آيت وافقا بإقليم تزنيت.. جماعة قروية تكابد التهميش وتنشد التنمية

آيت وافقا بإقليم تزنيت.. جماعة قروية تكابد التهميش وتنشد التنمية
الأحد 18 غشت 2019 - 02:45

تعد جماعة آيت وافقا من القبائل السوسية المجاطية الواقعة بالنفوذ الترابي لدائرة تافراوت إقليم تزنيت، وتحدها شرقا قبيلة إيغشان، وجنوبا أيت عبد الله أوسعيد، وشمالا إداوسملال، أما غربا فتحدها قبيلة إيمجاض. وتتميز آيت وافقا، البالغ عدد ساكنتها 4210 موزعين على 35 دوارا، حسب الإحصاء الأخير لسنة 2014، بمرتفعاتها الوعرة ووديانها العميقة، مشتهرة بمدارسها العتيقة التي كان لها الفضل في تخرج العشرات من الفقهاء والعلماء، أبزرهم العلامة محمد المختار السوسي.

هسبريس اختارت أن تسلط الضوء، عبر ربورتاج هذا الأسبوع، على الواقع التنموي بجماعة آيت وافقا، بين جملة الإكراهات والمتطلبات وآمال الحلول والإنجازات، كما جاء لسان فاعلين جمعويين بالمنطقة وتوضيحات من مسؤوليها المنتخبين.

الطرق والواد الحار

وفي تعليق لها حول الوضع التنموي بآيت وافقا، قالت فرح الذهبي، وهي فاعلة جمعوية بالمنطقة، إن “جماعة آيت وافقا تعاني من عدة مشاكل متعلقة بالبنية التحتية، كعدم توفرها على مسالك طرقية وأزقة وشوارع ومناطق خضراء في المستوى المطلوب، لتعويض الساحات الفارغة والطرق الضيقة المملوءة بالحفر، ووديان دون قناطر تغيب التلاميذ عن التمدرس كل فصل شتاء، إضافة إلى انعدام التطهير السائل باعتباره أكبر مشكل تعرفه المنطقة؛ وهو ما يدفع الساكنة إلى التخلص من المياه العادمة في الطرقات، وما لذلك من تأثير سلبي على صحة الإنسان وتلويث للبيئة، فضلا عن تشويه المنظر العام”.

الخدمات الصحية

وفي حديثها عن الخدمات الصحية المقدمة لفائدة ساكنة جماعة آيت وافقا، تقول فرح الذهبي، في تصريحها لهسبريس: “أما المجال الصحي بآيت وافقا فما زال يحتضر هو الآخر، على الرغم من توفرها على مستوصف تم بناؤه من طرف أحد المحسنين، إلا أن هذا لا يكفي في ظل غياب الأطر والتجهيزات الطبية”.

المتحدثة نفسها تابعت أن هذه الوضعية، التي يعيشها القطاع الصحي بجماعة آيت وافقا، تدفع السكان القاطنين بتراب الجماعة إلى تكبد عناء السفر ومواجهة قلة وسائل النقل للتوجه نحو المركز الصحي بحثا عن التطبيب، في وقت تسلم فيه المجلس الجماعي مؤخرا سيارة إسعاف مجهزة لم يتم استخدامها إلى حدود الساعة، مع العلم أن سيارة الإسعاف المستخدمة حاليا غير مجهزة مما يستحيل معها نقل المرضى في ظروف جيدة”.

مسؤولية مشتركة

“مسؤولية توقف عجلة التنمية بجماعة آيت وافقا يتقاسمها المجتمع المدني مع المجلس الجماعي معا، وإن كان هذا الأخير يتحمل فيها القسط الأكبر لأن دوره هو الاهتمام بالساكنة ومتطلباتها وفك العزلة عنها؛ إلا أن الفاعل المدني له حظه في هذه المسؤولية، لعدم مطالبته بالتغيير المحلي والترافع من أجل حقوقه، وهذا نتاج ضعف التكوين وانعدام التحفيز وغياب الدعم، ليبقى الملاذ الأول والأخير للساكنة هو الهجرة نحو تزنيت أو جماعات مجاورة بحثا عن الاستقرار في ظروف أفضل”، تورد الذهبي.

وختمت المتحدثة ذاتها قائلة “إن ساكنة آيت وافقا قد ملت من الوعود والانتظارات جراء التهميش الذي لحقها من سنوات وما زال، مقارنة مع بعض الجماعات المجاورة التي لحقها التغيير في كل المجالات؛ وهو ما يجب أن تستوعبه جميع الفعاليات بالتفكير في مصلحة المنطقة والمبادرة في تقديم الدعم والمساعدة كل حسب استطاعته وتخصصه بعد فشل الفشل الذريع للمنتخبين، من أجل بناء مدرسة جماعاتية وإنشاء مشروع الواد الحار، وتأطير نسيج جمعوي ناجح قادر على السير قدما بجميع الفئات، والاهتمام بالمرأة القروية ومساعدتها في التعلم ومحاربة الأمية وتأطيرها جمعويا وتعاونيا حتى تكون فاعلا أساسيا في تنمية آيت وافقا”.

الهدر المدرسي وملاعب القرب

من جانبه، قال الفاعل الجمعوي أحمد المودني إن “من بين المشاكل الذي تقض مضجع ساكنة آيت وافقا ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، خصوصا في صفوف الفتاة القروية؛ وهو ما دفعنا كفاعلين جمعويين إلى المطالبة بإحداث مدرسة جماعاتية للحد من الظاهرة لما لها من تداعيات على المجتمع، ونعيد النداء مرة أخرى إلى المسؤولين على القطاع عبر جريدة هسبريس من أجل الإسراع ببناء مدرسة جماعاتية بالمنطقة تكون مشتلا لتعليم جيد وفي مستوى تطلعات أبنائنا”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس: “بالنسبة لقطاع الشباب والرياضة وبعد انتظار دام لسنوات طويلة فقد استبشرنا خيرا بعد مصادقة المجلس الإقليمي لتزنيت ووزارة الشباب والرياضة والمجلس الجماعي لآيت وافقا مؤخرا على ملعبين للقرب، ونأمل أن تنطلق فيهما الأشغال في القريب العاجل، ليبقى طموحنا كشباب إنجاز مركب سوسيو ثقافي رياضي إسوة بباقي الجماعات المجاورة؛ حتى نتمكن من سد الخصاص الكائن هذا الجانب، ونعوض النقص الذي تعانيه المواهب والكفاءات الرياضية والثقافية والفنية التي تحتاج فقط إلى أماكن لصقل مواهبها”.

رأي المجلس الجماعي

علي الصالحي، رئيس جماعة آيت وافقا، أوضح، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “المجلس الجماعي يبذل مجهوداته من أجل وضع المنطقة على سكة قطار التنمية حسب إمكاناته المتوفرة، سواء منها المالية أو البشرية أو اللوجيستيكية، وقصد التغلب على جميع الإكراهات خصوصا تلك المتعلقة بانعدام العقار باعتباره المشكل الأكبر الذي يواجهنا كمسؤولين في حال نيتنا إنجاز مشاريع تنموية بالمنطقة”.

وأكد المسؤول الجماعي ذاته أن “جميع المسالك الطرقية الرابطة بين 35 دوارا بالجماعة، بما فيها ثلاث طرق رئيسية، تمت تهيئتها وتعبيدها، وآخرها الطريق 1908 التي ما زالت الأشغال مستمرة فيها إلى حدود اليوم”، مشيرا إلى أن “مجهودات يبذلها المجلس في هذا الإطار بمعية شركائه يسعى من خلالها إلى تعزيز البنية التحتية، حيث أجريت شهر يوليوز عملية فتح الأظرفة المتعلقة بتزويد مركز خميس آيت وافقا بالواد الحار، على أن تنطلق الأشغال قريبا في انتظار أن يشمل باقي تراب الجماعة”.

ويضيف رئيس المجلس الجماعي لآيت وافقا: “كما قمت مؤخرا بمراسلة المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة من أجل تعيين طبيب قار بالمستوصف المحلي وتجويد خدماته، ونفس الشيء مع المدير الإقليمي للتربية الوطنية لغاية إنشاء مدرسة تجميعية بآيت وافقا عوض مدرسة جماعاتية، لما تتطلبه هذه الأخيرة من ميزانية كبيرة لإحداثها”.

‫تعليقات الزوار

13
  • الله يأخذ الحق
    الأحد 18 غشت 2019 - 03:02

    عيب وعار ف 2019 وتلقى مدن وقرى بلا طرق وبنيات تحتية وكل ضروربات العيش الكريم من ماء صالح للشرب وكهرباء تصل حتى للقرى النائية !!!
    ماهو دور المنتخبين ؟ واين تصرف الميزانية المخصصة لهذا الغرض ؟؟ ام ان الشفارة مازال ماشبعو؟؟؟
    الله يأخذ الحق فكل مسؤول لايؤدي مهامه التي انتخب لاجلها
    انشري هسبريس

  • القنيطري
    الأحد 18 غشت 2019 - 03:14

    التهميش التهميش التهميش…..أكثر من 2842 قرية لا كهرباء لا ماء صالح للشرب ما نراه في الصورة سويسرا بالنسب لهم

  • امين
    الأحد 18 غشت 2019 - 04:01

    مدينة الاخصاص ايضا تعاني هل من منقذ ؟

  • سربوسي عمر
    الأحد 18 غشت 2019 - 04:29

    القرى المغربية تعرفها من سماها
    فهناك المحيط مغبر و قاحل و الأتربة متراكمة و البنايت عشوائية لا هي من النوع العصري و لا هي من النوع القديم ….متهالكة …..اما ان ظهر العنصر البشري …..فيا لطيف اسنانه كالمحراث الصدىء…..عيونه تدور في كل الاتجاهات كالحرباء …..ملابسه تجمع كل الحضارات و كل الالوان وان بدت باهتة ….
    هؤلاء هم نحن و انا احدهم يا لطيف …

  • reda
    الأحد 18 غشت 2019 - 06:55

    pas froid aux yeux ces gens qui osent présenter ces images d'un village qui apparemment est beaucoup mieux loti qu'une foultitude d'autres vivant dans la vraie misère anonyme. Allez dans l'atlas moyen et vous vous sentiriez ce qu'est la réelle détresse et la vraie pauvreté. des villages perchés sur le haut des montagnes et ou le luxe d'avoir un abri en dur est un vrai reve. y a du monde qui souffre dans un certain maroc ou les objectifs de vos équipes ne s'en vont .jamais se balader

  • المهدي
    الأحد 18 غشت 2019 - 07:04

    ليست هذه القرية لوحدها تعاني التهميش بل العالم القروي كله يعيش هذا الألم . اللهم ألهم المسؤولين رشدهم ووفقهم لخدمة بلدهم وطاعة ربهم

  • علي وتنغير يستغرب في الامر
    الأحد 18 غشت 2019 - 08:36

    في المغرب الغريق يستنجد بالغريق نعم مايسمئ بالمغرب الغير النافع يعني الجهات المهمشة والتي تحتاج الى دعم الحكومة لتنهظ باقتصادها ولديها مطالب مشروعة البني التحتية وفك العزلة وخلق فرص الشغل والتعليم لابنائها والصحة والحكومة تولي اهمية لمطالبها الكمالية الحكومة تريد الرفع من الراتب الشهري والابقاء على التعويضات المشبوهة والبريمات عن السفريات وتقسيم التروات على المتحزبات ايها السادت الافاضل المسؤولية امانة صعبة وخطيرة

  • صنوبر
    الأحد 18 غشت 2019 - 10:26

    المغرب كله مهمش، و 90% من مناطقه لا لا زالت تعيش في القرون الوسطى لا مستشفيات لا مدراس لا بنية تحتية لا خدمات. و الغريب ان الكل كيقول العام زين.

  • بلعروش لحسن
    الأحد 18 غشت 2019 - 11:04

    يعاني سكان افلا اغير بما فيها ايت بنوح التهميش والحكرة الطريق لي ديال الدوار كلها محفرة مازال مبغاو يصاوبها فين هو لي مرشح راه تاواحد مبغا يدوي ….

  • سعيد
    الأحد 18 غشت 2019 - 12:47

    ما لا يعرفة قراء هيبريس عن هده المنطقة التي تعرف تهميشا ممنهجا انها محاطة بمجموعة من المناجم التي يتم التكتم عليها و التي لا يعرف عنها سكان المنطقة سوى الحافلات التي تقل العمال الدين يستغلون فيها…وكغيرها من المناطق المغربية التي لا تستفيد من الخيرات التي تستخرج منها ستظل منطقة ايت وافقا شاهدة على التهميش الدي يطال المناطق الجنوبية

  • سعيد
    الأحد 18 غشت 2019 - 13:24

    منطقة جميلة وصعبة! أهلها أثرياء! لكنهم ينفرون من كل غريب ! لا يريدون ان يدخل بلدتهم أجنبي، خصوصا الناطقون بالعربية. حتى وان دخلت بلدتهم واردت ان تكلّم أحدا، فلن يثق بك أحدُُ، ولن يحاورك أحد… هذه طبيعتهم. ناس طيبون، لكن عندهم فوبيا الغريب

  • لحسن
    الأحد 18 غشت 2019 - 15:02

    نعم اتفق مع التنمية
    لكن لمادا تخص مناطق دون أخرى
    لمادا لم نسمع عن مناطق الأحق في رأي مثل مناطق خنيفرة،ميدلت،الريش،بولمان،
    ونسمع مناطق دكالة ،الشاوية، مراكش، سوس

  • ولد البلاد
    الأحد 16 غشت 2020 - 19:45

    زيادة على ما جاء في المقال.يبقى المجلس وعلى رأسه الرئيس يتحمل كامل المسؤولية على ما تعيشه الساكنة والجماعة.فهو لا يستقبل رأي اي كان.ولا يتعامل مع مشاريع الجمعيات المحلية ولو بالرد والتتبع.والجماعة تسير من طرف غرباء عن المجلس وفق مصالحهم الخاصة.المهم يجب التغيير من الاساس.وفي القريب العاجل.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة