شحلان يغوص في علاقات العربية والدارجة بين الاضطراب والاتزان

شحلان يغوص في علاقات العربية والدارجة بين الاضطراب والاتزان
الخميس 13 شتنبر 2018 - 06:30

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قضايا كبرى لا يجب أن تكون موضع جدل عند من هَبَّ ودَبَّ، فهي من خواص من يدبر للأمة شؤونها، ويجب أن يشارك في ذلك ذوو الشأن السياسي من ذوي التوازن والرزانة وأهل المعرفة.

ولا حق لي أنا، الباحث الأكاديمي، ما دمت لم أستشر، أن أقول كان على هؤلاء المدبرين أن يفعلوا كذا أو كذا، غير أنه من واجبي الوطني أن أُبدي في الأمر رأياً محايدا يتضمن كلاما بعيداً عن السياق من وجه، لأني لا أريد أن أكون طرفاً في الجدل، وقريباً من السياق من وجه، لأني انطلقت في قولي هذا، من حديث صحفي أجرته صحيفة وطنية هي أخبار اليوم (6/9/2018) حول قضية مقرر دراسي، حيث استوجبت الصحيفة شخصاً معروفاً في محيطه، فتعرض لهذه القضايا بطريق لا يمت للحقائق العلمية واللغوية بشيء.

ورأيه هذا يمثل رأي مجموعة من الناس. أحترم هذا الشخص في أفكاره التي دافع ويدافع عنها من حيث هو إنسان له الحق في معتقده، غير أني أشعر بالتنصل من مسئوليتي كمحب لوطنه، إذا تركت كلامه يُنشر في الناس دون أن أبين بعض ما أعتقدُه صواباً، أو على الأقل، أدعو الباحثين لينظروا في أمره. وأبدأ برأيه حول اللغة العربية الذي ينفي عنها قدسيتها في كثير من مقالاته واستجواباته، وبسم الله:

اللغة المقدسة

لوصف أي شيء بالقداسة أو نفيها عنه، لا بد أن نفهم معنى مفهومها وما حدوده وفي أي حقل من حقول المعارف يُستعمل هذا اللفظ. لقد غاب عن منكر القداسة عن العربية، أن مفهومها لا يرتبط بالبيعة أو الكنيسة أو المسجد أو المعتقد وحسب. إن القداسة في أصل اللغة، هي احترام أي شيء يَعتقد فيه الإنسانُ أفضليةً وسمواً وشيئاً يدعو للاحترام، ومن هذا المعنى العام، يجد المستعملُ المفهومَ الذي يريد. فأنا أجد مفهوم القداسة متمثلا في اللغة العربية من وجهين: الأول لأنها لغة تاريخي وتراثي ولغة القرآن.

ويتعلق الأمر هنا بمعتقدي الوطني والديني الذي يخصني وأعتز به ولا أفرضه على أحد. والوجه الثاني هي مقدسة لأنها لغة علم وحضارة وتطور وتفاعل. كان ذلك منذ ظهور الإسلام، حيث أصبحت لغة مراسلة دنيوية محض في مكاتبات النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه، إلى غير المسلمين من أحباش وفرس وروم ووو، وأصبحت دنيوية عندما شاركت في حركة ترجمة واسعة النطاق، منذ العصر الأموي حيث عُــرِّبَتْ الدواوين والعُمْلَة وديوان الخْــَراج وسجلات الجيش…، إلى ترجمة التراث الإنساني المتمثل على الخصوص، في مدونة المعارف الإغريقية (أصل ومصدر ثقافة الغرب اليوم)، سواء في ترجمات مباشرة عن اليونانية أو عن السريانية. ثم في الموسوعة العلمية العربية الكبرى، التي كانت بلُغَتِها أو مترجمةً، هي الوسيلةَ الأولى للمعرفة في الغرب بعد أفول حضارة اليونان.

والحديث عن هذا يحتاج إلى موسوعة كبرى، ويكفي اللبيبَ الإشارةُ. اللغة العربية من هذا الوجه هي مقدسة، أي مقدرة محترمة باعتبارها كانت وعاء للمعارف الشاملة. وبهذا قدسها البابا في عصر بداية تعلم الغرب عنا، عندما حث أتباعَها على تعلمها وترجمة القرآن في طليطلة، في القرن الحادي عشر الميلادي.

وما كان هو وإياهم يؤمنون بكتابها المقدس. وقدسها علماء الغرب مؤرخو الحضارات بهذا المعنى، وما كانوا يقدسون كتابها. وبهذا المفهوم نحن نقدس، أي نحترم ونقدر، اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية واللغة الصينية واللغة الألمانية، وكلَّ لغة تتحرك في حقول المعرفة أو تُواصِل الإنسان بأخيه، لأنها وعاء للمعارف والتجارب الإنسانية المــُعْتَبَرة.

وبهذا نأمل من الذين لا يريدون للغة العربية أن تكون مقدسة أن يَدَعُوا التخفي وراء مثل هذا الجدل الذي لا معنى له، في وقت تمتلئ فيه مكتبات الدنيا بمخطوطات علمية لم ننته حتى اليوم من تصفحها والنظر فيها. وتمتلئ فيه مكتبات الدنيا بالبحوث القيمة التي تركها مستشرقون- ونحن قصدنا ذكر المستشرقين، لأنهم لا يؤمنون إلا بشهادة غير أهلهم – ممن تحدث بحق عمَّا أُنْجِز في كل العلوم، باللغة العربية، وفي كل العلوم، كما عرَّف أرسطو العلمَ، ليطمئن هؤلاء ويتيقنوا من أنا لا ندعو للانغلاق.

وفي اليوم الذي يذهب فيه أطباؤنا المغاربة في زمانا هذا، وهم الذين تعلموا بلغة عربية أولا، إلى جامعات غربية وأمريكية، يبينون لهؤلاء الناس ما تتضمنه مؤلفات من مثل كتاب الكليات لابن رشد، وكتب الرازي وابن الهيثم وغير هؤلاء، من نظريات هي قيد النظر العلمي الحديث. إننا لا نتحدث عن ماضي هذه العلوم، فنوصف بالبكاء على الأطلال، بل نشيد بها لأن علماءنا الكبار الذين يُشْرفون اليوم على إدارة شُعَب علمية في أدق المعارف العلمية في جامعات الغرب وأمريكا، بمعية علماء ينتسبون إلى هذه الديار، يثبتون ما نقول. وهذا أيضاً موضوع آخر لا يسمح حيز الكلام بالتفصيل فيه، فمتتبعو البحوث الأكاديمية يعرفونه.

ومما ورد في المقال في الصحيفة المذكورة، في جملة خبرية نحولها نحن إلى سؤال وجهه الصحافي إلى مُسْتَجْوَبِه جاء: ألا تُعتبر الدعوة إلى التدريس بالدارجة بدل العربية مساً بهُوية المغاربة، لأن العربية هي لغتهم الوطنية؟ أنكر المُسْتَجْوَب أن تكون العربية لغة وطنية للمغاربة بمنطق غريب لا يثبت أمام أعراف الدنيا قال: “يجب على أصحاب هذا الطرح [العربية لغة وطنية للمغاربة] أن يحددوا أولا معنى الوطنية، فاللغة العربية التي يدافعون عنها موجودة في السعودية وفي سوريا وفي مصر وفي غيرها من البلدان، فيما الدارجة والأمازيغية موجودتان في المغرب”.

يريد بهذا، أنه ما دامت اللغة العربية موجودة في هذه الدول، فهي ليست وطنية بالنسبة للمغاربة للاشتراك فيها. سبحان الله ! فهل يمكن لهذا الرجل أن يزيل صبغة اللغة الوطنية عن اللغة الفرنسية لأنها لغات وطنية هي أيضاً للكنديين في كيبك، ولغة وطنية لقسم من السويسريين، ولغة وطنية لقسم من البلجيكيين، ولغة وطنية لعديد من الجزر فيما وراء البحار، وتشاركها لغات أخرى هي شبيه بدارجتنا وأمازيغينا في هذه الأوطان؟

لــــــــغة الأم

وحسب منطقه، وبما أن العربية ليست لغة وطنية، فالدارجة هي اللغة الوطنية، وبها وجب التدريس باعتبارها “لغة الأم” يقول: “أعتبر الأمر [التعليم بالدارجة] تطبيقاً لمبدأ استقبال الطفل باللغة الأم الذي نادت به اليونسكو، وهي فكرة سليمة لتمكين التلميذ من مد الجسور مع الأسرة والمجتمع والمدرسة، حتى لا تصبح الأخيرة غريبة عن العالم الذي يعيش فيه، وحتى لا يحدث للطفل اضطراب لساني بسب الانتقال من لغته اليومية إلى لغات غريبة عن وسطه ،كالفصحى أو الفرنسية، وهو ما ينطبق عن الأمازيغية أيضاً، إذ إن الطفل الناطق بالامازيغية يفترض أن يجد لغة الأم في المدرسة وبعدها يمهد له تلقي اللغات الأخرى”.

قول مليء بالمغالطات ولا أريد أن أقول مليئاً بالجهل. فهذا الرجل أولا لم يُصَبْ “بـ”اضطراب لساني” وإلا ما أصبح “نجماً” في وسائل الإعلام، وقد تكلم أولا بالأمازيغية والدارجة، ثم تعلم العربية الفصيحة التي يُـجْري بها حوارَه. وهذه هفوته الأولى في قوله. وهفوته الثانية أنه بعد قوله هذا، يدافع عن الفرنسية ويرى أنها هي لغة العلم كما سنرى، مع أنه يقول: “وحتى لا يحدث للطفل اضطراب لساني بسب الانتقال …إلى لغات غريبة عن وسطه كالفصحى أو الفرنسية”. ثم، وهو الأهم، يلتبس عليه معنى مفهوم “لغة الأم”، الذي يَعتَمِدُ فيه مبدأ اليونسكو. فما تاريخ العبارة “لغة الأم” أولا؟ وكيف تفْهَمُها اليونسكو ثانياً؟

أصل العبارة “لغة الأم” ديني. وظهر لأول مرة في القرن العاشر- القرن الحادي عشر، إثر صراع بين جناحين في الكنيسة الغربية، بين رهبان دير L’abbaye de Gorze الذين كانوا يستعملون في وعظهم وخطبهم لهجة جرمانية، ورهبان دير L’abbaye Saint-Paul de Cluny الذين كانوا يريدون استعمال لهجة رومانية التي هي francique”الفرنسيك” باعتبارها “لغة أم” لأنها كانت لغة النساء، ولأنها كانت تستعمل في “الكنيسة الأم”، كما نَصُّوا هم على ذاك. فمفهوم العبارة في الأصل خاص جدا يتعلق بلغة الكنيسة الأم.

بعد هذا كُتبتْ حول “لغة الأم” أدبياتٌ كثيرة، نختار من بينها فقرة من مقالة أوردتها المنظمة التي يعتمدها المستَجْوَبُ مؤرخة بـ 21 يبراير 2018 ، تحت عنوان L’UNESCO préconise la préservation de la langue maternelle (اليونسكو تدعو للحفاظ على لغة الأم) (النص في الأنترنيت)، ونوردها بلغتها قبل ترجمتها لكي لا نتهم فيما نقول. فكيف تعرف اليونسكو “لغة الأم”؟ تعريفاً جيداً كما تقول: ” la bonne explication” النص:

“La langue maternelle dite aussi langue native ou langue première (versus langue étrangère) est la première langue apprise à la personne dans la petite enfance, autrement dit, c’est la langue qui est parlée à l’enfant à la maison même avant qu’il apprenne à parler. Il s’agit de la langue que l’enfant comprend avant de commencer l’école. Par ailleurs, la langue maternelle est celle qui est parlée par les natifs du pays où la personne habite. La langue maternelle est surtout celle que l’individu assimile et comprend mieux, au sens d’une valorisation subjective qu’il fait par rapport aux langues qu’il connait.

Il s’agit aussi de la langue acquise de manière tout à fait naturelle par le biais de l’interaction avec l’entourage immédiat, sans intervention pédagogique et sans une réflexion linguistique consciente. D’après les théories de Noam Chomsky et d’autre linguistes, la langue maternelle peut s’apprendre jusqu’à l’âge de douze ans. Après cette étape, les dextérités linguistiques du parlant sont différentes et toute langue apprise est considérée une deuxième langue”

الترجمة: “لغة الأم، وتسمى أيضاً لغة المَوْلِد أو اللغة الأولى، (في مقابل اللغة الأجنبية)، هي أول لغة يتعلمها الشخص في مرحلة الطفولة المبكرة، وبعبارة أخرى، هي اللغة التي يتحدث بها الطفل في البيت حتى قبل أن يتعلم الكلام. يتعلق الأمر باللغة التي يفهمها الطفل قبل بدء المدرسة. ومن جهة أخرى، لغة الأم هي لغة البلد الذي هو مسقط رأس الإنسان أصلا. وهي خاصة باللغة التي يستوعبها الفرد ويفهمها بشكل أفضل، عن تمثل ذاتي، عندما يقارن بين هذه اللغة ولغات أخرى يعرفها. وهي كذاك، اللغة المكتسبة بطريقة طبيعية تمامًا من خلال التفاعل مع المحيط المباشر، دون أي تدخل تربوي ودون تلقين لغوي مكتسب عن وعي. وتبعاً لنظريات Noam Chomsky وغيره من اللغويين، فصفة “لغة الأم” تستمر حتى سن الثانية عشرة. بعد هذه الخطوة، يظهر التباينُ في الحذق اللغوي لدى المتكلمين، وأي لغة يتم تعلمها تعتبر لغة ثانية”.

يتضح من هذا النص أن “لغة الأم” منحصرة في ” لغة يتعلمها الشخص في مرحلة الطفولة المبكرة” “يتحدث بها الطفل في البيت حتى قبل أن يتعلم الكلام” “يفهمها الطفل قبل بدء المدرسة” “مكتسبة بطريقة طبيعية تمامًا من خلال التفاعل مع المحيط المباشر” “دون أي تدخل تربوي ودون تلقين لغوي مكتسب عن وعي” “تستمر حتى سن الثانية عشرة” “أيْ لغة يتم تعلمها تعتبر لغة ثانية”.

وتسمح لنا هذه العبارة الأخيرة، أقول تسمح، بأن نفهم أن اللغات الني تستعملها فرنسا وإنكلترا وأمريكا ووو ،كلها لغات ثوان تختلف عن لغة الأم حسب التعريف، لأن هذه اللغات تأخذ عند هؤلاء الناس، بواسطة قواعد النحو والصرف والبلاغة التي لا تدخل في تعلم لغة الأم ولا يعرفها الفرنسي أو الإنجليزي أو الأمريكي الذي لم يدخل المدرسة (الأمي) لسبب من الأسباب.

إذاً نفهم بناء على هذا القول، أن نص اليونسكو يفرق بوضوح بين “لغة الأم” الطبيعية، و”لغة الأمة” المبنية على القواعد النحوية (تركيباً وصرفاً وبلاغة)، والمُرَفَّدَة بالمدونة المعجمية التي تتضمن إرث الأمة المكتسب تاريخاً وجغرافيا، والتي تتوحد فيها معاني اللفظ على امتداد جغرافيا الوطن وتاريخه، ولا تختلف فيها المسميات من جهة إلى جهة إلا بقدر الاختصاص المجمع عليه لدى الأمة كلها. وتتطور معاني هذه اللغة تبعاً لتقدم العلوم وتنوع المعارف. وهذا لا يصدق على “الدوارج” المصطبغة بصبغة المحلية، الخالية تماماً من مدونات المصطلح العلمي بطبيعتها الوظيفية المياومة. وإنما يصدق على اللغة الموَحَّدَة الموَحِّدَة المقعَّدة ذات التراكم المعرفي الشامل. (فلفظ “البغرير” ولفظ “لغريبة” مثلا، لا يصلحان ليكونا واسطة للمعرفة المشتركة في المغرب، لأنه يطلق على مسماهما في جهة أخرى لفظٌ مخالف، ف”بغرير” مراكش هو “خرينــﮕـو” وجدة. و”غريبة” الرباط هي “بهلة” فاس. فإذا وضعنا هذين الاسمين وغيرهما في مقرر مدرسي لم نقم بشيء، لأنه لا جديد معرفي بالسبة للطفل الذي جاء ليتعلم، فهو يعرفهما أصلا، ووجودهما في المقرر عبث.. ثم، وهذا هو الأهم، إنا اخترنا لهجة جهة ولم نختر غيرها، فما المبرر في الاختيار؟ مؤلف النص الذي ينتسب للجهة؟…. وتبعاً لهذا، لكي نكون عادلين في تعليمنا، يجب أن نضع مقرراً دراسياً لكل جهة من الجهات فيه نكدس ما تراكم من كلم خاص بالجهة. وعندها علينا أن نقسم المقررات حسب الجهات وحسب التقسيمات السياسية. وعندها سنحدث قطيعة بين المعارف في البلد الواحد، ثم نحدث قطيعة بين الأمة، ثم نحدث قطيعة بينا وبين موروثنا المعرفي التاريخي المحلي والتاريخي الإنساني. وليس في الأمم المتقدمة من يسعى إلى هذه الحال.

ولو كانت اللهجة الدارجة هي المقصود من العملية التعليمية، لكنا نعبث عندما نفتح المدارس وكل مؤسسات التعليم، لأن الكل يعرف اللهجة سليقة. ولو أردنا أن نجعل من الدارجة وسيلة لنقل المعارف، لتَوَقَّف بنا الركب في بدء المسير، فليس في الدارجة تراكم لمدونة مصطلحية علمية، لأنها مذ كانت وهي لغة الاستعمال اليومي، وفي أبعد الحدود، لغة الخلق والإبداع في شعر الملحون أو أنواع “الْعِيطَة” أو القصص والسرد. ولو كانت اللهجة العامية كافية بنفسها، لوجدنا في العامة علماء في علم الفلك والرياضيات والفيزياء والفلسفة ووو بالسليقة والطبيعة، وهكذا دواليك.

لقد ظهرت الدعوة إلى استعماله العامية في الشرق العربي منذ القرن الثامن عشر، وكان الدعاة إلى ذلك أقوى، وما نجحوا في صنع علم بها. وقد فصل العلاَّمةُ مصطفى بنحمزة ، القولَ في هذا، في مقاله المنشور على هذا المنبر. فتلك العاميات كلهالم تصنع علماً لأنها انفصمت عن تراث لغوي تمثل فيه إرث أربعة آلاف سنة زماناً، وحدث لأهله نسيان تجارب إنسانية تحقق فعلها على مدى ثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوروبا. وواقع حالهم هذا كان نتيجة لأسباب كثير تاريخية معروفة، وأصبحت عامياتهم غير مؤهلة للصياغة العلمية، هذا عدا عن كونها متفرقات يختلف نطق مخارجها حروفها بمجرد تعدي الحدود، وتختلف معاني معجمها في اللفظ الواحد إلى حد التناقض والجهل بأصل التأثيل.

وعليه فالمناهج الدراسية لا توضع في كل الأمم المتقدمة بالعاميات أو”لغة الأم” كما وُصِفَتْ أعلاه، وإنما توضع بـ”لغة الأمة” الموحدة. وهي في هذه الأمم، لغة تختلف عن “لغة الأم” كما وُصِفَتْ أيضاً أعلاه. وبهذا تزول صفة التشوش الذي نحدثه في أذهان الناس. فالدارجة المغربية هي “لغة مكتسبة بطريقة طبيعية تمامًا من خلال التفاعل مع المحيط المباشر، دون أي تدخل تعليمي ودون تلقين لغوي مكتسب عن وعي” تبعاً للتعريف أعلاه. وتبعاً للتعريف أعلاه، فهي ليست لغة تلقين. في حين أن لغتنا الفصيحة، وتقابل اللغات ما بعد “لغة الأم” عند غيرنا من الأمم هي لغة التلقين.

اللغة العربية لغة واحدة حتى وهي دوارج وليست في حاجة إلى واسطة

مع العلم أن الدارجة (في كل الدول العربية) تتميز بشيء لم ينتبه إليه معادو العربية، ذاك هو كونها عربية محض في بنيتها التركيبية والصرفية، ولا ينقصها إلا الإعراب، مع اكتسابها معجماً جديدا يصلح للاستعمال اليومي. وهي بهذا مدمجة أصلا في العربية الفصيحة، ولا تحتاج لوسائط يينها وبين الفصيح، كما يدعي من يريد دمجها في التعليم الأولي لتكون واسطة. فطفلنا اليوم ( فاتح محرم 1440 موافق 11 شتنبر 2018) يردد في أول قسمه التعليمي “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع” التي جرت بها الألسن قبل 1440 عاماً . يرددها نشيداً مفهوما في أبسط لغة، وجرت بمفرداتها الألسن في زمن أقدم بكثير كثير من هذا التاريخ. على خلاف ما حدث في اللغات الأخرى، مثل الإيطالية، والسردينية، والبروﭬانسال والإسبانية والكطلانية والبرتغالية، والرومان (سويسرا النمسا ) والفرنسية (فرنسا وبلجيكا) (هذه هي بنات اللاتينية) التي انفصمت الروابط بينها وبين أمها اللاتينية انفصاماً تاماً. بل فقدت الواحدة منها روابط التواصل داخل نصوصها التاريخية (شفاهة أو علماً). فالفرنسي اليوم لا يفهم شيئاً من الفرنسية القديمة التي لم تولد إلا في 14 فيفريي 842م ، في أول نص، وهو النص المعروف بـ”عَهْد ستراسبورﮒ”Serments de Strasbourg ، وهو العهد الذي بمقتضاه اتفق حفيدا شرلمان Charlemagne ، وهماCharles le Chauve و Louis le Germanique ضد أخيهما Lothaire Ie في صراع عن الحكم. وهذا هو النص الأصل، أي عِقْد ازدياد اللغة الفرنسية:

Pro Deo amur et pro christian poblo et nostro commun salvament, d’ist di in avant, in quant Deus savir et podir me dunat, si salvarai eo cist meon fradre Karlo et in aiudha et in cadhuna cosa, si cum om per dreit son fradra salvar dift, in o quid il mi altre- si fazet et ab Ludher nul plaid nunquam prindrai qui, meon vol, cist meon fradre Karle in damno sit.

طبعا لا يستطيع عالم اللغة الفرنسية اليوم، فضلا عن فرنسي عاد، أن يفهم فيه شيئاً، لأن لغة هذا العالم اليوم ابتعدت كل البعد عن أصلها وأصبح النص هو:

Pour l’amour de Dieu et pour le salut du peuple chrétien et notre salut commun, de ce jour en avant, autant que Dieu m’en donnera le savoir et le pouvoir, je défendrai mon frère Charles, et l’aiderai en toute circonstance, comme on doit selon l’équité défendre son frère, pourvu qu’il en fasse autant à mon égard. Et jamais je ne prendrai avec Lothaire aucun arrangement qui, de ma volonté, puisse être nuisible à mon frère Charles.

ترجمة: “محبة في الله ومن أجل خلاص الشعب المسيحي [الأمة المسيحية] وخلاصنا المشترك، فإني من هذا اليوم فصاعداً ، وعلى قدر ما يمكـِّـنني به الله من معرفة وقوة، سأدافع عن أخي تشارلز، وأكون له عوناً مهما كانت الظروف ودعا الإنصاف لنصرة الأخ، شريطة أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لي. ولن أعقد بيني وبين لوثير أبداً أي اتفاق بإرادة مني يمكن أن يكون سبباً في الإضرار بأخي تشارلز”.

لو فرضنا أنا طلبنا من امرؤ القيس، في القرن السادس الميلادي، أن يترجم لنا هذا النص في صيغته الأولى أو في فرنسيته المعاصرة، لترجمه بنفس لغتي نحواً وصرفاً وبلاغة، لأني أنا لم أفعل شيئاً غير استعمال لغته في ترجمتي. فهل يمكن للغة العربية التي لها هذا الوجود وهذه القدرة أن تكون أداة تخريب؟!

لغة تخريب أم لغة إنتاج العلم

لم يُرد السيد المعني المستَجْوَب في الصحيفة وأمثاله، كما سمعنا في حوارات إذاعية وتلفزية، تعويضَ الدارجة باللغة العربية وحسب، بل اعتبر واعتبروا العربية سبباً في انهيار تعليمنا اليوم، يقول: “منذ أن جرى تعريب التعليم وقع انهيار في النظام التربوي” ويضيف: “فما الذي يقوم به آلاف الخريجين المكونين بالتعليم المغربي؟ لم يصلحون؟ لا بد من وضع تقييم شامل لحصيلة تعريب التعليم الذي كان كارثة على المغرب”. هذا كلام ينبني على عاطفة مكلومة بجرح لم تكن العربية هي السبب فيه، والإشارة تكفي. لأن لهذا الفشل أسباباً أخرى لا حاجة لنا بالوقوف عندها وأهل التحقيق يعرفونها. والغريب أنه يجد في الدارجة والأمازيغية قدرةً على التلقين ويدافع عن ذلك، ولا يجد هذه القدرة في اللغة العربية. فهل اللغة العربية عاجزة حقاً عن القيام بهذه المهمة؟

إن اللغات التي تؤدي وظيفة اللغة الأولى، وهي التواصل، واللغات التي تمثل الكمال في ذاتها بأدواتها التركيبية والصرفية وسهولة استيعاب صور رموزها (حروفها) عدداً ورسماً، هي اللغات القادرة على إنتاج العلم. واللغة العربية تتصف بهذه الصفات، فهي لغة بيان بامتياز. أي منذ كانت وهي لغة تواصل، ثم صارت مع الزمان لغة إبداع أدبي رائع، كان قمته ما نزل وحياً قرآنا. وفي هذه المسيرة الطويلة صارت لها القدرة على صوغ المعاني العلمية في مختلف العلوم، ولم يعجزها ما جاء في نقول السريان ولا ما أبدعه مفكرو اليونان. وقد استطاعت أن تقوم بكل هذا لأنها كاملة في ذاتها، ونعني بالكمال هنا، أن لها تاريخاً طويلا، وامتداداً جغرافياً شاسعاً، (من حدود فارس إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ثم في قارة أوربا العصر الوسيط، وأوروبا اليوم، فهي اللغة الجامعة بين الطوائف الإسلامية المختلفة، وهي أيضاً اللغة الحيَّة في أقسام اللغات الشرقية اليوم في كل أطراف العالم من قلب الصين إلى هرﭬارد). وتمَـــــتَّل أيضاً هذا الكمالُ في كونها اللغة السامية (العُرْبانِية) الوحيدة التي حافظت على الصورة الأولى للغات الأسرة (اللغات الأكادية والآرامية والسريانية والعبرية والفينيقية …) فهي وحدها المُعْربة، أي التي تتميز أواخرها بواحدة من حركات ثلاث: الرفع والنصب والجر، وهذه صفة قوة عند المدققين، على عكس ما يظنه مَن يروج لمقولة “الناس يقرؤون ليفهموا ونحن نفهم لنقرأ”، لأن هذا يصدق على التداول البسيط للغة، أما الإبداع الرفيع في كل اللغات، فيدعو إلى الفهم ثم العَوْدِ للقراءة. واللغة العربية هي وحدها التي احتفظت بصيغ المثنى في الضمائر والصيغ الاسمية والتصاريف الفعلية. وهي وحدها التي تفرق بين الجمع المؤنث والجمع المذكر (من بين أخواتها في أسرتها). وهي وحدها القادرة على التمييز بين المسميات المتقاربة الجنس والشكل واللون، فيما يعتبره الناس مترادفات، مع أن اللغة العربية لا تقبل المترادفات كما يظن من يجهل دقائقها. والناطق بالعربية هو وحده القادر على نطق كل الأصوات ويتحكم في كل مخارج الحروف، مما أهله لمعرفة لغات العوائل الأخرى المختلفة.

وجاء وهم من اعتبر العربية عاجزة عن تلقين العلوم بسبب خلطه بين شيئين اثنين: 1- لغة التواصل اليومي. 2 لغة العلم الــمُسْتعمِلة للمصطلح العلمي. وكل لغات العالم تتضمن هذين:

اللغة العادية المركبة من حروف وأفعال وأسماء (تستعمل في صيغ فعلية واسمية) وهذه أساس التواصل العادي، في صغيرات القرى وكبريات المدن، ولا فرق بينها في كل الدنيا، يتكلم بها كل الناس في أحوال معاشهم.

لغة العلم الــمُــــرَفَّـدَة بالمصطلح في المخبر أو الورشة أو الجامعة، وهي لغة خاصة، وكل خاصة فيها تتضمن خاصات، تبعاً لتفرع العلوم ودقة مستعملاتها. وكل اللغات قادرة بقسمها الأول على التبليغ، وهذا هو الأساس، أما لغة العلم والمصطلح فهي نوع من الدخيل على كل لغة، ما دام المختـَرَع المعني هو من صنع أمة تتكلم بغير لغة مستورد العلم. فعالم الاجتماع أو الإناسي (الأنتروبولوجي)، في جامعة هارﭬـرد الأمريكية، عندما يريد أن يبحث في موضوع “البَـلـْغَ” المغربية (حذاء)، سيجد في لغته الإنجليزية عجزا وعِيّاً وقصوراً وضعفاً، ولا بد له في حينها من أن يستعمل لغة “السوق” وهي هنا دخيل، لأن صناعة “البلغ” لا توجد في “احْوانـْتْ” واشنطن فـ”لشَّرْبِيلْ” و”لْمْسِيَّطْ”، و”لزِيوَانيِ” و”لَبْسَاطْ” و”لْقُرْمِيلْ” و”لَبْطَانَةْ” ولِيشْفَا” إلى آخره، كلها مصطلحات مفقودة في اللغة الإنجليزية، وستصبح حاجة العالم إليها ماسة لصناعته المعرفية. وهذا الاحتياج هو احتياج كل صاحب لغة لم يصنع أهلُها العلمَ المراد معرفته، فهل كان على العالم الأمريكي أن يترك لغته الإنجليزية ويتهمها بالقصور ويتعلم لغة السوق في منعرجات فاس أو دروب مراكش ليكون عالماً؟ إنه استعمل لغته الإنجليزية للتواصل، واستعمل مصطلح “السوق” للعلم. وهذا هو الطبيعي عند الأمم التي تعتز بلغتها وأصولها، ولا فرق بين اللغات.

ثم إن المصطلح في كثير من الأحيان، لا علاقة لمسماه بالعلم الذي استخدم فيه. فالذي وضع مططلح Mouse// Sourie لم يضع في حقيقة الأمر أيَّ مشكل لمستعمل اللغة العربية على سبيل المثال، لان مسماه لا يرتبط أصلا بصناعه الحواسب، إنه مسمى اخترعه من صورة قفزت إلى ذهنه حين وضعِه المصطلح، نتيجة للمادة التي وضع يده عليها، وقد اتخذت شكلها من انحناء كف يده أكثر من صورة الفأرة التي لم يكن لها وجود في بيته على الإطلاق. والدليل الأوكد على ما نقول، أن ذلك التصور الذي وُضع من أجله المصطلح، لم يعد قائما في الحواسيب الحديثة، فلمس سطح الحاسوب أو حتى الإملاء، يقوم بنفس مهمةMouse// Sourie ومع ذلك لم تتغير التسمية.

ونريد أيضاً أن ننبه الذين يقولون بأن اللغة العربية عاجزة عن تلقين العلم، على أمر غاب عن ذهنهم، أو منعهم من الانتباه إليه قلة تدبرهم. ذاك أن العلوم الحقة، تنبي كلها على ثلاثة علوم أمهات أساس، وهي الرياضيات والفيزياء والكيمياء. وهذه العلوم بالضبط، هي التي لا تحتاج إلى أي لغة. فهي كلها رموز. ومنها تفرع ما تفرع بلغات.

ومع ذلك، فإنا نسأل، ألم يضع العاملون في صناعة المعجم ما قد يساعدنا على تلقين العلوم بلغة عربية ونحن في وضع مريح. لا يسمح حيز الزمان بالحديث عن تاريخ صناعة المعاجم العربية منذ القرن الثامن عشر في كُلِّيَتِها، ونكتفي بالإشارة إلى ما أنتجه مكتب تنسق التعريب الذي حُملنا أعباءه في فترة زمنية مضت. ومن المؤسف أن معظم المختصين المغاربة والعرب، لا يعرفون الجهودَ اللغوية الكبيرة التي يقوم بها مكتب تنسيق التعريب، الذي مقره بالرباط عاصمة المملكة المغربية. ولا يعرفه رجال جامعتنا وطلبتنا. وقد فوجئنا، عندما تحملنا مسؤولية هذا المكتب، باهتمام الغربيين، من اليابان إلى إسبانيا، بأعماله المعجمية وفي ميدان الترجمة واللغات، وعدم اهتمام، أو جهل إخواننا العرب وجل المشتغلين بتدريس العلوم في مغربنا بما ينتج. ونورد، بهذه المناسبة، مجملا لأعماله المتمثلة في وضع المصطلح العلمي، وذلك في معجماته المتخصصة، فقد صدر من هذه المعاجم حتى اليوم واحدٌ وأربعون معجماً، وغطت كل فروع المعرفة ،كلها مطبوعة على الورق، أو في بنك يمكن أن تستفيد منه كل جهة تحتاج إل المصطلح العلمي من مؤسسات ومعاهد وشركات وغير هذه، وذلك بالرجوع إلى قاعدة البيانات المصطلحية للمعجم التقني ARABTERM، وتتضمن حالياً “معاجم بلغات ثلاث هي الألمانية والإنجليزية والفرنسية، مَصحوبة بترجمة للمُصطلحات التّقنية باللغة العربية ومُرفقة بتعريفات دقيقة، وتَهمّ المجالات التالية: تقانات السيارات، هندسة المياه، الطاقات المتجددة، الهندسة الكهربائية، النسيج، النقل والبنية التحتية، المناخ والبيئة وإدارة النفايات الصلبة، الهندسة المدنية، تقانة المعلومات. وتتوفر هذه القاعدة على حوالي 45530 مدخلا. كما تشمل هذه القاعدة المصطلحية ذخيرة معجمية موَحّدة بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية وتهم مجالات: اللسانيات- الفيزياء العامة والنووية- الرياضيات والفلك – الموسيقى – الكمياء –الصحة وجسم الإنسان – الآثار والتاريخ – علم الأحياء – الجغرافيا – التجارة والمحاسبة– المصطلحات المهنية والتقنية (الطباعة والكهرباء(– العلوم الإنسانية –القانون – السياحة – الزلازل – الجيولوجيا – الاقتصاد – النفط – البيئة – الهندسة الميكانيكية – التقنيات التربوية – الإعلام – الفنون التشكيلية – الأرصاد الجوية –الاستشعار عن بعد – علوم البحار- الحرب الإلكترونية – تقانات الأغذية –علوم الوراثة – علم الصيدلة – الطب البيطري –النقل – تكنولوجيا المعلومات – التواصل اللغوي –الهندسة المدنية – علم التشريح العياني –الآداب المعاصرة.

تشتمل القاعدة على حواليْ 125000 مدخل. وبهذا يصبح إجمالي مداخل المعجم التقني ARABTERM ما يناهز 170530 مدخلا”. وللاستفادة من هذه الذخيرة يمكن الدخول إلى الموقعين: www.arabterm.org [email protected]. ma .

هذه هي الثروة الغنية من المصطلحات العلمية الحديثة، مضافة إلى الجهود السابقة المذكورة أعلاه، وإلى جهود كثيرة لم نطلع عليها، وهي موجودة بالقوة والفعل، وكلها في مستوى التعليم الجامعي الراقي. ومع ذلك ندعي أننا لا نملك لغة قادرة أن تكون لغة العلم والمعرفة والخلق والإبداع والاختراع. إن كثيراً من اللغات اليوم، ولا نريد أن نضرب مثلا بدولة تعتمد اليوم في تعليمه العلمي والطبي لغة تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ولغتها لا تملك من قدرة اللغة العربية وعراقتها وتجربتها ومعجمها العلمي، إلا القليل القليل، ومع ذلك، يُدرِّس بها أهلُها العلمَ ويكتشفون ويخترعون ويسجلون براءات الاختراع بمقدار يتجاوز ظاهرياً – وأقول ظاهريأ لما سأقول أسفله- كل براءات الدول الإسلامية البالغة عدداً ما يفوق مليار ونصف، ويتجاوز ظاهرياً، بالكثير الكثير، ما تسجله أمتنا العربية التي يبلغ عدد مكوناتها، ما ينيف عن خمسمائة مليون نسمة، توزعت بين اللغات الأجنبية، وفي هذه أبدع أبناء أمتنا في جامعات العرب. إن العربية لغة قادرة يُرهقها عجز أصحابها ممن نسوا قراءة تاريخ الأمة في سالف عهودها الزاهرة، حيث كانت العربية إنجليزية تلك العهود. وحيث ضُربت لها أكبادُ الإبل، من مدن غرب العصور الوسطى (بالمفهوم الغربي)، لأخذ العلم، في بغداد أو القيروان أو قرطبة أو فـــــاس أو مراكش. هـــــذه هي المعـــــــــارف -( مخزوننا المصطلحي وإرثنا العلمي المذكور)- التي يجهل وجودَها أمثالُ من يعتبر التعريب هو من خرب تعليمنا. الذي خرب تعليمنا هو الجهل بوجود المخزون المصطلحي، هو التكوين الأجنبي لمن يضع المخططات الدراسية أو من يأمر بفعلها، هو صعوبة تلقين العلوم بالعربية على من قل زادهم فيها. افتحوا أقساماً جامعية تجريبية في تعليم العلوم المذكورة، يشرف عليها أساتذة أكفاء في اللغة العربية، وبهذه المعاجم التي ذكرنا، وسترون أي الأقسام أكثر استيعاباً، التي تعلم بالعربية أم تلك التي تعلم بلغة غيرها. علموا أبناءنا اللغات الأجنبية منذ الطفولة، وعلموهم بلغتهم العربية في جميع مراحل التعليم، حتى الجامعة، وسيكونون قادرين على تمثل العلوم بالقدر الذي يتمتع به الأمريكان وأكثر، لأن لغة التعليم العربية تمكن أبناءنا من الاستيعاب العلمي على قدم المساواة مع غيرهم، وبنفس المدة الزمنية التي يتعلم بها الفرنسي أو الإنجليزي، لأنهم لن يحتاجوا إلى ترجمة البنية اللغوية الأجنبية في ذهنهم، إلى بنية لغتهم الأصل، ليفهموا المعلومة المراد تلقينها، مما يضيع عليهم زمناً يتفاقم هَدْرُه مع الزمن. والمشتغلون في ميدان الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية أو العكس يفهمون ما أقول. التعلم بلغة الأمة مع إتقان اللغات الأجنبية بوصفها لغة في ذاتها لا لغة تعليم، يمكن المتعلم من القدرة على أخذ المعرفة بسرعة، ويمكن من القدرة على الصناعة والاختراع الدقيق باللغة الوطنية عندما نريد ويُعترف لنا بإسهاماتنا في صنع العلوم كما نحن فاعلون.

هل نسهم في المخترعات الحديثة؟

إننا نُسهم في المخترعات الحديثة اليوم بالحظ الوافر، غير أن مؤسسات الإحصاء، سواء في الأمم المتحدة، أو المعاهد المختصة، لا تدخل علماءنا الفاعلين اليوم في العلوم الحقة، والمحركين للفعل العلمي، وواضعي أدق الاختراعات في حسبانها، لأنهم ينتجون بلغة أماكن وجودهم، فلا ينسب الاختراع للعربي أو والمسلم، وإنما ينسب للغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية أو أو، وبالتالي للأمم المتكلمة بهذه اللغات. إن هذه حقائق متمثلة في مخابر وجامعات الغرب وأمريكا. لقد قرأ جل علمائنا المهاجرين بلغة عربية في مدارسهم في بلدانهم، وكانوا عاديين في صفوفهم، ثم هاجروا فيمن هاجر، فصاروا أعلاماً منتجين مبدعين في الصنائع العلمية التي تكلفوا بها في كبريات الجامعات والمختبرات الغربية. وما كانت العربية التي أخذوها منذ الطفولة، إلا مساعداً فعّالا على قوة استيعابهم. ولأنهم أنتجوا بلغات أجنبية، لم تعد أعمالهم في حصيلة الفعل العربي الإسلامي. مع أنهم أبدعوا بذهنية العربية التي ننكر.

العربية من اللغات الغنية تاريخاً وتجربة إنسانية، لأنها بنتُ ما يزيد على خمسة ألاف سنة، وعاشت في جغرافيا شاسعة، متعددة المناخات والتضاريس والأَهْوِيَّة. لقد حملت العربية كل هذه التجربة. ومهمتنا أن نرفع صوتنا للتعريف بقدرتها على صناعة المعرفة والعلم. مع الدعوة بكل إلحاح، إلى تعلم اللغات الأخرى، كلغات أدوات، وبالقدر الذي نستطيع، لا باعتبارها لغات تعليم، بل باعتبارها أدوات نستخدمها في الوقت المناسب. وقوة اللغة لا تتجلى في استعمالها ألفاظاً وجملا، ولكن تتجلى بالأخص، فيما تُكسب الإنسانَ من قوة الاستيعاب والقدرة على صَوْغ المفاهيم في عقله، صياغة تساوي عراقة وتجربة اللغة التي هي لغته. والتعليم باللغة العربية، يعني الحفاظ على كل تجربة هذه اللغة بما وصفتها عليه. بل هي لغة أمن “ولغة عظيمة”، كما عبر عن ذلك السيد وزير التربية والتعليم الفرنسي Jean-Michel Blanquer الذي أعلن البارحة 10 شتنبر 2018، عن دعمه للغة العربية التي “يجب أن تنال الهيبة التي تستحقها” باعتبارها “لغة عظيمة”، كما قال، لتصبح إحدى اللغات التي يتعلمها كل الفرنسيين (إذاعة RMC و) BFM TV). لم يقص السيد الوزير أي لهجة من اللهجات العربية بطبيعة الحال.

غفوة الأمم قد لا تعني أن دقاتِ قلوبها توقفت وأنفاسَها انقطعت، فمع الإرادات الطيبة العاملة الملحة، يَنْبُتُ الْمَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى، وتبقى قوة اللغة العربية كما هي. ومن صار على الدرب وصل.

*أستاذ فخري بجامعة محمد الخامس

عضو مراسل لمجمع اللغة العربية بالقاهرة

‫تعليقات الزوار

50
  • Mohamed de jadida
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 07:49

    الدارجة و الامازيغية هي لغة الام للمغاربة من حق الطفل المغربي ان يدرس بهما في التعليم لكي يحس انه ليس غريب عن وطنه و يعتز باصوله المغربية…اما العربية الفصحى فهي لغة تصلح لقراءن و يحترمها الجميع و لكن مشكل العربية هو انه لا حد يتكلم بها في في البيت و الشارع و حتى في المدارس و من المفروض ان يدرسها الطفل من اجل هدف و احد وهو القران….

  • محمد سعيد KSA
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 08:08

    السلام عليكم

    حقيقة أجد نفسي في شأن مغربي داخلي وسأدلي بدلوي فمن عاشر القوم صار منهم كما يقال.

    حقيقة من خلال وجودي في هذا الصرح الإعلامي الجذاب هسبريس التي اصبحت بالنسبة لي قهوة صباحية ومسائية لا بد من إحتساء أقداحها إستطعت تكوين فكرة عن توجه الفكر الإجتماعي المغربي ورغبته في الإنطلاق نحو الأمام والتعويض في الميادين التي تحتاج للتصحيح وهذا شيئ حسن

    ولكن تلوح أمامي علامات إستفهام دائما عندما أرى بأن المجتمع يبحث عن أزمات وخناقات هو في غنى عنها !!

    أعلم جيدا التركيبة العرقية لهذا المجتمع بتفاصيله كلها من طنجه إلى الكويره من وجده إلى العرائش وأعرف التاريخ المغربي منذ الزمن السحيق وأعلم بأن لإخواني الأمازيغ حق الإعتزاز بلغتهم.

    حقيقة لا أجد مثل هذا الهم والجدل بخصوص اللغه الفصحى في أي بلد آخر بما في ذلك الجزائر، وأتعجب حقا لما أرى من إهتمام عظيم من قبل المسلمين الاعاجم ونهمهم لتعلم اللغة العربية في بلادي وفي غيرها وأراهم حتى يأتون عندي لأترجم لهم بعض الأحاديث الشريفه، كل بلد دارجه ولكن تبقى الفصحى لغة إعلام

    السؤال هل تحارب لغة القرآن بسلاح الدارجة في عقر دار الإسلام وأعني المغرب ؟

  • M.mohamed
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 08:26

    un arabe restera pour l'éternité un pleurnicheur sur le passé

  • مواطن بسيط
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 09:04

    مقال جميل…الكاتب المحترم حاول جاهدا ان يكون متزنا في ثحليله رغم ان قوميته العربية بادية من خلال تحليله وهدا حقه الطبيعي.. اكيد ان اللغة العربية من اللغات الكبرى في العالم…وهي لغة العلم ايضا…لكن سيدي العزيز مشكلتنا الحقيقية هي مع القوميين العرب الدين يجعلون من اهل المغرب وجيبوتي والصومال والاشوريين والتركمان و الكرد و الفرس والكعنانيون وكل اهل السموات والارض عربا وهنا مربط الفرس فالقوميون العرب اقصائيون وتاريخهم الغير المجيد والعنصري دليل على دلك…اتمنى ان اكون مخطا….شكرا على المقال وشكرا على الافادة…

  • amaghrabi
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 09:04

    مع احتراماتي للدكتور شحلان ودرجته العلمية أقول له مع الأسف .اللغة العربية الفصحى لغة اجنبية وهي ميزة سلبية وثانيا وهي اكفس لغة غير متداولة مما يجعل أطفالنا منذ البداية يعيشون ارهاقا فكريا ويحسون بثقل يجثم على عقولهم الصغيرة مما يؤدي الى كره التعلم منذ بداية مشوارهم واغلبهم يهدرون المدرسة لهذا السبب,وثانيا وانا كمدرس لاطفالنا تعلم الحروف والقراءة بلغة اجنبة غير متداولة يصعب مأمورية المدرس لكي يتعلم التلاميذ القراة المفهومة,لان القراءة ليست فقط تعلم الحروف وانما القراءة تكون بالفهم,وانا صراحة احبب لغتنا المغربية لانها وبدون شك ستسهل على التلاميذ القراءة بسرعة فائقة مما يجعلني أوافق من وضع تلك الكلمات المغربية في كتابنا المدرسي ويا ليته وضع كثير من الكلمات والجمل البسيطة التي يتكلمها الطفل المغربي في القسم الأول من اجل قراءة الحروف وتكون بسرعة ويحس التلميذ بالنجاح والتفوق وهذا ما نتمناه لاولادنا ان يحبوا المدرسة من البداية وان لا ينفروا منها ويهدروا بشكل نهائي مدرستنا وخاصة في الأرياف المئربية وبواديها.للغة المغربية ضرورية في قرننا وهي هوية جميع المغاربة

  • ب ط السلاوي
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 09:17

    مقال مرجعي يجب أن ينشر على نطاق واسع حتى يمكن لكل قارئه أن يكون بعلم بموضوع الساعة : لغة التدربس و مكانة اللهجات المحلية

  • سيمو
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 09:29

    جزاك الله خيرا علي هذا المقال الاكاديمي الرائع وهو الي غاية الساعة احسن واقوي رد علي عيوش.

  • ازناسني من فاس
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 09:49

    مؤخرا تم امتشاف ٲقدم اثار جينية في عظام لسبعة ٲشخاص مختلفين في افريقيا في منطقة تافوغالت ببركان و بالضبط في مغارة الحمام، اكتشاف عظيم لم يتم التكلم عنه ب"موضوعية" و اسهاب من قبل وسائل الاعلام. و بعد تحليلها صرح العالم Choongwon Jeong بمعهد Max Planck لعلوم التاريخ و لانسان بٲلمانيا :
    “Nos analyses démontrent que l’Afrique du Nord et le Proche Orient, même à ces périodes très reculées dans le temps, faisaient partie d’une seule région sans aucune barrière génétique”
    ٲي ٲن تحليلهم لجينات العظام المكتشفة ٲن شمال افرقيا و الشرق الٲوسط لم تكن بينهم حدود جينية و ذلك منذ تلك الفترة، و يقصد 15000 سنة. ٲي ٲن سكان شمال افريقيا ٲصلهم من الشرق الٲوسط.
    اذا كيف لشرذمة من المغرر بهم يريدوننا ٲن نتخلى عن لغة الشرق العربية؟ العربية ليست لغة فقط بالنسبة لي كمغربي بل هي شرط وجودي. هي تجري في عروقي مجرى دم ٲجدادي البربر القادمين من الشرق منذ ٲكثر من خمسة عشر ٲلف سنة. العروبة ليست وليدة الاسلام بل هي ٲقدم من ذلك، وجود الحضارات العربية القديمة مثل سبٲ و تدمر وغيرها خير دليل على ذلك.
    المجد للعروبة.

  • النكوري
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 09:49

    لا ينكر احد ان اللغة العربية هي لغة الحضارة الاسلامية و التراث الذي يفتخر به الكاتب كتبه الفرس و الأفغان و الأزبك و الأكراد و السريان و الأقباط و الامازيغ و الترك و غيرها من الشعوب الاسلامية و التي بنفسها حكمت العالم الاسلامي بدأ بعهد العباسيين و السلاجقة و الأيوبيين و التتر الخانيين و العثمانيين و الممالك و الامازيغ الخ اللغة العربية كانت لغة هذا العالم الذي سقط 1924 بتحالف القوميين العرب مع الإنجليز كما تثبت الوثائق الانكليزية التي رفع عنها السرية
    القومية العربية دمرت هذا العالم و يكفي ما نشهده من حروب و الكاتب يحاول توظيف العاطفة و العقيدة الاسلامية للمشروع القومي الذي ينتمي اليه
    قديما كان التعليم بالعربية و لان هذه اللغة ليست لغة الام بالنسبة لكثير من الشعوب الاسلامية فقد وجد كتاب كانوا يجلسون في الاسواق يساعدون الناس في مهامهم الكتابية كالرسائل و هذا الامر لازال موجودا في المغرب حيث أينما وليت تجد كتاب يحررون رسائل و شكايات للمواطنين و لو كان التعليم بلغة الام لاختفى هذا و لاختفت الامية الكتابية التي تصل 90% في المغرب فرجاء لا تغالطوا الناس

  • Abdelaziz Ananou
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:12

    شكرا على هذا الموضوع القيم الذي سيكون مرجعا لنا وربما لكثيرين… وقد ركزتم على نقطة مهمة ينبغي أن يُنتبه لها وهي : " قوة وقدرة الإستيعاب التي تمنحها اللغة العربية" …
    في بلد كَسْويسرا، بلد يتمركز في الطليعة في كل شيء، الدولة تمنع منعا باتاًّ التداول في الأقسام الإبتدائية باللغة الألمانية الدارجة السويسرية، بل باللغة الألمانيه الحقة… ولهذا سأطرح ثلاث نقاط:
    .
    1) فكما في سويسرا، في المغرب ينبغي منع الدارجة للتداول في أقسام الإبتدائي، منعا كليا …
    .
    2) فرْض اللغة العربية في مدارس البعثات برفع درجتها في الإمتحان حتى يهتم بها التلميذ أكثر.
    .
    3) معرفة اللغة العربية واجب على كل مغربي يريد أن يلج الوظيفة العمومية، وإن اقتضى الأمر، يمر بامتحان.

    وختاما : هذه البلبلة التي أحدثت منذ هذه المدة، سنجعلها إن شاء الله مناسبة لنضع هذه اللغة في مكانها لتكون أساسا من أساسيات تعليمنا…

  • asskour ibrahim
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:22

    في الواقع الذي نعيشه ونراه ونلمسه كل المغاربة قاطبة ببدوهم وحضرهم مثقفين وأميين مجمعون كلهم ومتفقون على أن اللغة العربية الفصحى هي لغتهم، الجميع بدون استثناء يشجب ويدين محاولة دس بعض الكلمات والتعابيلر الدارجية في بعض مقررات التعليم من طرف عناصر مدسوسة غير معروفة. ما أريد أن أقوله هو أن بعض التعاليق هنا في هذا المنبر هي أيضا مدسوسة من جهات خارجية غير مغربية تحاول أن توهمنا أن هناك من يؤمن بالتلهيج. السؤال هو: من يكتب هذه التعاليق وفي أي بلد؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • Sana lbaz
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:23

    السبب السياسي للتخوف من ترقية الدارجة، فهو التخوف من ترقية الشعب الذي سيصبح له لسان معترف به (اللغة الدارجة)، يستعمله في المطالبة بحقوقه، وفي الاحتجاج على الاستبداد والفساد. لهذا يرفض المسؤولون السياسيون فكرة تأهيل الدارجة، لأن لغة السلطة لن تبقى هي اللغة التي لا يعرفها الشعب، والتي تستعمل، نتيجة جهل الشعب بها، كآلية أخرى للاستبداد، بل ستكون هي لغته الدارجة، وهو ما يحرره ويحل عقدة لسانه.
    والسبب الآخر لرفض تأهيل الدارجة، هو التخوف من لغة مغربية أصيلة تعبر عن الاستقلال الهوياتي واللغوي للمغرب. وهو ما يرفضه العروبيون الذين يجعلون من تبعيتهم للمشرق العربي علة وجودهم.
    وهناك سبب آخر للتخوف من الدارجة، هو أن ترقيتها ستؤدي مباشرة إلى تراجع العربية، بل قد تؤدي إلى اختفائها إذا أصبحت الدارجة لغة تعليمية ومدرسية، لأن الأولى، عكس الثانية، لغة نصف حية أو نصف ميتة، لا تستعمل إلا في الكتابة فقط، الشيء الذي يوفر الفرص للدارجة لتجاوز العربية والتفوق عليها. فالعربية لها الهيمنة اللغوية فقط لأنه لا يسمح للغات الوطنية (الدارجة والأمازيغية) أن تنافسها، وذلك بالاستفادة من نفس فرص النمو والتطور ..تابع

  • الدارجة هويتنا
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:28

    كل الدول بدون استتناء طوروا دارجتهم وأصبحت لغة قائمة بداتها يدرسون بها ويبدعوم بها ويفتخرون بها لأنها لغتهم هويتهم، إلا الأمة ديالنا كل دولة فيها كاتكلم بلغة مختلفة تماما عن لغة قريش ومازال لاصقين فلغة مات وتدفنات منذ 14 قرن .

    اعطونا دولة واحدة يتكلم افرادها بلغة قريش فيما بينهم، وحتى أهل قريش اليوم لايتحدثون باللغة العربية فيما بينهم .

    أغلب الفرنسيين يتكلمون اللغة الفرنسية، التي يدرسون بها ويقرؤونها، فيما بينهم في البيت والشارع وفي كل مكان وفبعض الاحيان تضاف كلمة عامية هنا وهناك ولكن تركيبة الجملة والصرف والتحويل والنحو وكلشي لايتغير وكذلك الاسبانية والانحليزية والإنجليزية وجميع اللغات.

    والدارجة المغربية لاتشبه العربية في شيء والدليل هو ان المشارقة لايفهوننا
    اعتزوا بلغتكم ولا تدعون أهل قريش يسيطرون عليكم و يستعمرونكم فكريا وعقائديا وفي كل المجالات. فبعدما خربوا عقول شبابكم بالوهابية والفكر الارهابي والاقصائي هاهم اليوم يشنون حرب شرسة ضد الهوية المغربية لتتوهون أكثر مما أنثم تائهين.

  • حزين
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:33

    المشكل في المغرب ليس مشكل اللغة العربية فهي لغة جميلة و مطواعة و متطورة المشكل في المناهج التعليميه و طريقة التلقين فهي اكبر المشاكل فعلى سبيل المثال لدي طفلان يتعلمان بالنسبة للفرنسية لا يجدون صعوبة بل تعلموها بسرعة لان مدرستهم تعتمد مناهج فرنسا سهلة و شيقة و تعتمد على التدرج في التلقين في حين أن مناهج الوزارة فيما يخص اللغة العربية صعبة و تعتمد منذ السنة الأولى ابتدائي نصوصا طويلة و أدبية صعبة الاستيعاب حتى على الاكبر سنا عكس المناهج التي درسناها نحن جيل الاباء حيث كان التدرج في التعلم و نصوص قصيرة و مثيرة لازلت اذكرها الى الان كلمات بسيطة و مقررات قصيرة العيب في التلقين و المناهج و المنظومة باكملها و ليس العيب في اللغة انا عملت المستحيل لاحبب العربية لأبنائي لاني اعشقها لكنني فشلت لان مقررات الوزارة مهزلة و فاقد الشئ لا يعطيه اصلحوا التعليم من جذوره المنظومة فاشلة و كفانا نقاشات في الفروع و شغل الراي العام بنقاشات فارغة لالهائه عن المشكل الأساسي التعليم يا سادة ميت اكلينيكيا منذ زمن بعيد و يجب إعادته إلى الحياة بنفس جديد و جرأة في التغيير ارجو النشر

  • ابا جندل
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:39

    الا يكفيكم ان هذه اللغة المباركة هي مصدر كل العلوم كما جاء في القرءان الكريم "وعلم ادام الاسماء كلها" كما ان هذه اللغة هي لغة الملائكة وهذا اكبر دليل على قدسيتها والذي لا يرى من الغربال فهو اعمى والسلام عليكم ورحمة الله

  • hennou laraj
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 10:39

    Dites nous ,monsieur , pourquoi ,pour paraphraser feu el khatibi, on a mis 15 siècles sans apprendre l'arabe. pourquoi cette langue est restée une langues des discours à la télé et des écrits sur les journaux
    comment se fait il que ne la pratique pas quotidiennement.

  • بلمختار
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 11:51

    يشكل المقال مرجعا علميا للتمييز بين "لغة الأم" و"لغة الأمة"، ويتيح مناقشة الانزلاقات الحاصلة في المناهج المغربية بعيدا عن الانطباعات الذاتية. وما أحوجنا إلى أمثال الأستاذ شحلان في كل مجال من المجالات لإرساء الأمور على أسس سليمة.

  • Abdoallah
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 11:57

    احسنت و وفيت ، جزاك الله خيرا…. ما أكثر السفهاء في زمننا هذا ؛ و ما أحوجنا لأناس يفقهون و يفقهون. و لمسؤولين غير خانعين و كأنهم نائمين أو متأمرين .

  • WARZAZAT
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 13:25

    القضية ساهلة…لو أردت أن تنتج مسرحية، فيلما أو مسلسلا على الواقع و الحياة اليومية في المغرب هل ستنتجهم بالفصحى أم بالدارجة؟….أصلا لا يمكن انتاجهم بالفصحى…مستحيل…إلا إذا أردت أن تنتج كوميديا ساخرة.

    نفس الشيء ينطبق على باقي الفنون و العلوم سوى مع الوعظ و التراث الديني و المسلسلات التاريخية التي وظيفة الفصحى فيها تذكيرنا بالازمنة البائد. أزمنة شهبرند التجار و البيرقدار.

  • Arabisque
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 13:29

    أنا من الذين حفضوا النشيد الذي درسونا في القسم الثالث ابتداءي بأن الأنصار استقبلوا به النبي عند هجرته من مكة إلي المدينة.
    كان ذلك قبل خمسين سنة، وبالرغم من أني ما زلت إلى الآن أحفض النشيد عن ظهر قلب إلا أنني ما زلت إلي الآن لا أفهم ما معنى عبارة ' ثنيات الوداع' ولا أضن أن المعلم/الفقيه الذي حفضني هذا النشيد ببيداغوجية الخوف من الفلقة كان يفهمه أو أنه لم يلتحق بالرفيق الأعلى إلأ بعد أن بحث عنه وفهِمه ليُفهّمه.

  • القرويين
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 13:37

    لدي تعقيب على مفهوم القداسة، وهو مفهوم ينبغي أن يتطرق إليه الفقهاء وعلماء الدين وليس اللغويون… في الإسلام، بخلاف المسيحية، ليس هناك فكرة القداسة.. فالتقديس لله الواحد الأحد… لقد كرم الله الرسل واصطفى خاتم الأنبياء لكنه نهى عن تقديس الأشياء والأشخاص، فما بالك باللغات… لكن مع الأسف فإنا نلجأ إلى تقديس أشياء ملموسة لأن إيماننا غير مكتمل وتحتاج دائما إلى تقديس أمور ملموسة لأننا لا نكتفي بالإيمان الخالص بالله عز وجل… وهذا ما يسمى بالشرك… الإسلام ليس مرتبطا لا بلغة ولا بزوايا ولا بأولياء ولا بمكان… الإسلام في قلوب المؤمنين، وهم من بحفظونه ويكرمونه بأفعالهم ومعاملاتهم وتقواهم…

  • rida
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 14:00

    مقال علمي راءع يبين من خلاله الأستاد شخلان على قداسة اللغة العربية وعلى الإمكانيات الكبيرة التي تتيحها للبحث و التطور العلمي, و يدحض بالتالي رأي- غير مؤسس علميا- البعض الدي يعتقد غير دلك. في هدا الإتجاه, أضيف على أن اللغة العربية كانت هي لغة العلم و الضارة في الأندلس

  • العارف
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 14:21

    الكاتب عضو مراسل لمجمع اللغة العربية بمصر….. ولكم أن تتخيلو ما يقوم به اللوبي المسيطر هناك من ضغوط لفرض سيطرتهم وتوجهاتهم على اللغة العربية. ابحثوا في التقارير والمنشورات ذات الصلة و ستتفاجؤون بالكم الهائل من المفردات والتركيبات العامية المصرية وغيرها التي تسللت الى العربية وتقبلها سي شحلان بصدر رحب ولم يحرك ساكنا؟ لا أفهم سياسة الكيل بمكيالين هذه! المرجو النشر هسبريس كما اعتدنا منكم

  • فاضل
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 14:48

    قال تعالى:"وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ"( الروم:22)
    قال ابن كثير في تفسيره: " وقوله تعالى "وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ" يعني اللغات :فهؤلاء بلغة العرب وهؤلاء تَتَر لهم لغة أخرى وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء إفرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء تكرور وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء عجم وهؤلاء صقالبة وهؤلاء خرز وهؤلاء أرمن وهؤلاء أكراد إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم …"
    فالقرآن يعترف بجميع اللغات العالمية؛ لأنه سبحانه هو الذي قدّر اختلاف اللغات، والمسلمون فيهم العربي، وفيهم الأعجمي، وفيهم البربري، وفيهم غيرهم، والله سبحانه يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)؛ سورة الحجرات.
    ولا يتمّ التعارف بين الشعوب إلا بدراسة لغاتها !والمسلم مهما كانت لغته عليه أن يهتم باللغة العربية، لقراءة القرآن كلام الله.

  • Zohair
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:03

    كل حقيقة تمر بثلاث مراحل. في البداية يسخر منها. ثم تعاني معارضة قوية. بعد ذلك ، تعتبر أنها كانت دائمًا واضحًة وضوح الشمس

  • عبدالواحد
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:08

    لا تبخيس ولا تمجيد الواقع المعاش يقول ان الطفل المغربي يتكلم لغة الدارجة في المنزل والشارع ويدرس اللغة الفصحى المكتوبة في المدرسة وهذا يحصل في دول عديدة. لكن المشكل والذي يجب التركيز عليه هو لماذا طفلنا يدرس باللغة العربية حتى مستوى البكالوريا وبعدها يضطر الى الدراسة في الجامعة سواء داخل المغرب او خارجه بلغة اخرى مما يجعله غير مستوعبا بما فيه الكفاية وينعكس على مستواه.
    الطفل الهندي او الاوروبي يدرس بلغة واحدة فقط ولا يضطر الى تغييرها ليتمكن من إتمام تعليمه ويستعمل اللغة التي درس بها في حياته المهنية.
    لذلك يجب التركيز فقط فقط على هذه الاشكالية

  • ابن المغرب
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:13

    تحية حارة لأستاذنا الجليل د أحمد شحلان وموقفكم العلمي المفيد والرائع ليس غريبا عنكم وأنا أدرك هذاعن قرب فقد سبق لي أن تلقيت على يديكم دروسا قيمة في اللغة العبرية بجامعة محمد الأول بوجدة أواسط ثمانينيات القرن الماضي٠٠٠٠متعكم الله بالصحة والعافية وطول العمر وكثر من أمثالكم…طالبكم السابق

  • عبدالواحد
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:32

    اللذين يدعون الى التدريس بالدارجة لهم منطقهم وينطلقون من الواقع المعاش. نتكلم الدارجة في المنزل وفِي الشارع وفِي الحياة اليومية كلها. ما الفاءدة من دراسة لغة لا تحتاجها لا في حياتك اليومية ولا لمتابعة دراستك بها في الجامعة.
    اما الدارجة فان وضعت لها قواعد الكتابة فإنها تستطيع استعابة جميع الكلمات المتداولة عالميا كما هي. بينما الفصحى ونظرًا للقدسية التي متعها بها المدافعون عنها لا تقبل استعمال الكلمات الأجنبية حتى تبقى نقية.
    لذلك الدارجة التي تقبل بسهولة جميع الكلمات المتداولة عالميا يمكن ان تستعمل للتدريس في جميع المستويات وفِي الحياة اليومية.

  • Zohair
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:33

    الدارجة المغربية لابد منها في المدرسة .. بدونها سيبقى المغرب متخلفا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .. هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها الشعب المغربي .. و السلام عليكم

  • سناء من فرنسا
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:48

    إن توصية "جمعية زاكورة للقروض الصغرى والتربية"، التي يرأسها السيد نور الدين عيوش، والتي (التوصية) تدعو إلى اعتماد الدارجة كلغة للتدريس، إذا نظرنا إليها بموضوعية ونزاهة وعلمية ووطنية ـ نعم أقول ووطنية ـ، وبعيدا عن نظرية المؤامرة الجاهزة، فسنجد أنها تقترح حلا حقيقيا لمعضلة التعليم والأمية والتخلف ببلادنا، يمكن أن يخرجها من الدائرة المفرغة التي تكبّل المغرب وتفرض عليه الدوران داخلها: التدريس بلغة شبه ميتة يعطي تكوينا شبه ميت، لا ينفع ولا يجدي، وهو ما ينتج تخلفا اجتماعيا واقتصاديا، يعيد بدوره إنتاج نفس المستوى الضعيف والمتخلف من التكوين. فالسبب يصبح نتيجة، والنتيجة تتحول بدورها إلى سبب. وهكذا تغلق بإحكام الدائرة المفرغة التي لا يمكن التخلص منها إلا بتكسير إحدى حلقاتها، التي هي لغة التدريس، أي العربية الفصحى التي هي مصدر كل شرور التعليم بالمغرب.
    اعتماد لغة الشعب، بعد تهييئها وتأهيلها لذلك، كلغة للمدرسة، هو شرط ضروري لإصلاح التعليم ببلادنا. وهو ما سيساهم، نتيجة تحسين وتجويد النظام التعليمي، في توفير شروط التنمية والتقدم. والتاريخ شاهد على الدور الفعال لاستعمال لغة الشعب في تحقيق النهوض

  • Zohair
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 15:52

    من يقدس لغة معينة كمن يقدس البقرة في الهند .. القداسة فقط ل الله عز و جل و لكتابه الحكيم .. مغربة التعليم واجب ديني, وطني و إنساني .. لكن أكثرهم لا يعلمون.

  • سناء من فرنسا
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 17:00

    اللغة العربية لا وجود لها في التداول، ولا حضور لها في الحياة اليومية، وبالتالي فهي لا تمس الأميين الذين يشكلون الأغلبية.
    أعطت نتائج عكسية بالنسبة لعدد كبير من الأمازيغيين، الذين فرضت عليهم العربية قصد تعريبهم. لكنهم، عكس ذلك، سيستعملونها للدفاع عن أمازيغيتهم وللتعبير عن تعلقهم بهويتهم الأمازيغية. لهذا نجد أن الرواد المؤسسين للحركة الأمازيغية كانوا جميعهم يتقنون العربية ويكتبون بها بياناتهم ويسطرون بها مطالبهم الأمازيغية. لقد انقلب السحر على الساحر.
    هذا هو الدور الحقيقي، الأول والخطير، للدارجة المغربية باعتبارها لغة عربية: نشر الوعي الزائف وترسيخ القناعة الكاذبة، وخصوصا لدى الأميين، بأن المغاربة شعب عربي، دولتهم عربية وحكامهم عرب.
    أما دورها الثاني فيتمثل في الحفاظ على نسبة الأمية مرتفعة بالمغرب، حتى تنجح هذه الدارجة في القيام بدروها الأول، الخاص بتعريب الشعب المغربي. ولهذا إذا كانت الأمية متفشية بنسبة مرتفعة بالمغرب، فإن ذلك شيء طبيعي ومنطقي، لأن لغة التعليم ـ المضاد للأمية ـ لغة لا علاقة لها بالحياة .
    هكذا تنتشر الأمية بالمغرب، وينتشر معها الجهل والتخلف، لأن لسان الشعب

  • عدنان
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 17:14

    السلام عليكم، تحية طيبة لهسبريس وللقراء الكرام.
    أحسب أن الباحث الأكاديمي أو المتخصص في "اللغة"، ومهما "تَدَنَّت" ثقافة متلقيه (وهذا أمر نسبي) ينبغي عليه أن يحرص على توظيف اللفظ المناسب في المكان المناسب. فصاحب المقال وكل من يعتبر نفسه حارسا لهذا اللسان المبين يطغى على متخيله، عند الدفاع عن هذا اللسان العريق، (ولو أن وضعية العربية الحديثة اليوم لا علاقة لها باللسان العربي المبين الذي نزل بها القرآن الكريم) "يطغى على متخيله" أن "فصحى" عصرنا الحاضر هي نفسها تلك التي نزل بها الوحي .. وذلك منبع تلك العاطفة غير المبررة. ولذلك، كان من المفروض ألا أجد في مقاله كقارئ عادي لفظ "لغة" الذي تكرر مرات عدة في المقال كوصف لِ "العربية". هل جاء في القرآن ولو مرة واحدة ذكر "لغة"، اللهم كلمة "لغو" القدحية. الدفاع عن أي لسانٍ كانْ، يجب أن يسبقه إلمام بتاريخه وتاريخ تشكله وظروف ترعرعه وتطوره عن طريق اتباع منهجية دياكرونية. أما الانسياق وراء العواطف فلم يسبق أن كان وراء إحياء لسان مهدد بالانقراض. ربما يعرف الكاتب قصة اليعازر بن يهودا وأول معجم عبري … فلا بأس أن يستخلص بعض العبر منها

  • فاضل
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 17:28

    1- معنى قدّس في اللغة العربية.
    قَدَّسَ ( فعل ):
    قدَّسَ / قدَّسَ لـ يقدِّس ، تقديسًا ، فهو مُقدِّس ، والمفعول مُقدَّس – للمتعدِّي
    قَدَّسَ للهِ : صلَّى له
    قدَّس اللهُ فلانًا : طهّره وبارك عليه
    قدَّس اللهَ : عظَّمه وبجّله ونزّهه عمّا لا يليق بألوهيّته
    قدَّس الحياةَ الزوجيّةَ : احترَمها
    قدَّس اللهُ سِرَّه / قدَّس اللهُ روحَه : دعاء لميِّت بالرّحمة
    قَدَّسَ لِلَّهِ : نَزَّهه عمّا لا يليق به.
    فلُغويا، تقديسُ الشيء لا يعني بالضرورة عبادته، فمثلاًً: تقديس الحياة الزوجية، يعني احترامها، ولا يعني عبادتها!
    2- غريبٌ هو أمر أولئك الذين يُعظمون القرآنَ كتابَ اللهِ ويدعون إلى هجر اللغة العربية، لغة القرآن!

  • أنيس
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 17:50

    ونعم الهدف أن نتعلم اللغة العربية من أجل القرآن، فلا هدف أجل وأعظم منه

  • فاضل
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 18:31

    1- إن الجهل باللغة العربية وأساليبها، هو الذي تسبّب في ظهور الخوارج، والسلفية الجهادية، والتّنطّع في الدين؛ لأنهم لم يفهموا كلام الله فحرّفوا معانيه، وأفتوا بالتكفير وقتل الأبرياء!
    والدعوة إلى هجر اللغة العربية هي دعوة إلى تكوين الجماعات الإرهابية!
    2- كلُّ مَن يكتب باللغة العربية، فهو مِن حُرّاسها مِن حيث لا يشعر!

  • جواد الداودي
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 18:36

    لو ان عرب المغرب هم من طالبوا بتعويض الفصحى بالدارجة في مجال التعليم

    لقلنا : بما ان اهل العربيتين (الدارجة والفصحى) هم من طالب فهذا يعني ان هناك

    مشكل – لان اهل مكة ادرى بشعابها

    ولكن عرب المغرب لم يطالبوا بشيء كهذا

    كل المطالبين هم اما مفرنسون واما امازيغ

    المفرنسون يريدون الدارجة لانهم لم يتعلموا الفصحى

    وبذلك في اي مجال توجد فيه الفصحى يجدون انفسهم كالاجانب تماما

    اي : لا يقشعون شيئا – ولا يستطيعون تكوين جملة مفيدة واحدة بالفصحى

    وبالاضافة الى هذا – هم مدفوعون قبل فرنسا او على الاقل يحظون بالتشجيع

    منها حتى يبقى المغرب دائما تابعا لها

    والامازيغ بصراحة لا يهمهم الا ان تزول العربية الفصحى

    اما العربية الدارجة فلا تهمهم في شيء

    وان حدث وحلت العربية الدارجة محل العربية الفصحى في التعليم

    سيحارون العربية الدارجة

    هدف الامازيغ الحقيقي هو ان تصبح لغة التعليم هي الامازيغية

    يتبع

  • تتمة التعليق رقم 21
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 18:55

    وطوال حياتي لم أستعمل أبداً كلمة 'ثنيات' ولا عبارة 'ثنيات الوداع' والتعلم كان سيكون أفضل لو أن المعلم خاطبنا بالدارجة قاءلاً: 'ملي هاجر النبي من مكة للمدينة استقبلوه الأنصار بالغنا والزغاريت'. قي هذه الحالة كان الكل سيفهم الدرس ويحبه، وما المانع بعد ذلك بأن يشرح لنا بأن اللغة المستعملة من طرف الأنصار كانت تختلف كثيراً عن دارجتنا وبأننا سنحاول دراسة وفهم النشيد بلغته الأ صلية.
    هذا مثال بسيط من ضمن عدد لا يحصى من الأمثلة الكثيرة جداً والتي تعج بكلمات وتعابير من العربية الفصحى التي لا يفهم أحد معناها فهماً لا غبار عليه ورغم ذلك يزعم الكثير العكس، بما في ذلك كلمات من القرآن الكريم يرددها الكثير في صلواته اليومية دون فهمها الفهم الصحيح.

  • مسخوط
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 19:13

    الى جواد الداودي
    في المغرب ليس هناك امازيغي او عربي هناك مغربي مصنف عربي و مغربي مصنف امازيغي فكثير من القباىل العربية صارت امازيغية و الكثير من القبائل الامازيغية صارت عربية ‘و الصاق التهمة بالمازيغ هي تجن على مكون اساسي في النسيج الاجتماعي المغربي وشكرا

  • مولاي علي الحشمي
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 20:08

    العجب كل العجب انا ساساتنا والعقول النيرة من ادباءنا وعلماءنا اقاموا القيامة على ادخال الدارطة الى مقررات التعليم الابتداءي …ولنم ينبس اخد منهم بالسؤال التالي : << الى اين اوصلنا التعريب >> فابناؤنا يدرسون كل المواد العلمية بالعربية وبمجرد ما يحصلون على الباكلوريا ينقلب الوضع راسا على عقب !!!الاقسام التحضيرية بالفرنسية المدارسالعليا للهندسة والتظطكنولوجيا بالفرنسية والانجليزيةفما نفع الدارجة او العربية ؟ اجيبوني جازاكم الله خيرا يا دوي العقول النيرة !!!! اليوم نرى ابناء الميسورين لا يتكلمون لا عربية ولا دارجة بل الفرنسية والانجليزية وكاننا في قلب باريس !!! كفاكم عبثا بعقولنا فلم نعد امداويخ !!!!

  • Soukaina
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 20:10

    اكتساب اللغة العربية أمر جميل جدا كما هو الأمر بالنسبة للفرنسية و تعلم التاريخ و ….و…و…
    الدفاع عن اللغة العامية ليس طريق إلى إلغاء لغة الضاد، ستظل هذه الأخيرة كمادة مدرجة إلى جانب المواد الأخرى لكن ما الفائدة من اعتبارها لغة مقدسة و لغة للتداول ! فهي لغة مقدسة بمقارنتها مع اللغة العامية لكن يا مغاربة، بمقارنتها مع اللغات الأجنبية؛ هل تعتبرونها كذلك مقدسة !! عقولكم تجمدت بفكرة نمطية مفادها أن اللغة المغربية هي طريق لجهل الجيل بل و على العكس هي لغة التطور و لو شرعنا في التعامل و التداول بها سيكون المغرب بلد متطور الى جانب بلدان أخرى صاعدة كانت اللغة السبب الحقيقي وراء صعودها.

  • amaghrabi
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 20:30

    أقول لاخي المعلق رقم21 وهو نفس المعلق رقم39 ليس المشكلة في فهم المفردات الشعرية القديمة او الجديدة وانما المشكلة في استخدام لغة غريبة وغير متداولة وكما قال عنها بعض الاخوان لغة ميتة والبعض قال نصف ميتة او نصف مشلولة.ولقد قرات ان ثنيات الوداع يقصد منها طريق كان يمر به المسافرون الشجعان للوصول الى المدينة وكان لا يستعمله الا الشعان والابطال وسمي بثنيات الوداع بحيث كان من يمر من هناك لايد ان يودع اهله لانه لا يضمن السلامة بعد المرور منه.وسمي بثنيات الوداع.والشكلة ليس في بحث المفردات الصعبة الموجودة بكثرة في الشعر الجاهلي او حتى الإسلامي وفي القران الكريم وانما مشكلتنا مع اللغة الفصحى الغير متداولة.نريد ان يتعلم ابناؤنا لغة مستعملة في الشعر والغناء والمسرح والدار وفي المهن العادية من نجارة وصناعة وفلاحة ومكانيكية ووظيفة حدادة ومخبزة وووووو .جميع الشعوب لها هويتها اللغوية الا شعبنا,وصراحة من حق إخواننا الامازيغ ان يبتكروا اللغة المعيارية والتي تنافس الفصحى وسوف تنجح وتحقق نجاحات تتفوق على الفصحى,اما اذا اعتمدنا على اللغة المغربية التي يفهمها وينظق بها اكثر من çà في المائة من المغاربة فالنج

  • محمد
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 20:40

    لي مبغاوش افهم هاد الناس لي كي ادافع على
    اللغة العربية اكاي احتاقر امازيغة ماعرفينش
    امازيغية هي باش نتشر لسلام فشمال افرقيا
    انا جدودي كلهوم فقهاء اكفسر القران بلغة امازيغة …

  • hennou laraj
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 21:01

    pour jaouad eddaoudi
    dans ma longue expérience de l'enseignement et de la formation ( 40 ans), les seules régions où les élèves utilisent la langue arabe fousha sont les régions amazirophones qui ne parlent que l'amazigh et ignorent eddarija. alors revisez vos clichés.

  • ملاحظ
    الخميس 13 شتنبر 2018 - 21:31

    من تواضع لله رفعه .. على المغاربة أن يثقوا في لغتهم الأم، اللغة المغربية، بها ستحل بإذن الله مشاكل المنظومة التربوية و المشاكل الإقتصادية و الإجتماعية و الصحية و غيرها .. المغرب بفضل مغربة التعليم إذا ما اعتمدت سيعرف قفزة نوعية في شتى المجالات و على جميع المستوايات .. العديد من الدول فعلت الشيئ نفسه و النتيجة كانت أكثر من رائعة

  • شكرون بن الاشفط
    الجمعة 14 شتنبر 2018 - 03:18

    مقالة رائعة من أستاذ رائع،تكمم أفواه كل من يشكك في قدرات اللغة العربية.جازاك الله خيرا وصحة أستاذ شحلان

  • احمد العلوي
    الجمعة 14 شتنبر 2018 - 07:35

    الحجج التي اوردها صاحب المقال لابعاد العربية العامية من التعليم وغير التعليم يمكن استخدامها بنفس الاسلوب لابعاد العامية الامازيغية من التعليم وغير التعليم ايضا . في المغرب لغتان عاميتان هما العامية العربية والعامية الامازيغية التي نتغافل عمدا عن حقيقتها ونسميها بالامازيغية دون وصف العامية الذي تستحقه ، ولا ينبغي ان نمارس التمييز والفرز في الاحكام فنعد احداهما ثروة وطنية ونصرف عليها الاموال ونعد الاخرى نكبة انسانية يجب التخلص منها . ان كانت الحجج التي اوردها صاحب المقال صحيحة وتوجب ابعاد العامية العربية فيجب ابعاد العامية الامازيغية ايضا .

  • Momo bxl
    السبت 15 شتنبر 2018 - 02:30

    المغاربة كعادتهم يتخاصمون ويضيعون الكثير من الجهد والوقت بدون طائل. لكن الحقيقة المرة أن العامية المغربية ستظل في الحضيض واللهجات الأمازيغية تحت الحضيض. واللغة العربية الفصحى حكرا على فئه قليلة من الناس. فما يتجاهله الجميع أنه لن تقوم قائمه للعامية ولا الأمازيغية إذا لم يخرج متحدثو هذه اللهجات من التخلف. ويقطعوا مسافات طويله في طريق التقدم، فبعض اللهجات التي تطورت وأصبحت لغة عالمية تستوعب العلوم والآداب، لم تصل إلى هذه المراتب بمحض الصدفة، بل للتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي كان من نصيب من استعملها. فاللغة كائن حي يتقدم بتقدم أصحابه ويتخلف بتخلفهم.

  • عين إنسان
    السبت 15 شتنبر 2018 - 18:06

    الدارجة
    قضايا مصائر الأمة، مثل اللغة، لا يتحدث فيها إلا ذوو العلم، فإذا أقحم التجار أنفسهم فيها، صار الأمر مضحكاً مبكياً. ويؤلم الأمر أكثر عندما يصبح الأمر شتماً. ذلك حال "الرجل الدارجة" في حديث أجرته معه إذاعة "مدي 1" بالفرنسية، الإثنين 10/9/ على الساعة 8 و18 د، حين سألته المذيعة عن رأيه في النقاش الذي يدور، فأجاب "كما تقولون أنتم la caravane avance et les chiens aboient. لا يعنينا أن نذكر أن منطوق المثل في الفرنسية يختلف، وأن هذا المثل "القافلة تسير والكلاب تنبح" عربي، وأن المذيعة فوجئت بنسبة المثل إلى قومها، فاكتفت بأن قالت "تصوير جميل". لم يكن هذا الأمر هو الذي دعاني إلى كتابة هذا التعليق، بل الذي دعاني إليه، رفضي أن يوصف الجِلَّة من الباحثين، بالكلاب. وإذا ترفع هؤلاء الباحثون عن أي يقيموا دعوى قضائية على المعني، لأن أمره تعدى ميدان المعرفة وأصبح شَتْماً، فإني ألتمس من القراء الكرام، أن يتدبروا الأمر. ولماذا لا يكونون هم الطرف في رفع القضية إلى القضاء، أو يوعِزوا للوكيل العام للملك، أن يفعل، باعتباره الناظر في القضايا التي تدعو إلى التدخل إذا لم يقم بذلك طرف من الأطراف.

صوت وصورة
حقيقة خلاف زياش ودياز
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:58 5

حقيقة خلاف زياش ودياز

صوت وصورة
هشاشة "سوق النور" في سلا
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:30 1

هشاشة "سوق النور" في سلا

صوت وصورة
الركراكي والنجاعة الهجومية
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:04 1

الركراكي والنجاعة الهجومية

صوت وصورة
كاريزما | محمد الريفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | محمد الريفي

صوت وصورة
رمضانهم | الصيام في كوريا
الإثنين 25 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | الصيام في كوريا

صوت وصورة
الفهم عن الله | رضاك عن حياتك
الإثنين 25 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | رضاك عن حياتك