للحزب ربّ يحميه

للحزب ربّ يحميه
الجمعة 22 فبراير 2019 - 07:05

لقد أبرزت تراكمات العشرية الأولى من حياة حزب الأصالة والمعاصرة أنه رغم كل المكتسبات التي تحققت مازلنا لم نستطع أن نتطور إلى قوة طبيعية لها امتداد جماهيري وإشعاع داخل المجتمع، قوة سياسية طبيعية لها كتلة ثابتة من المناضلين يتقاسمون حساسية أيديولوجية ومنخرطين في تنزيلها على أرض الواقع.

رغم كل الغزوات الانتخابية نجد أنفسنا عاجزين عن تقديم عرض سياسي يمكن أن يشكل البديل المجتمعي السليم لما يقع داخل المشهد الوطني. رغم تواصل الانتصارات الكمية فشلنا في تكريس الفكرة التي كانت من وراء انخراط العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية والعديد من الأطر الوطنية في هذا المشروع الذي لم يرق بعد إلى طموحات المؤسسين، وبالأخص إلى طموحات الجيل الجديد من السياسيين الذي دخل غمار السياسة لأول مرة من داخل صفوف الأصالة والمعاصرة.

ربما قصّرنا، ربما لم نتواصل بالشكل المناسب، ربما اخترنا في ما مضى بحسن نية أولويات أخرى غير التنظيم والتكوين، ربما لم نستطع أن نتفاعل بالشكل المناسب مع التعبيرات السياسية الجديدة، وربما أخطأنا في العديد من المحطات التنظيمية المصيرية لأسباب ذاتية مرتبطة بطبيعة مكونات الحزب، التي لم تجعل من تكريس مبدأ التدرج والتضامن داخل التنظيم من أولوياتها الأولى.

أصبحت من الصعب مواصلة الطريق بنفس البوصلة، والمؤتمر الوطني القادم يشكل لا محالة الفرصة الأخيرة لتصحيح المسار. نعم لا يكمن أن نتنكّر للجيل المؤسس وللجيل الأول من القيادات التي سيرت الحزب تحت القصف وفي الضباب القاتم. نعم حققنا الكثير من الانتصارات الميدانية لكنها غير كافية لتحصين الحزب من الأزمات الداخلية التي أصبحت هي الوضع العادي داخل تنظيماته.

أصبح من الضروري الاجتهاد جميعا من أجل إعطاء الفرصة لجيل جديد من القيادات السياسية داخل الحزب. وأول مدخل للإصلاح هو إنجاح محطة المؤتمر الوطني القادم؛ فرغم كل ما يعاب على مشروع حزبنا الفتي لا يمكن أن نتصور المشهد السياسي بدون حزب الأصالة والمعاصرة، خاصة والقطبية التي يتجه نحوها المشهد تضعنا أمام خيارين لن يدخرا أي جهد من أجل الهيمنة؛ فمن جهة التيار الأصولي يتوغل داخل دواليب القرار ويبسط نفوذه استعدادا للانقضاض على الدولة، ومن جهة أخرى تيار الأوليغارشية يتمدد وأصبح فاعلا أساسيا في القرار السياسي.

نقبل في متم شهر أبريل المقبل على دورة مفصلية للمجلس الوطني للحزب، دورة ينتظرها خصومنا وأصدقاؤنا؛ فالكل يعي أن بارومتر الحياة السياسية هو مدى صحة حزب الأصالة والمعاصرة. ورغم كل المؤامرات الداخلية قبل الخارجية لا خوف على حزبنا، فللبيت رب يحميه.

*عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة

‫تعليقات الزوار

3
  • Samia
    السبت 23 فبراير 2019 - 13:15

    C'est vrai que le parti passe par des des périodes critiques certes, mais j'ai confiance en vous les jeunes de Parti.
    Je vous souhaite un très bon courage

  • Abdou
    الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 13:32

    كلنا تقل في هذا الجيل الصاعد . مسيرة موفقة

  • Anouar bensidi
    الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 18:45

    Le PAM a très mal géré sa jeunesse et il n'a pas pu mettre en valeur ces maeilleures cadre comme Younes skouri, Roudani, Soulouh, Achubane, Zouate…
    Le pam a un pb de gestion des ressources humaines.

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41

حملة ضد العربات المجرورة