محمد الطلحاوي .. مغربي يتشبث بمسار التطور بين فاس ومسقط

محمد الطلحاوي .. مغربي يتشبث بمسار التطور بين فاس ومسقط
الأحد 27 ماي 2018 - 06:00

أكمل محمد الطلحاوي السنة الـ 12 من التواجد في المنطقة الخليجية، مستجمعا هذه المدة على أرض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومنها سنتان ونصف السنة في سلطنة عمان.

يحافظ المغربي نفسه على المنسوب العالي من الإصرار على الارتقاء منذ مغادرته الوطن الأم أواسط العشرية الماضية؛ ما يجعله مشهرا أحلامه عاليا وهو يسير ببطء وثبات على المسار الذي اختاره.

سيرة دراسية

ولد محمد الطلحاوي في الحيز العتيق من مدينة فاس، وترعرع وسط دفء دروبها التاريخية، مستهلا تعليمه من “المسيد” بتعلم القرآن الكريم في الكُتَّاب المتاخم لمسكن أسرته.

امتد المسار الدراسي للطلحاوي، منذ آخر عقد الثمانينات من القرن الماضي، بين مؤسسات أهمها “عين هارون” و”ابن خلدون”، ثم وصل إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله خلال طور التعليم العالي.

وفد محمد على كلية الآداب والعلوم الإنسانية في فاس سايس، للتخصص ضمن مسلك الدراسات الإنجليزية، معلنا ميله إلى هذه اللغة، ليتحصل على شهادة الإجازة بحلول صيف سنة 2006.

مران تجاري

يقول “ابن فاس” إنه حرص منذ شروعه في التعلم المدرسي على حصر تركيزه في ضبط المحتوى الخاص بكل موسم تعليمي، مع الإقبال على اشتغالات توفر له عوائد مالية أثناء العُطل.

ويزيد الطلحاوي: “نال الميدان التجاري إعجابي مبكرا، وجاء ذلك من احتكاكي بأرباب متاجر يعرضون سلعهم بالجملة؛ إذ كانوا يمنحونني بضاعة لتوزيعها على تجار تقسيط في الحي الذي أقطنه وبعض الدروب المجاورة”.

هذا النشاط المقترن بفضاء “جنان الحريشي” مكن محمد، منذ دراسته الإعدادية، من ضبط مهارات التعامل التسويقي وما تقتضيه من تقنيات حسابية، مؤسسا لمرحلة لاحقة أكثر اتصالا بهذا الميدان.

عيش في الخارج

ينفي محمد أن يكون قد حمل في ذهنه، خلال أي من مراحل ماضيه، فكرة الاستقرار خارج أرض الوطن كهاجس شاغل له. ويقر بأن التغيير قد حصل بعد رصده عرض عمل يعد بمستقبل أفضل.

ويشرح الطلحاوي: “كان لدى مكتب فاس للوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات ملفي، وأنا في آخر سنة من مسار نيل شهادة الإجازة، ليبعث لي بعرض عمل في السعودية كبائع للعتاد الإلكتروني المنزلي”.

لبى المغربي نفسه الدعوة من منطلق التجريب، متسلحا بضبطه للغة الإنجليزية وتجربته العصامية في المعاملات التجارية، وحاملا أحلاما بتحقيق النجاح حدها السماء.

امتيازات المرحلة

المنتمي إلى صف “مغاربة العالم” استفاد، وفق نظرته الحالية، من صغر سنة في ضبط الإيقاع وفق مستلزمات بيئة عيشه الجديدة، خاصة أنه اتخذ قرار الرحيل بوصوله ربيعه الثالث والعشرين.

كما يعتبر خريج مسلك الإنجليزية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن إقباله على دراسة هذه اللغة التي جرته إليها منذ المرحلة الثانوية، قد كان إضافة نوعية لوضعه في الهجرة.

“استثمرت مهاراتي عامين في المملكة العربية السعودية قبل التحول، بعد انتهاء عقدة ANAPEC، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعقد مباشر معي، ثم ترقيت بما يجعلني أقصد سلطنة عُمان”، يكشف الطلحاوي.

سلم الارتقاء

بدء محمد مساره المهني خارج المغرب من موقع بائع للآلات الكهرومنزلية، لكنه لم يمارس هذه المهمة بعدما انتبه مشغله السعودي إلى مستواه الجيد في الإنجليزية، وبالتالي أوكلت إليه مهمة مساعدة المسؤول عن المشتريات في إدارة الشركة.

استجمع المغربي عينه عامين من الخبرة في هذا الشق من الاشتغال، حريصا على الظفر بتكوين مكنه، في إمارة دبي، من الغدو مديرا للمقتنيات وسط شركة مغايرة ترتبط بمجال العتاد الإلكتروني.

واصل الطلحاوي العطاء الجدي وهو يتقدم في أدائه، وينال الترقي حتى تسميته رئيسا لقسم التسويق بهذه المؤسسة العاملة في الإمارات، ثم مسك العلاقات مع الأسماء التجارية المتعامل معها بما يقتضي ذلك من التفاوض على استراتيجيات تطوير الشراكات.

سلطنة عُمان

قبل ما يعادل 30 شهرا وصل محمد إلى سلطنة عُمان للعمل مع شركة رائدة في المجال الذي يلازمه منذ 12 سنة ونيف، مركزا هذه المرة على البيع بالتجزئة للآلات الإلكترونية انطلاقا من عاصمة السلطنة.

المؤسسة التي عملت على استقدام الطلحاوي من الإمارات حرصت على جعله مسؤولا عن تسويق الهواتف المحمولة التي تروجها في السوق العُمانية، وأيضا الألواح الإلكترونية وما يرافقهما من منتجات.

“يرتبط عملي، بشكل يومي، بالعلاقة مع مموني الشركة بالسلع التي تحتاج إليها، الهواتف والألواح الرقمية تحديدا، وضبط مستوى الشراكات بين الطرفين للسير بها نحو أفضل مكانة”، يقول المستقر في مسقط.

أهداف معلنة

يربط المنطلق من مدينة فاس أهدافه المستقبلية بالاستمرار في التقدم ضمن التراتبية المهنية، واضعا نصب عينيه الاستمرار في إبراز مهاراته إلى غاية الإشراف على شركة وتعاطيها في بلاد بأكمله، أو مد ذلك على فضاء جغرافي أوسع.

ويعلن محمد استراتيجيته مقترنة بالبقاء مركزا على ما يقوم به، وإنهاء المسارات التكوينية في تدبير الأعمال التي يقبل عليها مع مؤسسات متخصصة، وفق برامج إلكترونية للتعلم عن بعد، من خلال جامعة “رايس” في هيوستن الأمريكية وأيضا جامعة بنسلفانيا.

على أساس تجربته يستند الطلحاوي وهو يرى أن المغاربة الراغبين في الهجرة مطالبون بإعلان أهدافهم واضحة، محددين ما يبتغون من ذلك بكل صراحة مع أنفسهم، مع تغييب أي نوع من التعصب أو التقوقع حول الذات.

“ضبط الإنجليزية والالتزام بالمهام وعدم الانسياق وراء المغريات؛ مفاتيح لأبواب النجاح على المستويين الشخصي والعملي بعيدا عن أرض الوطن الأم”، يختم محمد الطلحاوي.

‫تعليقات الزوار

8
  • مصطفى والي علمي
    الأحد 27 ماي 2018 - 13:48

    طموح وذكاء وإيمان بالذات، واصل، وفقك الله.

  • allal ksa 1
    الأحد 27 ماي 2018 - 14:28

    محمد الطلحاوي صديق عزيز ممكن ألخصه في 3 كلمات :
    الاخلاق ,الالتزام , الهدوء .
    وفقك الله وحفظك ورعاك . لانك خلوق ونموذج للشباب المغربي المشرف
    صديقك علال /الرياض / السعودية best electronic city

  • Amine hlimi
    الأحد 27 ماي 2018 - 15:57

    سلام كيف حالك إسترجعت لي دكريات طفول وكول ما قولته صحيح بدايتوك كانت من صفر بتوفيق أخويا الطلحاوي

  • لفضيلي محمد
    الأحد 27 ماي 2018 - 19:18

    الله يوفقك السي محمد لازلت كما عهدناك ذاك السي محمد الصريح المتواضع المجد و الطموح. لا زلت اذكر اننا درسنا بعض الحصص الخصوصية في اللغة الانجليزية و تشرفت بمعرفتك في مرحلة التعليم الابتدائي والاعدادي و الثانوي و الجامعي.
    اتمنى لك مزيدا من التوهج و النجاح و الصحة والعافية.
    -محمد لفضيلي-

  • Younesse usa
    الأحد 27 ماي 2018 - 19:44

    Khoya lake whcha kbira lah yf9k lhmedlah li chfnak bkhir wow had I 15 sana mtchwfna men yetmt bien khldoun

  • عبدالحق جبار
    الأحد 27 ماي 2018 - 21:01

    وفقكم الله أخي محمد… سلامي و تحياتي لك و للعائلة الكريمة

  • عبد الكريم
    الأحد 27 ماي 2018 - 21:40

    دروس في الغربة
    انبسطت كثيرا لرؤية شخص مثل السيد محمد الطلحاوي …في هدا الربورطاج ..وهو مثال يحتدى به لشباب المغرب من اولاد الشعب …شاب شق طريقه في دروب الغربة بالخليج بتدرج وتراكم خبرات لا باس بها ..عبر الصبر و الاشتغال مع مجموعة من الشركات الاجنبية …عماد دلك الصبر و المتابرة و التاقلم مع ضروف العمل و جنسيات مختلفة تماما …ليس من السهل طبعا ..التدرج و المتابرة للوصول الى اعلى الرتب الوظيفية يستلزم الكثير من الصبر….صقل المعرفة باللغة الانجليزية و اخد دورات من الحين الى اخر في تخصص العمل و التكنولوجيات الحديثة يفضي الى الوصول الى اعلى المراكز …اللغة الانجليزية تبقى هي نقطة ضعف للشباب المغربي الطموح الى الهجرة في ابقاع العالم ..متى توفرت كان الاندماج و التفاعل مع الظروف اسهل …شكرا هسبريس على التعريف بمثل هاته الطاقات المغربية بسلطنة عمان و الخليج عموما …

  • علي بنطالب
    الأربعاء 30 ماي 2018 - 00:03

    نحن فخورين بك. نتمنى لك المزيد من النألق و النجاح. هذا الخطاب و الإنفتاح الفكري لا يكون إلا من شخص له تجربة في الغربة و المعاملة مع مختلف الجنسيات.
    دمتم بود.

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين

صوت وصورة
خلافات في اجتماع لجنة العدل
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 18:42 1

خلافات في اجتماع لجنة العدل

صوت وصورة
الفهم عن الله | رضاك عن حياتك
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | رضاك عن حياتك