تعثر مشاريع تنموية يدخل قرية الزراردة بتازة في دوامة التهميش

تعثر مشاريع تنموية يدخل قرية الزراردة بتازة في دوامة التهميش
الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:00

حالة إحباط تسود بين سكان الجماعة الترابية الزراردة، التابعة لإقليم تازة، بعد تعثر مشاريع تنموية كانت الساكنة تعول عليها من أجل الخروج من أزمة تهميش طالت هذه المنطقة بعد سنوات متتالية من احتجاجات قادها محتجون واجهها المجلس الجماعي بتحريك متابعات قضائية ضدهم.

وبعد أن كان السكان يعوّلون على مشروعي التأهيل الحضري لمركز الزراردة وبناء فضاء تجاري لإصلاح الوضع جزئياً، فإن هذين الأخيرين ألغيا بعدما تخلى المقاول عن إتمام المشروع الثاني؛ فيما واجه المشروع الأول قراراً بالإلغاء، بعد وقوف لجنة إقليمية على اختلالات وعدم احترام لدفتر التحملات.

المشروع الأول رُصدت له ميزانية مهمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي، وكان يراد منه تأهيل وسط الجماعة الترابية وتوفير محطة للطاكسيات الكبيرة؛ إلا أن ذلك سيتأجل إلى أجل غير مسمى، نظراً لطول المساطر التي يتم اللجوء إليها في حالة عدم احترام دفتر التحملات في إنشاء مثل هذه المشاريع.

أما المشروع الثاني المتعلق ببناء فضاء تجاري في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فقد رُصدت له تكلفة مالية بلغت مليون (1) درهم قبل سنوات، وكان من المقرر أن ينجز في ظرف ستة أشهر؛ إلا أنه لم يخرج إلى حيز الوجود بعد انسحاب المقاولة ولجوء الجماعة الترابية إلى مسطرة التقاضي.

وبعدما كان الهدف منه فتح محلات تجارية وسط المركز لمحاربة احتلال الملك العمومي من لدن بائعين عشوائيين، أصبح هذا الفضاء خالياً على عروشه، لا هو مكتمل ولا هو أعيد من جديد وفقاً لما هو مدرج في تفاصيل المشروع. وفي ظل هذه الوضعية، يتخذ أصحاب الدكاكين التجارية وبائعو الخضر والفواكه من أرصفة الشارع الرئيسي مكاناً لهم.

وحسب تصريحات الساكنة، فإن الوضع يزداد تأزماً في ظل عدم تجاوب المجلس الجماعي المسير من طرف أغلبية يرأسها حزب الأصالة والمعاصرة ويغيب عنه منطق المعارضة التي من المفترض أن تنتصر لمطالب الشارع في مواجهة المكتب المسير وأن تكون هذه المعارضة مراقبا لعمله وتتبعه للمشاريع التي تم التعهد بها.

وما زاد الطينة بلة هو لجوء المجلس الجماعي إلى رفع دعاوى قضائية ضد شباب كانوا مبادرين إلى إطلاق حركة احتجاجية سلمية في السنوات الأخيرة واستمرت إلى الأشهر القليلة الماضية، حتى أصبح لدى جزء من الساكنة يقين أن المجلس الجماعي ينتقم من الساكنة التي خرجت في أكثر من مناسبة للاحتجاج ضده، خصوصاً أن الرئيس الحالي في ولايته الثانية.

الوضع في هذه الجماعة، التي لا يتجاوز عدد سكانها عشرة آلاف نسمة، تؤكده تقارير الجمعيات الحقوقية المحلية، على رأسها الجمعية المغربية لحقوق بمدينة تاهلة، البعيدة بـ14 كيلومتراً، حيث قالت في تقرير أخير لها إن “دواوير الجماعة تعيش تهميشاً نتيجة تجاهل السلطات والمجلس الجماعي لمطالب عدة؛ من بينها الطرق والمسالك”.

وطالبت الجمعية الحقوقية، في تقريرها، بضرورة إصلاح الطريق الرابطة بين تاهلة وأهرمومو مروراً بالزراردة، والتحقيق في مشروع تهيئة مركز الزراردة والتسريع بإنجاز مشروع الماء والكهرباء للدواوير البعيدة، إضافة إلى خلق فضاءات خضراء وإنجاز ملاعب للقرب وتجهيز مصحة الزراردة.

ويقول إسماعيل فارس، أحد شباب الزراردة، في حديث لجريدة هسبريس، إن “الجماعة الترابية تعيش تهميشاً وإقصاءً ممنهجين منذ الاستقلال إلى اليوم في جميع المجالات، في البنية التحتية والمرافق الصحية والطرق التي هي في الغالب من مخلفات الاستعمار”.

وأشار المتحدث إلى أن “أكبر دليل على التهميش هو وضعية الطريق الرابطة بين تاهلة وأهرمومو عبر الزراردة والتي اعتبرها أكبر إهانة للمنطقة”، وأضاف قائلاً: “هذه الطريق لو كتب لها أن تُنجز وفق المعايير المعمول بها لأسهمت بشكل كبير في فك الحصار عن منطقتنا التي تزخر بمؤهلات سياحية كبيرة”.

وذهب فارس إلى القول بأن “الزراردة تعيش على وقع خروقات واختلالات كبيرة في مشاريع تنموية ينبغي على الجهات المسؤولة، من عامل الإقليم ووالي جهة فاس مكناس والمجلس الأعلى للحسابات، أن تتحرك لفتح تحقيق مستعجل بخصوصها؛ وهي المطالب التي لطالما رفعتها الحركة الاحتجاجية منذ سنوات”.

وأثار المتحدث مشروع التهيئة الحضرية الذي أصبح في خبر كان، حيث قال: “هذا المشروع استبشرت به الساكنة خيراً في سنة 2015، فأصبح اليوم في خبر كان. وإلى حدود اللحظة، لم يتم تقديم مبررات لهذا التوقف الذي تنبعث منه رائحة الفساد، أضف إلى ذلك مشروع السوق المغطى الذي بدوره يعرف توقفا منذ سنة 2014، ولا ندري أسباب هذا التوقف مع العلم أن أعضاء المجلس يمرون كل يوم أمامه نظراً لكونه يقع على بعد أمتار من مقر الجماعة القروية”.

أكبر ما يثير امتعاض الساكنة، بالإضافة إلى تعثر المشاريع التنموية، هو الحالة المزرية التي يوجد عليها السوق الأسبوعي للقرية، بسبب غياب النظافة اللازمة والطبيب البيطري الذي من اختصاصاته مراقبة اللحوم التي تباع على مقربة من الأزبال وعظام الماشية في مشهد مقزز.

ولم يحرك هذا الوضع المزري مسؤولي المجلس الجماعي، على الرغم من أن سومة كراء هذا السوق كافية لكي يتم بناء فضاء يستجيب لمعايير السلامة الصحية، وبالرغم من ذلك يضطر سكان المنطقة إلى اقتناء اللحوم في ظروف غير صحية معرضين أنفسهم لأخطر صحية بسبب خطر التعفن.

‫تعليقات الزوار

12
  • لحسن
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:17

    التهميش يظهر بشكل واضح في الطريق الرابطة بين تاهلة و اهرممو عبر الزراردة …مع العلم أن المستعمر هو الذي شيد هذه الطريق الحالية…
    لا تنمية بدون طريق و فتح مسالك لجل الدواوير
    البلدة تفتقر لمحطة تصفية المياه العادمة … المنضر جد مقزز في المنطقة التي تصرف فيها هذه المياه و هذا يتنافى مع شعارات البيئة التي ترفعها الدولة

  • Anouar
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:28

    أنا لا افهم في المغرب أين اتذهب الأموال أليس هناك من يراقب أم الكعكة كتفرق بنتهم. جميع المشاريع لا تكمل في الوقت المحدد.
    أين هي المراقبة أموال العام.
    يجب انشاء لجنة المراقبة وان تكون هذه الاجنة من الاروبيين لان المغاربه مفيهمشي التقةوشكرا

  • ابن المنطقة
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:33

    ما يحز في النفس أن المنطقة تزخر بثروات طبيعية وسياحية هامة إلا أن الإقصاء الذي يطالها جعلها بعيدة عن كل مضاهر التنمية. خاصة الطريق الرابطة بين تاهلة وأهرممو التي لم يطالها أي إصلاح منذ الإستعماروالتي تتسب حالتها المهترئة إلى وقوع حوادث سير مميتة.

  • جزر ارخبيل السيشل
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:43

    نفس الحالة وفين مامشيتي في المغرب ولا خدمة لا صحة لا تعليم لا بنية تحتية

  • قل الحق ولو كان مرا
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:46

    الزراردة هي نموذج التهميش والاقصاء ومن يتولى مسؤولية تسييرها أناس لايفقهو ن في التسيير والتدبير الشأن المحلي والجماعي شيئا والغرابة حينما تحتج لتستنكر هذه الوضعية المزرية لمدينتك تعتقل وتتهم بخلق الفتنة والبلبلة لك الله يالزراردة

  • العمراني
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:47

    التهميش في كل مكان في منطقة جبال ايت وراين لا كهرباء ولاماء ولا طرق.اما الطريق الرابطة بين تاهلة مرورا فالزراردة حتي واهرممو وضعها كارثية بكل المقاييس ،كنتمنى فرنسا ترجع باش تقاد لينا الطرق

  • casaoui
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 12:48

    J’avais l’honneur de travailler dans cette région il y a plus de 2ans.
    C'est une région formidable mais marginalisé par les autorités et les élus dont la plus part deux sont des corrompus.
    La principale cause de cette marginalisation est l’argent sale des élections dont les citoyens, les élus corrompus avec les caïds corrompus sont les coupables.
    Questionnez les élus et présidents corrompus de Matmata, Zerrarda et Tahla et vous aurez la réponse.

  • mre
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 14:11

    قبائل بني وراين الأطلسية كانت من أشد القبائل مقاومة للإستعمار. يا ليتها لم تفعل.

  • mda
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 15:53

    كاس العالم …?
    مساعده دول افريقيا…!!!
    من قال: اللهم ان هذا منكر ====> 20 عام في عكاشه.

    اللهم ان هذا منكرررررر
    لا محاسب و لا مراقب: الكل منافق من الاسفل الى اعلى القمه…

  • مفيد
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 16:02

    إوا ها البسالات عوتاني ..ها المشاريع ناعسة لا تكتمل ..ها البطالة.. ها الاحتجاج ها الفوضى.. رئيس الجماعة الكيس لا يهدأ له بال من وضع أول حجرة بناء حتى نهاية المشروع.. و اللي ما عندو غرض يمشي بحالو.. آ مميمتي شحال كيعصبوني هاذ القومان..

  • جاجا بوكرشه
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 16:05

    اعلان ووضع حجر الاساس لمشاريع لاتنفد.في الوقت الدي تصرف ملايين الدراهم لمكاتب الدراسات.نتيجه شيىين. اما السرقه. واما عدم الجداره بالمنصب.حتى الدوله تعلن مشاريع في المزانيه لاتنفد.اين دهبت الاموال المخصصه لها.هل تسرق اموال الاستثمار من طرف دوي النفود.في الوقت الدي ندفع كمغاربه ضرايب تثقل كاهلنا لتمويل الدوله.

  • mda
    الإثنين 3 شتنبر 2018 - 16:28

    لو كان جدي يعرف انه كان مقاوما للاستعمار من اجل حكام اليوم لكان له رءي اخر… رحمك الله… كانت نيتك حسنه!!!

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة