علامات وجود هذا الاضطراب لدى الطفل تقول رجاء قيباش، “الكوتش” المغربية المتخصصة في المجال التربوي والأسري، إنها تبدأ بالظهور على الطفل في سنٍّ مبكرٍ، “لكن قد لا ينتبه الوالدان لذلك، ويعتبرانه أمراً طبيعيّاً”، مضيفة: “قد يكون الأطفال كثيري الحركة أو مختلفين عن أقرانهم دون أن يكون السّبب هو فرط النّشاط والحركة، وما يحدّد ذلك هو أن تكون مظاهر الحركة الزّائدة مستمرّةً دائماً، وفي أيّ مكانٍ يذهب إليه الطفل؛ ويجب أن تظهر عليه سلوكيّات الحركة الزّائدة لمدّةٍ لا تقلّ عن ستّة أشهر، قبل أن يُشخَّص على أنّه طفل يعاني من فرط النشاط”.

ومن هذه العلامات أيضا، تضيف قيباش، “ما يسمى السّلوك المتمركز على الذّات، إذ لا يهتمّ الطفل بمعرفة شعور الآخرين أو رغباتهم، فيقاطع حديثهم باستمرارٍ، وليست لديه مهارات التواصل، ويجد صعوبة في اللعبٍ مع أقرانه، يضاف إلى ذلك الاضطراب العاطفيّ؛ إذ يعاني الطفل من نوبات من الغضب في المواقف والأماكن غير المناسبة، إضافة إلى التّململ الكثير، وقلّة التّركيز والانتباه، وكثرة الأخطاء التي يرتكبها الطفل، مع ظهور علامات الشُّرود عليه في حالاتٍ معيّنة”.

أما عن أسباب اضطراب ADHD فتوضح “الكوتش” أنها “قد تعود إلى عوامل جينية وراثية، أو عوامل عضوية”، وزادت موضحة: “أثبتت الدّراسات أنّ الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة لديهم اضطرابات في تخطيط الدّماغ تفوق الأطفال العاديّين، ولكن لم تُقدِّم الأبحاث أدلّةً فعليّةً على ذلك، إضافة إلى العوامل النفسيّة والبيئيّة كردّات الفعل التحسُّسيّة لبعض أنواع الأطعمة والمواد الصناعيّة”.

وبخصوص كيفيّة التعامل مع الطّفل كثير الحركة، تقول قيباش إن هناك أساليب عدّة من الممكن أن تساعد على تنظيم أداء الطّفل الذي يعاني من فرط النّشاط، كاختيار الأدوات والألعاب والوسائل التعليميّة المناسبة لحالته، ووضعه في بيئةٍ هادئةٍ، تخلو من المثيرات، فلا تكون فيها ألوانٌ كثيرةٌ، أو رسوماتٌ، أو ألعابٌ، وما إلى ذلك.

وتوضح “الكوتش” أنه يجب تذكير الطفل باستمرارٍ بمراقبة الوقت، “إذ يعاني الأطفال المصابون بفرط النّشاط من شعورهم بمُضيِّ الوقت بسرعةٍ، مع ضرورة كسر المهمّات باستراحةٍ؛ وتقديم الجوائز للطّفل مباشرةً بعد تأدية المهامّ التي تُطلَب منه”.

أما عن طرق علاج فرط النّشاط وتشتُّت الانتباه، “فتتوزع بين علاج سلوكيّ، يعتمد على طرقٍ مختلفةٍ لتعديل سلوك الطّفل وتحسين أدائه، كالتنظيم الذاتي والاسترخاء العضلي والتدليك، وعلاج نفسي لتجنب ما قد ينشأ عند الطّفل أو المُراهِق من مشكلات نفسيّة أو مشكلات في علاقاته الاجتماعيّة؛ بسبب فرط النّشاط”. توضح قيباش.

ينضاف إلى ذلك، وفق المتخصصة في العلاج التربوي والسلوكي، “العلاج بالتّغذية، والذي يتركّز على تغيير النّمط الغذائيّ للطفل؛ وذلك بمنع الموادّ المُشبَعة بالألوان الصناعيّة والمُنكّهات الكيميائيّة والموادّ الحافظة، وتوجيه الطفل إلى تناول الطعام المفيد من الخضار، والفواكه، واللّحوم البيضاء، والأسماك. كما تحسن الأدوية الأعراض الأساسيّة المُصاحِبة لهذا الاضطراب، ولكن من عيوبها أنّ مفعولها يدوم لوقتٍ قصيرٍ، مع أعراض جانبية، كالأرق”.

‫تعليقات الزوار

14
  • John Dist
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 06:19

    مرض قلة الانتباه والحركة المفرطة أو ال Attention Deficit and Hyperactivity Disorder مرض عصبي لايخص الأطفال فقط بل في الكتير من الحالات يبقى مع الانسان حياته كاملة والناس اللدين يعانون من هدا المرض يوصفون كتيرا من المقربين اليهم بالكسلانين ويكون لديهم نقص في العزيمة وقلة انتباه كبيرة تجعلهم يقومون بالكتير من الأخطاء في العمل ويعانون كتيرا من التركيز في الدراسة وعدد كبير منهم لايستطيع اجتياز الامتحانات، وللمرض تجليات أخرى عاطفية.
    والجميل في الأمر أن الأطباء النفسيين في المغرب لايعرفون المرض أو يتجاهلونه ففي أمريكا يتم وصف أدوية تحد من أعراض هدا المرض وتمكن المرضى من عيش حياة ناجحة عادية بدل حياة الفشل وقلة العزيمة والانتباه التي تؤدي في عديد من الأحيان الى الطرد المتكرر من العمل بسبب الأخطاء المتكررة.
    والسبب في الأصل هو أنه لايوجد أي دواء للمرض في المغرب، لا Adderal ولا Ritalin ولا Concerta ولا Vyanese ولاغيرها
    نتمنى أن تتم التوعية أكتر كي يستعيد المرضى اللدين لايعرفون أنهم مرضى حياتهم.

  • anversois
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 06:44

    السلام ،هو مرض عادي يسمى hyper activité. في بعض الحالات يكون وراتي، هناك دواء يباع يحتوي على مكون هرموني يساعد على تمرير السيالة الدماغية يسمى la rilatine.بل ان بعض طلاب الجامعات يتناولونه باروبا لتسريع التركيز.ممنوع طبعا.بالنسبة الانات غالبا يختفي هدا المرض في سن 16 سنة.الدكور ليست هناك تاكيدات .الاكيد انهم عرضة لالتدخين وصعوبة الاقلاع عنه لسبب ان التدخين يحتوي علة النيكوتين لها مفعول مقارب.انصح الاباء من شخص هدا trouble, ان يتوجه لالطبيب افضل من تركه وشكرا

  • حذاري اللعب الالكترونية
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 06:55

    اللعب الالكترونية التي فيها منافسة مدمرة للعقل وتولد قلة الانتباه عدم التركيز وقلة الذاكرة و ما قيل هنا في المقال من افراط في الحركة وعدم القدرة على التواصل
    لان هذا النوع من الالعاب اؤثر على الدماغ فتكون الدبدبات في اوجها رغم ان الطفل لا يتحرك في الواقع.
    مع مرور الوقت يصبح الامر له مساوء اخطر.
    لهذا جنبوا اولادكم لعب المنافسة وسباق السيارات وغيره وعوضوها بالعاب تنمي الذكاء ولا تحتاج الى منافسةاختاروا الالعاب بعناية

  • hakim
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 07:34

    كثرة الحركة نتيجة الاكل غير الصحي،كثرة المواد الصناعية ،الفطور الجبن،المربى،الخبز الابيض،السكر ،،،،وجبت الغداء ،حدث و لا حرج،السكريات ،اليوغورت ،في المساء عصائر اصطناعية …،زد على ذلك كثرة التلفز في و قت الاكل،قليل ما تجد اسرة تجلس مع اطفالها حول مائدة الطعام دةن ان تكون التلفاز مشتغلة .ثم الجوالعائلي داخل البيت الطفل امام التلفز و الام منشغلة بالهاتف النقال و الب بجانبها

  • المهاجرة
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 07:45

    ابنتي كانت تعاني من هذا المشكل، إفراط في الحركة والكلام و نقص في الانتباه و التركيز، عانيت كثيرا معها و خصوصا من كثرة شكوى المدرسة من ذلك حيث اضطررت لتغيير المدرسة مرارا. و العلاج الذي نصحني به الأطباء هو ادماجها في أنشطة رياضية و أنشطة فنية. وبالفعل ساعدها الرسم والتمثيل والسباحة و الدراجة الهوائية و …… العديد من الأنشطة المشابهة. و الحمدلله على كل حال و الله المستعان

  • محمد
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 08:12

    الله يسمح لينا من تعب والدينا…

  • البرنس
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 09:10

    تخيلوا معي كم من طفل يعاني من هذا المرض في المغرب و قد تم تشخيصة لمسايرة علاجه، أعتقد أن النسبة جد ضعيفة فتجد الاب يشتكي :

    -عييت معاه، سلختو، نهضت فيه، وصيت مو تقابلو و باقي الدري عندي كيترطا

    العلم يفاجئنا كل مرة بمعلومة جديدة عن الانسان و طبيعته المعقدة لذا علينا ان لا نأخذ انجاب الاطفال، تربيتهم و رعايتهم ببساطة فالامر أكثر تعقيدا اذا ما أردنا ان يكون لنا أبناء أسوياء في المستقبل

  • Adam
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 09:46

    للأسف أن معظم المغاربة معارفينش ان سبب هد المرض هو vaccines.

  • hamid
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 10:54

    من فضلكم من يعرف طبيب إختصاصي في الرباط قد يساعدني فيما يخص هاد الموضوع

  • عكاشة أبو حفصـــــــــــة .
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 10:55

    أحب الأطفال وأحب شغب الأطفال … إنهم زينة الحياة ليس كذلك ؟
    ربي لا تدرني فردا وأنت خير الوارثين . وصل اللهم على محمد وآل محمد في العالمين إنك حميد مجيد .
    .
    .
    .
    – أبو حفصــــــــ*عكاشة*ـــــــــة

  • مصطفى العبدي
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 13:22

    تشتت الانتباه وفرط الانتباه قد ينشغل عنه الاباء بالتجاهل أو بدفع الطفل للخروج ليلعب ويجمح كما يبتغي … لكن ما العلاج الذي يقدمه المعلمون إن تضمن فريق تلاميذهم عينه من هذا النوع… طفل واحد قد قد يعكر صفوالخاطر ويؤخر دقائق عديدة المسيرة التعليمية وفق النهج المرسوم مما ينعكس سلبا على تحصيل التلاميذ… اقرانه فما سيكون مصير مسكين ابتلي باكثر من واحد… وما أكثر هم هذه الايام..
    المصيبة ان السواد الاعظم من المدرسين المغاربة لا يعرفون لهذه الظاهرة وجود فيعمدون للعقاب البدني لمعالجاتها ويجدون أحيانا سندا عند الاباء الذين يجهلون بها…
    كان لي تلاميذ من هذا الصنف وكنت القى اللومَ والعتب على عدم معاقبتي لهم من الوالدين… وما استسلمت لهم بل كنت ابحث عن حلول من خلال الانترنيت… غير أن لا حل واحدا أجدى… فما كان علي ان تحليت بالصبر ومنعت عنهم اكل البيسكوتات والأكلات المصنعة… فقد عرفت عبربرناج تلفزي انها هي السبب في فرط النشاط …واحيانا اجعل الطفل يجري لدقائق في الساحة حتى يفرغ نشاطه الزائد واسمح له بالدخول

  • Hassan USA
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 18:20

    قلة الوعي والافكار الخاطئة عندنا فلمغرب كتخلينا نعتو الاطفال لي عندهم. ADD اولا ADHD بانهم ضاسرين وقباح و ماكيتصنطوش وغالبا كيكون العقاب ديالهم لعصا. ابنتي عندها ADD لي اقل من ADHD و كتاخد دواء Ritalin بجرعات قلية جدا حبة واحدة في اليوم تدوم فعاليتها 5 ساعات ولاحضت الفرق كبير في ادائها في المدرسة وحتى البيت. المهم هو عدم الاكثار من الجرعات والدوء لأن أي دواء عندو اعراض جانبية.

  • al alaoui
    الخميس 4 أكتوبر 2018 - 20:12

    تقويم هذا النشاط المفرط يكون من اختصاص الطب وليس من اختصاص الكوتش ..

  • خالد
    السبت 6 أكتوبر 2018 - 00:45

    أيها الإخوة. تعليم الأطفال الصلاة في سن مبكرة و تحفيظهم القرآن يمكن أن يكون هو العلاج.
    الاهم صل على حبيبنا محمد.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين