القارة الإفريقية تحتضن 90% من فقراء العالم بحلول سنة 2030

القارة الإفريقية تحتضن 90% من فقراء العالم بحلول سنة 2030
الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 01:55

ترد إفريقيا على خارطة العالم للفقر المدقع باللون الأحمر الحاد، تعبيرا عن ظاهرة تهدد بالتفاقم مع النمو السكاني المرتقب في العقود المقبلة.

وإن كان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نشطا منذ تأسيسهما قبل 75 عاما لمكافحة هذه الآفة المتفشية منذ زمن طويل في القارة الإفريقية، إلا أن نتائج عملهما تبقى متباينة.

وتواجه المؤسستان الماليتان الدوليتان اليوم الحاجة إلى استثمارات كثيفة في البنى التحتية للدول الإفريقية واستحداث وظائف للتصدي للفورة السكانية فيها، بموازاة تصديها لمخاطر التغير المناخي في منطقة عاجزة عن تحمل كلفتها.

قال رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، ملخصا المسألة، في حديث أجرته معه وكالة فرانس برس: “تظهر المشكلات بقدر خاص من الجلاء في إفريقيا”.

وتشير آخر معطيات البنك الدولي إلى أن الفقر المدقع الذي يحدد بناء على عدد الأشخاص الذين يعيشون بما لا يتخطى 1.90 دولار في اليوم، انحسر بشكل كبير على مستوى العالم، متراجعا إلى 10% في 2015 بالمقارنة بحوالي 30% في 1990. لكنه ما زال في ارتفاع في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث كان أكثر من نصف السكان في فقر مدقع قبل أربع سنوات.

وبحسب التوقعات، فإن هذه المنطقة ستؤوي بحلول 2030 حوالي 90% من الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع في العالم، في حين يتوقع أن يزداد عدد السكان في القارة في الفترة ذاتها بمقدار 1.3 مليار نسمة، أي بما يزيد عن نصف النمو السكاني في العالم.

ويتوقع تقرير صندوق النقد الدولي للعام 2019 نمو إجمالي الناتج الداخلي بنسبة %3.5 في إفريقيا، مقارنة بـ3% في 2018. لكن الصندوق حذر في أبريل من أن التوسع الاقتصادي المسجل في السنوات الأخيرة لا يكفي لاستحداث 20 مليون وظيفة ضرورية كل سنة لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل.

وتشير أرقام البنك الإفريقي للتنمية إلى أن عدد السكان في سن العمل في إفريقيا سيزداد من 705 ملايين نسمة عام 2018 إلى حوالي مليار نسمة بحلول 2030.

وشدد ديفيد مالباس منذ توليه رئاسة البنك الدولي في أبريل على ضرورة مكافحة الفقر. وفي خطوة رمزية، اختار عندها زيارة مدغشقر وإثيوبيا وموزمبيق.

وعلق على الأرقام التي تشير إلى أن 700 مليون شخص ما زالوا يعيشون في الفقر المدقع، معتبرا أنهم “700 مليون شخص أكثر مما ينبغي”.

وبعدما انتقد صراحة البنك الدولي حين كان ما يزال مساعدا لوزير الخزانة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حدد هدفا لعمله على رأس المؤسسة المالية تحسين فاعليتها.

وفي سياق نهجه حيال الدول الإفريقية التي تعاني من ديون طائلة موروثة من أخطاء الماضي، يعتزم مالباس تشجيع “السياسات الصالحة”، مشددا على أنه “عامل أساسي” لجذب الاستثمارات الخاصة.

مضاعفة البنى التحتية

يرى مسعود أحمد، الذي عمل لفترة طويلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أن ما يزيد من صعوبة التنمية في إفريقيا أنها عرضة لعواقب التغير المناخي.

وقال مسعود لفرانس برس: “خلال السنوات العشرين المقبلة، سيكون الاقتصاد العالمي أكبر حجما بمرتين مما هو اليوم، وسيتحتم مضاعفة البنى التحتية التي نحتاج إليها لدعم هذا الاقتصاد”.

لكن تنفيذ المشاريع الخاصة بهذا الهدف يجب أن يقترن بخفض انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة بنسبة الثلث.

ويدعو مالباس في هذا السياق إلى وضع نهج خاص لكل دولة يستجيب بشكل أفضل للإشكاليات الملازمة لكل اقتصاد بشكل منفرد. ويوصي تحديدا بإزالة احتكار الدولة واعتماد إطار قانوني متين يتيح إنشاء مؤسسات واكتساب الكفاءات الضرورية لشغل الوظائف المستحدثة.

من جهته، يدعو صندوق النقد الدولي الدول الإفريقية إلى المضي في إقامة منطقة تبادل حر على صعيد القارة الإفريقية. ووقعت عشرون دولة حتى الآن الاتفاق الرامي إلى تنشيط المبادلات، وبالتالي تحفيز النمو.

ورأى صندوق النقد الدولي في الربيع أن “هذا الكيان الجديد قد يبدل الوضع في القارة” التي يبلغ حجم سوقها 1.2 مليار نسمة، ومجموع إجمالي ناتجها الداخلي 2500 مليار دولار.

لكن تفاؤل المؤسسات المالية غالبا ما يصطدم بعودة النزاعات المسلحة التي طالت ثلث دول القارة في السنوات الأخيرة.

وبعد انحسار العنف في العقد الماضي، عاد عدد النزاعات للارتفاع منذ 2010 مسجلا ذروته عام 2016 حيث طال 17 بلدا.

وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، فإن هذه النزاعات ستتسبب في خسارة معدل ثلاث نقاط من إجمالي الناتج الداخلي في الدول التي تدور فيها.

ويدفع انعدام الأمن السكان إلى الفرار. وكانت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وحدها تأوي عام 2017 عددا قياسيا من اللاجئين والنازحين قدره 18 مليون شخص، بالمقارنة مع معدل خمسة ملايين في ثمانينات القرن الفائت، بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

10
  • ولد حميدو
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 02:22

    اين هي افريقيا التي تحقق اعلى معدل نمو في العالم
    الابناك الدولية هدفها هو اغراق دول افريقية في ديون حتى تستنزف دول ثرواتها
    تبين بانهم تخلصوا من القدافي لانه كان الممول الرسمي لدول افريقية و هدا لم يكن في صالح الابناك

  • خالد
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 02:53

    و المشوشون يقولون بان الدول الافريقية اصبحت احسن من المغرب فكيف سيردون على 90% من الفقر المدقع فيها

  • Wiseman
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 03:02

    And 99% of the corrupt leaders. Welcome to the black hole of despair where judges are businessmen selling justice for money.

  • مهاجر وجدي
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 04:10

    90/من سكان القارة الافريقية يعدون من أفقر سكان
    العالم و80/ من أغنيائها يعدون الأثرى في العالم وهذا راجع لنهب
    خيراتها

  • أفريكانا
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 06:05

    لم نسمع في تاريخ الهجرات منذ 5000 سنة هجرات جنوبية شمالية فقط بعد دخول المستعمر للقارة الإفرريقية لنهب ثرواتها، فإذا كان عهد الإكتشافات الأوروبية يقتصر على نسبة محدودة من الثروات على الساحل الإفريقي، فقد شهد القرن العشرين نهب بالأطنان و على قدم و ساق من الإستعمار و لا زال لحد الساعة يتم النهب دون هوادة، فلم نسمع في التاريخ أن السكان هاجروا منها إلى أوروبا لأنهم كانوا أغنياء بالتجارة و استغلال ثرواتهم لأنفسهم، الفايكينغ و القوط الغربيون و الوندال و النورمان و غيرهم بعد ذلك من المعمرين الإستعماريين من الشعوب الأوروبية كانت تتدفق بالآلاف مهاجرة بلادها الباردة و الكئيبة إلى حضن إفريقيا الدافئة و الغنية خاصة شمالها، فصارت اليوم عكسية بعد إفراغها من خيراتها.

  • محمد
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 08:55

    والمغرب له حظ أوفر من هاته النسبة

  • رشيد
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 10:14

    كلهم غيطلعو لشمال افريقيا وغيرونو التركيبة السكانية فالبحر الابيض المتوسط. هادشي من غير الظواهر الاجتماعية لي غتبدا تبان ولي كتكون مصاحبة لأي تغير في التركيبة السكانية.

  • Samir
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 10:45

    لا يمكن نسب دائما مصائبنا لغيرنا.
    لسبب ما فالشعوب الافريقيه شعوب متخلفه منذ الازل ولسبب ما شعوب القارات الاخرى تتقدم وان كان بشكل متفاوت لكن تتقدم الى الامام.
    هناك من يتهم الاستعمار بهذا وذاك .لكن الواقع يقول انه لولا الدول الاستعمارية التي ألقت ببعض الضوء على المنطقه لبقيت الشعوب الافريقيه تعيش الى يومنا هذا في الكهوف تقتات الاعشاب واوراق الشجر ونلبس جلود الحيونات وتقتل بعضها البعض.
    المغرب نفسه استدعى فرنسا في بدايه القرن الماضي لتسيير البلاد لاخراجها من التخلف والجهل الشديدين والفقر المدقع

  • ولد و لوح
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 14:22

    اكثر البلدان في العالم التي فيها معدل انجاب للاطفال هي البلدان الافريقية .. مثلا النيجر 7 اطفال للمراة او الصومال 6 اطفال .. يعني ان عدد السكان سيتضاعف اكثر من مرة في عقود قليلة .. بدون اقتصاد او تعليم او صحة زائد التغيرات المناخية فهته الدول ستكون مصدر لموجات هجرة جراد بشري سياكل الاخضر و اليابس .. نفس الشئ في المغرب ان لم يتم تقليل الزيادة السكانية التي تقدر ب نصف مليون كل سنة .

  • عبد الرحمن
    الأربعاء 24 يوليوز 2019 - 20:35

    البنك الدولي والولايات المتحدة اكلوا ثروة افريقيا والعالم بفضل ورقة الدولار التي يطبعونها وياخذون في المقابل الثروات الحقيقة . لو كنا نتعامل بالذهب والفضة لسقطت امريكا من يوم غد اذا اراد الله. الم يسال احدكم نفسه لماذا تنفق امريكا على السلاح والعسكر اكثر مما ينفق كل العالم . انها طباعة الدولار

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 3

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال