قراءة نقدية لمواقف العلمانيين من تطبيق الشريعة في المغرب

قراءة نقدية لمواقف العلمانيين من تطبيق الشريعة في المغرب
الأحد 28 فبراير 2010 - 22:38

كلما أثير الجدل حول الموقع الذي تحتله الشريعة من التشريع،و اشتد الحوار حول مدى إمكانية تطبيقها في أرض الواقع،تناسل في رحم هذا السؤال مجموعة من الأسئلة،يحتم التناول الجدي الإجابة عنها بكل مسؤولية،و أول ما يفيض علينا من الأسئلة تحديد العلاقة القائمة بين الخلفيتين المؤطرتين للطرفين الخائضين في هذه المسألة الشائكة،أقصد تحديد طبيعة العلاقة بين الإسلام و العلمانية،و لأن الحكم على الشئ فرع عن تصوره،يصير البوح الشجاع بالهوية الثقافية و الإفصاح عن الركائز الفكرية التي يستند إليها كل طرف شرطا أساسيا للتحديد الدقيق و العميق لهذه العلاقة،و ضرورة لتأسيس قاعدة متينة للحوار البناء المثمر،وإلا تحول هذا الحوار إلى سجال بيزنطي عقيم،لا طائل منه،و لا فائدة ترجى من ورائه،من هنا نطرح السؤال التالي : هل الإسلام و العلمانية على وئام و وفاق،أم ثمة علاقة صراع و شقاق؟ و لعل سيرورة الأسئلة لا تنتهي هنا،و إنما الجواب عن هذا السؤال يواصل استشكالاته و يطرح علينا أسئلة أخرى،فإذا كان الخيار الأول الذي يقول بالتوافق هو الأقرب إلى الصواب فمن يحتوي الآخرو يوجهه؟ هل الإسلام يحتوي العلمانية(=الإسلام دين علماني) أم أن العلمانية هي التي تؤطر الدين و توجهه؟ و إن كان الخيار الثاني -القائل بالصراع و النزاع- هو “الحق الذي لا مجمجة فيه” فما هي المعايير التي يمكننا الاتكاء عليها لإقناع الرأي العام بجدوى هذا التوجه دون الآخر؟

إننا إذن أمام سؤل جوهري و محوري يقدم لنفسه كجواب خيارين،و كل خيار تتفرع عنه مجموعة من الأسئلة المصير المحتوم لإحداهما الإقصاء و الإبعاد عن دائرة التفكير لقيامها على أساس باطل، و “ما أسس على باطل فهو باطل” كما تقول القاعدة.

العلمانية بين الغرب و العالم الإسلامي

قبل أن أخوض في تحليل الخيار الأول الذي يقول بأن تطبيق العلمانية لا يتنافى مع الخطوط العريضة للدين الإسلامي،أريد أن أنبه على أن الغزو العلماني للمغرب بهذه الحدة لم يكن متوقعا من طرف الباحثين عقب سقوط الخلافة العثمانية،ذلك أن المغرب كان يحكم نفسه بنفسه و لم يكن خاضعا للخلافة الإسلامية،ما يعني غياب أي مبرر لتطبيق العلمانية،أضف إلى ذلك الغياب الشبه التام للأقليات الدينية و الفصائل الأخرى،و العاملان كانا السببين المباشرين في خوض بعض الدول الإسلامية لتجربة العلمانية كلبنان و مصر..

أعود و أقول إن المقاربة التاريخية لمفهوم العلمانية بالعالم الغربي تؤكد أصالة هذا المفهوم في العقل السياسي الغربي من جهة،ثم حاجة الغرب المتخلف عندئذ للعلمانية بمفهومها “اللائكي” للخروج من عنق الزجاجة من جهة أخرى،فالعلمانية أصيلة في الغرب لوجود نص ينسب إلى المسيح عليه السلام يقول فيه “اعط ما لله لله و ما لقيصر لقيصر”،إذن فلم يكن ثمة تصادم بين الدين و السياسة من الجانب التنظيري على الأقل،أما حاجة الغرب إلى اللائكية (laïcité) ففرضتها ظروف خاصة متعلقة باحتكار رجل الدين للمعرفة،إن أصل “اللائكية” هي “لايكوس” أي ابن الشعب الغير المتعلم في مقابل (clerc) و هم رجال الدين،إذن فالرغبة في خلق مجتمع متعلم قارئ و الطموح إلى “تعميم التعليم” استوجبت ليس فقط لي أيدي رجال الدين حتى لا يتطاولوا على العلوم العقلية و الطبيعية و الفصل بين المعرفة الدينية القائمة على “الدوغما” و المعرفة العلمية التي تحتكم إلى العقل و التجربة،بل إن ذلك تطلب تنحية رجال الدين عن ممارسة رقابتهم على ماهو “فيزيقي” و حصر مهمتهم في تسيير الحياة المؤدية إلى “السعادة” الميتافيزيقة الماورائية،إنه إذن الوعي الغربي الذي ترجم إلى انتفاضات و تمردات على السلطة الكهنوتية الغاشمة التي سطرت صفحة سوداء من تاريخ الغرب،صفحة ملأتها أحداث القمع الكنيسي من الحجر على الفكر المتنور و محاصرته و التصفية الجسدية للعلماء و غرس جذور الفكر المتخلف المنغلق و نشر الإيديولوجية الظلامية المتحجرة.

أما القراءة التاريخية الواعية المجردة من الأهواء لحال البلاد الإسلامية،فتحيلك على غير ما حدث في التجربة الغربية مع الدين،إن فكرنا الإسلامي لم يناقش قط الثنائية “دين-دولة” و “دين-علم”،الثنائية بمفهوم التقابلي التصادمي،و حتى عصور الانحطاط الإسلامي،تلك التي أفلت و ذبلت فيها الدول الإسلامية لم تكن بسبب توظيف الدين،بل إن توظيف الدين و القيم الدينية تصير مخرجا للأزمات و حلا ناجعا للنهوض و الترقي،لطبيعة الإنسان العربي المحتاج إلى حوافز و منبهات تحمله على استخراج طاقاته المذخورة و قدراته المكنونة،و إثارة مشاعر الحماس و تهييجها، باستنهاض الهمم و تقوية العزائم،و هذا لا يحصل إلا بدعوة دينية،و لو قارنا بين عرب الجاهلية و عرب الإسلام أدركنا صحة هذه المقولة،يقول أحمد أمين معززا هذا الرأي “إن العرب في الجاهلية لم يكن لهم شعور قوي بأنهم أمة،إنما كان الشعور القوي عندهم شعور الفرد بقبيلته،و إذا رجعنا إلى ما نرجح صحته من الشعر الجاهلي و جدناه مملواءا بالشعر القبلي،فالعربي يمدح قبيلته و يتغنى بانتصارها و يعدد محاسنها و يهجو القبيلة الأخرى من أجل قبيلته،و قل أن نجد شعرا يتغنى فيه العربي بأنه عربي،و يفخر فيه على غيره من الأمم، و السبب واضح و هو أن العرب في الجاهلية لم يكونوا أمة بالمعنى الصحيح فلم يتحدوا لغة و لا دينا” (1) ،فالقول بأن الدين سبب التخلف قول خاطئ يعوز صاحبه الإنصاف.

أما العلاقة بين الدين و العلم في الإسلام فجدلية وطيدة،إذ أن العلم منبر الدين الذي ينادي في المساء و الصباح يا أهل الفلاح حي على الفلاح،و الدين بدوره يدعو إلى التأمل و التدبر و التفكر،و هذه العمليات الفكرية قنوات لابد منها لبناء معرفة عقلية و علمية،و هذا ما يؤكده ابن رشد و يخصص له كتابا كاملا ليقرر فيه أن النظر في شتى العلوم واجب شرعا،ليس النظر في العلوم فقط،بل و السبيل المؤدي إلى الإبداع و الابتكار و إنتاج المعرفة،و هو ما يسميه فيلسوف قرطبة “فعل الفلسفة” (2)يقول رحمه الله “إن كان فعل الفلسفة ليس شئ أكثر من النظر في الموجودات و اعتبارها من جهة دلالتها على الصانه –أعني من جهة ما هي مصنوعات-،فإن الموجودات إنما تدل على الصانع بمعرفة صنعتها،و إنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم،و كان الشرع قد ندب إلى اعتبار الموجودات و حث على ذلك،فبين أن ما يدل عليه هذا الاسم إما واجب بالشرع أو مندوب إليه،فأما أن الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل و تطلب معرفتها به فذلك بين في غير ما آية من كتاب الله تبارك و تعالى “فاعتبروا يا أولي الأبصار” و هذا نص على وجوب(*) استعمال القياس العقلي و الشرعي معا،و مثله قوله تعالى “أو لم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض و ما خلق الله من شئ” و هذا نص بالحث على النظر في جميع الموجودات… و قال تعالى “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و قال “و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض” إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى كثرة”.. و إذا كان الإسلام قد دعى إلى هذا،يقول أبو الوليد “فقد تقرر أن الشرع أوجب النظر في الموجودات بالعقل”(3).

إن ما يلفت الانتباه في الدين الإسلامي دعوته الصريحة الشفافة إلى إعمال العقل و ترك التقليد و محاكاة الآخرين،و عدم التسليم بصحة المسائل ما لم تقم البراهين على صحتها فعلا،فالخطاب القرآني الذي يشبهه المفكر الاشتراكي مكسيم رودنسون ب”الصلب كالصخر” لا ينفك يطالب “الآخر” بالدليل العلمي “قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا” و يرسخ النزعة البرهانية و يكرسها لدى الفرد المسلم،و إلحاحه على إقامة البراهين لا يحتاج استنباطه إلى كثير عناء ” قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”،و من له أدنى اطلاع على القرآن الكريم يستشف هذه الميزة و يذعن بعقلانية الخطاب القرآني،و هذا ما اعترف به مكسيم رودنسون،يقول “القرآن كتاب مقدس،تحتل فيه العقلانية مكانا جد كبير،فالله لا ينفك فيه يناقش و يقدم البراهين،بل إن أكثر ما يلفت النظر هو أن الوحي نفسه –هذه الظاهرة الأقل اتساما بالعقلانية في أي دين،الوحي الذي أنزله الله على مختلف الرسل عبر العصور،و على خاتمهم محمد- يعتبره القرآن هو نفسه أداة للبرهان،فهو في مناسبات عديدة يكرر لنا أن الرسل جاءوا ب”البينات” و هو لا يألوا يتحدى معارضيه أن يأتوا بمثله،و القرآن ما ينفك يقدم البراهين العقلانية على القدرة الإلهية ،ففي خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار.., آيات لأولي الألباب” (4).

و إذا تبين أن الإسلامي لا يعادي العقل و لا يتخذ موقفا سلبيا منه،و لا يقف عائقا أمام استخدامه،بل إن سلفنا كانوا يشبهونه بالشمعة التي لا يعقل أن يطفئها صاحبها و يسير في الظلام،و لا الإسلام يرفض جديد الاكتشافات العلمية،و إذا كان الإسلام دينا و دولة،دنيا و آخرة،و منظومة متكاملة أحكامه الخمسة عامة شاملة لكل الطبقات و الشرائح الإجتماعية و تخترق كل الأزمنة و الأمكنة،فإن ما على المسلم و كذا أي منصف إلا أن يرفض حصر الإسلام بين أقفاص الصدور و جدران المساجد.إن الدين الإسلامي لا ينظم علاقات الإنسان العمودية فقط،أي علاقته بربه،بل يتعدى ذلك إلى تنظيم علاقة الإنسان بالإنسان،أي علاقاته الأفقية،هذا مع أن التقسيم العلماني لعلاقات الإنسان إلى ما هو أفقي و عمودي لا يصح داخل المجتمع المسلم،و لا يراعي الخصوصية الإسلامية التي تعتبر الإنسان مسؤولا عن كل سلوكاته و تصرفاته أمام الله تعالى،و ترى الحياة بكل أشكالها و تمظهراتها عبادة،فالعبادة روح الحياة و حياة الروح في المجتمع الإسلامي،و ما يدل على شمولية مفهوم العبادة في الإسلام التعريف الذي يقدمه شيخ الإسلام ابن تيمية،يقول ” العبادة اسم جامع لما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة”،إن ما ينبغي على العلمانيين فهمه هو أن الإسلام ليس دينا روحانيا،و لا يمت بصلة لحياة المتصوفة الدراويش المجاذيب،بل إنه جاء ليصبغ الحياة البشرية بصبغة ربانية “صبغة الله و من أحسن من الله صبغة”،و ينظم الحياة الإنسانية بكل أبعادها السياسية و الإجتماعية و النفسية و الاقتصادية..فهو دين الأحوال الشخصية و المعاملات التجارية و السياسة الشرعية و الأخلاق..و هو فوق هذا غير متوقع على نفسه بل إنه ترك منافذ و نوافذ تسمح بإلقاء إطلالة على العالم الخارجي،إنه دين منفتح مواكب يفتح باب الاجتهاد على مصراعيه و يدعو إلى التجديد،و هذا ما يجعلنا نقول ب ملء أفواهنا إن العلمانية مبدأ مرفوض في بلاد الإسلام،و إذا كانت العلمانية في الغرب جاءت لتملأ فراغا في الغرب،فإن الإسلام دين كامل شامل لا فجوات فيه،لذا فليمسك عنا أصحاب البضاعة بضاعتهم فقد كفينا المؤونة !

“التقية” العلمانية و تطبيق الشريعة في المغرب..بيع الخمور للمسلمين مثلا !

والحق أن العلمانية كما تروج في العالم العربي محاطة بالكثير من الغموض،ذلك أن الازدواجية التي يتعامل بها العلمانيون العرب و “التقية” المكشوفة الساذجة التي يمارسونها أشبه ببرقع صفيق يسدلونه على وجوههم للحيلولة دون معرفة موقفهم من الإسلام و عقيدته،لكنه برقع مثقوب يكشف عن بعض ملامح الوجه العلماني الملحد.إن هذه التقية العلمانية تزرع في طريق الحوار “الإسلامو-علماني” الأشواك و الكلاليب،فتتعثر المسيرة الحوارية،و حتى إن قام حوار بينهما فسرعان ما يتهاوى صرحه و يصير كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف،و هو قبل أن يتهاوى حوار عبثي لأنه لا يتوفر على أدنى شروط الحوار،ذلك أن الغاية من ممارسة هذا الأخير هو “الإقناع بالحجة و الإذعان للصواب،و لا إقناع و لا إذعان إلا إذا توسل المختلفان في الرأي القدر المشترك بينهما من المعارف و الأدلة إذ لا بد أن تكون هناك – بحكم الاشتراك في المجال التداولي متى كانا فردين ينتميان إلى مجتمع واحد أو مجرد الاشتراك في التاريخ الإنساني متى كانا مجتمعين مختلفين- جملة دنيا من الحقائق و جملة دنيا من الاستدلالات لا يختلفا فيهما و بناء على هاتين الجملتين من الحقائق و الاستدلالات،ينبغي أن يدخل كل واحد منهما في إقناع الآخربحيث إذا تبين أحدهما بوضوح الطريق الذي يوصل من هذه الحقائق و الاستدلالات المشتركة إلى الرأي المتنازع فيه،إن إثباتا أو إبطالا لزمه الإذعان له” (5).نعم،إننا في حاجة إلى الاتفاق حول “القدر المشترك من المعراف”،تلك التي تسمى مقدمات أو أصول،و لأننا هنا بصدد مناقشة إشكالية تطبيق الشريعة،فإن الأصل هو الإسلام،فما موقف العلمانيين المغاربة من هذا الأصل(الله،محمد)وأصوله(القرآن،السنة،الإجماع،القياس،المصلحة المرسلة،الاستحسان..)؟

العلمانيون الراديكاليون : إنه كما أن في الإسلام فرق راديكالية متطرفة فإن في العلمانية كذلك طائفة رادكالية،و هم السواد الأعظم، وحتى من يدعون بأنهم معتدلون فأغلبيتهم من الرادكاليين الممارسين للتقية،المسدلين على وجوههم ذلك البرقع الصفيق المثقوب،و هؤلاء لا يؤمنون بإله و لا بدين،يقول علماني مغربي متطرف :”العلمانية خطر حاذق على الإسلامي لأنه تضرب أهم أداة يمتلكها،ألا و هي نسبية الحقيقة،و خاصة حقيقة الله و المعتقد.هناك حقائق متعددة عن الله و عن الديانات”(6)،أما أحد المتعالمين فيقول في مقدمة كتابه هادما ما قال صاحبنا  الذي قال بنسبية الحقيقة :”سيكون من المضحك أن نأخذ بنظرية خلق الكون التوراتية التي تبنتها آيات القرآن الكريم،بينما العلم يقدم لنا نظرية الانفجار الكبير الذي لم يدم سبعة أيام –كذا قال-،كما تقول الأسطورة التوراتية،نقلا عن الأسطورة البابلية…”،و لم يقف عند هذا الحد بل إنه يردف و يقول مدعيا امتلاكه للحقيقة المطلقة : “و من العبث أن تخضع نظرية تكون الحياة للرقابة الدينية التي مازالت مصرة على أن الزوجين الأولين آدم و حواء،هما أصل البشرية بينما يؤكد علم البيولوجيا ( !) أن الحياة تكونت انطلاقا من بكتيريا وحيدة الخلية في المحيط البدائي منذ أربعة مليار سنة ( !) و انطلاقا منها تكونت الحياة النباتية و الحيوانية.و انطلاقا من الحياة الحيوانية تطور الإنسان عن أصل القرد ( !!)(7).

هل مازلنا نشك في كون العلمانية لا تتوافق مع الإسلام؟ و هل نرتاب في كون مد جسور الحوار معهم ممتنع أيما امتناع لاختلافهم معنا في الأصول؟ و الغريب أنهم لا يخجلون من ترديد المقولة “العلمانية تحترم الدين”،أي احترام هذا؟ ربما الغرب نجح في تطبيق العلمانية حينما نأى بنفسه عن نقد الأديان بالتطاول و التشكيك،غير أن أقزام العلمابيين العرب لم يبلغوا بعد هذه الدرجة من الوعي التي تمكنهم من الوفاء للمبادئ العلمانية، و لا شك أن هؤلاء لا يمكن أن نناقش معهم مسألة تطبيق الشريعة،ذلك أنه لا يسوغ في منطق و لا يقبل في عقل أن تناقش في الفروع من يختلف معك في الأصول،و من هنا ندرك سبب فشل الحوار “الإسلامو-علماني”،فلو أخذنا على سبيل المثال الضجة التي قامت مؤخرا في المغرب حول منع بيع الخمور للمسلمين-و هو قانون أصدره المستعمر ثم تم تعديله سنة 1967 من طرف الملك(أي أصدر كظهير)،و هذا البند ينص على “منع بيع المشروبات الكحولية للمغاربة المسلمين أو منحها لهم مجانا”- لاحظنا الانكماش الفكري للطرفين و تقوقع كل طرف على مرجعيته دون الانفتاح على الآخر و كأنه ليس يعدو في السباق إلا حصان واحد،فلا أدري لمن كان يوجه الدكتور أحمد الريسوني خطابه المحشو بآيات قرآنية و أحاديث نبوية حول تحريم الخمر،فملاحدة العلمانيين لا يقرون بربانية القرآن بل إن محمدا صلى الله عليه و سلم تبنى أفكارا توراتية !!!أما المغاربة المسلمون فلا يختلفون معه في حرمة الخمر،فهو كفقيه متمكن يعلم أن حرمة الخمر من “المعلوم من الدين بالضرورة”،فكما يقول الشاعر :

وليس يصح في الأذهان شئ***إذا احتاج النهار إلى دليل

والعلمانيون أشد انكماشا و تقوقعا،فنظامهم الإدراكي مغلق إلى أقصى حد،و منظومتهم المعرفية الدوغمائية الهشة غير قادرة على الإقناع بما يتماشى مع الخصوصية الثقافية للمغاربة،و من هنا نلمس أزمة الخطاب العلماني،فبضاعتهم الفكرية تنحصر في بعض المفاهيم العلمانية المستوردة من الغرب،من قبيل “الحرية” و “المساواة”،و الجهة المشبوهة التي سمت نفسها ب”بيت الحكمة”-و الأولى أن نسميها بيت النقمة-الشاجبة و المستكرة لوجود هذا القانون،لم تخرج هي الأخرى عن إطارها الفكري الضيق،فزعمت أن الأمر لن يعدو مسألة شخصية تندرج تحت الحريات الفردية ! فإنا لله و إنا إليه راجعون من هذا العبث العلماني بالقيم،فمتى كانت الحرية المطلقة المنفلتة من أي ضابط قيمة في حد ذاتها،أليس أكثر الجرائم البشعة إنما يقترفها أصحابها في حالة سكر؟ إن هؤلاء الذين يدافعون عن حرية شرب الخمر ينبغي أن يعاقبوا لأنهم دعاة الفتنة،و يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا،و تسود الفوضى في البلاد.

هذا عن العلمانيين الرادكاليين،أما العمانيون “المعتدلون” الذين يظهرون وفاقا و يضمرون نفاقا(8)،فالواجب مناقشتهم بأسلحتهم ،فإن خاطبونا بلغة فكرية فلسفية رددنا عليهم بلغتهم ،و إن عمدوا إلى العبث بالآيات و لي أعناقها عملنا على كشف هذا العبث بالنصوص،و إن تعسفوا في توظيف قاعدة من القواعد الأصولية كنا لهم بالمرصاد في تقويم تلك القواعد،و سأقوم في المقال المقبل بإيراد بعض الشبهات العلمانية حول تطبيق الشريعة الإسلامية إن شاء الله،ثم التأكيد على أن تطبيق الشريعة مطلب شعبي و بأن قاعدة جماهيرية واسعة تنادي بضرورة تطبيق الشريعة..

–هوامش–

(1)  أحمد أمين : ضحى الأسلام ج1- ص 36

(2)  ننبه هنا على أن ابن رشد يدافع عن فعل الفلسفة و ليس عن الآراء الفلسفية لأنه يعلم بأن ثمة الكثير من المعتقدات الفلسفية خاصة في”الإلهيات” تتعارض على طول الخط مع العقيدة الإسلامية.

 (*) استنبط ابن رشد وجوب القياس اعتمادا على القاعدة الأصولية التي تقول  أن “الأمر يفيد الوجوب”،فالله هنا قال “اعتبروا” و هو فعل أمر.

(3)  ابن رشد : فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة و الحكمة من الاتصال – ص : 86،87-

(4)  مكسيم رودنسون : الإسلام و الرأسمالية – ص134-

(5)   طه عبد الرحمن : الحق العربي في الاختلاف الفلسفي – ص 38-

(6) حميد لشهب : العلمانية في العالم العربي (حوارات) ص 109،-منشورات الأحداث المغربية-

(7)   من تقديم أشرف عبد القادر للكتاب “العلمانية في العالم العربي” ص7.

(8) يقول الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه “العلمانية و الإسلام وجها لوجه” عن فؤاد زكريا و هو كاتب يظهر الإسلام : “أثنى د.فؤاد زكريا في مقالاة بمجلة “المصور” على المرأة التي تكلمت فشتمت الإسلام –لا المسلمين- و اتهمته بأنه ظلم المرأة !    و ظلم الأقليات ! ووصفها الدكتور بالشجاعة،و إن كان ينقصها في رأيه النضج السياسي،يريد أنها لم تستعمل اللباقة و الدهاء في خداع الجماهير عما في نفسها كالآخرين الناضجين !! ” – ص : 23-، قلت : و لاشك أن هذا حال الأكثرية من العلمانيين “المعتدلين”.

[email protected]

www.adiltahiri.maktoobblog.com

‫تعليقات الزوار

23
  • hamidnim
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:48

    السلام عليكم و رحمة الله
    لقد احسنت يا أخي الطاهري
    و جزاك الله خيرا و جعل أجر عملك هدا في ميزان حسناتك.
    أضيف
    ادا زعم العلمانيون ان الاسلام هو سبب تخلفنا .فالعكس هو الصحيح تماما
    وأكبر دليل على دلك هو أن الامة الاسلاميةكان معززة بالدين.و عرفت نهضة في العلوم الدينية والدنيوية.
    وفي القرون الوسطى عندما تساهل المسلمون في دينهم و تركوا تطبيقه رجعوا الى الدل الدي كانوا فيه قبل الاسلام.
    ولن يخرجوا من التخلف الا بالتمسك بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    فأي برهان يحتاجه العلمانيون بعد هدا !!!!!!!!!

  • عبد الرحمان
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:44

    العلمانييون افراخ الاستخراب -الاستعمار- ولقد فضحهم علامة المغرب عبد الله كنون في مقالاته حيث كان يصفهم بالادينيين.رحمة الله عليه.

  • مروكي.
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:20

    العلمانية ليست ضد الإسلام لاكنها تنزع من الذين يتوسلون بالدين لغسل عقول الناس والتسلط عليهم تنزع منهم تلك القداسة العمياء لأنها تعتمد على العلم والذكاء والواقعية وتعطي لالمواطن كرامته وتجعل الناس سواسية أمام القانون العادل والديموقراطي.فل ننظر إلى البلدان التي تطبق فيها الشريعة تنمو فيها ديكتاتوريات وتلاعب بحقوق البشر وتجمع السلطة في أيدي قلة لها البراعة في الفتوى والتحايل على الناس بعيدا عن الدين الذي من الطبيعي أن ينحصر بين الخالق ومخلوقه ودون وساطة الصماصرة.العلمانية تعتمد على ما سخره الله من علم وعقل للإنسان وبدونه سنبقى على الحال هذا السلاطين تعيش في قصورها وتستعبد الناس ويبقى الدين لِجَامًا لتوجيه الشعوب حسب أغراض الحكومات والوقت يمر.

  • milazo
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:10

    تسعى الحركات الإسلاموية الى تشويه وتحريف مفهوم العلمانية وجعلها “بوعو”للتخويف واللعب على مشاعر الناس بانها تتنافى و الديانات .وهدا شيء مفهوم لان هده الحركات الإسلاماوية تعمل جاهدة على إستخدام الدين وتوظيفه للإنقضاض على السلطة السياسية , وبالتالى فإن العلمانية عند مطالبتها بعدم توظيف الدين لمآرب سياسية فإن تنزع منهم سلاحهم الرئيسي .
    إن القول بأن العلمانية تتناسب مع تطورات المجتمع الغربي فقط وان لامحل لها في المجتمعات الإسلامية مغالطة مقصودة ولاتصمد امام المعطيات الحالية ’ فالعلمانية معطى ومنتوج حضاري لتنظيم وحفظ حقوق مختلف فئات المجتمع .فجميع الدول التي قطعت اشواطا كبيرة في مجالات التطور والتحضر تبنت تلقائيا العلمانية وأنها لاتخص فقط الدول الغربية بل تبنتها كل من الهند والصين واليانان والبرازيل وكوريا الجنوبية وأفريقا الجنوبية وتركياوالعديد من الامم… ولعل الإختلافات العقائديةوالتباين الديني بين هده الإمم يبين بصفة تامة ان العلمانية هي معطى ومنتوج إنساني يرتبط بمدى تقدم الأمم ولايرببط بتاتا برقعة جغرافية او عقائدية. اما القول بأن العلمانية تصلح للكل إلا المجتمعات الإسلامية فهو ضرب من التخريف ومحاولة تحريف الحقائق والواقع

  • أمين
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:04

    العلمانيون عفوا الجهلانيون هم الهدامون و الغزاة الذين يريدون هدم كل شيء و اتباع الغرب في كل سلبياته و ليس إيجابياته
    هم مع الزنا و الخمر و التنصر و العري و …..و هم ضد التقدم و البحث العلمي و التكنولوجيا المحلية و…..

  • العربي
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:54

    السلام عليكم ورحمة الله
    ان الاهداف الحقيقية لما يسمون بالعلمانيين في المغرب هي نشر الاباحية وهدم الاخلاق وإثارة الفتن وإفساد المجتمع، ولا علاقة لهم من قريب او بعيد بالعلم اذ لم يقدموا اي شيئ له. فهم فئة ضالة مضلة يجرون وراء شهواتهم ونزواتهم. وهم ضحايا افكار غربية مضلة لاعلاقة لها بالفكر الاسلامي. نسأل الله تعالى لهم الهداية.
    وأخيرا أسأل الله العظيم ان ينير طريقنا ويثبتنا على الحق كما نسأله تعالى حسن العاقبة.

  • Hard Talk England
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:14

    من يدعي أن العلمانية هي سبب تطور بعض الشعوب و تقدمها و قصد الشعوب الغربية فهو جاهل غافل لا يعرف ماضي هذه الشعوب. هذه الشعوب قامت ضد الكنيسة لأن هذه الأخيرة حرفت رسالة المسيح و تسلطت على رقاب الشعوب و تآمرت مع الإقطاعيين و الملوك لاستعباد شعوبها و قتل االعلماء و كل من تجرأ على استنكار أفعال الكنيسة. في هذه الحقبة بالذات أي القرون السطى، كانت الشعوب المسلمة تنعم بحظارة لم يعرفها الإنسان من قبل. بفضل الإسلام ازدهرت العلوم من فلسفة و رياضيات و فيزياء و طب و صيدلة و كيمياء و أسترولوجيا كما ازدهر الأدب بكل أصنافهه و ظهر عمران جديد كما كان المتعطشون للعلم يأتون للعالم الإسلام من أروبا و آسيا للدراسة و تحصيل المعرفة. الإسلام شجع على العلم بعكس الكنيسة.
    إن العلمانية التي يتبجح بها بعض الإخوة كانت سببا في حربين عالميتين أتت ذهب ضحيتها الملايين من الأبرياء كما أن الغرب العلماني هو الذي استعبد السود لأربعة قرون و نهب ثروات الشعوب الإفريقية والآسوية و اللآتينية و لزال يينهب في ثروات العراق و أفغانيستان و كل الدول الإسلامية تحت غطاء الحرب على الإرهاب.

  • Hannibal
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:06

    العلمانية التي نريدها هي فصل الدين عن الدولة لسبب واحد هو: غالبا ما يسخر الحاكم مثلا الإسلام لأغراض شخصية، أما إقامة الشعائرالدينية أو عدم إقامتها فالإنسان حر في ذلك.
    نحن نطالب بمساواة المرأة مع الرجل في جميع المجالات والميادين، حتى تساهم بدورها في الرقي بالبلد.
    أما تطبيق الشريعة الإسلامية فهو وهم لم ولن يتحقق في المستقبل في هذا البلد، لسبب واحد هو أن هذا المشروع طبق في بعض الدول كالسعودية مثلا فلم تجني منه إلا التخلف،القهر،الفقر وإضطهاد المرأة.حسب منظمة الأمم المتحدة، يعيش كل 5 من8 أفراد تحت خط الفقر في هذا البلد رغم قلة السكان ووفرة الموارد الطبيعية ؛وعزا سبب الفاقة إلى كثرة الإنجاب، بحيث أن كل أسرة تتوفر في المتوسط على 11 طفلا.
    أما فيما يخص علاقة الإسلام بالعلم، فالجواب واضح وضوح النهار؛فلنسأل أنفسنا، لماذا الدول الغير العربية التي دخلهاالإسلام، كانت لاتغيب عليها الحضارة، لكن منذ أسلمتها غابت هذه الحضارة نهائيا وحل محلها الفقر الجهل والصراعات !؟؟؟.

  • Rachid
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:08

    au nr 7, tu parles de l’islam et des musulmans comme s’ils etaient des anges,tu ne peux pas nier que l’islam s’est impose par la force et ce depuis son apparition comme religion, la preuve est que malgre l’occupation de l’empire othoman de la casi totalite de l’europe et l’asie, le temps de 5 siecles, n’ont pas pu imposer la religion musulmane ,ce qui explique que les gens n’ont pas rencontre quelques choses de beau ou mieux dans la nouvelle religion,d’ailleurs des l’echec et le depart des envahisseurs, les gens ont retrouves leur religions du debut

  • فارس التوحيد
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:16

    تعليق ملئ بالمغالطات،فالعرب قبل الجاهلية كانوا أخقر الناس كما قال الكاتب عادل الطاهري،فهم من رعي الغنم صاروا أسياد العلم خضع لهم الفرس و الروم…
    أما عن علاقة الإسلام بالعلم فأدعوك لقراءة كتاب “حضارة العرب” لمستشرث قرنسي يؤكد فيه أن المسلمين علموا الغرب المنهج التحريبي،و في الوقت الذي كان المسلمون ينتجون العلم كان الغرب يرمون بعضهم البهض بالغائط،فاقرأ التاريخ يا صغير..
    أما أن يجعل الحاكم من الدين مطية للحكم فلم نحمل الإسلام وزر الحكام المنافقين؟؟؟ المخلصون يدعون إلى الإسلام الصحيح..

  • عبد الله
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:12

    العلمانية هي الحل لان حينها سوف يسقط القناع عن الكثير من الرؤوس التي تسلقت و امتطت ظهر الشعب لتخدم مصالحها الشخصية و تسمن ارصدتها داخل و خارج هذا البلد الذي لم تبق فيه سمة للشهامة و الرجولة “ولينا كلنا وليت” العلمانية هي دعوة لحفظ الخصوصية بين الخالق و المخلوق ولا شان لطرف ثالث لحشر انفه في امر بهذا الجلال و القدسية الا من امرته نفسه بالتظاهر و المفاخرة لنيل مكاسب دنيوية صرفة لا تمت بصلة بتاتا بالدين!!!!! فكفى

  • redouane hemyani
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:18

    عندما أقرأ مثل هدا المقال و بعض تعاليق الإسلامويين، أتأكد يوما بعد يون أنه فعلا الدين أفيون الشعوب

  • محمد الخميسي
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:22

    يقول فريدريك هيغل “ان بومة أثينا لا تحلق الى اذا ارخى اليل سدوله”الكل بدأيتحدث عن تقويض مشروع العلمانية كأنما هي ذلك الوحش المرعب الذي يروم إلى استئصال الدين من أعماق الإنسان.
    الكل بدأ يتخذ الدين مطية لتحقيق مأربيه الذاتية السياسية….ها هو شباط عمدة فاس في صراعه السياسي مع “حزب الأصالة والمعاصرة”يلتجئ إلى الدين كورقة ضغط .
    أرى أن الدين باعتباره تجربة انطولوجية يعطي المعنى الإنسان،او بالاحرى يرتقي بالانسان الى المطلق(الله) عليه ان يبقى بعيدا من السياسة او من نافل القول على السياسة والسياسي الابتعاد عنه ليحتفظ بقدسيته.
    .الدين حفظه الله” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”
    أتمنى من الكاتب الكريم ان ينظر بجلاء الى واقعنا السياسي اليوم الكل بدأ يركب على الدين من النظام السياسي إلى شباط ،وهذا ليس في صالح الدين مادامت النفوس خبيثة والأخلاق فاسدة.
    الإنسان عبر تاريخه ينزع إلى تحقيق المطلق في التاريخ ،لكن الإنسان أكد أيضا عبر مساره التاريخي انه لا يأبى الخضوع للقيود ولاي سلطة كيف ما كانت هذه السلطة.

  • abu qatada
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:58

    Rachid
    How would explain the thousands of people reverting to Islam through out the world, not to mention their usually high social and intellectual status. Rachid get a grip on your schizpphrenia. If you left the islamic faith verily for a one way trip to hell fire, if you are an infidel, I have news foryou Islam is protected by Allah allmighty, your demonic efforts are fruitless.

  • tocoto
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:00

    لمدا دول أمريكا اللاتينة علمناية و في نفس الوقت متخلفة أكتر من المغرب ؟
    لمدا أمجاد المغرب عاشها بعد دخول الاسلام؟
    لمدا لم يظهر من هؤلاء المتخلفين العلمانيين المغاربة أي عالم كبير كما ظهر الكتيرون في العصر الاسلامي الدهبي؟
    ما الدي حققته الأحزاب العلمانية التي تسيطر على المغرب مند الاستقلال؟
    ان التقدم يتطلب الديموقراطية و محاربة الفساد و انتخابات شفافة و نزيهة,
    أما الأربيون فلم يتبعو العلمانية لأنها تعني التقدم بل ليتخلصوا من ضغوط الكنيسة التي عشوا فترة تخلف و ضلم و استغلال بسببها و هدا عكس ما يحصل في العالم الاسلامي و خاصة المغرب

  • muslim
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:24

    “العَلمانية”: مذهب جديد وحركة فاسدة، تهدف إلى فصل الدين عن الدولة والإِكْبَاب على الدنيا والانشغال بشهواتها وملذاتها، وجعلها هي الهدف الوحيد في هذه الحياة، ونسيان الدار الآخرة والغفلة عنها، وعدم الالتفات إلى الأعمال الأخروية، أو الاهتمام بها، وقد يصدق على العَلماني قول النبي صلى الله عليه وسلم: “تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ”.
    وقد دخل في هذا الوصف كل من عاب شيئاً من تعاليم الإسلام قولاً أو فعلاً؛ فمن حكم القوانين وألغى الأحكام الشرعية فهو “عَلماني”، ومن أباح المحرمات كالزنى والخمور والأغاني والمعاملات الربوية، واعتقد أن منعها ضرر على الناس، وتحَجُّر لشيء فيه مصلحة نفسية فهو “عَلماني”، ومن منع أو أنكر إقامة الحدود كقتل القاتل ورجم أو جلد الزاني والشارب أو قطع السارق أو المحارب، وادعى أن إقامتها تنافي المرونة، وأن فيها بشاعة وشناعة، فقد دخل في العلمانية.
    أما حكم الإسلام فيهم؛ فقد قال تعالى في وصف اليهود: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البَقـَـرَة: 85]، فمن قبل ما يناسبه من الدِّين كالأحوال الشخصية وبعض العبادات ورد ما لا تهواه نفسه؛ دخل في الآية.
    وهكذا يقول تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآْخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة هـُـود].
    فالعلمانيون هدفهم جمع الدنيا والتلذذ بالشهوات ولو محرمة ولو منعت من الواجبات، فيدخلون في هذه الآية، وفي قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً} [سورة الإسـرَاء]، ونحو ذلك من الآيات والأحاديث.

  • Maghribi
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:56

    Cessez de vous moquez des marocains, la religion est une conviction personnelle, ce n’est pas en l’imposant que tout le peuple deviendra religieux.Si le Maroc veut avancer il doit separer la politique de la religion et arreter de gaspiller des milliards pour la construction et l’entretien des mosquees qui sont devenues des niches pour les integristes, alors que nous avons besoins d’hopitaux,d’ecoles et de logements pour tous ces pauvres malheureux qui suffrent des intemperies. Celui qui veut faire sa priere peut la faire chez lui, mais un malade qui doit subir une operation chirurgicale a besoin d’un hopital bien equipe et de medecins competents .

  • الحسيمى
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:42

    نسال من يريد تطبيق الشريعة عن برنامجه السياسى لتحقيق دلك فيرينا كيف سيتم تنصيب الحاكم؟ وماهى المرجعية التى سيتم الاعتماد عليها,قد يقول الشورى,فاجيبه الشورى مفهوم ثيوقراطى ,فالشورى لاتلزم الحاكم,كما انها لاتخص الا اهل الحل والعقد ومقربوا السلطان ,اما عموم الشعب فمغيبون,المرجعية الوحيدة فى الشورى هى السقيفة لكن حتى اسلوب السقيفة بعد تنصيب ابى بكر لم يحترمها الخلفاء الراشدون ,فابى بكر عين عمر وعمر اوصى بقصر الخلافة فى الصحابة 6المعروفين وبعد تولية عثمان رفض التنحى فسبب فى الفتنة مما يعنى ان مفهوم التناوب على السلطة مفهوم غريب على انصار تطبيق الشريعة ,فادا كان عثمان زوج ابنتى الرسول ص واكثر فهما للاسلام واكثر قربا من الرسول ص ويرفض التنحى عن السلطة فمادا عن الاصولى الحالى؟وادا كان الخلفاء الراشدون مبشرون بالجنة واصحاب الرسول عاشروه واصطحبوه ورغم دلك لااحد منهم طبق اسلوب الشورى فى الحكم فمادى عن الاصوليين الحاليين؟
    كما اسلفت حتى الشورى لا تفى بالغرض لانها لاتخص الا اهل الحل والعقد وانها غير ملزمة للحاكم وبدل يصبح الاصولى مضطرا للنقل من المفاهيم العلمانية ان شاء الاستمرارية والحياة ,عليه اخد مفهوم صناديق الاقتراع ,وعليه بنقل مفهوم التناوب, ومفهوم فصل السلط من الغرب العلمانى,اما دعاة تطبيق الشريعة فباستثناء التركيز على الاخلاق فى تفسيرهم لكل الازمات السياسية لا نجد فى مرجعيتهم الا السلاطين والخلفاء اللدين جمعوا كل السلط ,فالخليفة هو القاضى والمشرع والمنفد ,
    ان اى نظام سياسى وصل الى السلظة بحاجة الى معارظة تحفزه وتنتقده وهدا امر الانظمة العلمانية اما فى المرجعية الاسلامية فالمعارظة لا حق لها فى الوجود ,السمع والطاعة للشيخ ,لاحق للمريد على معارظة الشيخ او الامير او الخليفة ,تاريخ الخلفاء المسلمين شاهد فى هدا الصدد ,قطعت الرؤوس لكثير من مقربى امراء المؤمنين( فبالاحرى العامة من المسلمين)لمجرد راى يخالف الخليفة,

  • medou
    الأحد 28 فبراير 2010 - 23:02

    شكرا لك أستاذ عادل على هذا المقال الجيد, ونحن في انتظار االمقال الخاص بشبهات العَلمانيين التي تتكرر بصوت عال لعلها تكسبهم تأصيلا لفكرهم في المجتمع المغربي .
    ملاحظة :العَلمانية تقرأبفتح العين .

  • علماني
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:46

    لا تقدم و لا تنوير و لاحداثة ولا حياة كريمة بدون علمانية لانها القنطرة للديموقراطية و حققوق الانسان المتناقضين كليا مع الاسلام ذو الفكر القطري الواحد كما هو فكر الكاتب البالي

  • Muslim 4 Ever
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:50

    بسم الله الرحمان الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    لقد برعت يا أخي الطاهري في هذ المقال الرئع و الذي لم يخلو من كشف القناع عن الأفكار العلمانية التي تتضارب في السماء و هي باطلة لها كل شيء مباح و يخلطون الحابل بالنابل قلما و جدت خطابا علمانيا مقنعا نظرا لضعف إديولوجاتيه أمام الإسلام الذي فند أحكامه لحراسة السلوك البشري و تنظيمه و فق ما يرسخ الإحترام و الطهارة في المجتمع و العلمانية في حد ذاتها تستدعي النقد نظرا لفشلها في توسيع أفكارها نحو المستقبل و أعلم أنك يا من يشجع العلمانية فهو مخدوع كالذي يتضارب و يسارع نحو التقدم و هو يهوي في بئر الظلمات و لن يستفيق إلا و هو في قبره الذي نسيه و ظن أن الحياة هي الدنيا فقط و أن الموت هو نهاية المطاف .

  • امازيغية اصيلة
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:40

    حقا ان العلمانية هي افيون الشعوب الحقيقي اما الدين فهو اطهر منهم و من اسلافهم حتى يتجرؤوا على وصفه بالافيون اعز الله القراء المحترمين فتاج رؤوسهم الدين الاسلامي هو الذي اخرجهم من الظلمات الى النور و جعلهم اعزة محفوفين بالنصر قبل ان يظهر شيء اسمه علمانية الذي يوحي ظاهره بانه يدعو الى العلم و يعتبره سندا في منهجيته في حين ان الحقيقة غير ذلك فهو ليس الا تيارا يخرب عقول المسلمين كي يزيدوا ابتعادا عن احكام الشريعة الاسلامية

  • مغربي
    الأحد 28 فبراير 2010 - 22:52

    بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139) 8/1 وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين