هدم بناية تاريخية يثير استياء ساكنة المحمدية

هدم بناية تاريخية يثير استياء ساكنة المحمدية
السبت 18 غشت 2018 - 14:55

تعيش مدينة المحمدية، منذ شروع أحد المنعشين العقاريين في هدم بناية تاريخية ذات دلالة لدى أبناء “فضالة”، على وقع غليان كبير.

وشرع المستثمر العقاري، خلال هذه الأيام، في تدمير هذه المعلمة التاريخية المسماة “الحديقة” والموجودة بزاوية شارع الزرقطوني وشارع فاس، مع العلم أنه جرى إخبار السلطات المعنية عدة مرات بأهمية هذه البناية.

وعبّر عدد من الناشطين الجمعويين وأبناء “مدينة الزهور” عن غضبهم من هذه الخطوة أمام مرأى ومسمع السلطات العاملية، إذ لا تبعد هذه البناية ذات البعد التاريخي سوى بأمتار عن مقر عمالة المحمدية.

ورفض عدد من النشطاء بالمدينة تدمير هذه المعلمة والتراث الحضاري وتعويضه بالإسمنت، مؤكدين عدم سكوتهم على مثل هذه الاستفزازات.

وتعد هذه البناية المهمة في تاريخ المحمدية من تصاميم المهندس المعماري إرفين هنين والتي جرى تشييدها سنة 1932، إذ تتكون من ثلاثة طوابق وتتجسد خاصيتها في تنوع ودينامية الأحجام الهندسية.

ويمنح التصميم الهندسي للواجهات تنوعا في الأشكال ويعطي البناية تعبيرا هندسيا فريدا يتلاءم مع المشهد الحضري للمحمدية. كما تعد بناية الحديقة، القريبة من شاطئ المحمدية، واحدة من البنايات المهمة بالمدينة مثل الكازينو وفلل هرسان التي تكون حي الحديقة النواة التاريخية للمحمدية العصرية.

وسبق أن شهدت مدينة المحمدية وقفة احتجاجية سنة 2016 بالقرب من البناية المذكورة، إلا أن المستثمر عاد من جديد بداية الأسبوع الجاري ليباشر عملية الهدم؛ وهو ما أثار استغراب الفاعلين الجمعويين.

من جهته، أكد المستثمر العقاري، لهسبريس، أن البناية المذكورة “ليست من المباني المصنفة، والناس التي تتمنى تصنيفها من حقها ذلك، لكن واقع الأمر يؤكد أنها ليست كذلك”.

وشدّد المسؤول العقاري على أن مؤسسته “تشتغل وفق القانون المسموح، وهناك تصميم التهيئة الذي يحدد مكان البناء، ولا يمكن لأي مسؤول تجاوزه وخرقه”، مضيفا: “لو كانت هذه البناية مصنفة لما قمت بشرائها، ولا تم بيعها لي”.

ولفت المتحدث نفسه إلى أنه يتوفر على جميع التراخيص القانونية لذلك، ولم يسبق له سحب الترخيص منه كما يتم الترويج لذلك، مشيرا إلى أن “ما جعل الهدم يتوقف راجع إلى أن جزءا من البناية كان لا يزال آهلا بالسكان؛ إلا أنه بعد رحيل آخر سيدة منه، الاثنين الماضي، جعلنا نباشر عملية الهدم”.

وتضع عملية هدم هذه البناية القديمة كل من المجلس الجماعي وعمالة المحمدية والوكالة الحضرية ووزارة الثقافة في موقف حرج أمام الساكنة، التي تطالب بحماية هذا الموروث ووقف الزحف العمراني على مثل هذه المنشآت.

‫تعليقات الزوار

9
  • RAMO
    السبت 18 غشت 2018 - 15:57

    لست لماذا التباكي على أي تغيير؟
    التغيير إلى الأسوء أو الأحسن ،لا بد منه .
    لم نعيش كأجدادنا ، ولن يعيش أبناؤنا مثلنا .
    ممكن أن تبطئ وتيرة التغيير ، و لا يمكنك إيقافه نهائياً.

  • فضالي
    السبت 18 غشت 2018 - 16:32

    للمعلومة فقط البناية فعلا لها تاريخ ولكن شردت عدة عائلات بحيث كانت تضم ملهى ليلي وحانة في الأسفل، ومعروفة عند أبناء المحمدية بالرونش.

  • ساكنة بالمحمدية
    السبت 18 غشت 2018 - 16:49

    المحمدية اكتسحها مصاصي المساحات الخضراء والمعالم التاريخية تحولت الى اسمنت دون تفكير اصحاب الشكاير بأن هناك أطفال يعوزهم اللعب والمرح في اماكن خضراء متسعة . زد على ذالك فقدان المدينة للمساجد فكلما حل رمضان كثرت ما يسمى بالبنية اي شبه خيمة لتعوض هذا المسجد . من يقف وراء بيع هذه الاراضي والى حساب من تذهب لان بجانب الحديقة الوحيدة والمتنفس الوحيد للسكان كانت اراضي فارغة تخصص لسيرك الاطفال تم ازاحة اشجار معمرة هناك وبناء اوطيل في مكانها وزد وزد

  • الله غالب
    السبت 18 غشت 2018 - 17:29

    الشعب كامل مهدوم ابقات غير الماثر التاريخية

  • Abdellah Lamaizi
    السبت 18 غشت 2018 - 18:40

    جزيل الشكر لهذا المقاول لأنه خلص مدينة المحمدية وسكانها من هذه البناية التي يتباكى عليها البعض رغم أنها كانت تأوي واحدا من أقبح مراتع الفساد والرذيلة بالمدينة والكل يعلم ذاك. لقد كانت تأوي أحد اوسخ الملاهي بالمنطقة والذي تسبب في خلق العديد من المتشردين واليتامى إضافة إلى أسراب ممتهنات أقدم مهنة في العالم اللواتي تخرجن منه. مرة أخرى شكرا لهذا المقاول باسم الغيورين على سمعة المحمدية..

  • محمد باصالح
    السبت 18 غشت 2018 - 19:02

    هذه البناية كانت تشكل نقطة سوداء في وسط المدينة بسبب خروج السكارى ليلا و الضوضاء المرافقة لهم. المحمدية لا تمثلها هاته البناية او غيرها.
    فلا أسفا عليها و على غيرها من حانات العار .

  • Kelm
    السبت 18 غشت 2018 - 19:23

    Il y avait une bibliothèque où je disposais de livre et remains une librairie (Madame Demi) Une pharmacie un café un distributeur de bonbons… que de souvenirs. Hélas tout à une fin

  • فاتي
    السبت 18 غشت 2018 - 19:34

    والله أحب مدينة الى قلبي هي المحمدية لاأدري لماذا؟ هل لأنني ولدت وكبرت فيها أم لأنها توجد بها أطيب وأحن أم في الدنيا

  • حانوت
    السبت 18 غشت 2018 - 20:12

    اللهم بارك و زد.. لا أدري من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم الغيورين على المحمدية.!!! ماعدا إذا كانو من المرتادين لهذه الحانة. نطلب من المالك الجديد بإنشاء مشروع مفيد يشتغل فيه شباب المدينة.. ونطلب من المسؤولين إغلاق carrefour الذي أصبح قبلة للمخمورين و المعربدين….و المشكل أنه ستزداد نسبة السكر في هذه الأيام المباركة بدعوى توفر اللحوم.. وأقول لهم ابحثوا لكم عن لحم الخنزير حتى تكتمل جلساتكم الخمرية.

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز