العلام وبلكبير: الخطاب الملكي بين "ذِكر بنكيران" و"النفس اليساري"

العلام وبلكبير: الخطاب الملكي بين "ذِكر بنكيران" و"النفس اليساري"
السبت 13 أكتوبر 2018 - 14:00

أثار خطاب الملك محمد السادس، السبت، بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، الكثير من النقاش، خصوصا عندما عرّج على من أسماهم “الانتهازيين”، الذين يتجاوزون رهانات وتحديات البلاد الغارقين في الحسابات الضيقة، كما خصَّص العاهل المغربي حيزاً للحديث عن “الوطنيين الحقيقيين” الذين يدافعون عن مصالح الوطن والمواطنين.

وذكر الجالس على العرش في خطابه أن “الرهانات والتحديات التي تواجه بلادنا متعددة ومتداخلة، ولا تقبل الانتظارية والحسابات الضيقة. فالمغرب يجب أن يكون بلدا للفرص، لا بلدا للانتهازيين. وأي مواطن، كيفما كان، ينبغي أن توفر له نفس الحظوظ لخدمة بلاده، وأن يستفيد على قدم المساواة مع جميع المغاربة من خيراته ومن فرص النمو والارتقاء”.

وأردف الخطاب الملكي: “الواقع أن المغرب يحتاج اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى وطنيين حقيقيين، دافعهم الغيرة على مصالح الوطن والمواطنين، وهمهم توحيد المغاربة بدل تفريقهم، وإلى رجال دولة صادقين يتحملون المسؤولية بكل التزام ونكران ذات”.

الملك وبنكيران

وفي هذا السياق، قال الأستاذ الجامعي، عبد الرحيم العلام، في تصريح لجريدة هسبريس، إن خطابات الملك” أصبحت في الآونة الأخيرة تتغلَّفُ بروح نقدية، سواء وُجّهَ هذا النقد إلى الأطراف السياسية المشتغلة من داخل النسق، أو تلك الموجود خارج مجال المؤسسات”، ولاحظ أن “حدة نقده للأحزاب لم تعد بتلك القوة التي كانت عليها في السابق، وهو ما ظهر جليّا لما تحدث عن رفع الدعم للأحزاب”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض أنَّ “الملك خصًّص حيّزاً مهما في خطابه للحديث عن الواقع العام الذي يعيشه المغرب وعن الانسداد الظاهر جليّا، في الوقت الذي ينتهزُ فيه بعض الأشخاص الفرص للحصول على امتيازات داخل الدولة ولا يؤدون مهامهم كما ينبغي، لأن أساس الفعل السياسي هو خدمة الصالح العام وليس تحقيق مآرب شخصية، يقول العلام، مضيفاً أن “الملك خاطب هؤلاء ووصفهم بالانتهازيين”.

وعن دلالات ورود عبارة “رجال دولة صادقين” في الخطاب الملكي الأخير، يرى العلام أن المقصود هنا زعماء أحزاب كانت لديهم مواقف قوية من بعض الأحداث، ولم يستبعد أن يكون المقصود هنا “عبد الإله بنكيران ونبيل بنعبد الله، اللذين سبقا لهما أن عبّرا معا عن مواقف بشأن الديوان الملكي”، كما أن “بنعبد الله نفسه أصبحت خطاباته جريئة أكثر بدعوته الدائمة إلى تطوير الحياة السياسية والإنصات لهموم المجتمع”.

وتوقف الأستاذ الجامعي عند حديث الملك عن “توحيد المغاربة بدل تفريقهم” وقال: “ربما يقصدُ منها ما يجري داخل النَّسق السياسي من تجاذبات، لكن هذا لا يعني الالتزام المطلق بنظرية التوحد الكلي، لأن الأصل في الحياة السياسية هو التفرقة، أي تفرقة الناس على البرامج والعقائد الحزبية”، دون أن يستبعد أن تكون لهذه الجملة “دلالات أخرى لها علاقة بتطورات ملف الصحراء أو أمور طائفية أخرى”.

خطاب يساروي

من جهته، انطلق الأستاذ الجامعي عبد الصمد بلكبير من المرجعية التي دبّج بها خطاب الملك التي رأى فيها “نفسا يساريا واضحا”، بحكم أن العاهل المغربي سبق له أن اشتغل مع بعض رموز اليسار، أمثال المانوني والمعتصم اللذين تربّيا في المحيط اليساري، مشيرا إلى أن “المناخ العام الذي أتى فيه هذا الخطاب فيه درجة عالية من الشعبوية؛ وذلك من أجل إرضاء القاعة/الحضور”.

وأردف الفاعل اليساري أنه “منذ سنة 2002 عُرف الخطاب الملكي دائما بأنّه خطاب “يساروي”، لكن ومع سرعة التطورات وإفرازاتها لم يعُد العقل التقليدي قادرا على استيعابها، لأننا نعيش في “فوضى تمتنع عن الوصف والتحليل”، مشيرا إلى أن الدولة “بمرجعيتها الايديولوجية لم تعدْ قادرة على استيعاب الأحداث”.

وأكمل بلكبير أن “الملك أدرك أن البرنامج والخطاب القديم لم يعد مجدياً، وهو ما دفع إلى الميل نحو التحليل العقلاني داخل الدولة، أي إلى النمط التحليلي الأكثر تقدما”.

‫تعليقات الزوار

13
  • Mouslim
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 14:24

    طلقوا الله الفراجة للعدل والإحسان راه 37 سنة مزال كيتسناو حقهم في تناول حزبهم او كاتستعملوهم وفي نفس الوقت دوزوا ليهم الملايير في حساباتهم البنكية فهذه تكلفة لم يحظى بها بعض الجمعيات الحقوقية الأخرى

  • ياسين
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 14:35

    منذ زمان والملك يخطب وانتم تحلّلون…فلا خطاباته طبّقت ولا الوضع تغيّر،،نعم الطرق شيّدت والاستثمارات أدخلت…لكن هناك سؤالين يجب طرحهما…
    هل اذا اصيب لا قدّر الله ابن واحد منّا ليلا..هل سيستقبلنا دكتور في مستشفى عمومي بصدر رحب؟
    هل نثق في محاكمنا؟

  • مواطن
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 14:38

    "الملك أدرك أن البرنامج والخطاب القديم لم يعد مجدياً، وهو ما دفع إلى الميل نحو التحليل العقلاني داخل الدولة، أي إلى النمط التحليلي الأكثر تقدما"

    حتى شكل الخطاب لم يعد مجديا في ظل التيار الجارف لتكنولوجبا المعلومات، ولهذا من المفيد أن تغير المؤسسة الملكية جذريا استراتيجية التواصل التقليدية التي ترتكز على الخطاب الكلاسيكي في المناسبات والبلاغات المقتضبة التي تبث في نشرات الثامنة. من الضروري الانتقال إلى أسلوب الندوات واللقاءات الصحفية التفاعلية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

  • بن عمر
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 14:51

    تحليل غير منطقي بتاتا جلالة الملك يسمو عن سياسات بن كيران البلهاء والشعبوية. لو كان بنكيران رجل دولة صادق لما اغرق المغاربة في مشاكل لم نتخلص منها بعد نتيجة تهوراته وعدم اتزانه.
    اسال طفلا صغيرا وقل له هل بنكيران رجل دولة وسترى الاجابة اما ان تقول ايها المحلل ان خطاب عاهل البلاد يمدح بنكيران فهذا اقرب الى الخيال والسخافة من ان يكون تحليلا سياسيا.

  • عسو
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 14:58

    الى المعلق 1 العدل والاحسان ليست بحزب بل هي حركة ولا يمكنها باي حال من الاحوال المشاركة في الحياة السياسية حتى تتفق مع الدستور وتصادق عليه لانه ليس هناك قانون اسمى من الدستور ومن ما سيصادق عليه حركة العدل والاحسان هي امارة المؤمنين…
    اما من ناحية تقد الاحزاب يجب عليها اعادة هيكلتها والسماح للشباب بالولوج الى السياسة ونكران الذات والابتعاد عن كل الشوائب والمطبات السياسية التي تشجع الريع كامتيازات خدام الدولة لاننا كلنا خدام الدولة والضرب من حديد على معاشات البرلمانيين بل العمل على تقليص رواتبهم وعددهم في الغرفتين وتقليل عدد الوزراء الى النصف والنظر بعين ثاقبة الى مشاكل التعليم والصحة وطرد أمثال عيوش ووووووو
    صدق الله العظيم

  • Peace
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 15:00

    "دون أن يستبعد أن تكون لهذه الجملة "دلالات أخرى لها علاقة بتطورات ملف الصحراء أو أمور طائفية أخرى"

    طبعا لها علاقة بملف الصحراء, لانه ميزان لمن يريد ان يذهب معنا في "المسيرة الخضراء" الجديدة ام لا. على اي ظاهر للعيان ان هذه المسيرة خضراء لانها تهتم بالبيئة و السلام و تدافع عنهما بشكل منقطع النظير.

    هل رايت مرة السيدة امينة ماء العينين و امثالها من اخوان بنكيران المعفى, او السيد نبيل بنعبد الله, مهتمين بهذه المسيرة. طبعا لا و لو حتى بالكذب و المجاملة, بالعكس, كلما ظهر لهم حدث يمكن ان يؤثر عليها سلبا, تعالت اصواتهم. من تحسب نفسها هذه استاذة الفلسفة سابقة, طريقة تعليقاتها تظهر انها واثقة من نفسها اكثر من اللزوم. يعني انه تحدي ام ماذا?

    انا شخصيا من يتحداني, بالتجربة, تيجيبها غير فراسو, طال الزمن ام قصر.

  • الفساد
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 15:34

    أعتقد أن المغرب لا يمكنه أن يتقدم بدون محاربة الفساد والريع والنفود، إضافة الى عرقلت أي إنتقال ديمقراطي، من خلال إنتخابات حرة ونزيهة.

  • كولونيا
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 15:58

    ماعسا بنكيران ان يعمل ادا كانت الحكومه غير متلاحمه واغلبيه من هم في الحكومه والمعارضه يتبعون قصر وندكر ان حزب اصاله والمعاصره وحزب الاحرار والان حزب استقلال بعد الإطاحة بشباط يتبعون لسياسه القصر الاجتماعية والاقتصاديه والسياسيه لا احد من هده الاحزاب تغرد خارج سرب مع عدم نسيان احزاب صغيره متواجده في حكومه وهي احزاب انتهازية
    بنكيران اتقل المواطن بالضرائب والاقتطاعات وعرف فترة توليه الحكومه ارتفاع كبير للاسعار وفشل في محاربه فساد وجريمه منضمه بالاستلاء على املاك الغير ولا يتحمل وحده مسؤولية بل كل من شارك في حكومته من احزاب انتهازيه لانهم سبب الاول في الفساد السياسي .
    ماقام به بنكيران من اصلاحات اقتصاديه وضريبيه كانت ضروريه للاقتصاد لاكنه لم يقم بسن ضراءب على الاغنياء واصحاب الدخل المرتفع ولم يقم بتوزيع عادل للاموال اللتي حصل عليها بعد رفع دعم عن المحروقات على الفقراء بل ضخت هده الاموال في الاقتصاد الرأس المالي الدي يستفيد منه سوى الاغنياء .
    لماد فشل بنكيران لانه لم يكن يحكم يوما الحكومه قامو بستغلاله بسبب شعبيته لاتقال المواطن وجلب مداخيل جديده للخزينه من جيب الفقراء وبعدها انتهت صلاحيته.

  • Ali ben Ali
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 16:35

    أصبح المغرب كرأس الأقرع.. أينما تلمسه ينفجر الدم… لم يعد ينفع لا تحليل ولا تضليل بعدما استشرى الفساد وظهر في البر والبحر والسماء والجبال والبحور والوديان والأنهار، وليس هنلك أدنى بارقة أمل تشير إلى أن احدا يريد أن يحاربه بقدر ما تجد جيوشا مجيشة تتحمس للدفاع عنه…
    الله يحفظ أوكان…

  • سمير التدلاوي
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 16:37

    الله وحده لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون
    ما دام هؤلاء ال(محللون) لا يجرؤون إلا على ال(تحليل)؛ ولا يستطيعون انتقاد من يحكم بالفعل؛ فلن تقوم لهذه البلاد قائمة؛ فمثل هذه الخطب التي تُغرقنا في الوعود؛ وفي انتقاد الأحزاب التي لا حول لها، والحكومات التي لا تحكم؛ شاهدناها وسمعناها من الحسن الثاني رحمه الله وغفر له. والنتيجة أننا بعد أزيد من ستين عاما على (الاستقلال) لا زلنا نراوح مرتبتنا الخالدة في سلم التنمية: 123.
    نريد ربط المسئولية بالمحاسبة حقيقةً؛ أي إما أن تترك الحكومة تحكم وحدها وتحاسب وحدها؛ أو ملكا؛ كما كان قبل الاستعمار؛ يسود ويحكم ويُحاسب. وإلا فلا تنمية ولا تقدم على الإطلاق؛ فالله وحده لا شريك له؛ أقول لا شريك له؛ هو الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

  • ben
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 17:10

    الأحزاب موجودة ولكن ليس لها أطر تعرف تخطط للبلاد ادا احصيناهم غالبا كلها من التعليم أو المحاماة نسبة المهندسين والأطباء قليلة يجب على الأحزاب تستقطب كوادر وشباب أمس بعد الخطاب كل واحد منهم حامل كيس من الحلويات لا فرق بينهم من يقرأون على الموتى بالمقابر يوم الجمعة أمس يطلبون اجازات عند ازدياد مولود لهم ادا كان هم لايحضرون الجلسات البرلمانية والاهم عندهم هو الريع وعلى مادا سيحصلون على المغاربة يطلبون من الملك استقدام أطر أجنبية من دولة متقدمة تسير البلد من برلمان ووزراء أو على الملك أن يحدق هدا البرلمان ويعين وزراء بنفسه حتى أن نعرف من يتلاعب بحقوق الشعب لأن الأحزاب تربت على الحقد والكراهية بينهم ولايصلحون فأي شيء دمروا المجالس البلدية والقروية لا يهمهم الشعب شغلهم هو وسطاء الاستفادة من الأراضي أو سماسرة والواسطات لأصحاب المشاريع

  • nihilus
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 17:31

    Le probleme ne sont pas les partis qui gouverne, ceux la ont peut les changer, notre probleme CE sont ceux qui sont au dela des partis, et qui gouverne dans l'ombre, ses actes ne sont pas fiscalisé dans le parlement,

  • sarah
    الأحد 14 أكتوبر 2018 - 19:05

    azul…Après le discours du roi au parlement, certains parlementaires marocains se sont rués sur les mets de cocktail pour les emporter. On les connaissait analphabètes, incompétents, paresseux, corrompus et surtout serviles, on les découvre pique-assiettes.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين