هذه سيكولوجية التدخل ومُواجهة مشاعر الهلع بسبب وباء "كورونا"

هذه سيكولوجية التدخل ومُواجهة مشاعر الهلع بسبب وباء "كورونا"
الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:00

وباء كورونا الذي ابتلي به العالم مع بداية 2020، لن يخلف وراءه تبعات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخ الأوبئة التي عرفها العالم، لكنه سيخلف من وراءه تركة ثقيلة على سيكولوجيا الإنسان وسلوكه الفردي والاجتماعي وعلاقاته الاجتماعية من بعد هذا الحجر الصحي القسري في البيت، والذي لا يعرف أحدا من الأطباء ولا الخبراء وعلماء الأوبئة، كم سيطول ولا متى سينتهي على المدى البعيد، وهو حجر صحي يصاحبه هلع وخوف دائمين من الآتي الغامض.

قد يطول تفاؤلنا أو نستسلم في الأخير لهذا “الهلع” ونحن على ظهر سفينة لا نعرف متى سترسو في مينائها الأخير، لكن للهلع هنا وقع آخر من منظور نفسي وباطني.

في هذا المقال الذي توصلت به جريدة هسبريس، نتتبع مع البروفيسور الغالي أحرشاو أحد رواد السيكولوجيا في المغرب والعالم العربي مقاربة سيكولوجية لما أحدثه هذا وباء كورونا من ضغوطات وتوترات على نفسية الإنسان سواء في المغرب أو في العالم بشكل عام.

جائِحَة “كوفيد 19” وسيكولوجية التدخل والمُواجهة

الأكيد أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19- Covid) الذي أصبح يشكل جائحة كونية، لا يمثل أول وباء يعرفه العالم. فأغلبنا قرأ أو سمع عن أوبئة ضربت العالم خلال عُصور خَلت، أوعايَش بعضها أثناء سنوات ليست بالبعيدة، لهذا فالجديد هذه المرة هو أن هذه الجائحة اكتست عبر أقطار العالم انتشارا سريعا وصيتا واسعا، وذلك لاعتبارات عديدة أهمها:

– إقرار الجميع بتفاقم هذا الفيروس واتساع رُقعة انتشاره في مُختلف قارات العالم وجل بلدانها ومدنها، وبالتالي ترجيح كفة التهويل الإعلامي على منطق التبصُّر العقلاني بخصوص مقومات هذا الوباء وتداعياته.

– زَعزعَة كِـبْرياء العالم وقوّته، بحيث اتّضح بالمَلموس أن هذا الفيروس الصغير الذي لا يُرى بالعَين المُجرّدة رَكَّع العالم ورَهَـن مصير الإنسان بالسّجن والشلل. فقد حوّل حضارة بشرية عُمرها سبعة آلاف سنة إلى مُجرّد حكايات تُروى للتّرفيه والتّسلية أحيانا وللتشكّي والتّباكي أحيانا أخرى. بصدق لقد كشف عن مدى ضحالة الإنسان وهوانه وتواضع قوته.

– تعرية مدى ضعف الإنسان وهشاشته، محدودية ذكائه وعلمه، نسبية اكتشافاته واختراعاته، خرافة عظمته وتقدمه، سخافة تفاخره وغروره، وبالتالي إماطة اللثام عن أكذوبة قوّة وريادة ما يُنعت بالدّوَل المتقدمة بجامعاتها ومراكز بحوثها العاجزة، بعلمائها ومتوَّجيها المختفين، بأنديتها وبطولاتها المتوقفة، بقاعات مسارحها وملاهيها المقفلة، بمعارضها ومهرجاناتها الملغية، بمحطاتها ومطاراتها المشلولة، بمعابدها ومساجدها المغلقة.

– سيطرة مشاعر الخوف والقلق والهلع على حياة الإنسان، حيث أضحى يشك في كل شيء بما في ذلك ذاته ودويه وأقرب المقربين إلى نفسه، الأمر الذي أضحت معه المخالطة ممنوعة والمصافحة بدعة والتقبيل جريمة.

– خراب الاقتصاد العالمي وشلله، حيث أسواق المال الكبرى تتهاوى إلى الحضيض، وأسعار المحروقات تسقط إلى مستواها الأدنى. لقد صار كل شيء في مهب الريح، وأصبح كل من يدعي القوة ضعيفا والكبر صغيرا والغنى فقيرا (نفس المرجع السابق). الأكيد أن رهاب كوفيد – 19 Covid – عَوْلَمَ العالم من جديد ليحوّله من قرية صغيرة إلى سجن كَـوْني كبير بفعل العزل الصحي، وذلك في انتظار الخلاص بحدوث معجزة قريبة في مجال اكتشاف علاج منتظر أو صناعة لقاح مرتقب.

إذن، عملا بمنطق التحليل العلمي والاستنطاق الموضوعي لأحوال العالم والبشر وكل ما يمُرّان به من أوقات عصيبة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، وبعيدا عن منطق التهويل والاسترزاق بآلام الناس ومِحَنهم بنشر أخبار كاذبة أو معلومات مزيفة أو شائعات مُغرضة عبر فيديوهات ورسائل الخذاع والترهيب والتخويف، فإن غايتنا في هذه المقالة تتلخص- بحكم تخصُّصنا السيكولوجي – في مقاربة إشكالية هذه الجائحة بمختلف مقوماتها وشتى تداعياتها النفسية بالخصوص من خلال التفصيل في النقاط الثلاث التالية:

1. البدايات والوضع الحالي

في الحادي والثلاثين من دجنبر 2019، استفاق العالم على أول حالة مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد المعروف بكوفيد-2019Covid-، بسوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان بمقاطعة هوبي الصينية، قبل أن ينتقل ليستشري في أغلب دول القارات الخمس وبدون استثناء. وحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، فإن هذا الفيروس وبفعل تفشيه ووصوله إلى “مرحلة حاسمة”، أصبح يشكل وباء عالميا شاملا. فالتقديرات الأولية تشير إلى أن هذا الوباء الذي تتمثل أهم أعراضه في ارتفاع حرارة الجسم والسعال الجاف وضيق التنفس، سينتشر إلى حد كبير في جميع أنحاء المعمور. ويمكنه أن يصيب في النهاية ما بين 40 و 70% من سكان العالم، ليتسبب في مقتل ملايين الأشخاص وتسريح ملايين العمال وشل مئات آلاف المؤسسات والشركات الاستراتيجية، فضلا عن تخفيض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يقارب 3 تريليون دولار.

وإذا كان تفشي هذا الوباء قد كشف عن نقاط ضعف كبيرة في الاستجابة العالمية لمواجهته بالعلاج واللقاح اللازمين، فالأكيد أن الأوبئة المختلفة التي عرفها التاريخ البشري قد غيّرت مجرى العالم وأثرت في الحضارات الإنسانية منذ عام 430 قبل الميلاد. فقد تعدّدت تداعياتها وعظمت آثارها، حيث حصدت أرواحا كثيرة، وغيرت قيَمًا إنسانية وممارسات حياتية متنوعة، وطرحت أسئلة فلسفية وجودية كبيرة. فطاعون جستنيان (541- 750م) الذي قتل ما بين 30 و 50 مليون شخص (نصف سكان العالم آنذاك)، والموت الأسود (1347 – 1351م) الذي انتشر في جميع أنحاء أوروبا وقتل نحو 25 مليون شخص، والجدري الذي أودى خلال القرنين 15 و 17 بحياة قرابة 20 مليون شخص. والكوليرا التي تصيب سنويا منذ القرن 19 إلى الآن ما بين 2 و 4 ملايين شخص، والإنفلونزا الإسبانية التي تسببت عام 1918 في وفاة أكثر من 50 مليون شخص عبر العالم، والمتلازمة التنفسية الحادة التي يشبه تركيبها الوراثي تركيب فيروس كورونا المستجد بنسبة 90%، والتي قتلت سنة 2003 حوالي 800 شخص من ضمن 80 ألف حالة إصابة، وإنفلونزا الخنازير الذي بلغ عدد وفياته عبر العالم سنة 2010 ما بين 151 و575 ألف، ثم إيبولا الذي ظهر عام 2014 في دول غرب إفريقيا وقتل أكثر من 11 ألف شخص. فكل هذه الوقائع والمعطيات تؤكد أن التاريخ البشري عرف عبر الحقب والقرون المتتالية ظهور جائحات وأوبئة كثيرة، عديد منها حصد أرواحا كثيرة تقدر بعشرات الملايين، وأحدث تغييرات كبيرة في مناطق متنوعة من العالم.

في إطار المقارنة والاحتكام بالوضع الحالي لحالات الإصابة والوفاة بالوباء الجديد كوفيد 19 Covid إلى معطيات ووقائع أهم الأوبئة السابقة الذكر، يمكن التنصيص على أنه إلى غاية الساعة الثامنة و49 دقيقة بتوقيت جرينيتش من صباح يومه الجمعة 03 أبريل 2020، فإن عدد حالات الإصابة الإجمالي في البلدان 203 التي دخلها هذا الوباء إلى حد الآن بلغ بالضبط مليون و18920 حالة إصابة، و53292 حالة وفاة، ثم 213525 حالة تماثلت للشفاء. ونقدم في الجدول الموالي قراءة إحصائية للتوزيع الإجمالي لعدد تلك الحالات حسب حدودها الدنيا والعليا وبالنسبة لفئات البلدان المتقاربة خصوصا في حجم الإصابات:

2. التداعيات والانعكاسات

مثلما سبق لي شخصيا التأكيد في توصيف مقتضب لتداعيات ما هو حاصل على شبكة العلوم النفسية العربية بتاريخ 15 مارس 2020 (الكورونا فيروس النفسي: APN.info)، وعلى صفحتي الخاصة للفايسبوك بتاريخ 20 مارس 2020 (الكورونا فيروس والعولمة الفوبية)، فالأكيد أن ما يعرفه الكوكب الأرضي وما تعيشه الإنسانية هذه الأيام من خوف وهلع وقلق جرّاء جائحة كوفيد – 19 – Covid، ستكون له تداعيات كثيرة وانعكاسات ثقيلة. فالراجح أن العالم سيتحول من وضعه المألوف إلى وضع مغاير تمامًا، تحكمه ضوابط وقيم وقوانين وعلاقات جديدة على جميع الأصعدة وخصوصًا على صعيد منظوماته الإنسية العلائقية، الايمانية العقدية، الاجتماعية الثقافية، التربوية المعرفية، التكنولوجية الرقمية، الاقتصادية التجارية، السياسية الاستراتيجية.

فواهم من يعتقد بأن العالم سيعود بعد انطفاء وتلاشي هذا الوباء إلى حالته الأصلية. وخاطئ من يظن بأن عناصر الإيمان، العقل، العلم، التعلم، العمل، القيم، التقدم، كمقومات جوهرية لهذا العالم ستبقى هي نفسها. فكل هذه المقومات وسواها ستعرف تغيرات وتحولات، قوامها ترسيم وتأثيث خارطة جديدة لعالم جديد تخترقه طولًا وعرضًا تداعيات جائحة رهاب كوفيد 19 Covid، أو ما يمكن نعته بالعولمة الرهابية أو الفوبية. فحاليا لا شيء يبدو مستعجلا قبل ضمان العلاج النسبي والتحكم الأولي في هذه الجائحة الصحية التي فاجأت الإنسانية وهي في سبات عميق، وبالتالي فأيّ تهاوُن أو فشل بهذا الخصوص – لا قدر الله – سيفضي لا محالة إلى دخول العالم بأكمله في دوّامة مسدودة الأفق وغامضة الرُّؤية، إذ أن التكلفة في الأرواح والاقتصاد والتعليم والعمل ومرافق الحياة عامة ستكون باهظة وثقيلة جدا.

فكل وباء من الأوبئة السابقة الذكر، واكبته بالتأكيد تغيرات مِفْصَلية في المنظومات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، السياسية والعقدية أيضا. فتبعا لتداعيات تلك الأوبئة وصيرورتها التاريخية، فقد تم المرور خلال قرون خلت من سلطة دينية مبنية على الإيمان والتقوى، إلى سلطة تحكُّمِيَّةٍ قائمة على القوة والتسلط، إلى سلطة مدنية تحكمها دولة القانون والديمقراطية. ونعتقد أن العالم اليوم بأنظمته الحاكمة وسلطاته المختلفة، وفي ظل عجزه لحد الآن عن احتواء جائحة كوفيد 19 Covid، سيخضع بعد تلاشي الوباء وهدوء العاصفة لتحولات بخصوص كل ما يتعلق بالتدبير العام والخاص لحياة البشر، صحة وتغذية وبيئة وتعليما وعلما وتقنية وعملا واقتصادا وسياسة وثقافة وترفيها أيضا. فالأكيد أن الدرس البليغ الذي سيتعلمه الإنسان مما هو حاصل هو العودة في تدبير حياته المعيشية إلى الضروريات والأساسيات، بعيدا عن التلذذ بتبذير الأموال والثروات في الكماليات الزائدة والرفاهية المتوحشة.

بالفعل إنها مرحلة عصيبة وفترة امتحان عسير بالنسبة للعالم والإنسانية جمعاء، بقويِّها وضعيفها، بغنيّها وفقيرها، بكبيرها وصغيرها. إنها مرحلة الديمقراطية المثالية والعدالة النموذجية اللتان لطالما حلم بهما الإنسان العاقل النزيه. فالكل أصبح في زمن محنة هذا الوباء سواسية، إذ لا فضل لأبيض على أسود، ولا لعجمي على عربي، ولا لمسيحي على مسلم، ولا لغني على فقير إلا بقوة الشخصية ووفرة المناعة وعُمق الإيمان. فالجميع أضحى يعيش نفس نوبات الخوف والهلع والقلق، إلى حد أن حوالي الثمانية مليارات المكونة لعدد الساكنة المنتشرة على كوكب الأرض (بالضبط: 7 مليار و775 ألف نسمة)، أصبحت في أكثر من نصف تعدادها رهينة سجن كوني تحكمه عَـوْلمة رهاب جائحة كوفيد 19 Covid.

إلا أن ما يستوجب الإشارة في نهاية هذه النقطة، هو أنه رغم طابعها الوبائي وتداعياتها الوخيمة على العالم بأكمله، فإن هذه الجائحة لا تخلو من انعكاسات إيجابية من قبيل:

– زيادة منسوب الإيمان بالله والارتباط به لدى غالبية البشر، وبغض النظر عن اختلاف العرق أو الجنس أو الدين أو اللغة أو الثقافة.

– سخافة المال والجاه والشهرة والترف أمام أهمية قيم الصحة والأمن والرابط العائلي والتضامن والتكافل والإعلام المسؤول، وكل ما يرتبط بها من نِعَمٍ الحياة وملذاتها التي لطالما تم استنزافها والاستهتار بها.

– أهمية مساهمة العلم والعلماء، الأطباء والخبراء، ثم الإعلاميين والصحافيين في العودة بالحياة إلى وتيرتها العادية من خلال إنقاذ الأرواح ومواجهة تداعيات الوباء والإشاعات والأخبار المزيفة.

– محدودية أطروحة ذكاء الإنسان وتفوقه ونسبية تطوّر علومه وابتكاراته وتمكنه من الطبيعة وخباياها المتنوعة.

– التصالح مع الذات في إطار خُلوة العَزل الصحي لتأمل مشاكل الحياة ومواجهة آفة الوباء وتداعياته، بعيدا عن ممارسات بعض الأشخاص قليلي الحياء والضمير الذين يمتهنون الاحتكار والابتزاز وتسويق المحن في تنافي تام مع روح المواطنة والوطنية.

– ظهور فرصة إمكانية اتحادنا كبشرية واحدة وموحدة، نعيش معا ونتعلم معا ونعمل معا ونواجه الكوارث والأوبئة متحدين متعاونين على حد تعبير مدير منظمة الصحة العالمية مؤخرا.

3. الآثار النفسية وسيكولوجية التدخل والمواجهة

يعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19 – Covid) جائحة عالمية مدمرة لكثير من شروط الحياة المألوفة. ففضلا عن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية، فهو يولد لدى الإنسان شحنات انفعالية قوية يصعب التحكم فيها، تتولد عنها في الغالب تداعيات نفسية من قبيل الخوف الزائد والقلق الحاد واضطراب المزاج والنوم. فهذا الوباء الذي لا يزال علاجه ولقاحه لحدود الآن في باب المجهول، سيؤثر فيما يبدو على الصحة النفسية لساكنة العالم قاطبة بشكل من الأشكال وبدرجة من الدرجات. فالأكيد أن تداعياته المختلفة كما سبق الذكر، ستكون ثقيلة وثقيلة جدا، بحيث أن جل جوانب الحياة المألوفة، الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية ستتأثر بشكل أو بآخر.

كلنا نعلم أن الإنسان بطبعه كائن ينتابه الخوف والقلق متى واجه وباء من الأوبئة أو تعرض لأزمة من الأزمات. فغالبا ما تجتاحه نوبات من الغم والتوتر والهلع بفعل ما يجتره من أفكار ومخاوف وتخيلات كلها تبعث على مشاعر الإصابة بالعدوى أو المرض. وللخروج بسلام من الآثار النفسية المصاحبة لهذه التداعيات، نعتقد أن الإنسان المصاب وغير المصاب على حد سواء، وهو في معمعة المشاكل التي تتراكم من حوله، والعواصف الانفعالية التي تشتد بداخله، مطالب باتباع إحدى الإجراءات أو الاستراتيجيات التالية أو جميعها:

العزل الصحي كإجراء ضروري

تبعا لما يوصي به خبراء الأوبئة ومراكز البحث البيولوجي ومنظمة الصحة العالمية، هناك إجماع على أن العزل أو الحجر الصحي يمثل في الوضع الحالي، الإجراء المضمون النتيجة لتفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، السريع الانتشار والوخيم العواقب. فهو يشكل الأسلوب العلاجي الوحيد الواقي من احتمال الإصابة بهذا الوباء، رغم تداعياته النفسية الكبيرة المتمثلة بالخصوص في وصم المصاب اجتماعيا وتهميشه وإشعاره بالذنب نتيجة نقله للعدوى إلى أهله ومحيطه. وبتعبير وجيز فالعزل الصحي ورغم أهميته وفعاليته فهو يمثل تجربة نفسية مريرة تترجمها لدى الشخص المصاب وغير المصاب على حد سواء اضطرابات في المزاج والانفعال والنوم.

التركيز على الحاضر بدل التفكير في المستقبل

الراجح أن الإنسان في أوضاع الأزمات والمحن مطالب بعيش الحاضر بدل التفكير في المستقبل للتركيز على كل ما هو إيجابي، وبالتالي الابتعاد عن كل ما هو سلبي. فعليه أن يدبر عالمه الداخلي ومختلف مشاعره وأفكاره بنوع من الهدوء والحكمة والإيجابية، بعيدا عن المخاوف المرعبة والمشاعر المؤلمة والأفكار المدمرة والانجرافات الكابحة لكل ما هو إيجابي في السلوك الناجع والتصرف الهادف. فهو مطالب بالسيطرة على انفعالاته ومخاوفه بعيدا عن التهويل والمبالغة في ردود فعله، وعن الاستسلام لتلك الانفعالات والمخاوف في اتخاذ قراراته واختيار أفكاره وانتقاء سلوكاته. فمن المفيد أن يشعر الشخص المهدد بهكذا فيروس بالرضا عن مشاعره وأفكاره وسلوكاته ويحتضنها عبر اعتماد برنامج لتجويد معيشه اليومي، تغذّيه ممارسات وأنشطة قوامها حسب توجيهات بعض الخبراء في الصحة الجسدية والعقلية ما يلي:

– الاهتمام بالصحة الجسدية بمداومة حمية صحية تساعد على تقوية الجهاز المناعي، مع التخلي عن الكحول والتدخين والمشروبات السكرية، ثم ممارسة أنشطة رياضية (المشي، اليوكا، الحركات) وتفادي الخمول والجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب لساعات وفترات طويلة.

– العناية بالصحة العقلية بتفادي الضغط والتوتر والخوف والحيرة من خلال الإكثار من القراءة وممارسة الهواية المفضلة كالرسم والنحت واللعب والفكاهة وسماع الموسيقى.

– التسلح بالقيم الإنسانية الإيجابية في مثل هذه الأوقات العصيبة، وفي مقدمتها التعاطف والتكافل والتضامن وإظهار اللطف تجاه الذات والآخر، ثم السؤال عن الأقارب والأصدقاء والجيران.

– تفادي كثرة الأخبار والنشرات والشائعات التي تزيد من التوتر والإحباط، مع الإقبال على المعلومات ذات المصادر الموثوقة.

– التوفر على أرقام خطوط أهم الأشخاص والجهات الممكن التوجه إليها بهدف المساعدة والدعم مثل الأصدقاء والجيران ومهنيي الصحة والطوارئ وخدمات الدعم والإرشاد النفسي.

الدعم النفسي واستراتيجيات الوقاية

إذا كان الدعم النفسي للأشخاص المصابين وغير المصابين بالفيروس على حد سواء يمثل أحد الإجراءات الضرورية، فالأكيد أن الأمر لا يجب أن يقتصر على المختصين في المجال، بل إن كل شخص مطالب بعدم الاستسلام للقلق والرهاب الجماعي لتفادي الوقوع في نوبات الذعر والهلع والإحباط التي قد تنتج عنها أعراض تشبه إلى حد ما أعراض الإصابة بكوفيد-19 Covid- المتمثلة خصوصا في انقباض الصدر وضيق التنفس.

لذا فاعتقادنا راسخ بأن الدعم النفسي المحكوم بأساليب واستراتيجيات وقائية ناجعة، عملا بالمقولة الشهيرة ” الوقاية خير من العلاج “، ستكون له نتائج إيجابية في مواجهة تفشي وتداعيات هذا الوباء، سواء قبل انتشار الفيروس أو أثناء ظهور أولى حالات الإصابة به، أو خلال تفعيل محور التدخل الوقائي الناجع لمواجهته. وتتحدد أبرز تلك الأساليب والاستراتيجيات من منظورنا الشخصي في الأنواع الثلاثة التالية:

– استراتيجيات التدخل لحظة ظهور حالات الإصابة بالفيروس، والتي تتراوح بين وقاية عامة قوامها دعم وتحسيس عموم الساكنة بأهمية الحجز الصحي كنظام وقائي شامل يجب العمل والالتزام به، ووقاية علاجية تُسَخَّرُ لمواجهة تفشي العدوى وانتشارها عبر المواكبة النفسية للحالات المصابة قبل التداوي والعلاج وبعدهما.

– استراتيجيات المواجهة لحظة تحديد محور التدخل، والتي تتراوح بين تقوية النظام الداخلي للوقاية باعتماد عقوبات تأديبية زجرية تتدرج حسب درجة خرق الشخص مثلا لنظام الحجز الصحي، وبين تسخير وسائل وأدوات فعالة للمراقبة والحماية حفاظا على ذلك النظام، وبين اعتماد فرق وطواقم طبية وصحية عالية الحافزية والكفاءة والمواطنة.

– استراتيجيات محتوى التدخل ونجاعته، بحيث تتراوح بين التدخل المباشر بهدف التحسيس بخطورة الفيروس وتداعياته المختلفة، مع اعتماد فرق نفسية وطبنفسية متمرسة بهدف الاستشارة والدعم والمواكبة، وبناء علاقات تقوّي قيم التضامن والتكافل وسط أفراد المجتمع، وبين استثارة السلوك الإيجابي لدى هؤلاء من خلال تحفيزهم على تفادي الإشاعات والأخبار المزيفة التي تولد مشاعر الخوف والهلع والقلق والإحباط.

في الخلاصة نشير إلى أن عالم ما بعد جائحة كوفيد – 19 – Covid سيكون بدون أدنى شك غير العالم الذي كان قبلها. فالأكيد أن الكل سيعيش مراسيم ولادة جديدة لعالم جديد. وهي ولادة ستصاحبها اختيارات وقرارات قوية ومفصلية، تهم بالخصوص كل ما يتعلق بالصحة والتعليم والتدبير والعمل والسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام. وفي انتظار ذلك يجب، وفي سياق تواصل انتشار فيدوس كورونا المستجد الذي حتى وإن كان يميت البعض ويُشْفَى منه الكثيرون، الاستمرار في العيش والحياة، مع التحلي بالحذر والاحتياط اللازمين لتفادي العدوى الجسدية لهذا الفيروس والعدوى النفسية الناجمة عن كثرة الإشاعات والأفكار السلبية التي تبثها وتنشرها قنوات رخيصة وفيديوهات مفبركة، كل ما يهم أصحابها التسوق والاسترزاق بمآسي وآلام أناس أبرياء.

‫تعليقات الزوار

23
  • مواطن متفائل
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:24

    كشاب نشيط آمل أن يستفيد الجميع من هذه العلل التي كشف عنها الوباء المستجد . المنطق واضح والمعايير موضوعة مسبقا لكن تعنتنا واعتبارها حبر على ورق مع تجاهل التوصيات جعلت صحتنا واقتصادنا على المحك .
    الاكتفاء ليس هو الاتكال على الاستيراد، والتدبير المعقلن ليس هو الاسراف . الأولويات ليست هي الكماليات . اللهم أذهب الباس عن وطننا الحبيب

  • منعم
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:43

    اتمنى ان تتم الاستعانة برجال و نساء التعليم في هذه الظرفية و ذلك بتلقينهم أساسيات التمريض و الاسعاف الطبي و توزيعهم على المراكز الطبية المغربية من اجل مساعدة الاطر الطبية. هذا واجب وطني و على الجميع ان يتجندوا. فنحن في حرب على عدو لا تراه العين لكنه أخبث من أي عدو يمكن ان يواجهه بشر.

  • عبدالنور
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:51

    هذا الوباء كشف عن مدى ضعف الإنسان وهشاشته، محدودية ذكائه وعلمه، نسبية اكتشافاته واختراعاته، خرافة عظمته وتقدمه، سخافة تفاخره وغروره، وبالتالي إماطة اللثام عن أكذوبة قوّة وريادة ما يُنعت بالدّوَل المتقدمة بجامعاتها ومراكز بحوثها العاجزة، بعلمائها ومتوَّجيها المختفين، بأنديتها وبطولاتها المتوقفة، بقاعات مسارحها وملاهيها المقفلة، بمعارضها ومهرجاناتها الملغية، بمحطاتها ومطاراتها المشلولة، بمعابدها ومساجدها المغلقة

  • ibrahim
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:54

    تحليل منطقي للحالة التي يعيشها العالم حاليا. وأتمنى كما جاء في المقال أن يستفيد بلدنا الحبيب من الد روس التي تلقاها هذه الجائحة البشرية جمعاء.

  • pertouxjil
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:58

    سمي الانسان إنسانا لانه ينسى فسرعان ما سينسى ويعود الى مزاولة نشاطاته اليومية و كأن شيئا لم يحصل فطمع الانسان و جشعه وحبه لدنيا وتطلعاته الغير محدودة ستنسيه كل شيء فالاوبئة التي ذكرة في المقال سطرها التاريخ في الكتب ولم يترك لها أثرا في الأذهان فهذا المخلوق الذي هو الانسان يمضي في هذه الحياة بمحض غريزته في العيش لا يهمه شيء سوى تحقيق الرفاهية لذاته على حساب محيطه وبيئته فهو يسمع عن أشياء في واقعه قد تؤدي الى هلاكه ولا يكثرة لها كو جود الإنحباس الحراري وذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار الى غير ذالك مما يكون سببا في هلاكه ….

  • Samar Gand
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 06:58

    أكاد أجزم بأنه سينتشر إنتشار النار بالهشيم و السبب قلة المراكز الصحية و الجهل الدارج و الإزدحام الشديد و خصوصا بالباصات و القطارات و ستتضح الصورة قريبا و خصوصا في مصر و المغرب الله يحفظ الجميع.

  • يوسف
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 07:10

    عيب وعار هذا الترهيب ،وجعل المريض مجرم وارهابي كان له دور في مرضه ،كل وسائل الترعيب والترهيب تستعمل ةم يتبقى الا الفتوى بازهاق دمه ،بالعكس يجب تخصيص حيز مهم في النشرات الاخبارية للتخفيف على المصابين ،اليس الجانب النفسي له دور في تقوية الجهاز المناعي ؟هناك خلل عام في التسويق للازمة في وجهة نظري والله اعلم

  • Nouraalhouda
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 07:28

    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-157 صدق الله العظيم

  • إبن الوطن
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 07:47

    هذا ان دل على شيء،فإنما يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى،فلاحركة ولا سكون الا بإذنه،ومن كان عنده شك فهاهو الدليل امامه.جرثومة غير مرئية أصغر مخلوق زعزعت العالم،وأوقفت عجلة الحياة،قال الحق سبحانه في سورة الجن(وإنا لاندري أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا)اذن طاعة الله والتمسك بدينه هو سبيل الخلاص من هذه الكارثه،فربنا الكريم يريدنا الرجوع اليه بإخلاص تام في الدين،فرحمته سبقت غضبه.فيارب نسألك برحمتك وعفوك وجلال عظمتك أن ترفع عنا هذا البلاء،فأنت تعلم أننا ضعفاء لاحول ولاقوة لنا.فاكشف عنا هذا البلاء،وردنا إلى دينك ردا جميلا.ٱمين.

  • جابر
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 07:51

    يوم أمس خرج في پاريس عدد كبير من السكان ليستمتعوا بأشعة الشمس بعد شعورهم بالكآبة والملل .. قرار الحجر الصحي الذي بدأت ترتفع أصوات بعض الباحثين والأطباء بإعتباره غير مجدي بالكيفية الغير العقلانية التي طبق بها . حتى ذهب البعض إلى القول أن وراءه أهداف سياسية، حيث أنه تم"سجن" شعبا بأكمله، بما فيهم المصاب وغير المصاب، منتهكين بذلك حقا من حقوق الإنسان في إنتزاع حريته. ومن الأدلة ونماذج بعض الدول التي يستشهدون بها، طايوان Taïwan ، هونغ كونغ ، كوريا الجنوبية سنغافورة ودوّل أخرى التى نهجت سياسة إرتداء الأقنعة الواقية ( الكمامات للجمييييع ) والفحص و"عزل" المصابين، لاغير، في حجر صحي. فكانت النتائج مدهشة ، فمثلا، بعد ثلاثة أشهر من تفشي الوباء في هونغ كونغ ذات الكثافة السكانية الجد عالية، 7.000.000 نسمة، لم تسجل إلا 4 وفيات بين 600 مصاب !!! و 6 وفيات في طايوان …فإنفردت هذه البلدان بحفظ صحة وحيوية شعوبها ووقاية إقتصادها من الإنهيار. وللتذكير، وأخيرا ، أقرت منظمة الصحة العالمية، الفاشلة بكل المقاييس، إرتداء الأقنعة الواقية.

  • Hamza
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 08:13

    تحليل جميل وواقعي للغاية من أحد علماء النفس الرائدين في المغرب. تحياتي دكتور أحرشاو.

  • mstn
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 08:16

    سؤال للوزارة .ما هو تقييمكم للدواء المستعمل لعلاج مرضى كورونا … الوفيات في تصاعد خطير

  • ز. عثمان
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 08:38

    اظن ان الله ابتلانا بهذا الوباء الا لشيء فيه خبر لنا و لامتنا. فاظن اننا اذا اقتربنا من الله عز و جل و حافظنا على رواسخنا و قيمنا الانسانية و اتبعنا سنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وابتعدنا عن الرذيلة و الفسق و الفجور سوف تصلح احوالنا و نصبح قوة لا محال تسودها المحبة و الاخوة و حب الله. انظروا كيف لجرثومة لا ترى ان تفعل بالانسان القوي المتطور المستبد كل هذا؟غلب الله عبده الذي نسي عبادته في انتظار توبته حتى يفتح باب رحمته للجميع و يفتح بيوته الطائفين و العاكفين الراغبين في التوبة

  • هشام متسائل
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 08:44

    شخصيا تلقيت درسا مفيدا وهو أن الانسان كائن صغير جدا أمام الطبيعة وأن قوة أي كائن لا تكمن في حجمه الفيزيائي بل في ذكائه الخارق.
    فيروس كورونا ذكي جدا لأنه بقي مختبئا ربما ٱلاف السنين ولما سنحت له فرصة واحدة انقض على البشر.

    هذه فرصة سانحة للشعب لكي ينقض على ركب التقدم ويكون أكثر شراسة من الفيروس ضد أعدائه.
    أيها الشعب المغربي عليك أن تتسلح بالعلم والطب والتكنولوجيا والصناعة.
    طال نومك أمام شاشات التفاهة والبوز وطال سهرك في المهرجانات والشووات

    ليس كل مرة تسلم الجرة. فربما هناك مئات الفيروسات قادمة لا محالة

  • نور
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 09:00

    الحجر الصحي لا يمكن ان يستمر الى فترة زمنية طويلة لان تداعياته ستكون وخيمة على الجميع خصوصا الطبقة الفقيرة والمتوسطة ذات الدخل المحدود. خير الامور اوسطها دون تهور. حسب المختصين في علم الاوبئة والأطباء فان اعراض الفيروس تكون بسيطة على اغلبية المصابين الذين سيتمكنوا من رفع مناعتهم مع اتباع تغذية مفيدة ومحفزة. باقي المصابين في وضعية صعبة وحرجة يتم التكفل بهم طبيا وانسانيا الى ان يتم شفاء أغلبيتهم
    .ان هذا الفيروس الميكرسكوبي قال للانسان انك ضعيف يابني ، فلا تغتر بنفسك وقوتك وجبروتك"وخلق الانسان ضعيفا".

  • زهير
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 09:59

    هل سيقضي كورونا في الدول المغاربية على العادات الهمجية: البصق و رمي الأزبال في الشوارع؟؟

  • عبد الله
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 10:10

    قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.إنشاء الله، سيجعل الله لنا مخرجا، سيجعل الله لنا مخرجا؛ سيجعل الله لنا مخرجا.

  • سيدي بنوير
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 10:29

    شكرا لصاحب المقال على هذا الطرح الشامل

  • عثمان وفا
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 11:49

    تحليل عميق و دقيق لهذه الجائحة التي يمر بها العالم بأكمله. متمنيًا من العزيز الجليل ان يرفع عنا هذا الوباء و كما جاء على لسان الدكتور الفاضل ان يكون درسا فيما تبقى لنا من حياتنا.

  • أزداد
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 15:58

    تحليل عميق ورصين في الظرف المناسب ، من طرف عالم النفس المتميز، الدكتور الغالي أحرشاو، و أحد رواد علم النفس بالمغرب، و أكثرهم حضورا في الجامعة المغربية تأطيرا و إنتاجا وخبرة. شكرا أستاذي العزيز أنك أنرت الطريق و لازلت و ستبقى نموذجا لعشرات الباحثين بالوطن وخارجه، بعلمك و بأسلوبك و أخلاقك وسعة إطلاعك. تستحق كل التقدير والاحترام على الدوام .

  • محمد المير
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 17:02

    مقال عميق ورفيع يعتبر مساهمة "جادة" للبروفيسور الغالي أحرشاو في تناول موضوع آليات التدخل والمواجهة في التعامل مع التداعيات النفسية لجائحة كورونا. والحقيقة أن هذا المجهود العلمي يشكل تفاعلا أكاديميا مع الظروف الطارئة التي يعيشها العالم العربي، والعالم عموما، اليوم. ويعتبر هذا المقال درسا للكيفية التي ينبغي أن يتناول بها الباحث المتخصص ما يستجد في الحياة المعاصرة.

  • محمد الصابر
    الإثنين 6 أبريل 2020 - 17:23

    الكثير من غير المختصين يرددون عبارة ان كورونا لها مابعدها بشكل مغاير، وعندما يركز واحد من المختصين امثال الاستاذ الغالي احرشاو ،فهذا عين الصواب، لان التبعات والتغيرات ملحوظةومشهود بها سواء على المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي والثقافي او على المستوى الاقتصادي والتعليمي والامني والخلقي…. كل هذا بصورة اكثر براغماتية يدفعنا نحن المغاربة الى اعادة قراءة وفهم واقعنا والمحيطين بنا لتحديد نوعية علاقاتنا وادوارنا المستقبلية في امكانية تجاوز مثل هذه الجائحات ان على المستوى الفردي او الجماعي..
    لابد من الا شارة هنا الى ضرورة تحديد وتدقيق مستويات التدخل والمواجهة ــ كما اورد الاستاذ الغالي ــ على كل الاصعدة بما في ذلك الصعيد الاتنخابي والتمثيلي لشعبنا في من يتحدث باسمنا وينوب عنا، وتحديد من سيفعل بنا ومعنا ? وماذا سيفعل ?وفي اي زمن ومكان ? وباية ادوات سنشتغل جميعا وماهي الاحتياطات والاسترتيجيات الوقائية ? ، كل هذا من باب اننا نتستحق العيش في عالم ملوث ومريض ومن خارج الحجر الصحي. الا نستحق ذلك؟

  • علمي إدريسي
    الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 01:29

    مقال الأستاذ الكريم أحرشاو مقاربة محكمة للظاهرة الوبائية الحالية تشكل فرصة لمراجعة الذات الإنسانية لنفسها ومساءلة حدود إمكاناتها وقدراتها التي تبين حجم قصورها . قد تكون بل يجب أن تكون هذه الجائحة والتجربة الإنسانية العالمية درسا وعبرة لترتيب الأوراق ورسم السيناريوهات المقبلة وفق مشروع كوني يتوخى منه التأسيس لقيم العدالة والخير… بين الأمم في مستوياتها وأعراقها المتباينة. المقال تصور متكامل يبرز ضرورة عدم الاقتصار على المقاربات السائدة للواقعة بما فيها الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والشرعية…، في اتجاه التأكيد على القيمة الموضوعية للبعد السيكولوجي الذي نعتبره الطاقة الضامنة للتوازن النفسي والروحي والاجتماعي للفرد والجماعة في ظل مناخ أضحى في الإنسان الكوني يعيش على إيقاع نوبات الهلع والقلق مما يستوجب معه التفكير في استثمار وتوظيف استراتيجيات وأساليب الدعم النفسي الملائمة لصالح المصابين بالداء وغيرهم ممن لم تشملهم العدوى، دون إغفال لجملة الإجراءات على المستويات الأخرى الصحية والاجتماعية والاقتصادية…. عموما، الشكر موصول لأستاذي الجليل على ورقته القيمة والرصينة.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات