زراعة "الذهب الأحمر" .. بديل اقتصادي وفلاحي ينعش ساكنة إكنيون

زراعة "الذهب الأحمر" .. بديل اقتصادي وفلاحي ينعش ساكنة إكنيون
الأحد 22 أبريل 2018 - 07:15

تتميز إكنيون، الواقعة بإقليم تنغير، بالعديد من الثروات الفلاحية، التي كانت إلى الأمس القريب مصدر عيش واستقرار الأهالي بهذه المنطقة الجبلية ذات التضاريس الوعرة، حيث تستغل أغلب الأراضي الفلاحية في غرس أشجار اللوز والجوز والبطاطس وغيرها من الثروات الفلاحية، التي يتم الإقبال عليها نظرا إلى كونها طبيعية ولا تستعمل بها أسمدة أو مواد كيماوية أخرى.

وتعتبر إكنيون من المناطق الفلاحية بالإقليم، نظرا إلى مناخها الملائم وغناها بالمياه الجوفية والتربة الصالحة للزراعة، مما يمنحها الصدارة من ناحية تنوع وبكرة المنتوج الفلاحي، خصوصا فيما يتعلق باللوز والجوز والبطاطس، إلا أن عددا من الفلاحين يعتبرون الفلاحة الحالية مجرد فلاحة معيشية، ولا يمكن أن تكون بديلا اقتصاديا.

الزعفران بديل اقتصادي وزراعي

زراعة الزعفران أو “الذهب الأحمر” انطلقت منذ سنوات بهذه المنطقة الجبلية، التي تمتاز بتربتها الخصبة، وبدأ عليها الإقبال بعدما حققت نجاحا في إنتاج الزعفران بدواوير: زاكر، تانمللت، مي قبي، تكموت، اسفالو، وغيرها من الدواوير، وفق ما أكده عبد الله موحاش، موظف بالوكالة المغربية البلجيكية للتنمية، المساهمة الأولى في برنامج سلسلة الزعفران بالمنطقة، مشيرا إلى أن مصالح وزارة الفلاحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تتوقعان نجاح تجربة زراعة الزعفران بجماعة إكنيون. وأضاف أن المرحلة الأولى تشمل مساحات صغيرة وبسيطة، وأن التجربة ستعمم على بقية مناطق الجماعة.

وشهدت إكنيون في السنوات الأخيرة تزايد المساحات المزروعة بالزعفران، وهي الزراعة التي اعتبرها السكان المحليون بديلا اقتصاديا، يمكن الاعتماد عليه من أجل خلق فرص عمل، والمساهمة في التنمية المحلية، بعيدا عن الموارد المعتمد عليها سابقا، من قبيل المعادن.

وبمجرد أن تطأ قدمك منطقة إكنيون، تصادف أراضي فلاحية تخلت عن الزراعات القديمة، وقامت بتغييرها بزراعة الزعفران، الذي ساهمت فيه في وقت سابق الوكالة المغربية البلجيكية للتنمية، وتساهم فيه حاليا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة كبيرة، من أجل خلق زراعة بديلة تساهم في الاقتصاد المحلي، والتعريف بالمؤهلات المحلية، يقول الفاعل الجمعوي سعيد شهيد.

فيما أكد محمد زكري، أحد الفلاحين بدوار زاكر، في تصريح لهسبريس، أن الفلاحين بالمنطقة أصبحوا يهتمون بزراعة الزعفران، الذي تموله حاليا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا إلى أن دوار زاكر كان من بين الدواوير التي شرعت في زراعة هذه النبتة، كتجربة أولى، قبل تعميمها على عدد من المناطق، موضحا أن زراعة الزعفران تهدف بالأساس إلى تنويع الأنشطة الفلاحية المولدة للثروة والمستحدثة لمناصب الشغل.

ثمن والوجودة

تساهم زراعة الزعفران بإكنيون في التنمية المحلية للمنطقة، وستمكن أهل المنطقة من تحسين ظروفهم المعيشية، باعتبارها بديلا جديدا للاقتصاد المحلي، وفق تعبير محمد زكري، رئيس جمعية ايور للتنمية بزاكر، مشيرا إلى أن المنطقة تتوفر على عدة عوامل تسمح للفلاحين بتنمية هذه الزراعة، كالطقس شبه الجاف وسلسلة الجبال.

وأضاف زكري “إذا كانت منطقة تاليوين معروفة وطنيا بزراعة الزعفران ذي الجودة العالية، فإن التجربة التي قام بها الفلاحون بمنطقة إكنيون حققت نجاحا كبيرا”، مشيرا إلى أن التحاليل المخبرية المنجزة على زعفران إكنيون، من طرف وزارة الفلاحة والوكالة المغربية البلجيكية للتنمية، أكدت أن زعفران المنطقة ذو جودة عالية، وهو الجواب الذي لم نتمكن الحصول عليه، على لسان مسؤولي الفلاحة ببومالن دادس، حيث قمنا بزيارة للمكتب، فوجدنا المكلف بالملف خارج المدينة في مهمة عمل، وقد حاولنا الاتصال به هاتفيا دون أن نحصل على رد.

وأكد زكري أن زعفران المنطقة يتم الإقبال عليه من قبل المئات من الزبناء بالمغرب وخارجه، نظرا إلى جودته العالية، مضيفا أن ثمنه جد مناسب، حيث يتراوح ثمن الغرام الواحد ما بين 25 و35 درهما. وأشار إلى أن الكمية التي يتم إنتاجها حاليا غير كافية، وهو ما دفع بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى فتح عروض جديدة من أجل تعميم زراعة الزعفران، والرفع من نسبة المساحات المزروعة، يضيف زكري.

من جهته، قال لحسن بيبيش، رئيس جمعية صاغرو نإيمال للبيئة والتنمية والثقافة وحقوق الإنسان، إن هذه الزراعة هي الوحيدة التي يمكن اعتبارها بديلا اقتصاديا في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن التحاليل المخبرية التي أنجزتها وزارة الفلاحة تؤكد أن زعفران إكنيون هو الأول وطنيا من حيث الجودة.

والتمس من جميع المتدخلين مد يد المساعدة للفلاحين لتعميم هذه التجربة، مؤكدا أن “الدور الذي قامت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذا الإطار كبير، ولا يمكن نسيانه”.

وأضاف بيبيش، في تصريح لهسبريس، أن جمعيته ستنظم الصيف المقبل، بتنسيق مع الفلاحين، المهرجان الأول للمنتوجات المجالية، وعلى رأسها الزعفران، مشيرا إلى أن الهدف من تنظيم هذا المهرجان هو التعريف بالمؤهلات المتوفرة بالمنطقة، خصوصا في الجانب المتعلق بالمنتوجات المجالية كالزعفران واللوز. وأضاف أن التظاهرة تهدف أيضا إلى خلق إشعاع ثقافي بالمنطقة، خصوصا أنها لم تنظم أي مهرجان مماثل في وقت سابق.

المبادرة والزعفران

وقال رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تنغير، محمد ريفقي، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بشكل كبير، ولا تزال، في برنامج دعم تنمية سلسلة الزعفران بالإقليم، خصوصا بمنطقة إكنيون، موضحا أن عامل الإقليم أوصى بضرورة إعطاء الأهمية اللازمة إلى سلسلة الزعفران واللوز وباقي السلاسل الفلاحية، نظرا إلى كونها تلامس معيشة المواطنين، وفق تعبيره.

وذكر المسؤول ذاته أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة التنمية الاجتماعية، ساهمتا ما بين 2015 و2017 في إخراج 17 مشروعا خاصا بسلسلة الزعفران إلى الوجود، بغلاف مالي إجمالي في حدود ثلاثة ملايين درهم، ساهم فيه حاملو المشروع بمبلغ إجمالي يناهز مليون درهم. وأضاف أن بعض المشاريع أنجزت، والبعض الآخر ما زال ينتظر التوقيع على اتفاقية شراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية.

وأكد ريفقي أن المبادرة الوطنية البشرية ستخصص مبالغ مالية أخرى برسم ميزانية 2018 لدعم السلسلة المذكورة، قصد تعميمها على جميع المناطق، التي يمكن أن تنجح فيها تجربة زراعة الزعفران، مشيرا إلى أن منطقة إكنيون هي الأكثر استفادة من الدعم في هذا الإطار، وأنها المنطقة التي سجلت نتائج إيجابية ومهمة في هذه الزراعة.

‫تعليقات الزوار

7
  • زعبول
    الأحد 22 أبريل 2018 - 08:49

    "الذهب الأحمر" .. بديل اقتصادي وفلاحي ينعش ساكنة إكنيون
    اما ذهبنا الأصفر فينعش أبناك بانما و سويسرا و لوكسومبورغ و و و، أما الشعب المغربي فلا يستفيد منه إلا تلويث الفرشة المائية و العيون و الآبار و أمراض الكبد و الموت البطيئ.
    و ما الله بغافل عما يعمل الظالمون

  • اكنونى
    الأحد 22 أبريل 2018 - 10:11

    رغم الحصار المفروض على تلك المناطق متل صاغرو والاطلس الكبير لانهم حاربو فرنسا ضلما وعدوانا .
    لو استقبلو الجيش الفرنسى بترحاب لاصبحو رجال العصر بدون تهميش ولاكن التارخ المزور جعلهم برابر ابناء الصخور .

  • brahim
    الأحد 22 أبريل 2018 - 10:13

    تالوين هي عاصمة الدهب الأحمر. يتميز بجودة عالية جدا.

  • فلاح صغير
    الأحد 22 أبريل 2018 - 10:16

    المرجو من المسؤولين و المعنيين كما كل من له دراية في الموضوع ان أن يقدم لنا مزيدا من التفاصيل و المعلومات حول كيفية الحصول على بعض الكيلوغرامات من زرعه كما حيثيات الغرس و الإعتناء به حتى النضج. فكرة طالما راودتني ولكن لا أعرف كيف أنطلق بها. لكم جزيل الشكر.

  • محمد
    الأحد 22 أبريل 2018 - 11:55

    من هذا المنبر احيي الرجل الشهم محمد زكري الرجل الذي يسير بخطى ثابتة من أجل أن يخرج سكان دوار زاكر من التهميش.لقد عملت كمدير لمم زاكر لمدة 5سنوات وعشت معهم اول زراعة لنبتة الزعفران.وجربته وكان احسن جودة من زعفران تالوين.حقيقة انه رقم ١ من حيث الجودة. الله الموفق.تحية لكل ساكنة زاكر.

  • Nadia
    الأحد 22 أبريل 2018 - 13:52

    زعفران تالوين دو جودة عالية جدا .ينميز براءحته القوية جدا ة ولونه الحمر الغامق.و هدا راجع لعوامل التربة البركانية القديمة و الرتفاع الكبير لمنطفة تالوين ثم للجو البارد شتاء و الممطر .و الحرارة المناسبة في باقي الفصول . بشهادة مختبرات دولية وو طنية .

  • ريم
    الأحد 22 أبريل 2018 - 15:35

    من المعروف جدا أن غرام واحد من الزعفران يفوق ثمن غرام من الذهب وإن كان الغرام هنا يساوي 25درهما بدل 350 درهما فأين يذهب الفرق .هناك استغلال للفلاحين ولاشك.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب