فارس "التقيتيقات" المراكشية .. عبد الرحيم بانا وارث سرّ أبيه

فارس "التقيتيقات" المراكشية .. عبد الرحيم بانا وارث سرّ أبيه
السبت 12 غشت 2017 - 13:00

بقامته الفارعة، المثيرة للعيان، وبلباسه التقليدي المراكشي، وبلونه الأسمر الأخاذ، وجسده النحيف الذي اعتاد ارتداء كل صنوف الجلباب، من المراكشي الفضفاض “القافز”، إلى الصوفي العيساوي أو الحمدوشي، وبلكنته التي تشي بأننا أمام فنان من مدينة سبعة رجال، لا يتواني فارس “التقيتيقات” عبد الرحيم بانا عن الدفاع عما تبقى من فن الدقة المراكشية، الذي يعاني في صمت.

لم يضجر عبد الرحيم بانا يوما ما من فن “الدقة”، وهو الذي يملك كل أسرار “تمعلميت” الإيقاع، إذ يصر على إسماع صوت “الدقة المراكشية” عاليا، ومعها تستمر ثقافة المدينة وهويتها، رغم كل التغيرات الطارئة، واختلاف الأزمنة وتقلبات الدهر.

نشأ عبد الرحيم بانا في حي اسبتيين بالمدينة العتيقة بمراكش، الحي الذي يجمع أهله كل الفنون الشعبية، ويرتبطون ارتباطا وثيقا بجميع الزوايا: درقاوة، عيساوة، حمادشة، تهامة، جيلالة، فأخذ من كل فن نصيب.

يقول العارفون بأهل الحال إن عبد الرحيم بانا مغن شعبي يتميز بقدرته على الانتقال داخل الأغنية المغربية والشرقية بشكل يجعلها خاضعة للموال الشعبي، وفي قالب فني يمزج بين الفكاهة والتنشيط إلى جانب مجموعة من الإيحاءات التي يعبر عنها بتوظيفه المحكم لحركات الجسد وارتسامات الوجه، كما له قدرة خارقة على شد انتباه المتلقي وإلهاب حماسه، بل ودفعه إلى المشاركة وترديد العبارات المستوحاة من قاموس الأغاني الشعبية.

كما اجتهد بانا في تمتيع محبيه دون المس بروح اللوحات الفنية المستوحاة من الفلكلور الشعبي، والتي ترتكز على الأشعار المستلهمة من التراث المراكشي الأصيل.

هسبريس التقت عبد الرحيم بانا في أحد مقاهي مراكش، يحتسي كأس شاي، فتحدث لها عن حال “الدقايقية” و”الدقة المراكشية”، التي يتطلع بكثير من الحب ونكران الذات إلى أن تتمكن من الوصول إلى العالمية.

وأشار المتحدث إلى أنه ورث أسرار الفنون الشعبية عن أبيه وعمه، وعن كافة شيوخ مدينة مراكش؛ فهو يبرع في جميع الآلات، خصوصا الطعريجة، الجوجة، الطارة، الغيطة وغيرها.. ماهر في الحمدوشي والعيساوي وباقي الفنون الشعبية المرتبطة بكافة الزوايا والأذكار، وأقسم بأغلظ الأيمان أن يستمر فن “الدقة” إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفق تعبيره.

وفي هذا الإطار، دعا بانا إلى أن يأخذ فن “الدقة المراكشية” حقه في المهرجانات الكبرى، كما ثمن مجهودات القائمين على الثقافة والفن الذين يحاولون إنقاذ هذا الفن من الضياع والتهميش، مخلصين إياه من الموسمية.

من جهة أخرى أصر عبد الرحيم بانا على أن تجد “الدقة المراكشية” مكانا لها داخل المعاهد الموسيقية، لتكوين العاشقين للإيقاع المراكشي.

لم يقتصر بانا على تكرار ما سمعه من الأولين، ولكنه أبدع في أكثر من فن، فهو الذي طور فن “الموازن” و”التويشيات”، وسماها “التقيتيقات”، حتى أصبحت اليوم متداولة في جميع مدن المملكة.

‫تعليقات الزوار

12
  • فنان
    السبت 12 غشت 2017 - 13:38

    صراحة أحب فنان يحب عمله يمزج بين الفكاهة البهجاوية والإقاع وخاصة طريقة الرقص .استمر أخي عبد الرحيم

  • بامركش
    السبت 12 غشت 2017 - 13:52

    اودي الله اعز بامراكش، تحية بهجاوية.

  • Lamya
    السبت 12 غشت 2017 - 15:09

    انا احب الدقة المراكشية او "التقيتيقات" خصوصا و انني قضيت مدة طويلة من حياتي بمدينة سبعة رجال فثارت بالثقافة المراكشية. و احب الفنان عبد الرحيم بانا, لانه فعلا بهجاوي حقيقي يدخل البهجة و السرور و المرح و الفكاهة. اتمنى له مزيدا من التالق.

  • العز للمغرب
    السبت 12 غشت 2017 - 15:28

    المغرب يتميز كباقي دول البحر الأبيض المتوسط بغناه الثقافي والحضاري.. وهذا يتجلى في تنوع اهازيجه الأمازيغية، العربية والحسانية.. وعلى عاتق الدولة أن تحافظ على جوهر هذا الموروث باحذاث معهد متخصص في جمع وتحصين وتقديم هذا النوع من الفن، معهد يتوفر على فرق فنية منتقاة و مؤهلة معرفيا ليس همها الاسترزاق والايقاعية لأنه مع كامل الأسف تم تبخيس هذا الموروث وتحويله عن جهل الى فولكلور شكلي نجده في مداخل الفنادق والمهرجانات واضحى مقدموه مهرجون.. حذار قيمتنا من القيمة التي نعطيها لموروثنا.. الله الوطن الملك…

  • المجيب
    السبت 12 غشت 2017 - 15:36

    عندما نغوص في كلمات الدارجة، فاننا رغم عدم خبرتنا بعلم اللسانيات فلا بد ان نحشر انفسنا ونقول راينا لاننا نحس عميقا بنبرات العامية.فعبارة "التقيتقات" اعتقد انها لا تحيل سمعيا ولا مفاهميا على "الدقة المراكشية".الارجح والؤمول ان نقول "الدقيدقات" اي الضرب باكفف الايدي او الدق على جلد التعريجة بايقاعات خاصة برع فيها اهل مراكش.اما عبارة "التقيتقات" فهي تحيلنا سمعيا ومفاهيميا على "التقتوقة او الطقطوقة الجبلية" وهي النقر على حبال بعض الالات الوترية بايقاع متميز برع فيه اهل الشمال.فالدقة بدقيقاتها قد تصنف موسيقيا على انها منبعثة من مجموعة instruments à percussion والطقطوقة بتقيقاتها تصنف موسيقيا على انها تنبعث من مجموعة instrments à cordes.يا الله اسيدي سمعني: دقدقني يا المراكشي وتقتقني يا الجبلي وما تخليوش الصويري يدعدعني ( هدا ورسا،الدعدوع كلام اخر).ههههههه

  • sim
    السبت 12 غشت 2017 - 19:36

    الدقة المركشية هو فلكلور نعتز به اما من يقول إدخاله إلى المعهد الموسيقى، لا لا هذا بزاف واش تصحابكم موزار او بيتهوفن. نوتات موسيقية بسيطة جدا تشبه بعض الطقوس الموسيقية لشعوب بدائية في أدغال افريقيا.

  • تكشبيلا تيوليولا
    السبت 12 غشت 2017 - 19:43

    لعل المشكل في عدم تطور الفنون المراكشية يكمن في عدمية التعليم و الثقافة و الفكر لمزاولي هذه المهنة كبانا مع العلم أن المدينة تزخر بنخبة فكرية مثقفة ملمة بهذا الميدان قادرة على البحث و المواكبة لكن دون جدوى وودت لو أن هسبريس قصدت بعض رجالات الفن المراكشي بكل ألوانه و ما أدراك كالسيد الأستاذ المقتدر عبد الرحمان الملحوني لأفاضكم بالشيئ الكثيرفي هذا الفن أما بانا فهو من أيها الطبالة ليس إلا فهناك الفنان عبد الكبير الأشهب و باقبو الأب ليس الإبن الكناوي دون أن ننسى صاحب الكلمات الممتعة المراكشية الأصيلة السيد الكعير ومن لا يعرفه في أرجاء المغرب بل في اليابان صحبة حميد الزاهر و المعلم كسكاس و اللائحة طويلة بأعلامها و حتى لا نكون مجحفين فالفضل في إحياء فن ا لتقيتيقات يرجع للفنان القدير حميد الزاهر فقد كان سببا في ترسيخ المبادئ العامة لهذا الفن الأصيل و أرجو من الإعلام أن ينصف كل طرف فالمراكشيين الأحرار يميزون جيدا بين التقيتيقات ككلمات موزونة ذات حمولة معنوية ممزوجة بالفكاهة ذات الطابع المراكشي الأصيل و بين التقيتقات البانية الفارغة من المحتوى المراكشي كما نقول في مراكش (الحيالة)

  • Nichane
    السبت 12 غشت 2017 - 19:48

    بناها يوسف ابن تاشفين المرابطي اللمتوني ، الامير المجاهد العابد الزاهد ، كانت مدينة امركوش عاصمة المرابطين و الموحدين و السعديين ، كانت كذلك عاصمة العلم و رباط العلماء و التقاة و المجاهدين .
    اما الان فهي عاصمة العهر و الخمر و الزنا و الشدود .

  • الهاربات عمّروها
    السبت 12 غشت 2017 - 20:32

    فالحقيقة فن الدّقة المرّاكشية فنّ أصيل و يبعث على البهجة و السّرور.. أمّا مدينة مرّاكش الأصيلة و المحترمة؛ فبريئة من بعض المهاجرات اللاتي يقصدنها بحثاً عن العملة الصّعبة من مدن عدييييدة.. نييييشان !؟

  • عبدالله
    السبت 12 غشت 2017 - 22:01

    الخوت الدقة المراكشية شيء والتقيتيقات او الموازن الشعبية شيء آخر وكثير من الناس ينعتون الموازن بالدقة المراكشية التي لها شيوخها ومعلموها .. والغريب أن في كثير من المدن المغربية تجد شبابا يسترزقون من وراء التقيتيقات ويسمون أنفسهم الدقايقية وهم لا يحفظو من العيط إلا أخر مقطع منه .. وتحية لمن لايكل في تطوير فن التقيتقات أما الدقة المراكشية وإن حاول البعض تغيير مقاطع عيطها فستظل قيمتها مصونة بصيانتها من العبث ..

  • عابر سبيل
    السبت 12 غشت 2017 - 23:36

    الفنان عبد الرحيم بناااا فنان مرح ومتمكن من غمله هكدا غرفناه
    اصل الدقة المراكشية ينحدر من مدينة تارودانت فهناك تشابه كبير بين المدينتين
    لاكن تطور واستمرار واشتهارها تم في مدينة مراكش لذلك سميت بالدقة المراكشية
    لا تكاد تجد فرق بين الهجتين الرودانية والمراكشية غلى الاطلاق الا في روح الفكاهة والمرح اللتين يتميز بها المراكشي السلام

  • Fayssal
    الأحد 13 غشت 2017 - 02:52

    من منآ لا يثيره هدا الفن الٱصيل وهو من الفنون اللامدية ٱنا وهو فن التقيتيقات و عندما ندكر تقيتيقات ندكر دائما المايسترو عبد الرحيم بانا آو المعلم بانا ذالك الشخص بسيط في طبعه وآخلاقه فهو وبإعتراف الجميع مبدع في جميع الفنون وبإمتيار شكرا الٱخ بانا على مجهوداتك الجبارة ودمت رائدا لهذا الفن الثراتي الٱصيل Fayssal

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال