هكذا عاشتْ مدينتا النّاظور ومليلية المحتلة "إغلاق المعابر" الحدودية

هكذا عاشتْ مدينتا النّاظور ومليلية المحتلة "إغلاق المعابر" الحدودية
الجمعة 13 مارس 2020 - 23:55

يستمرّ فيروس “كورونا” الوبائي في إغلاق الحدود وتعليق الرّحلات وعزل البلدان بعضها عن بعض، وفي تغيير ملامح السّياسات العامّة على مستوى العالم.

فعلى غير العادة، بدتْ شوارع المعابر الحدوديّة الفاصلة بين النّاظور ومليلية السّليبة صباح الجمعة مُقفرةً تمامًا، بعد تنفيذ السّلطات المحليّة قرارَ إغلاقها أمس الخميس، في خطوةٍ وقائيّة لمنعِ انتشار الفيروس الذي سجّل أرقامًا مهمّة لدى الجارة الإسبانية.

ازدحام وفوضى

شهدت المعابر الحدودية ليلة أمس مباشرةً بعد إشعارِ السّلطات عمومَ ساكنة المدينتيْن بقرار الإغلاق، حالةً استنفار قصوى امتدّت إلى غاية منتصف اللّيل، صاحبتها ديناميّةٌ مستمرّة للعبور بين المدينتين في محاولاتٍ لاستباق الزّمن قبل سدّ البوّابات الحدوديّة حتى إشعار آخر.

الازدحامُ الشّديد الذي خلقَه التّجاوبُ الفَوري لمواطني المدينتين مع قرار الإغلاق، تسبّب في حالة فوضى عارمةٍ، أتعبت العناصر الأمنيّة المغربيّة والإسبانية التي بذلت جهودا كبيرة لتأمين حركيّة المرور وتنظيمها.

مليلية مدينة الأشباح

بُعيد إغلاق الحدود مباشرةً، بدتْ مليلية التّي كانت نابضة دائمًا بالرّواج والحركة “مدينة أشباحٍ معزولة”، تنتظرُ بحسرةٍ الانعكاساتِ الوخيمةَ التي ستأتي بها الأيّام القادمة، إذا لمْ تضع العبقرية البشريّة في مجالِ البحث العلمي حدًّا لانتشار امتداد الفيروس الوبائي في بقاع العالم.

ونقلت صفحات إسبانية على موقع التّواصل الاجتماعي “فايسبوك”، عددًا من الصّور التي تظهر خلوّ الشّوارع والطّرقات والأماكن العمومية من المارّة، فيما رجّحت المصادر ذاتها إمكانية إغلاق جميع المحلّات في السّاعات القادمة بعد تعليق الدّراسة وكافّة الأنشطة والتّظاهرات.

وعلى الطّرف النّقيض، تستمرّ الحياة بمدن إقليم النّاظور على إيقاعها العادي، في ظلّ عدم تسجيل أيّة إصابة بالفيروس، باستثناء إعلان السّلطات تعليق جميع الأنشطة حتّى إشعار آخر.

مواطنون محاصرون

لم يستطعْ عددٌ من مواطني مدينتي النّاظور ومليلية العبور خلال المدّة الزمنيّة التي أمهلتها السّلطات قُبيل إغلاق المعابر، فظلّوا عالقين على الجانبين، طيلة صباح اليوم الجمعة.

وانتشرت دعواتٌ على مواقع التّواصل الاجتماعي تطالب السّلطات بفتح المعابر كإجراء استثنائي لتمكين هؤلاء من اللّحاق بعائلاتهم.

استثناءٌ فتح المعابر

نقل موقع “ألفارو دي مليلية”، أن سفارة إسبانيا في المغرب صرّحت بإمكانية فتح المعابر الحدودية في كلّ من مليلية وسبتة كإجراء استثنائي في وجه السيّاح الإسبان الرّاغبين في العودة إلى إسبانيا.

وخلال مساء اليوم، تمكّنت عدد من سيّارات “رالي” التي كانت متواجدة في أماكن بعيدة بالمغرب العبور إلى داخل مليلية، فيما لا تتوفّر، إلى حدّ الآن، أيّة معطيات بخصوص السّماح لبقيّة العالقين بالعبور.

إغلاق المعابر “قرار حكيم”

مصطفى حجاج، فاعل جمعوي ببني أنصار، وصف إغلاق المعابر الحدودية بين الناظور ومليلية بـ”القرار الحكيم الذي يدخل ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس خطير بحجم “كورونا””.

وتابع حجاج قائلا: “هذا القرار، رغم صعوبته وانعكاساته الوخيمة على مواطني المغرب وإسبانيا، فهو أفضل إجراء يمكنُ أن يُتّخذ في مثل هذه الظّرفية، لأن الخسائر الاقتصادية والسّياحية وعزلة العائلات بعضها عن بعض أفضل من الخسائر في الأرواح”.

مهلة “إغلاق المعابر” غير كافية

من جهةٍ أخرى، أثار القرارُ المفاجئ الذي أعلنت عنه السّلطات المغربيّة أمس، استياءً عارمًا لدى مواطني المدينتين الذين اعتبروا المهلة المُعطاةَ غير كافية للتنقّل والعبور، وما يرافقهما من إجراءات واتخاذ احتياطاتٍ تستلزمُ ظرفًا زمنيّا لا يقلّ عن يومين على الأقل.

فهد كطار، مغربيّ مقيمٌ في مدينة مليلية، قال في حديثه إلى جريدة هسبريس: “كنت في طريقي إلى منزل عائلتي بالنّاظور لأخذ بعض الحاجيات، وحين تفاجأتُ بقرار إغلاق المعابر الحدودية مع منتصف اللّيل، أدركتُ حينها أن الوقت والازدحام الشديد لن يسعفاني للعودة إلى زوجتي وأبنائي في مليلية، فتراجعتُ عن قراري”.

وأضاف المتحدّث: “كان من الأولى أن تُعلن السّلطات عن هذا القرار في وقتٍ سابق، ليتمكّن الجميع من أخذ كافّة الاحتياطات لمدّة تمتدّ إلى أكثر من يوم على الأقل. فعلًا، الستّ ساعات التي أمهلتها السّلطات لنا لم تكن كافيّة أبدًا، وأظنّها قد تسبّبت في الكثير من المشاكل والعراقيل لدى الكثير من النّاس”.

“لقد عشنا أمس كابوسا حقيقيّا”، يقول المتحدّث قبل أن يردف قائلًا: “انفلتت الأمور من بين أيدينا ولم ندرِ ما نفعله سوى أن نتسابق مع الزّمن للقيام بكافّة إجراءات التنقّل قبل أن تُغلق البوّابات الحدودية”.

حسرة وأمل

عبّر خوان كارلوس سابيرو، مواطن إسباني مقيم بمليلية، عن حسرته الشّديدة بإغلاق المعابر الحدودية قائلًا: “يؤسفنا حقّا هذا الأمر، لكنّه يبقى قرارًا حكيمًا وأحدَ الحلول المهمّة للتّعاطي مع واقعة انتشار الفيروس الخطير، ليس هناك إلى حدّ الآن علاج لهذا الوباء، وأعتقد أنّ أنجع طريقةٍ لتطويقه هي منع التّنقل والاجتماع والاحتكاك بين الأفراد”.

ويردف سابيرو قائلا: “نأملُ ألاّ يمتدّ خطر الفيروس كثيرًا، ويتمّ محاصرته في أقرب وقتٍ وتعود الأمور إلى سابق عهدها”.

خسائر مزاولي التّهريب المعيشي

إغلاق المعابر الحدودية كان صدمة كبيرة لمزاولي التّهريب المعيشي، الذين باتوا منذ الآن بدون عملٍ، وخسارةً لأولئك الذين اشتروا بعض السّلع وكانوا في انتظار تهريبها إلى النّاظور.

يقول “حسن. م”، أحدُ مزاولي التّهريب المعيشي: “إغلاق المعابر الحدودية لم يكن بالقرار المفاجئ كثيرًا، باعتبار أنّنا كنّا ننتظر في أيّة لحظة أن يُتّخذ هذا الإجراء حينما علمنا أن “كورونا” أصاب عددًا كبيرًا من مواطني إسبانيا كما سمعنا بذلك، ولكن لم نكن نعلم بأن القرار سيكون مفاجئًا على هذا النّحو”.

لقد أصبحنا الآن بدون عمل، يتابع حسن، “في الوقت الذي كنّا ننتظر فيه أن يجد المسؤولون لنا بدائل للعمل خلال ما تبقّى من وقت لإنهاء عهد هذه المهنة كما كان مقرّرًا ذلك في شهر أبريل. إنها خسارة كبيرة لحقت بنا جميعًا، وخاصّة بعض الزّملاء الذين اشتروا سلعًا وكانوا بصدد تهريبها صباح هذا اليوم”.

‫تعليقات الزوار

15
  • Hassan
    السبت 14 مارس 2020 - 00:30

    لماذا يسمحون للاسبان بالمرور من أجل إلتحاق بعائلتهم ، في حين هناك حالة من الطرف المغربي لايسمح لها بالمرور . هل قنصلية المغرب في إسبانيا لا تراعي ظروف المغاربة من أجل الالتحاق بعائلتهم .؟

  • جميلة
    السبت 14 مارس 2020 - 00:30

    الله يحفظ ويستر مابقى ميعجب شي قلبه محروق على ذرية وشي كيرمي بهم القوادس على اقل الى خطأت عطيواه لشي حد يتكفل بها هناك من محروم من الاطفال

  • Ali
    السبت 14 مارس 2020 - 00:31

    يلاحظ تأخر في اتخاذ القرار الصائب
    مثل هذا الاجراء كان يجب اتخاذه بل اسبوعين
    وليس الان، اسبانيا الان تخطت 3500 حالة مصابة معلنة عنها
    دون احتساب الالاف الاخرين غير المعلنين، أكيد اسبان مليلية منهم
    المصابين وبالتالي الاحتكاك مع المغاربة يؤدي الى انتشار المرض
    ونقله من مليلية الى المغرب
    حالات الاصابات في المغرب اكثر بكثير مما تم الاعلان عنه رسميا
    الاسبوع المقبل سنسمع أرقاما مهولة، لطفك يارب

  • brahim milano
    السبت 14 مارس 2020 - 00:32

    "السيناريو الإيطالي" يمكن أن يتكرر في كل مكان

    ليس من الواضح تماما كيف استوطن الفيروس شمال إيطاليا قبل أن يزحف بصمت على مناطق أخرى في البلاد. غير أن المعطيات الجغرافية والاقتصادية قد تساعد على رسم تصور لما قد حدث. فشمال إيطاليا مركز اقتصادي كبير ونقطة تبادل دولي تربط العالم بمناطق الجذب السياحي الأساسية في البلاد.

    إضافة إلى ذلك، كان هناك سوء تقدير، وحتى غياب للتنسيق بين السلطات المركزية في روما والمراكز الصحية الإقليمية حول الأشخاص الذين يجب أن يخضعوا للكشف عن الفيروس، ما جعل الوباء يواصل انتشاره بصمت. في منتصف فبراير/ شباط الماضي، ذهب رجل إيطالي مريض (38 عامًا) لاستشارة طبيبه، كما زار مستشفى محلي عدة مرات، لكن لا أحد اهتم بإخضاعه لكشف للفيروس، بدعوى أنه لم يزر الصين من قبل. "المُصاب الأول" كما أسمته الصحافة الإيطالية، نقل العدوى لعدة أشخاص قبل أن يوضع تحت الحجر الصحي، 36 ساعة بعد قراره التوجه للطبيب. السؤال هو كم من مصاب تم تجاهله، وكم من مريض لم يعلم حتى بإصابته؟ هذا الغموض يجعل الفيروس صعب الرصد، ما يدق ناقوس الخطر لدى باقي دول العالم لاتخاد الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان.

  • hakom 9999
    السبت 14 مارس 2020 - 01:31

    هل اشرف العالم عن نهايته
    يشهد العالم تغيرات واسعة وتحديات صعبة على المستوى الصحي والبيئى، فبينما ضربت عاصفة التنين مصر خلال الساعات الماضية، متسببة في أضرار جسيمة، وغرق للشوارع، كماان فيروس كورونا يواصل تسلله إلى دول العالم ليضرب أكثر من 100 دولة. بالاضاف هناك كوكب يبدو انه سيصظم بالارض

  • from San Diego calif
    السبت 14 مارس 2020 - 01:32

    c,est la meme chose ici, j,etais a tijuana en mexique, hier je voulais retourner a San Diego et ce n,etais pas facile tu dois attendre pour passer le test et seul les americains et les detenteurs de green cards qui peuvent entrer, ,

  • محمود
    السبت 14 مارس 2020 - 01:50

    أنا من ساكنة الناظور أعرف الإسبان جيداً و أجيد لغتهم لأول مرة في حياتي أحس أنني أعيش في دولة ذات سيادة مطلقة عندما يتعلق الأمر بحياة مواطنيها
    رغم أني أكن للإسبان كامل الإحترام لكن مع الأسف يتظاهرون لنا على أنهم شعب متحضر في منابر إعلامهم لكن في باطنهم يعتبروننا شعب متخلف متسخ يعيش على التهريب و الهجرة السرية و الذعارة.الآن سيدركون أن لنا دولة ذات سيادة كاملة على أراضيها لا تتهاون عندما يتعلق الأمر بحياة مواطنيها .

  • aziz ben
    السبت 14 مارس 2020 - 02:26

    اصبحت مليلية نقمة على مدينة الناضور والبلدات المجاورة لمليلية وذلك بتوافد جحافل من اﻻفارقة والعرب( الجزاءر تونس سوريا …) والاسيويين والمراهقين من المدن المغربية. ليت المغرب يغلق المعابر الى الابد لينقص التوافد.

  • فرحات
    السبت 14 مارس 2020 - 04:54

    اقامة الحجر الصحي يجب ان يشمل جميع الطرق السيارة والطرق الوطنية عبر المغرب ومحاصرة المدن بسدود طبية وقضائية قبل تفشي المرض ويفتك بالمواطنين.كما فعل بإيطاليا

  • أحمد
    السبت 14 مارس 2020 - 08:07

    لماذا لا نسمع أي مسؤول مغربي، ولا إعلام رسمي يطالب بإستعادة سبته و مليلية؟

  • واو
    السبت 14 مارس 2020 - 09:33

    اخيرا السلطات المغربية اصبحت تستعمل الحزم في كل الامور. شيء مفرح . مصلحة الوطن فوق كل شيء .

  • سيد
    السبت 14 مارس 2020 - 10:34

    ماذا عن الحدود مع موريتانيا و دول إفريقيا ؟ خصوصا بعد ظهور أولى الحالات بموريتانيا و السنغال؟؟

  • مواطن
    السبت 14 مارس 2020 - 12:48

    صديقوني العالم قبل وباء كورونا ليس هو نفسه بعد زوال هذه الجاءحة امور كثيرة ستتغير ماذا يعني تضامن الصين مع ايطاليا في حين الاتحاد الاوروبي لا يحرك ساكنا

  • ايوب
    السبت 14 مارس 2020 - 13:07

    لاتخافوا يا امة الإسلام فمن خبر خالق الكرونا لا يخيفه شئ سوى لقاء ربه وهو راض عنه إنه ءختبار لقوة إيمانكم إنها مجرد جسر ستمرون منه عاجلا ام اجلا

  • مواطن2
    السبت 14 مارس 2020 - 13:36

    " انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون " صدق الله العظيم.مجهودات كبيرة استعملتها الدولة لمنع التهريب المعيشي مند مدة من الزمن ومن بينها غلق المعابر ولم تنجح بالشكل المطلوب الى ان جاء امر الله واغلقت المعابر كوقاية من تسرب المرض الى المغرب عن طريق تلك البوابات بمجهود بسيط .من هنا على بني آدم ان يدركوا عظمة الله سبحانه وتعالى.ليس في بلادنا فقط بل في العالم كله بدون اعتبارالديانة او اللون .الكل الآن واقف امام عظمة الله ينتظر الفرج امام " جائحة " ليس لها علاج….

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة