الساعة الثانية عشرة زوالا .. المكان شارع محمد الخامس بالرباط، حركية ضعيفة ومحلات موصدة، ولا صوت يعلو عن هدير بعض القطارات، وصراخ متفرق لحراس السيارات المركونة على جنبات الطريق، في غياب تام لمرتديي ربطات العنق، مقابل جلابيب ناصعة البياض وطربوش مغربي أحمر يثير الناظرين.
هكذا بدا مشهد عيد الفطر صباح اليوم الجمعة بأهم شارع في الرباط، حيث فقدت العاصمة صَخَبَهاَ وسرعتها، واستكان ناسها إلى الصالونات والزيارات المتبادلة، وغادر ضيوفها إلى مدنهم الأصلية حتى إشعار آخر، مستجيبة لنداء خروج رمضان ودخول عيد الفطر الذي كسى كل الشوارع بالصمت المقدس للمناسبات الدينية.
الهدوء لم يَسُدْ شارع محمد الخامس فقط، بل شَلَّ كُل المحاور الرئيسية لتجمعات الرباطيين؛ إذ كانت مقاهي حي “أكدال” وحيدة تنتظر زوارها دون أن يستجيبوا لنداء قهوتهم الصباحية بعد أن حَرَمَهُمْ شهر الصيام من ارتشافها طوال الثلاثين يوما الماضية.
تقاطع شارعي فرنسا وفال ولد عمير ظهر خاليا من الزوار ومحلاته التجارية الكبرى مغلقة، تاركا البقالين يكتفون بتنظيف الواجهات وكنس المحلات في انتظار زبون تَقُدهُ الحاجة إلى كسر رتابة اليوم والخروج لتبادل أطراف الحديث حول “انقضاء رمضان وحلول العيد”، وغيرها من المواضيع التي تَحْتَفِظُ بها الذاكرة لتُعيدها كل مناسبة.
بدوره، خط “التراموي” الرابط بين سلا ومدينة العرفان كان شاحبا إثر غياب طلبة المعاهد والكليات، الذين تركوا أحياءهم وغرفهم لينعموا ببعض الدفء العائلي الذي لن يتكرر حتى فرصة أخرى، لتبقى قطط ضالة وحيدة تتجول في “العرفان” وتَبحث عن مُؤنس تُبادله وحشة إغلاق المطاعم والمحلات التي كانت تشبع جوعها وتروي عطشها.
غير بعيد، “القامرة”، البقعة التي لا تَكَلُّ ولا تَملُّ من استقبال الوافدين وإرسال المسافرين إلى وجهاتهم، خلت من ضجيج “الكورتيا” بعد أن استنفدوا كل الرحلات صوب مختلف المدن المغربية، لتقف المحطة ببنايتها الضخمة تبكي حالها الذي يُلَبِّي رغبات الجميع، وتبقى في النهاية معزولة بدون فرحة العيد التي صَدَّرَتْهَا إلى مدن أخرى.
الرباط التي تستهوي الجميع في غير أيام العيد، لم تتمكن بكل جبروتها الإداري والمالي من إقناع الناس بأنها تصلح لأشياء أخرى غير العمل والكسب المادي، لتعود العاصمة إلى غرابتها الفريدة في الأعياد ويموت الباقون فيها بمرض الحنين هادئين، كما يحكي الروائي السوري خالد خليفة، مع بعض التصرف.
ليس العيد و لكنها الكرة حتئ يعرف الذين صوتوا لغيرنا اننا كويريه يا ربي هدف واحد يا رب لا تحرمنا الفرحة
الرباطيين مشغولون يوم العيد بالزيارات العاءلية ويفطرون مع بعضهم على الشاي والحلويات المغربية كجميع الشعب المغربي لذلك تكون الشوارع والمقاهي فارغة كما ان اغلب سكان العاصمة و القادمين من مختلف انحاء المملكة يسافرون الى مناطقهم الاصلية لصلة الرحم بالعيد