يعيش هشام تسمارت أواخر سنين العقد الثالث من حياته مختارا ربط هذه المرحلة العمرية بتجربة صحافية مهنية في الإمارات العربية المتحدة، مع الانفتاح على الكتابة الروائية.
بواكر أعوام الهجرة لهذا المغربي ينظر إليها بعيون الكتاب والشعراء الذين يشجعون على السفر مثلما يحذرون من الاشتياق إلى الأحبة؛ لكنه يترك كل ذلك جانبا ليخوض المغامرة، متيقنا بأن من سمع ليس كمن رأى.
التسيير والتخيير
في الحسيمة نال هشام تسمارت أول جرعة هواء، وبين جبال الريف اشتد عوده وتلقى تعليمه الأساس، ليبقى تأثير هذه المنطقة الأمازيغية ملازما له حيثما حل وارتحل.
يقول هشام: “كباقي أبناء الريف، دخلت المدرسة الابتدائية بلا رصيد في اللغة العربية، وشرعت في تلقي التعليم بلغة لا أتقنها، ثم سارت الأمور نحو التعرف المتدرج على المحتوى”.
استكمل تسمارت سنوات التكوين الثانوي قبل أن يختار الاستمرار على المسار في جامعة المولى إسماعيل، بمدينة مكناس، ثم ولوج المدرسة العليا للأساتذة التي تخرج منها أستاذا للغة العربية.
على درب الصحافة
اختار “ابن الحسيمة” احتراف الصحافة بدل ارتياد فصول تدريس لغة الضاد، ملتحقا بجريدة هسبريس الإلكترونية في العاصمة الرباط، ليخوض تجربة من 3 سنوات وسط هيئة تحريرها.
عن تلك الفترة يسرد هشام: “العمل الصحافي في المغرب مؤثر لارتباطه مع الميدان، ما يجعل العامل في مهنة المتاعب يعيش القرب من الناس. كما أن الارتباط بهسبريس ينتج تفاعلات القراء بشكل يبرز قيمة كل مادّة صحافية”.
اختار المغربي نفسه خوض تجربة شخصية ومهنية خارج حدود المملكة، ملتحقا بدولة الإمارات العربية المتحدة وقناة “سكاي نيوز” العربية المستقرة في إمارة أبوظبي.
متعة واشتياق
“كنت قد زرت الإمارات من أجل إنجاز تغطية صحافية لمؤتمر، وقد وددت أن أمكث مدة أطول في هذا البلد حينها، بعدما أبهرت بالتنوع الثقافي الكبير الذي يسم هذا المجتمع المتميز”، يقول هشام.
الصحافي عينه يزيد أن إيقاع الحياة بين ما يعادل 200 جنسية يحقق متعته، بينما الاشتياق إلى المغرب يدفعه إلى الاختلاط بمهاجري المملكة الوافدين على الإمارات، بفضاءات أبرزها “مطعم مكناس” في أبوظبي.
كما يكشف تسمارت أن طبيعته تجعله يتوق إلى فضاء جديد كلما راكم زمن استقرار في مكان ما، بحثا عن التجديد عبر إحياء الفضول. ويعتبر هشام الصحافيين رُحّلا بإقبالهم على التجارب المتنوعة حيثما كان أهمها.
الصحافة والروح
يعمل المنتمي إلى صفوف “مغاربة العالم” محررا في الموقع الإلكتروني لقناة “سكاي نيوز عربية”، بتركيز في الأداء على القضايا التي تنال اهتماما على المستوى الدولي بشكل واسع.
ويعتبر الصحافي هشام أن هذا التموقع الجديد يتيح له متابعة أبرز ما يقع في منطقة الشرق الأوسط من مستجدات، مع ما يستدعيه هذا التعامل من مواكبات يومية تخدم الفهم العميق لكل خطوة.
في كل هذا الخضم نجح تسمارت في إصدار أول عمل روائي له بعنوان “أرياف الروح”، نهاية سنة 2017، ملامسا فيه الهجرة المنطلقة من فضاء الريف، شمال الوطن الأم، دون إغفال رصد أعطاب التنمية.
مستقبل القوة
“أومن بأن الإنسان يبذل أقصى جهوده من أجل التقدم إلى أبعد حد في المسارات التي ينهجها، ومقابل ذلك تأتي أمور من حيث لا يحتسب المرء”، يورد هشام بخصوص توقعاته لمستقبله.
ويفسر الكاتب والصحافي ذاته: “لا يمكنني أن أنظر بوضوح لما سيقع غدا، لكنني أركز بشكل كبير على كل ما أقوم به، مع إبقاء الأبواب مشرعة على ما تحمله الأيام والسنون القادمة”.
كما ينصح هشام كل الطامحين إلى الهجرة بمراكمة التجربة، وما يمكن أن يشهد عليها من دبلومات ومهارات، خاصة أن العالم يشهد منافسات شرسة ضمن جميع المجالات.
“المنخرطون في تجارب خارج المغرب يحتاجون بطائق قوّة ليبرزوها أمام أنظار مشاطريهم التواجد في المجتمعات الجديدة، وهذه القوة يولدها التعلّم والتثقيف والتجريب والمراس، كما تشحذها الأهداف المسطرة وفق ما يتقنه كل شخص”، يختم هشام تسمارت.
هشام من الشخصيات الرائعة التي عرفتها في أبوظبي. رغم صغر سنه، فهو يحمل رؤية المثقف والروائي الحالم ذو الأبعاد الانسانية العميقة. يعجبني في هشام خصوصية شخصيته التي قد لا تشبه أحدا على الإطلاق، فهو منطلق محب للحياة بكل تفاصيلها مسكون بالمغرب وبتاريخه وقضاياه وعوالمه. دمت متألقا أخي هشام
Bravo Mr Hicham Tsmart et bonne continuation aux Emirates Arab Unies.
هيشام قبل كل شيء شاب طيب وشغوف بالاسفار ويحب التعارف.
ومرضي الواليدين.
طبعا نتذكر مرور سي هشام من هنا والأثر الإيجابي الذي ترك بيت القرّاء ونتمنى له مزيد من النجاح وايضا الكتابة بعد فين لآخر هنا في الجريدة اللتي اعطته الانطلاقة لكي يتقمر satellisation
ربما يتذكر اسمي وأسماء اخرى لازالت يديها على الزند
هشام لطالما حدثتنا عن حلمك بالصحافة والكتابة سعيدة انك حققت حلمك اتمنى لك مزيدا من التوفيق تحياتي لك اخي وصديقي اظنك ستتذكرني فقد درسنا معا بالمركز الجهوي بمكناس كانت اياما رائعة
بنت الريف
هشام من أحسن براعم بني عمارت البلدة المنسية القابعة في وسط الريف العميق،استطاع تحدي التهميش والإقصاء و…و… الطابع للبلدة والتحليق عاليا
فمزيدا من التألق
أتنبأ له بمستقبل زاهر إن شاء الله