لاجئ صيني مسلم يخشى الترحيل من أراضي تركيا

لاجئ صيني مسلم يخشى الترحيل من أراضي تركيا
الثلاثاء 13 غشت 2019 - 10:08

يخشى أحمدي شيانميشيدينغ، المهاجر الصيني في إسطنبول والمتحدّر من أقلية الأويغور المسلمة الناطقة بالتركية، ترحيله إلى بلاده بعد تمضيته شهرين ونصف شهر في مركز لاحتجاز المهاجرين بتركيا.

وقبيل منتصف ليل 30 مايو الماضي، دقّ شرطيان تركيان جرس منزل أحمدي، الذي يؤكد أنهما قالا له: “لدينا بضعة أسئلة نريد طرحها عليك في المخفر، سنُعيدك بعدها”.

لكن بعد مرور شهرين ونصف شهر، لم يعد أحمدي. ويقول لوكالة “فرانس برس” من مركز احتجاز المهاجرين حيث هو موقوف، إنه يخشى ترحيله إلى الصين.

ولطالما كانت تركيا ملاذاً لعشرات آلاف الأفراد من أقلية الأويغور، التي تتعرض لحملة قمع من جانب بكين، حسب منظمات غير حكومية عدة. لكن الخوف بدأ ينتابهم منذ بضعة أشهر بسبب شائعات عن ترحيلهم – تنفيها أنقرة – وعن امرأة أويغورية أُرسلت في يونيو مع طفليها إلى طاجيكستان بعد أن حصلت على جواز سفر هذا البلد ومن هناك إلى الصين.

ويقول أحمدي لـ”فرانس برس”، التي تمكنت من التواصل معه عبر الهاتف، السبت، من مركز الاحتجاز الواقع بمدينة بهلوانكوي بمحافظة كيركلاريلي (شمال غرب)، “سمعت عن أويغوريين ترحلهم تركيا إلى طاجيكستان، ومن ثَم يتمّ إرسالهم إلى الصين. أخاف أن يحصل معي الأمر نفسه”.

وعام 2016 غادر أحمدي، البالغ 29 عاماً، منطقة شينجيانغ حيث تعيش أقليات مسلمة عدة شمال غرب الصين، وانتقل مع زوجته وطفليه للعيش في حيّ شعبي بإسطنبول.

وأوقف أحمدي في 30 مايو، ويُشتبه بأنه قدّم الدعم المالي لتنظيم إرهابي، معروف باسم “الحركة القومية الأويغورية الدولية”، وفق وثائق قضائية اطلعت عليها “فرانس برس”.

وينفي أحمدي بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه، ويؤكد أنه لم يسمع “يوماً عن هذا التنظيم” قبل أن يتمّ توقيفه.

وتروي زوجته أكيدي، البالغة 25 عاماً، عبر الهاتف قائلة: “كنا دائماً بعيدين عما يمكن أن يجلب لنا مشاكل”. وتضيف وهي تجهش بالبكاء “زوجي رجل كادح، كل ما يهمّه هو تأمين مستقبل لطفلينا”.

“سنُعيدك”

أحمدي الحائز على تصريح إقامة وإذن عمل تركيين، كان يقيم بشكل شرعي في تركيا. ويشرح هذا الصيني، المتحدّر من مدينة غولدجا (يينينغ بالصينية) في شينجيانغ، أنه اختار عام 2016 المنفى هرباً من “وضع كان يتحوّل من سيئ إلى أسوأ.

وحسب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، تحتجز الصين ما يصل إلى مليون شخص من أقلية الأويغور وأقليات مسلمة أخرى في مراكز “إعادة التأهيل” في شينجيانغ.

وتنفي بكين هذه الاتهامات، وتقول إن هذه المعسكرات هي “مراكز تدريب مهني” تتيح محاربة “التطرف”.

ويتجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان في السابق مدافعاً شرساً عن الأويغور، حاليا الانتقادات الموجّهة إلى الصين، في حين تسعى أنقرة إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع بكين.

ولم يتسنّ الوصول إلى أي مسؤول تركي للتعليق على حالة أحمدي.

وأكد مسؤولون أتراك في أجهزة الهجرة أثناء لقاء مع الصحافة الأجنبية، الشهر الماضي بإسطنبول، أن بلادهم لم ترحّل أبداً الأويغور إلى الصين.

ولدى سؤالهم عن حالة المرأة الأويغورية، التي تمّ ترحيلها إلى طاجيكستان في يونيو، أكد هؤلاء المسؤولون أن سفارة طاجيكستان لدى أنقرة أشارت إلى أن تلك المرأة إحدى رعاياها، وأنها لم تكن تملك أي وثيقة ثبوتية تؤكد العكس.

وصرّح المسؤول التركي، رمضان سشيلميش، أثناء هذا الاجتماع أن سفارة طاجيكستان “شدّدت على واقع أنها “طاجيكستانية”. سنكتشف ما الذي حدث. نحن لا نرحّل أبداً الأويغور إلى الصين”.

ويشتبه ناشطون أويغور بأن طاجيكستان تعمل، بناء على أوامر تتلقاها من بكين، على الإشارة إلى كون الأويغوريين من رعاياها، وتمنحهم جوازات سفر بهدف “استعادتهم”، وبعد ذلك ترحلهم إلى الصين.

يأخذ أحمدي نفساً عميقاً يمكن سماعه عبر الهاتف، ويقول إن “الصين يمكن أن تقوم بذلك”.

ويروي أحمدي أنه في الأشهر التي تلت انتقاله إلى إسطنبول عام 2016، تلقى “تهديدات” عبر تطبيق المراسلة الصينية “وي تشات”.

ويضيف أن “رجال شرطة كانوا يقولون لي: انتظر قليلاً، سنُعيدك”.

‫تعليقات الزوار

6
  • تونسي علماني
    الثلاثاء 13 غشت 2019 - 10:34

    لو كان هذا اللاجئ في بريطانيا او في سويسرا او في السويد لما حصل له اي تهديد بالطرد لانها دول تحترم حقوق الانسان وهي دول علمانية بامتياز ..اما الدول الاسلامية مثل تركيا او قطر التي تريد ايضا طرد لاجئ ايغوري مقيم بالدوحة او ماليزيا التي تطرد في الروهينجا دون الحديث عن الدول العربية الاسلامية التي ترفض استقبال السوريين و الايغور والشيشان والصوماليين والروهينجا رغم م يتعرضون له من قمع .. وبعدها يقولون لك نحن دول اسلامية تحب التسامح والرحمة ووو وفي الاصل اشد الدول قمعا و عنصرية هي تلك الدول التي تطبق في عشرات القوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية… ايهما افضل النرويج وبريطانيا والسويد وهولاندا وكندا العلمانية او تركيا و السعودية وماليزيا واندونيسيا و الامارات وقطر الاسلامية؟؟؟

  • مغربي
    الثلاثاء 13 غشت 2019 - 11:29

    عادي جدا
    سياسية اردوغان المنافق فبعد اخر زيارة له الصين اشاد بتعامل الصين مع المسلمين و العالم يشهد كيف يذبحون .
    مشكلة نحن العرب نصدق الكذب ، اردوغان مستعد للتضحية بكل شيء ليبقى في السلطة .
    تركيا تاخد اموال طائلة من الاتحاد الاوروبي كمساعدات للشعب السوري بينما لا يصل شيء لهؤلاء الذين يعشون على ارضه فقط الجوع و القهر

  • ح.ع.الله
    الثلاثاء 13 غشت 2019 - 11:29

    متى كان أردوغان رجل مبادئ وأخلاق لكي يحمي مسلمي الإيغور وهو الذي يستعملهم فقط في حملاته الانتخابية ؟
    خداع ومنافق يربط علاقات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية مع الكيان الصهيوني يحقق معهم 18 مليار دولار تجارة في السنة وجعل تركيا اكبر زبون لبضائعهم، ويسمح لطائراتهم التدرب في أجواء تركيا وبعدها تقصف غزة ويأتي للبكاء بكاء التماسيح على فلسطين أمام الشعوب الأعرابية المتخلفة التي لا تميز بين الصالح والطالح وتنساق وراء دعاية إخوان الشياطين التي جعلت من فلسطين شماعة تستعملها في دعايتها
    اردوغان مريض بجنون العظمة اتجه في بداية حكمه إلى الدول التركمانية الأسيوية وجعل تركيا ك"أخ" أكبر لها بغرض الهيمنة عليها والتحكم في سياستها واستغلال مواردها، لكنه فشل واتجه بعد ذالك نحو الدول العربية التي كانت جزء من الامبراطورية العثمانية وحاول أن يسيطر عليها وجعلها مجرد ولايات تابعة ل"خلافة" أردوغان العثماني الجديد بمساعدة قطر التي استعملت بوقها الإعلامي وصرفت مئات المليارات من الدولارات على ميلشيات إخوان الشياطين في سوريا في مصر وليبيا وتونس لكنه فشل أيضا وها هو اليوم مستعد أن يبيع مسلمي الإيغور كما باع السوريين

  • El Oujdi
    الثلاثاء 13 غشت 2019 - 12:41

    أردوغان ينتمي إلى حزب الإخوان الذين ينشدون الوصول إلى السلطة ولا يهمهم دين الله. عندهم الغاية تبرر الوسيلة حيث يلعبون على وتر الدين الحساس لأنهم يعلمون حب الناس للدين فيستعملون الايات القرانية وأحاديث النبي عليه السلام للوصول إلى مبتغاهم كما يسبونهم الصهاينة في العلن ويعقدون اتفاقات معهم بعد ذلك. الله المستعان.

  • الى التونسي العلماني
    الثلاثاء 13 غشت 2019 - 13:52

    الدول تحكمها المصالح, اذن انظر ماذا وقع, عندما اراد ترامب استرجاع مغني الراب الامريكي, رغم تورطه, وكان له ذلك, واين في السويد.
    نفس حالة بلجيكا, الذي تم طرد اللاجئ المسلم الايغوري الى الصين, وانت تتكلم عن حقوق الانسان والبنان, والافوكا, الله ينعل اللي ما يحشم, تبين انك علماني مزور, وثقافتك الضحلة, اذا كانت العلمانية هكذا فانا اول كافر بها.
    انشري هسبريس

  • Aisa
    الثلاثاء 13 غشت 2019 - 14:07

    قد يكون السبب للمرشح الفاءز ببلدية اسطنبول ضد حزب اردوغان الذي عاهد بخروج الاجءين باسطنبول.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 4

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال