المملكة بعيون أمريكيّين .. بلد مضياف وشعب طيب

المملكة بعيون أمريكيّين .. بلد مضياف وشعب طيب
الإثنين 24 فبراير 2020 - 14:15

انتهت قبل أسبوع واحد فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته السادسة والعشرين، دون أن ينتهي أثر الرسائل التي حفلت بها باعتبارها ملتقى للتبادل الثقافي حضره مشاركون من دول مختلفة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

والذين زاروا رواق المركز الثقافي الأمريكي (دار أمريكا) في إطار هذه التظاهرة الدولية كانوا على موعد مع شهادات “حية” خطها مواطنون أمريكيون مقيمون بالمغرب ويشتغلون به نثروا من خلالها الكثير من الورد في حق المملكة وهم يتحدثون عن “بلد مضياف” و”شعب طيب” دون أن يغفلوا التعبير عن طريقتهم في “رد الجميل”.

من مدن أمريكية مختلفة ينحدرون، هناك ترعرعوا وهناك كبروا قبل أن ترسو سفينتهم على شط المغرب الذي أتوا إليه أساتذة ودبلوماسيين وملحقين ثقافيين، فخبروا عن قرب معدن المغاربة وساهموا في تلاقح ثقافتي بلدين تجمعهما علاقات جيدة منذ أمد بعيد.

بلد مضياف وشعب طيب

ومن مدينة أوماها، بولاية نبراسكا، قدمت كاري موناهان، التي تشغل منصب نائبة مدير مؤسسة تحدي الألفية في المغرب. تقول موناهان: “بالنسبة إلي، ثقافة نبراسكا غنية بالدفء والود والمحبة، وأعتقد أن الثقافة المغربية، حيث الناس طيبون للغاية، متشابهة جدا مع نبراسكا”.

وتتحدث موناهان عن مدينتها وولايتها التي ترحب بالناس من ثقافات وبلدان الأخرى، مؤكدة أنه “على غرار ثقافة نبراسكا، أعتقد أن انطباعي الأول عن الثقافة المغربية كان دائما هو طابع الدفء وحسن الضيافة التي يتميز بها المغاربة”.

وتشير في هذا الصدد إلى أنه “قد يحدث أحيانا أمشي في الشارع أو أن أتحدث إلى شخص ما باللغة العربية، فيقول: أود أن أدعوك إلى منزلي، وأن تلتقي بعائلتي، مرحبا بك في المغرب”.

وحسب موناهان، فإن “الإحساس بالانتماء إلى المجتمع يمثل أحد الأشياء التي أحببتها في المغرب منذ وصولي إلى هنا كمتطوعة في هيئة السلام الأمريكية سنة 2004، عندما تطوعت مع زوجي في بلدة صغيرة في جبال الأطلس المتوسط كأستاذة في دار الشباب. وهذا ما أوحى لي بالرغبة في الاشتغال في مجال التنمية الدولية”.

أوجه تشابه متعددة

بدورها، تحكي هيرميلا ييفتر، التي تشغل منصب نائب قنصل في قسم التأشيرات في القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء، عن تجربتها في المغرب. تقول بيفتر، التي تنحدر من مدينة لاس فيكاس وكان أبواها لاجئين إثيوبيين في السودان قبل ولادتها، “كنت مهتمة بتعلم اللغة العربية منذ نعومة أظافري، وهذا ما جعلني أزور المغرب لأول مرة في عام 2014”.

وتضيف: “صحيح أنني بعيدة عن وطني، إلا أنني أرى الكثير من أوجه التشابه بين المغرب والولايات المتحدة. فالمغاربة يحبون الرقص والموسيقى والاستمتاع بوقتهم، وهذا شيء يذكرني حقا بمدينتي لاس فيكاس”.

بالنسبة لبيفتر، فإن مراكش هي واحدة من المدن المفضلة لديها في المغرب، “إنها فيكاس المغرب، لأن كلتا المدينتين تقعان في منطقة صحراوية، وتشهد كلاهما حركة سياحية دؤوبة، كما تملأ كلاهما الأضواء والروح المرحة”.

من جهتها، تقول ماري رودغير مارتن، نائبة مدير المركز الثقافي الأمريكي (دار أمريكا) بالدار البيضاء، التي قضت فترة من عمرها في شيكاغو، المدينة التي تجمعها توأمة مع الدار البيضاء، إنه “توجد العديد من القواسم المشتركة بين المدنيتين. كلتاهما تتوفران على قطاعات صناعية قوية وساكنة متعددة الثقافات”. وتضيف أن التنوع الثقافي “من نقاط القوة في كلتا المدينتين”.

وأشارت مارتن إلى أنه بالنظر إلى الدور المهم الذي تضطلع به الفنون في “مدينة عالمية مثل الدار البيضاء”، فقد قامت (دار أمريكا) بإرسال فنانين وصناع أفلام وموسيقيين مغاربة وغيرهم إلى الولايات المتحدة للمشاركة في برامج التبادل المهني. ولنفس السبب، تتم دعوة أمريكيين إلى المغرب للتواصل مع المغاربة.

وتذكر، في هذا الصدد، فنان جداريات مغربي ساعدته الدار في السفر إلى شيكاغو لإنشاء لوحة جدارية تحتفل بمرور 25 عاما على علاقة التوأمة بين شيكاغو والدار البيضاء، مضيفة أنه “أصبح أصدقائي وعائلتي في أمريكا يلتقطون صورا شخصية أمام جدارية الدار البيضاء في وسط مدينة شيكاغو ويرسلونها إلي ويقولون إنهم يفكرون في، مما يجعلني أشعر بالتواصل مع مسقط رأسي أثناء وجودي هنا في الدار البيضاء”.

المغرب جزء من قصتنا

تجل آخر من تجليات حضور المغرب في قلوب الأمريكيين يتحدث عنه راسل بارزيك، وهو مسؤول عن المكتب الجهوي للغة الإنجليزية في السفارة الأمريكية بالرباط . ويتعلق الأمر هنا بأنه التقى مواطنته التي ستصبح زوجته في ما بعد في المملكة.

تعرف بارزيك أول مرة على المغرب من خلال طالب مغربي التقى به حين بدأ مشواره المهني كمدرس للغة الإنجليزية في تكساس، و”كان فخورا جدا بكونه من المغرب، وكان يحدثني دائما عن مدى روعة بلده”.

ويضيف بارزيك أنه جاء إلى المغرب أول مرة قبل 17 سنة كمدرس زائر للغة الإنجليزية في إطار برنامج زمالة لوزارة الخارجية الأمريكية حيث “أقنعني صديقي بأن المغرب هو المكان الذي يجب أن أذهب إليه. وهكذا فعلت، حيث انتهى بي الأمر في تطوان”.

ويقول إنه عاد اليوم إلى المغرب كمسؤول عن المكتب الجهوي للغة الإنجليزية “لجلب المزيد من أساتذة اللغة الإنجليزية إلى هنا ليستفيدوا من نفس الفرصة التي استفدت منها قبل 17 عاما، حيث التقيت زوجتي هنا عندما كنا أساتذة زائرين للغة الإنجليزية”.

ويخلص بارزيك إلى القول إن “المغرب جزء من قصتنا الشخصية والمهنية، لذا فإن العودة إليه تمنحنا دائما شعورا رائعا”.

هذه طريقتنا في رد الجميل

ريتشارد مارتن، مدير المركز اللغوي الأمريكي في الدار البيضاء، الذي ينحدر من فيلنت من ولاية ميشغان، ويزاول مهنة تدريس اللغة الإنجليزية، قال إن “الطلبة يأتون إلى المركز اللغوي الأمريكي لتعلم اللغة بطريقة ممتعة وتفاعلية ودينامية”، مضيفا أنه “أدخلت هذا الشعور بالمغامرة إلى الفصل الدراسي في تطوان، وفاس، ثم وجدة، حيث افتتحت أول مركز لغوي أمريكي في المدينة، والآن هنا في الدار البيضاء”.

ويضيف مارتن: “أعتقد أن التركيز على الإنجاز هي قيمة أمريكية للغاية. وأحرص على استحضار هذه القيمة في مراحل إنجاز مشروع ضخم بدأناه، حيث سنفتتح قريبا مركزا أمريكيا للفنون والثقافة مكونا من ستة طوابق في قلب مدينة الدار البيضاء. إن عملية البناء تتقدم بسرعة، فقد وصلنا إلى الطابق الرابع”.

وعن إنجاز هذه البنية الثقافية الجديدة يقول مارتن إن “هذه هي طريقتنا في رد الجميل للمجتمع، وفي توسيع الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة التي تسعى جميع المراكز اللغوية الأمريكية الاثني عشر بالمملكة إلى تعزيزها إلى حد كبير”.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

7
  • nomade
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 14:46

    ….. لكنه سيكون أفضل بكثير، لو مني بحكومة رشيدة ملتزمة بخدمة الوطن والمواطن… مع الاسف الشديد، المغرب بلد جميل، واهله طيبون لكن الحكومة تسعى باستهتارها الطويل إلى تغيير ملامح الجمال في البلد، وإلى استغلال طيبوبة الشعب خدمة لمصالحها الضيقة.

  • والو
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 15:46

    لا حولة ولا قوة إلا بالله. لي جا إشبع لحم و دجاج محمر و يقولو بلد طيب و مضياف و الشعب كيموت بالجوع.

  • Kamal
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 15:50

    نعم بلد مضياف و شعب طيب و الزغاريت في كل الطرقات و المغاربة في بهجه و حب و وءام و بلد فيه من الخير و القزبر و الطحين و الخروب ما يشفي الغليل. كل مغربي سعيد و فرح بقدوم افانكا, إنها الزهرة في جنح الصباح, إنها بطيبوبتها أشعلت جميع المواقع الاجتماعية, هيا أيها المغاربة هبو من كل منزل و استقبلوا ايفانكا بالورود و الزهور و التمر و الحليب. هيا ارقصوا و غنوا و تدهرجوا فالمغرب أصبح أجمل و أروع و أشرق و أقوى و أحسن بقدوم افانكا.

  • الخميس
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 16:35

    صحيح أن المغرب بلد جميل وزيارات افانكا ترامب المتكررة قيمة مضافة لبلدنا ولسياحتنا فمرحبا بها وألف مرحبا البلاد بلادها الثاني ولتعتبر نفسها بين أهلها وذويها وأتذكر أن جل المسؤولين السابقين من الولايات المتحدة الأمريكية زاروا ورززات وتركوا بصماتهم في اوطيلاتها لكن علينا نحن أن نكون في المستوى ونكون خفيفي الظل ولا نضايق السياح.

  • ع.الحميد
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 16:52

    بالفعل kamal كل ما قلته صحيح غير ان في سردك للموضوع مقرون بالالم والحسرة والحقد.

  • المهدي
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 17:19

    تعليق 2 هؤلاء الأمريكيين ليسوا محرومين ولا هم في حاجة لدجاجك أو برقوقك حتى يتزلفوا لك .. هم يتقاضون رواتب وتعويضات ضخمة عن مهامهم في الخارج ووراءهم دولة عظمى وبإمكانهم ان ينتقدوك ويشتموك ربما في عقر دارك ولن يجرؤ أحد على ان يحرك ساكناً .. قالوا كلاماً طيباً في حق المغرب قل لهم شكراً على المشاعر أو سقل ..

  • شوافة
    الإثنين 24 فبراير 2020 - 19:25

    ماشفتوش نتوما الخير لي دايرة مريكان فالمغرب كل عام كتدي 5000 شمور بالقرعة,,,ونص دلمغاربة عايشين فلوس دليوتوب,,بنادم كيخربق ؤيكدب ؤيسب ؤينصب غير باش يدخل maximum د $$$$$…كاين لي شرا بارطما ؤطموبيل غير بفلوس اليوتوب.ؤكاين لي عايش فاسبانيا ؤايطاليا ؤالدول الحازقة بحال لبرازيل غير فلوس اليوتوب

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة