الحياة في تروال .. إرث ثقيل يكبل قرية المسالك الصعبة والمياه العذبة

الحياة في تروال .. إرث ثقيل يكبل قرية المسالك الصعبة والمياه العذبة
الأحد 23 شتنبر 2018 - 03:30

على بعد 50 كيلومترا عن حاضرة دار الضمانة، تقع جماعة تروال التابعة لإقليم وزان، ويبلغ عدد سكانها 12600 نسمة، وفق آخر إحصاء للسكان والسكنى؛ أما الولوج إليها فيتم عبر التقاطع الطرقي لـ”بَاب لْمْحَاج”، الذي يمكن الوصول إليه عبر طريق حديثة تمرّ عبر “الخروبة” أو الطريق التي تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسيّ، والتي تمّ “تزفيتها” بعد مسيرة احتجاجية لضمان ربط مباشر بوزّان.

ويعاني سكان مركز جماعة تروال، وهي تجمعات سكنية يمتد تاريخها إلى ما يزيد عن ثلاثة قرون، من تفشي الأزبال والنفايات بشكل يؤثر على السير العادي للحياة؛ فيما يرى الجمعويون أن المشكل العويص الذي يقض مضجع الساكنة يتمثل في قنوات الصرف الصحي التي تغيب عن المركز، ما ينذر بكارثة بيئية.

وصول هسبريس إلى جماعة تروال لم يكن سهلا، وبدا اليأس ظاهرا على شباب المنطقة المنهمك في لف السجائر بـ”الحشيش” “وكماية السبسي”، الذي يعتبر تناوله أمرا عاديا بمقاهي الجماعة، في ظل افتقار التجمع السكاني إلى دور شباب قادرة على احتضان اليافعين وانتشالهم من براثين الإدمان.

تتميز تروال بموقع جغرافي ساحر رغم وجود مسالك وعرة، تخترق جبالا ذات منعرجات صعبة. وتتميز هذه القرية بمياهها العذبة وقممها المكسوة بأشجار الزيتون، تزيدها خيوط الشمس المسترسلة رقة وسحرا، وعلى قارعة الطريق تلوح مروج على مساحة شاسعة من القنب الهندي..

هنا تروال…

لا توجد بالجماعة الترابية تروال فضاءات للترفيه، كما أن أبواب دار للشباب موصدة، ولا يوجد أيضا مركز للتكوين المهني أو الحرفي؛ ومن بقي بهذه الأرض بقي قسرا. غير أن نقطة الضوء تكمن في توفر الجماعة القروية على مركز للتعليم الأولي، يقدم خدماته لأطفال الجماعة والمداشر القريبة منها، وهي المنشأة التي رأت النور قبل الخطاب الملكي.

كمال شكري، من أبناء المنطقة، أشار في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى معاناة تلاميذ دوار عين عرسة الذين يضطرون إلى قطع مسافة تزيد عن 3 كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى المؤسسة، مضيفا أن “التلميذ الذي يقطع هذه المسافة “خصو يرتاح وينعس ماشي عاد يقرا””، وفق تعبيره، وداعيا الجهات الوصية إلى ضرورة توفير نقل مدرسي للحد من معاناة المتمدرسين الصغار.

وأشار الفاعل الجمعوي ذاته إلى أن المدرسة الابتدائية التي تشكل قبلة لأطفال الجماعة تغيب عنها المراحيض والماء الصالح للشرب، دون أن يتم التعاطي مع هذا المشكل.

من جانبه قال كريم العرايشي، وهو فاعل حقوقي من أبناء المنطقة، إن ملعب القرب يعرف مشاكل كثيرة، وأضاف أن “ملاعب القرب تتميز بالأرضية المعشوشبة، وهو الأمر المفتقد بملعب تروال”، على حد قوله.

واستحضر الفاعل الحقوقي نفسه مشاكل السوق الأسبوعي، والتي لخصها في الفوضى العارمة التي يشهدها، متمثلة أساسا في الأزبال التي يخلفها النشاط الاقتصادي لقاصديه، وهو المشكل الذي تحاول الجماعة حله من خلال الاستعانة بعمال عرضيين لتنظيف مركز الجماعة.

مشاكل بلا حصر تلك التي يتخبط فيها المركز الصحي الجماعي، الذي يشغل حيزا صغيرا أشبه بزنزانة من ثلاث غرف، جراء الضغط الكبير وقلة الموارد البشرية، قصد تجويد الخدمات التي يوفرها المركز المفتقد لدار ولادة لاستقبال المقبلات على الوضع؛ ما يزيد من عبء التنقلات صوب المراكز الصحية المجاورة، مع ما يصاحب ذلك من مصاريف إضافية تثقل كاهل الأسر التي تضطر إلى بيع أملاكها من أجل التطيبب والعلاج.

أما محسن حجراوي فاشتكى من كثرة انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، والذي قد يغيب لأيام، مؤكدا اضطرار المواطنين إلى قطع كيلومترات للحصول على لترات لا تكفي للحاجيات الضرورية.

إنجازات وإكراهات

من جانبه قال عبد السلام الخباز، رئيس جماعة تروال، إن المجلس الجماعي وجد إرثا ثقيلا خلفه تدبير المجلس السابق، الذي عمر لأزيد من 18 سنة؛ وفي هذا الاتجاه عمل على هيكلة وإصلاح الإدارة لتسهيل ولوج المواطن إلى قضاء حاجياته اليومية، مشيرا إلى أن الجماعة القروية تعاني من ضعف الموارد المالية.

واستحضر الخباز في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية الطبيعة الجغرافية للمنطقة، وكذا شتات المساكن، ما يجعل التعاطي مع مشاكل البنية التحتية، خاصة “الواد الحار”، صعبا للغاية، مشيرا إلى تهيئة محطة لسيارات الأجرة ومحلات لبيع الخضر والفواكه.

وشدد المتحدث نفسه، استنادا إلى مؤشرات تنموية، على أن تحولا كبيرا شهدته الجماعة من حيث نسبة الولوج التي كانت لا تتجاوز 10 بالمائة، ما تطلب القيام بالتشخيص وإنجاز بعض المشاريع التي ستكون ذات قيمة مضافة، مشيرا إلى فتح عشرات المسالك وتعبئة موارد مالية، وزاد: “وصلنا حتى الآن إلى نسبة متقدمة من الولوجيات”، واعدا بفتح مسالك أخرى ومشاريع تنموية، كتأهيل سوق السمك وغير ذلك.

وبخصوص النقل المدرسي قال الخباز لهسبريس إن الجماعة عملت على توفير سيارة لنقل التلاميذ خاصة بها، كما استفادت من سيارة أخرى من جهة طنجة تطوان الحسيمة، مقرا في الوقت نفسه بأنهما غير كافيتين لتلبية حاجيات وطلبات 38 دوارا .

وشدد المتحدث ذاته على أن الجماعة لم يعد دورها مقتصرا على تسليم عقود الازدياد، وإنما تقوم بواجبها على جميع الأصعدة وكافة القطاعات، آملا أن يكون عند حسن ظن الساكنة الذي يعتبر نفسه واحدا منها.

‫تعليقات الزوار

6
  • ولد حميدو
    الأحد 23 شتنبر 2018 - 03:48

    لا أعرف المنطقة و لكن بما ان تدخين الحشيش عادي هناك فقد حكى الي ابن منطقة معروفة بالقنب الهندي بأن تلك العشبة أصبحت تنبت وحدها و حتى على حاشية المنازل و مرة تجادبت الحديث مع فتاة من الشمال في مقصورة قطار بفرنسا بحيث قالت الي بأن أباها يعمل في الحشيش و تبين الي بأنها أمور عادية ادا كانت العائلة تنتجه أو حتى تتاجر فيه
    هدا ما سمعت و لا اتهم اي احد

  • غير أنا
    الأحد 23 شتنبر 2018 - 08:51

    اللي يقدر يزرغ القنب و يحصدو و يكميه و يبيعو و ينتج الأبناء و البنات ….بإمكانو يعري على كتافو و ينتج شيء فيه المنفعة….شعب كسول و فنيان و باغيها باردة.

  • Hooollandddddddssss
    الأحد 23 شتنبر 2018 - 10:36

    ءاااه اناس طيبون وما داموا ينتمون لجبالة فيجب محاصتهم.
    المستوصف الموجود الي بناه الفرنسيون بقرميده الاحمر لا زال هو هو والناس يشتغلون به
    والمسجد الكبير الي يدرس فه والقرءان والحديث والعربية وربما الان حتي الغاة الاجنبية
    اتمنا من الله ان يقوم ملك البلاد بزيارة المنطقة لان سد الوحدة ان لم تطل عليه انت فهو يطل عليك

  • ادريس ولد امزاورو
    الأحد 23 شتنبر 2018 - 13:34

    انا ابن المنطقة صراحة تروال لها مؤهلات سياحية يجب استثمارها لكن أبناء المنطقة الذين لهم مراكز مرموقة بالدولة يتذكرونها حتى تأ تي الانتخابات

  • المغربي الحر
    الأحد 23 شتنبر 2018 - 16:08

    قرى المغرب تعيس التهميش شمالا وجنوب شرقا وغربا واليرلمانيون المنتمون للقرى لا يحركون ساكنا همهم الوحيد الاجرة الضخمة 4 ملايين سنتيم شهريا مع الامتيازات والمادونيات اضافة الى ضمان تقاعد مشرف وضمان مستقبل ابنائهم وبناتهم واقربائهم من دون استحياء لا فرق بين اسلاميين ولا علمانيين فالسياسة لا ملة لها كلهم من اصل ابي نهب ابن ابي سلب فمقاطعة الا تتخابات المهزلة هو الحل الوحيد وقد اعدر من اندر

  • زائر تروال
    الأحد 23 شتنبر 2018 - 16:38

    زرت تروال سنة 2015 شهر اكتوبر مكت فيها 20 يوما الجميل في تلك المنطقة انه لايوجد ثلوت وتستطيع ان تمكت في هدوء دون ضجيج لا للسيارات او السكان بجوارك، لكن في المقابل تتمتع بمسالك وعرة وكانت غير معبدة في تلك السنة، الايجابي ان هناك جو صحي، فعلى المسؤولين في تلك المنطقة الترافع لذى الجهات العليا للاهتمام بها وتوفير الحتياجات الضرورية من صحة وتعليم وادماج الشباب في القطاع الاجتماعي والاقتصادي.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس