حركة أنفاس: عطبُ النخب يعرقل التنمية السياسية والاقتصادية بالمغرب

حركة أنفاس: عطبُ النخب يعرقل التنمية السياسية والاقتصادية بالمغرب
السبت 3 نونبر 2018 - 06:00

في الوقت الذي يُحاول اليسار المغربي استجماع قواه، وإعادة لمّ صفوفه، قالت حركة “أنفاس الديمقراطية” إنّ مكوّنات الصف التقدمي المستقل ما زال بإمكانها، رغم كل المعيقات الذاتية والموضوعية، أنّ تشكّل “وعيا جماعيا لطرح مشروع مشترك ينبني على مبدأ “مع الشعب من أجل ديمقراطية جذرية”.

وانتقدت الحركة اليسار، داعية زعماءه ومناضليه إلى التحلّي بالتواضع، “فاليسار لا يستقيم بالاستعلاء الفج لنخبه، والذي يصل حد التندُّر أحيانا بالثقافة الشعبية البسيطة، والاستهزاء بالفئات الضعيفة التي “تقتنع” بمشاريع يمينية. كما لا يستقيم بالتماهي الكاريكاتوري مع مطالبَ لا أساس لها وغير واقعية”، حسب ما جاء في بيان الجمع العام للحركة.

ودعت “أنفاس الديمقراطية” إلى القطع مع ما سمّته “أنساق الفعل السياسي التقليدي، نحو أشكال فعل جديد يتماهى مع التطورات المتلاحقة لأنماط الفعل السياسي”، مشيرة إلى أنّ من بين الأعطاب التي تُعرقل التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمغرب “العطب الكبير الذي يعتري النخب”.

كما دعت النُّخبَ التقليدية إلى الانفتاح على النخب الجديدة، مبرزة أنّ الحركات الاجتماعية، التي عرفها المغرب منذ 20 فبراير 2011، “أظهرت أنّ فئات عريضة من النخب الجديدة وفئات واسعة من الشعب المغربي ترفض ممارسة السياسة في الغرف المغلقة، واستمرار التوافقات العقيمة، وتمرير القرارات المصيرية بدون إشراك فعلي للشعب وقواه الحية”.

وفسّرت حركة “أنفاس الديمقراطية” استمرار الحراكات الاجتماعية في المغرب، خلال السبع سنوات الأخيرة، بكونها “مؤشرا دالا على أزمة اجتماعية واقتصادية تعصف بكل نوايا التنمية”، مسجّلة أنَّ “حالة التخبط الحالية هي انعكاس لأزمة مركبة عنوانها التردد بين السلطوية التي يراد لها أن تكون ناجعة، وبين الديمقراطية التي تفتقر إلى نخب قادرة على حملها”.

وانتقدت الحركة استمرار التعيين في مناصب المسؤولية، قائلة إنّ استمرار التوازي بين سلطات منتخبة وأخرى تمتح شرعيتها من التعيين، “يُغيّب بشكل صريح كل إمكانية لربط المسؤولية بالمحاسبة، ويُفرغ الفعل السياسي من مسوغاته الموضوعية والتصاقه بالحياة اليومية للمواطن”.

وحذّرت الهيئة الحقوقية ذاتها من استمرار تأزّم الوضع السياسي والاجتماعي في المغرب، معتبرة أنّ عدم اقتناع ثلثي المغاربة بالمشاركة السياسية “يُعتبر آفة كبرى”.

ولإعادة المغاربة إلى الانخراط والمشاركة في العمل السياسي، ترى حركة “أنفاس الديمقراطية” أنّ ثمة حاجة إلى “حوار وطني حقيقي بمشاركة كل الفاعلين، لمناقشة أعطاب الانتقال الديمقراطي، ويؤسّس لتعاقد وطني من أجل دستور للملكية البرلمانية حيث يسود الملك ولا يحكم، ويكون حَكما بين السلط، وممثلا أسمى للوطن، وراعيا لتطبيق الدستور”.

‫تعليقات الزوار

15
  • باختصار
    السبت 3 نونبر 2018 - 06:35

    يافقهاء السياسة ياملح البلد ؛ من يصلح الملح إذا الملح فسد؟

  • عبد الرحيم الورديغي
    السبت 3 نونبر 2018 - 06:45

    اليسار ليس له مكانة حقيقية في المغرب !
    شاهدت مند الاستقلال (1956) ان اليسار المغربي المعتدل ا والمتطرف، انه ،موضوعيا، ليس له مكانة إيجابية ،سياسيا واقتصادية واجتماعيا حيث انه طوال تجربة مثلا عهد الوزيرين، عبد الرحيم أبوعبيد وعبدالله ابراهيم المنعوتين بالتقدمية،كانت تحركهما يد شيوعية

  • رضوان
    السبت 3 نونبر 2018 - 07:42

    كنت اضن أن هناك عطب في النخب لكن لم ابقى متأكدا…حتى لا أطول أعطي مثال…بالفرنسية chauffard تعني ساءق لايعرف السياقة و يرتكب اغلاط…لكن سرعان مااكتشفت انه بالعكس يعرف جيدا السياقة ويعرف كيف يراوغ…وهدا حال النخب عامة. فعلا هناك جهل الكثير لكن فقط للفت الانتباه!

  • ريفية
    السبت 3 نونبر 2018 - 07:48

    نحتاج كثيرا من الأنفاس للديمقراطية
    بالتوفيق لهذه الحركة المناضلة

  • مواطن جوعان
    السبت 3 نونبر 2018 - 08:36

    ما يجب على اليساريين التركيز عليه هو ظاهرة خيانة النخب التي اختارت التخندق إلى جانب اليمين الرجعي مع كل تداعيات ذلك من تماهي مع المشروع الأمريكي والصهيوني ، أكثر من ذلك فالمسكوت عنه في خطابهم يكشف تهافت انتقاداتهم ؛ فهم يتهمون اليسار بالركوب على الشعب ويتناسون أن المونارشية هي التي تركب على الشعب وذلك منذ الأستقلال ، وهاهي الآن تزداد ثراءا فاحشا بدعوى كاذبة أن ذلك المشاريع في ملك الشعب كما تروج لذلك وسائل الأعلام ، أما اولائك الذين يتحدثون من خلال الخطاب الأسلامي قائلين أنهم أنتخبوا لصالح حزب العدالة لأن أناشيدهم تبعث على " التبوريشة " ، فها هي توجهاتهم الأقتصادية تتماهى مع خيار الليبرالي المتوحش ! أما من يتحدثون عن الأرث الحضاري الذي يمتد أثنا عشر قرنا فلتكن لهم الجرأة للقاء مسؤول من أجل إيجاد حل لمشاكل النقل ، وضع فاضح بكل المقاييس واستهتار بمشاعر المواطنين وضرب لكل قيم الأنسانية .

  • مواطن جوعان
    السبت 3 نونبر 2018 - 09:23

    أظن أن الحل الحقيقي لمشاكل العالم العربي وكذلك بالنسبة للمغرب هذا دون أستثناء كل الشعوب التواقة للحرية ليس بيد العرب أو المغاربة ، لأن ذلك راجع إلى أنهم يتنتمون لدول الأطراف المغلوب على أمرها ، النخب في تلك البلاد تماهت مع النظام دون أن تعي أن خيارها يجعلها تتبنى في الخط الأمبريالي الرسمالي رغم أنها مصطبغة بالدروشة الدينية ، أنهم لا يعون أن الرأسمالي تتجه نحو البربرية …الحل هو بيد المخابرات الأمريكية يكون على شكل محاولة جنونية وعشوائية للسيطرة على موارد الشعوب ، المحاولة الجنونية النتشوية ممكنة غير أن المؤسسات والتنظيمات تحول دونها ، وقد أشار إلى ذلك غوتريس حين قال أن " العالم يسير نحو الفوضى" ، لكنا ما زلنا إلى المزيد من الفوضى من أجل أن يستفيق الشعب سباته .

  • كل حزب أو حركة يدعي
    السبت 3 نونبر 2018 - 10:02

    عشنا منذ الاستقلال إلى اليوم خطابا سياسيا من الأحزاب والتيارات بمختلف مشاربها مليئا بالشعارات الطنانة لمحاربة الفساد والرشوة…. الخ ولكن حينما وصلوا إلى المسؤولية اهتموا بمصالحهم الشخصية والعائلية والقبلية واغتنوا بفضل المخزن الذي انتقدوه حينما كانوا بعيدين عن المسؤولية وتلك هي عقليتنا نحن العرب

  • مواطن
    السبت 3 نونبر 2018 - 10:13

    المشكل هو أنه رغم كل ما سيقوله الأحزاب، سواء القديمة منها ام الجديدة ام التي لم تر النور بعد، فإن أغلبية الشعب المغربي لن يثق فيها. لقد فقد الشعب ثقته بالسياسة بصفة عامة وشاملة.

  • مواطن جوعان
    السبت 3 نونبر 2018 - 11:20

    أنا أعرف أن المغاربة اذكياء ويدركون الواقع كما هو وهم في نفس الآن حائرون في تقييم آداء الأحزاب ، هم يعرفون ما هو تعريف السرقة ، التي قد تكون على شكل رشوة ، أو سطو على بنك ، أو الاستأثر على خيرات الشعب بدعوى الحق الإلاهي في السلطة ، و هذا هو التعريف الأول للسرقة ، أما النوع الثاني فهو سرقة الأديولوجية ، وسرقة الأفكار والمفاهيم . الحزب الذي دأب من سنوات على التزوير لا يمكنه الحديث على الأسلام أو على الوطن ، ومن يسرق شعبا لا يمكن أن يعطينا درسا فيما هي الوطنية الصادقة أو ما هي الخيانة ، إذن هناك من يسرقون مفاهيم اليسار مع أن الميكيافيلية و النتشوية ، ولفاشية الداروينية متجدرة في سلوكهم ! أن لا أصدق من يخون طبقته أو شعبه ولو كتب مجلدات عن الأسلام ، أما الثرثارون في المقاهي والمرتجلون من الغوغاء فإ ن أمعائهم هي التي تتكلم ، هو أدوات لا غير …عيون كبيرة أو أذان كبيرة …أما تحليل المجتمع في شموليته فذلك أمر بعيد عنهم وسرقة المفاهيم حتى في أكثرها تعميما هو سلوك يومي لديهم .

  • Abdou
    السبت 3 نونبر 2018 - 13:45

    كما تقول العبارة الفرنسية " كثير من الماء جرى تحت القنطرة"اي ان التعويل على اطروحات الزمن الغابر كيفما كانت هو رهان خاسر مسبقا.
    لم يعد الان يجدي ان تقدم كيانات نفسها على انها يسارية او يمينية او شمالية او جنوبية، بل المهم ماتطرحه من قراءات وتحليلات لمواضيع راهنة وشاءكة.
    ثم ان ادعاء لاي حركة بانها المهدي المنتظر من اجل اكتساب قاعدة هو ايضا سكب للمياه في اراض قاحلة واجترار لكثير من الاشياء مل منها المواطن

  • khalid
    السبت 3 نونبر 2018 - 14:09

    لنأخذ كمثال رئيس البرلمان المالكي
    الذي استغفر المغاربة بخطاباته عن العدالة الاجتماعية والاشتراكية حتى وصل إلى مبتغاه وأصبح أحد اقطاعيي النضام
    المؤمن لا يلدغ من الجرح مرتين

  • Nabil
    السبت 3 نونبر 2018 - 14:56

    لقد وجه جلالة الملك السؤال مباشرة الى النخب السياسية و قال لماذا تذخلون السياسة إذا كنتم لا تريدون خدمة المواطن لكن لا حياة لمن تنادي!!!

  • yousf
    السبت 3 نونبر 2018 - 22:04

    كيف لاحزاب غير متمرسة على الدمقراطية داخل هيئاتها ان تكون في مستوى انتظارات الشعب .نحن في مأزق مفهوم السياسة و المجتمع.

  • بودواهي
    الأحد 4 نونبر 2018 - 00:25

    الكارثة الكبرى التي أصابت المغرب في العقدين الأخيرين هو الغياب التام للنخب خاصة منها النخب المثقفة حيث أنزوت إلى الخلف و أصبحت تقتاث فقط من فتات المخزن و من عطاءاته الشحيحة التافهة. .!!!
    كارثة النخب المثقفة هي أنها بغيابها فتحت المجال و اسعا للنخب السياسية و النقابية و المدنية كي تصبح انتهازية و تتمخزن و تتعفن إلى أبعد الحدود لتفتح للدوائر المخزنية المجال واسعا ليلعب وحده في الميدان و كما يشاء….و هو الأمر الدي اوصل المغرب إلى الوضعية الكارثية التي يعيشها الان على جميع المستويات ….

  • L autre
    الأحد 4 نونبر 2018 - 04:21

    الانسان المغربي في الأصل لم يتربى على مبادئ تحيل على الديمقراطية: إنسان محقر، حاقد، فاقد الثقة، مكبوت، لا أمانة له الخ من الأوبئة التربوية … حين يكبر هذا الانسان بهكذا بروفايل نفسي-اجتماعي يكون جاهز لشيء واحد فقط لا غير : الخيانة والفساد. هكذا يكون قد حدد مصير مجتمع باكمله: عدم القدرة على الرؤية والبناء. لهذا يصل منه الأقدر على سرقة الآخرين للسطو على الثروات والأقدر على اضطهادهم لإسكات من بقيت لديه ذرة من ضمير. لا نستغرب اذن ان تكون نخبنا الاقتصادية ذات توجه افتراسي ونخبنا السياسية ذات طبيعة قمعية احتقارية. عدا ذلك، القبور والزنازين هي مصير أمثال الفلتات ( المنجرة، الجابري ، بن بركة واخرون ).

صوت وصورة
البياض يكسو جبال مودج
الأربعاء 27 مارس 2024 - 12:15

البياض يكسو جبال مودج

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 20

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 8

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 3

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس