الحكم الجائر

الحكم الجائر
الأحد 1 يوليوز 2018 - 12:32

تبا للأحكام الجائرة، للفرسان الخشبية. تبا للضمائر الميتة، للموازين المائلة. مات فيك العيد يا وطني، مات فيك العدل والإنسان، أصبح الملل فيك قدري، كما أصبح الإحباط عنواني، الأحمر والأسود والرمادي كل ما تبقى من الألوان، لا تطلب مني أن أصمت أرجوك؛ فقضية الأمجاد أضعناها بسبب السكوت. قد سألتني ذات يوم من أكون، أجبتك أنا الضمير الذي لا ينام. عدت وسألتني من أكون، قلت لك أنا من أخرجتني من حساباتك قبلا، وأخرجك التاريخ بعنادك قهرا، لم تستوعب ما كتبته في رسائلي لك، ولم تكترث لما قالته أوريانا العرافة، كتبت لك بحروف من ذهب، قلت عنها أعراض هذيان صيف، جعلت بيني وبينك قلمي، وهو أغلى ما تملكه يدي، ظلم كبير فاق الحدود، اختلطت المشاعر وازداد الجحود. بالأمس القريب كانوا للمجد حالمين، واليوم خلف القضبان يائسين، زغاريد تعلو سطوح المدينة، ترفع لرب العالمين، تبددت أحلام الشباب بأحكام لطخت سمعة البلاد.

حملوا شموعا علها تضيء الطريق ليلا، قالوا وقودا أريد بها بلاء، دقوا طبول الحرب على الريع، بالضبط كما جاء في الخطاب. قالوا يريدون زعزعة ولاء العباد، قالوا نريد عدالة وخبزا، قالوا عنها مطالب تمس بسلامة البلاد، طالب الفتية بحقهم في الوجود، قالوا مؤامرة دنيئة هي من نسج الأعداء، قلت المدرسة نور والجهل عار.

قالوا المسجد في الحي أمان ووقار، قلت: للأبناء حق في العيش الكريم مثل الإسبان، قالوا بل ولوا وجوهكم جهة المشرق، الإسبان كفار، قلت أريد حقوقا ومؤسسات، قالوا أصبحت متمردة يا نجاة، قلت حذار، فنحن سواسية لا للتمييز بيننا، قالوا هذا حكم لا يسري على المريدين مثلنا، قلت كفى من الازدواجية واللعب بالنار، قالوا الازدواجية والريع هي قواعد الاستمرار، قلت بلغ رسالتي يا صديقي باسم الوفاء الذي يجمعك به وباسم الذي كان بيننا بالأمس، قال اعذريني يا رفيقة، ما أكثرها خطط اللعب.

قلت له دعنا ننسى اختلافنا برهة ونبني فيها الوطن سوية، قال الاختلاف ثابت بيننا والكرسي لن يكون لغيرنا، قلت سيدي الوزير حقي في منصب المدير، قال لا تحلمي فالكرسي ليس من النصيب، قلت كيف تجرؤ أن تقصيني بطريقة الأفلام ولم تعر أي اهتمام لذكائي، قال عفوا أنا لا أفهم في لغة الشعر، ولم تنفعني يوما مؤلفات العشق، طلبت منه تعليلا واضحا أحتفظ به للأجيال، اختصر كلامه في جملة: “لا تناسبين منظومتي “، قلت له: التدبير الجماعي واجب وطني، قال لي عفوا لا أستطيع تلبية الطلب.

الوطن أكبر مني ومن منظومتك، أكبر من انتمائي وانتمائك، الوطن أكبر مني ومن سايلا ومنك؟ ما هكذا تبنى الأوطان والأمجاد يا هذا، طأطأ رأسه قائلا: “القافلة تسير والكلاب تنبح”. تأملت أوضاع البلاد وأقوال الوزير، لم يكن يختلف كثيرا عما قاله سايلا الرفيق، فهمت جيدا حينها أن لا حياة لمن تنادي، ولا أمل في من لا يعشق القوافي، قاموا باغتيال الأحلام ألف مرة، وقاموا بالزج بهم في السجن عشرين سنة، المطالب مشروعة مقابل عدم شرعية المنظومة، لم يبكني الإحباط ولا طول انتظار، بل ما أبكاني يا وطني هو حظك الأسوأ من حظي، صوتك الممزق كالأنين، ما يؤلمني يا وطني أنك لم تعن لهم يوما ما تعنيه لي دوما…

(يتبع)

‫تعليقات الزوار

5
  • منادي
    الإثنين 2 يوليوز 2018 - 13:09

    من لا يخاف على وطنه ليس مواطنا حقيقيا .الكاتبة تخشى على هذا الوطن العزيز من عدم وجود من يدافع عليه ويضحي من أجله من التمزق واليأس والإحباط من المرتزقة والانتهازيين والمتآمرين…

  • Samara
    الأربعاء 4 يوليوز 2018 - 09:04

    مات فيك الأمل يا وطني..
    وانكسر ظهر الفقير

  • حميد الزاهير
    الإثنين 9 يوليوز 2018 - 01:42

    كم هو مؤسف أمثال هؤلاء ممن يحرفون الحقائق و يدعون اشياء تعيش في خيالهم، تمنيت ان أقرأ شخصا واحدا دافع عن موظف في الشرطة او حراس الامن ممن اصبحوا معاقين، جرحى و مصابين، ماذا لو احرق رجال الامن بتلك العمارة و احرقت اسرهم و ابناؤهم، ماذا لو تفحموا جميعا داخل سياراتهم و هم يحفظون قانونا لم يحترمه احد، و كيف لي ان اقبل ان يأتي شخص محاط بحراس امن و محاط بأشخاص كزعيم دولة او ملك ليقول لي انه يطالب بشيء و بوسيلة و يقوم بعكسها، كفى ضحكا على الذقون و كفى حقدا مجانيا، لقد سئمت من هذه السموم و الاكاذيب. اتقوا الله فينا.

  • Harphyl
    الثلاثاء 10 يوليوز 2018 - 15:11

    الكل ينافق
    الكل يريد الركوب على الموجة وأخص الأحزاب السياسية التي نعتها انفصاليوا الريف بالدكاكين الانتخابية وكذلك الجمعيات التي تقول أنها تدافع عن حقوق الانسان وبعض المحامين الذين يفتقدون للشعبية … لم يتكلم أحد من هؤلاء عن المئات من رجال الأمن الذين تعرضوا للضرب والتنكيل وحرقت مساكنهم هؤلاء منهم من يعيش الأن بعاهة مستديمة … لقد تمكن الانفصاليون بغبائهم من النيل من كرامة المغاربة أجمعين أولا برفع خرقة عوض رفع العلم الوطني وثانيا باعتبار جميع المغاربة كعبيد … والأخطر بكثير من كل هذا هو أنه محاولة استحمار المغاربة بكون رفع العلم الوطني ليس مهما وأن كلمة عياشة ما فيها والو … ههه على من تضحكون أيها الجهلة … المخزن اللي مكايعجبكمش هو مفخرة المغاربة وغادي يربيكم مزيا بالقانون …

  • محمد
    الثلاثاء 10 يوليوز 2018 - 16:19

    الوطن كان ملك للجميع هكذا تعلمنا في المدراس أو علمونا الوطن فوق الجميع فكان النشيد يا وطني الحبيب أنت روحي و..و..و …و الآن أصبح بحره وسماءه وأرضه ملك للغير فلا تصيح ولم يبق لنا سواء الاسم ذهب الوطن يا وطني على أرضك وفق سماءك لا أحد يستطيع أن يعيش … أن …أن يا وطني العزيز فسلام على الوطن الجميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة