كِيمَا دِيمَا.. تضامُناً مع غزَّة

كِيمَا دِيمَا.. تضامُناً مع غزَّة
الأربعاء 31 دجنبر 2008 - 21:34

لا يمكن لمتتبّعي مظاهر الإرهاب الحقيقي المُمَارس من طرف الآلة العسكرية الصهيونية وهي تعيث فسادا في الأرض عبر التنكيل بالأجساد والبنيات التحتية الفلسطينية أيما تنكيل وتشويه إلاّ أن يقرّ بأنّ التواطؤ الدولي والعربي والفلسطيني.. وحتى الأسري والفردي هو المسؤول عن هذه الفضيحة التي تمارس بشكل يومي و “عْلَى عِينْكْ يَا بْنْ عْدّي”. حيث لا يُمكن أن أدع المناسبة تمرّ دون أن ألفت عناية انتباه جلّكم إلى أنكم تتداوون “بالتي كانت هي الداءُ”. إذ لا يُعقل أن تخرج جحافل مُحْتجّة على إبادة سكان غزّة بحصر ذلك براية أو صورة تُرفع أو شعار يُردّد أو بوق في اليد أو شفاه ناطقة بعبارات المساندة والتضامن اللفظي والشجب والإدانة.. وفي نفس الآن مُنتقدة سياسة الدول والرؤساء والملوك و القادة الناهجين نفس سبل التضامن اللفظي والشجب والإدانة.. إضافة إلى “ضَبْطْ النّفْسْ!!”.


ولا أخفي عنكم تأثري البالغ بجحافل هؤلاء المتضامنين الذين عبّروا عن نبل حقيقي لمشاعر إنسانية راقية تسري بجل العالم سريانها من المحيط إلى الخليج جرَّاء قدسية القضيّة، رغم كونها غير كافية بل عديمة التأثير لدرء ما يجب درأه عن شهداء البارحة واليوم والغد. إذ من بين مّا عرّت عنه هذه البشاعة أنّ الفلسطينيين أنواع، “بْحالْ العْزْلاَتْ.. كُلْهَا وْثَمَنْها.. شِي فِلِسْطينِي سُوبِّيرْ، وْشِي سْلاّكِي، وْشِي وْجْهْ الدْرَادْبْ”، حيث يبدُو لمتابع حركات السُخط والاحتجاج في المغرب مثلا أنّ المغاربة فلسطينيون أكثر من الفلسْطينيين أنفُسهم. “حْنَا بْعْدَا كَنْتّاهْمُو إسرَائيلْ وْالمَاريكَانْ.. وْهُومَا شِي كَيْلْصْقْها لْشِي”، وهذا شيء ليس غريبا عن شعب اعتاد عددٌ غير هيّن منه المتاجرة بمعاناة أخوته. حيث يبدُو ذلك جليا في فلسطينيي الحُكْم وأغلب فلسطينيي الشَّتَات الذين تجدهم في فيلات و”كَاتْ كَاتَاتْ” ورفاهية لن تتوفر لأبناء جاليات أخرى ولو بعد أعوام من العمل ليل نهار، إلاَّ إذا صَاروا فلسطينيين بطبيعة الحال.. و”إلاَ كانُو فْتْحِيينْ.. غَادِي يْقْضِيوْ غَرَضْ بْالزّْرْبَة“. إذ لا يُعقل أن يَكُونَ (مثَلا) دَافعك لإقامَة خيمة فلسطينية بالمغرب لترويج “وْريقَاتْ.. وْكْتِيبَاتْ.. وْكُوفِيَاتْ دْفَلَسْطِين” وتخصيص مدخولها “وْفُوقْهُمْ بُوسَة” لأبناء هذا الشعب بالكامل يجعل السفارة الفلسطينية تطالبك بشيك به ثمن المنتوجات بأكملها قبل التسلُّم ومَا يرافق ذلك من تعقيدات قد لا تجدها في اقتناء “زُحَلْ“..


لكن مَا لا أجد له مبرّرا حقّاً هو “آشْ كَايْدِيرْ العْسْكْرْ دْيَالْ الدُّوَل الإِسْلاَمِيَة؟؟“، هل تواجد العسكر ليسيّر شؤون الرياضة وينكبها؟ هل أُسّس ليُرَاقب مداخيل الغاز الطبيعي وَينهل منها؟ هل دّرّب فقط ليحرس “عَابْدْ الزِّينْ”؟ أم سُلّح ليحرس خيام ذي الدماغ الأخضر إبّان نومه؟ أم كُسِيَ ليتدّخّل إبَّان الأزمة ليوزع أرغفة الخبز بالتساوي؟ أو رُبّمَا لا لشيء إلاّ لنقل جثث الحُجَّاج الذين سقطوا بالتدافع؟ أو لصبّ القهوة لعدوّ مُشترك؟ أم للتنكيل بالمغضوب عليهم والضالين عن دهاليز النظام؟.. دَعُونَا نُشركُ عَسَكرَنَا في تدبيرنا لمَا يقع في غَزّة أرض العزّة، “لاَّ.. حَاشَا وَاش يْحَارْبو.. آرَاوْهُمْ غِيرْ نْشُفُوهُمْ“، إجعَلُوا قادة العسكر يتكَلَّفون بإصدَار بيانات الشجب والإدَانة و”الزْعْتْرْ“، اعقدُوا قمَّة عسكرية عربية رفيعة المُستوى ليتدارس خلالها كبار الضباط أفضل صيغة لبيان يدعو للتروّي وضبط النفس.. “آسِيدِي غِيرْ يْخْرْجُو للزْنْقَة وْيْتْضَامْنُو بْالغْوَاتْ حْتى هُومَا.. آرا غِيرْ يْبَانُو.. إيلاَ كَانُو مَازَالْ عْسْكْرْ“.


إنّنا وَنحْن نتضامن مع غزة على مستوى القاعدة “بَاشْ مَا قْدْرْنَا اللهْ” شجبا ونحيبا وإدانة نعيدْ مَا قمنا به من تضامن إبَان تواريخ الحروب مع الكيان الصهيوني، إضافة لمَا قمنا به من تضامن شبيه أثناء تعرض أفغانستان للتدمير والعراق للتنكيل والشيشان للإزاحة والبوسنة للإبادة، مثلنا مثل صديقين دخلا السينما لمشاهدة فيلم “وِيسْتِيرْنْ”، وشاهدا كيف نصبَ “الشِّيرِيفْ” فخَّا لهندي من الحُمر عبر نبش حفرة وتغطيتها بأوراق الشجر وأغصانه، فراهن أحدهمَا على وقوع الهنديّ في الفخ، في حين ساير الثاني الخيار الآخر، وَعِنْدَمَا شَاهد الاثنان “شْقِيليبْةْ لاَنَدَيَانْ“.. سَدَّد الثاني مبلغ الرِّهَان للأوّل وهو يقُول: “شْفْتْ هَادْ الفِيلَمْ بْزَّافْ دْيَالْ المْرَّاتْ.. وْدِيمَا كَيْحْصْلْ الزُّغْبِي.. حْسَابْلِي غَادي يْحْضِي رَاسُو هَادْ المْرَّة“.

‫تعليقات الزوار

2
  • BRAVO
    الأربعاء 31 دجنبر 2008 - 21:38

    والله لا أجد تعليقا يغني بإضافة.
    أصبت الصميم أخي الكريم
    أين جيوش الخزي والعار؟؟؟
    تحياتي

  • عبد الحميد
    الأربعاء 31 دجنبر 2008 - 21:36

    قال تعالى..” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقدامكم”هدا وعد من الخالق الباري بالنصر المبين شريطة أن ننصره – كيف – بالسلاح …. لا بل بالإمتثال لأوامره واجتناب نواهيه
    ” كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ” وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّه مِنْ يَنْصُرهُ ” فَإِنَّ الْجَزَاء مِنْ جِنْس الْعَمَل ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى ” يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ” كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث” مَنْ بَلَّغَ ذَا سُلْطَان حَاجَة مَنْ لَا يَسْتَطِيع إِبْلَاغهَا ثَبَّتَ اللَّه تَعَالَى قَدَمَيْهِ عَلَى الصِّرَاط يَوْم الْقِيَامَةِ” .
    فهل ينصرنا الله ونحن نتخلق بأسوء الأخلاق ونتصف بأخبث الصفات هل ينصرنا بالغش والكدب والخيانة والزنى والخمور والربا والقمار والتبرج والفجوروالقتل والسرقة…إلى آخر المحرمات
    [7] ش vous qui croyez! si vous faites triompher (la cause d’) Allah, Il vous fera triompher et raffermira vos pas.
    [8] Et quant à ceux qui ont mécru, il y aura un malheur pour eux, et Il rendra leurs œuvres vaines.
    [9] C’est parce qu’ils ont de la répulsion pour ce qu’Allah a fait descendre. Il a rendu donc vaines leurs œuvres.
    [10] N’ont-il pas parcouru la terre pour voir ce qu’il est advenu de leurs prédécesseurs? Allah les a détruits. Pareilles fins sont réservées aux mécréants.
    [11] C’est qu’Allah est vraiment le Protecteur de ceux qui ont cru; tandis que les mécréants n’ont pas de protecteur.
    ” ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم يجعل كيدهم في تضليل….”
    Au nom d’Allah, le Tout Miséricordieux, le Très Miséricordieux.
    [1] N’as-tu pas vu comment ton Seigneur a agi envers les gens de l’Eléphant?
    [2] N’a-t-Il pas rendu leur ruse complètement vaine?
    [3] et envoyé sur eux des oiseaux par volées
    [4] qui leur lançaient des pierres d’argile?
    [5] Et Il les a rendus semblables à une paille mâchée.حسبنا الله ونعم الوكيل
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين