ترحيب ومخاوف ترافق إعادة تأهيل فندق "سيسيل" التاريخي بطنجة

ترحيب ومخاوف ترافق إعادة تأهيل فندق "سيسيل" التاريخي بطنجة
الخميس 22 نونبر 2018 - 09:00

خلقَ تعليقُ لوحةٍ تشير إلى قرب انطلاق أشغال ترميم فندق “سيسل” الأثري بطنجة حالةً من الاستبشار لدى عموم ساكنة طنجة والمجتمع المدني المهتمّ بميدان حماية الآثار خصوصا.

لكن عملية الترميم هذه تبقى محط تساؤل كبير، خصوصا أن اللوحة المعلقة تشير إلى “إعادة تأهيل”، مع رسم معماري يوحي بأن الفندق سيتحول إلى بناء جديد قد لا تربطه بالشكل القديم أي علاقة، وهو أمر قد يكون مفهوما عندما يتعلق الأمر ببناء عادي، لكن ليس في حالة ترميم أثر من الآثار.

عن أهمية هذا الفندق التاريخية يقول عدنان المعز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية: “من المعلوم أن طنجة عرفت حضارات متعاقبة طبعت هويتها وجعلتها من المدن العريقة حضاريا وتاريخيا، كما أنها مدينة تفردت بجغرافيا تجمع بها ما لم يجتمع في غيرها، ما جعلها قبلة لمشاهير الدول العظمى، كما فنانين وأدباء ومستثمرين، قدم بعضهم للاستفادة من الطبيعة الخلابة للمدينة ومناخها، بينما قدم آخرون للاستفادة من مناخ الاستثمار”.

واعتبر عدنان، في تصريح لهسبريس، أن قطاع الاستيراد والتصدير، خصوصا، كان الأكثر إغراءً بالنظر إلى النظام المالي الذي كان معتمدا بالمدينة، والذي تعزز بعد ذلك بمقتضيات اتفاق الجزيرة الخضراء، وكذا نظام التدبير الدولي للمدينة”.

كل هذه التفاصيل التجارية والمالية جعلت طنجة، وفق المتحدث دائما، “تعرف نهضة عمرانية غير مسبوقة، حيث تم تشييد مجموعة من البنايات على الطراز الأوروبي، من بينها بنايات لازالت تقاوم الزمن وشاهدة على تلك الفترة الذهبية للمدينة، منها فندق “سيسيل” ، الذي لازالت واجهته إلى اليوم تتحدى الزمن، واقفة بشرف وتأبى أن تتهاوى في ذاكرة النسيان”.

وأضاف المعز أن فندق “سيسيل” يعتبر أول فندق تم بناؤه خارج أسوار المدينة بشارع إسبانيا سابقا، وهو ثاني فندق تم تشيده بالمدينة بعد فندق “كونتيننتال”، وتعود تسميته تيمنا باسم فندق آخر كان قد ذاع صيته في أوروبا، ويعود لنفس المالكين (غراند سيسيل)، ومقره مدينة لندن.

وعن بعض التفاصيل المتعلقة بأهمية فندق “سيسيل”، أوضح الفاعل رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث أن الفندق أقام به مجموعة من الأدباء والسياسيين والفنانين؛ وذلك بالنظر إلى الطراز العمراني الذي اعتمد في بنائه وأيضا إطلالة الشرفة الكبيرة المطلة على البحر؛ “فهو الفندق الذي أقام به الملك محمد الخامس في زيارته التاريخية إلى مدينة طنجة سنة 1947”.

ووفق المتحدث ذاته فبعد هذا التاريخ بدأت مرحلة الانهيار بالنسبة للفندق، إذ لم تتبق منه اليوم إلا أطلال بالية تجتذب بضعة المؤرخين ودارسي التاريخ والآثار وبعض السياح.

“لكن اليوم، ومع وضع لافتة تعلن تأهيل الفندق، أصبحنا كفاعلين مدنيين مهتمين بتاريخ المدينة وعمقها الحضاري نستبشر خيرا بنفض الغبار عن جوهرة حقيقية لمدينة طنجة، لتنضاف بذلك إلى باقي المآثر الأخرى التي تم تأهيلها، كمغارة أشقار، وقصر الباشا الريفي، وحديقة فيلا هاريس”، يضيف المعز.

وبخصوص التخوف من تكرار نفس ما حدث مع قصر برديكاريس الذي تحول من قصر أثري إلى “فيلا” حديثة، قال الفاعل الجمعوي الطنجاوي: “بقدر ما نثمن هذه الخطوة فإننا ندعو الجهات المعنية بهذا التأهيل إلى حسن اعتماد الآليات والمواد لتأهيل مستحق لهاته التحفة الأثرية لكي لا نسقط في أخطاء تثمين بعض المآثر التاريخية، والتي غيرت طبيعة هاته المآثر عوض الحفاظ على طبيعتها وأصولها”.

‫تعليقات الزوار

6
  • إقتراح
    الخميس 22 نونبر 2018 - 10:41

    فندق سيسيل كان يحتل مساحة أكبر من المساحة المتبقية حاليا. تم هدم أجزاء مهمة من البناية القديمة مع مرور الزمن و الأن لم يتبقى إلا جزء صغير عبارة عن واجهة فقط لا غير محاطة بعمارات "حديثة". حقيقة، هذا خبر مفرح، لاكن كيف سيكون هدا الترهيم.

  • ARGAZ
    الخميس 22 نونبر 2018 - 11:20

    أما في أكادير هناك أعرق فندق "فندق مرحبا " ها هو ذا اليوم يحتضر بعدما كان من أروع وأجمل فنادق المغرب
    والسبب هو تسلط بعض المتطفلين لا علاقة لهم بالسياحة بتاتا واليوم يسيرون هذه الوحدة الفندقية بعد ان دخلو عليه وهو 5* واسقطوه حتى اصبح3* . يجب الالتفاتة والاهتمام بهذا الفندق من طرف وزارة السياحة قبل فوات الأوان وتشريد جل العمال.

  • محمد
    الخميس 22 نونبر 2018 - 16:05

    ردا argaz لكل جهة مسؤولة عن حفاظ تراثها القديم . نحن نريد ان يتم الاصلاح من طنجة الى الكويرة العزيزة . الحمد لله المسؤولين المحليين اعطوا اهنماما ماتبقى من البنايات القديمة التي مازالت تقاوم الزمن ولم تستسلم ابدا

  • المجيب
    الخميس 22 نونبر 2018 - 16:06

    من بين الشخصيات البارزة التي كانت تتردد كثيرا على فندق "سيسيل"، الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو Michel foucault المعروف بنظرياته حول "السلطة وعلاقتها بالمعرفة"، كما عرف أيضا بانتقاذاته اللاذعة للمؤسسات الاجتماعية مثل السجون ومستشفيات الأمراض العقلية.

  • متابع
    الخميس 22 نونبر 2018 - 20:12

    و متى سياتي دور المطعم البلدي؟

  • bouloulou
    الجمعة 23 نونبر 2018 - 01:29

    من الصعب ترميم الفندق ,ان فقط اريد ان اعرف كيف يستطعون رسم اللوحة الحائطية التي كانت تقابلنا عند مدخل الفندق كان فيها رسم رائع

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين