الفلسطينيون يرمون الحلول الاقتصادية الأمريكية عَرْض "صفقة القرن"

الفلسطينيون يرمون الحلول الاقتصادية الأمريكية عَرْض "صفقة القرن"
الخميس 27 يونيو 2019 - 02:00

اتهم الزعماء الفلسطينيون إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمعاقبتهم بيد وعرض مكافأتهم بالأخرى، بينما خرج محتجون في الضفة الغربية وقطاع غزة في مظاهرات مناهضة لخطة سلام اقتصادية أمريكية.

وفي مؤتمر تقوده الولايات المتحدة في البحرين، حثّ جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، القادة الفلسطينيين الذين يقاطعون المؤتمر على “التفكير خارج الصندوق” ودراسة خطة الخمسين مليار دولار الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني واقتصادات الدول المجاورة؛ لكن المسؤولين الفلسطينيين قالوا إن ترامب هو الذي تسبب في مزيد من المصاعب للفلسطينيين، بقطعه مساعدات بمئات الملايين من الدولارات للمنظمات الإنسانية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وقالت حنان عشراوي، المسؤولة البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله: “إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة إلى هذه الدرجة بازدهار الفلسطينيين.. فلماذا، إذن، تنفذ تلك الإجراءات العقابية ضدنا؟”.

وأضافت: “لماذا يستهدفون البنية الأساسية الفلسطينية؟ لماذا يوقفون المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين؟”.

كانت واشنطن قد أعلنت، في غشت من العام الماضي، إنهاء جميع التمويل الأمريكي لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة. وكانت الولايات المتحدة، حتى ذلك التاريخ، أكبر مانح للوكالة بفارق كبير عن الدولة التي تليها، إذ قدمت 364 مليون دولار في 2017.

وفي فبراير، أوقفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جميع المساعدات للفلسطينيين الذين قدمت لهم 268 مليون دولار في 2017.

وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أمس الثلاثاء في أريحا، إن “نفس الفريق الذي اقتطع 350 مليون دولار من المساعدات لمخيمات اللاجئين… (يذهب) إلى المنامة ليقول لدينا خطة رائعة لإتاحة فرصة جديدة للفلسطينيين”.

وتساءل ساخرا: “لماذا يقول الفلسطينيون: لا لخطة كهذه؟”.

اتساع الفجوة

لا تشارك الحكومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في المؤتمر المقام بفندق الفورسيزونز الفاخر بالمنامة، حيث احتسى المسؤولون الدوليون صنوف الشراب وتناولوا المعجنات الشهية وتجاذبوا أطراف الحديث مع رجال أعمال عرب ارتدوا الساعات الرولكس الذهبية.

وعلى بعد أكثر من 1500 كيلومتر في غزة، حيث يعيش ما يربو على نصف سكان القطاع الذين يبلغ عددهم مليوني نسمة في فقر، وجّه الفلسطينيون سهام النقد إلى رجال الأعمال العرب الذين حضروا، لتحيزهم إلى الجانب الأمريكي والإسرائيلي.

وقال عبد الرحيم نتيل (62 عاما)، والذي قضى جل حياته في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال غزة، إن “أصحاب رؤوس الأموال ما بيسألوا عن الفقراء”.

وأضاف “خليهم يقدموا مساعدات للناس اللي بتموت من الجوع ويعملوا مشاريع، يطلبوا من إسرائيل ما تعتدي علينا، يعطونا الدولة على حدود الـ1967 وما بدناش (لا نريد) حاجة منهم”.

وتظاهر بضعة آلاف من الفلسطينيين في غزة اليوم الأربعاء، وأحرقوا صورا لترامب ولحليفه المقرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكتبوا على لافتة “لا لمؤتمر الخيانة.. لا لمؤتمر العار”.

وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، كانت المظاهرات المناهضة للبحرين محدودة لليوم الثاني. وعبّر بعض الفلسطينيين عن إحساس بالسأم من جهود السلام ووعود الأموال والازدهار.

وقال حمد الله قاسم (72 عاما)، الذي يعيش في رام الله: “هذا مؤتمر زيه زي المؤتمرات ما (التي) عقدت قبله.. من يوم ما خلقنا فيه مؤتمرات عربية.. مؤتمرات أمريكية ولكن كله على حساب الشعب الفلسطيني. يعني مفيش (لا يوجد) أي مناصر للشعب الفلسطيني ولكن هو يناصر نفسه بنفسه”.

ولم تسلم قيادتهم من النقد أيضا؛ فعند نقطة عسكرية إسرائيلية تفصل القرى الفلسطينية عن مستوطنة جفعات زئيف الإسرائيلية المجاورة، قال عدد من عمال اليومية الفلسطينيين إن الرئيس محمود عباس يضر الاقتصاد الفلسطيني بمقاطعته المؤتمر.

وقال ناصر، الذي رفض ذكر اسمه الأخير خوفا من الانتقام: “إذا كان بيناضل مثل باقي شعبنا لكان شارك. وما دام المقاطعة ما بتأثر على جيبه (أمواله) فما راح يغير موقفه”.

وقالت يارا الهواري، المحللة السياسية التي تعمل انطلاقا من رام الله، إن المشاركة الضعيفة في الاحتجاجات نابعة من إحساس بالممل من المبادرات الدولية التي لا يرون فيها فرصة تذكر لتغيير وضعهم.

وقالت: “هناك قضايا معينة تحشد الفلسطينيين أكثر من غيرها.. مثل القدس. السلام الاقتصادي‭‭ من شاكلة تلك القضايا ليس أكثر. يعتبرونها كلاما فارغا”.

وذهب بعض رجال الأعمال الفلسطينيين إلى البحرين بالفعل. وكان أشرف الجعبري، وهو من الخليل ويعمل عن قرب مع المستوطنين الإسرائيليين، الوحيد الذي تحدث في المؤتمر.

وقال: “نحن كرجال أعمال لا علاقة لنا بالسياسة. ندعو للعمل المشترك بيننا وبين الإسرائيليين بحكم أنهم جيراننا… لأنهم في النهاية أصحاب مصانع.. شركات.. اقتصادهم قوي”.

وسئلت عشراوي، خلال مؤتمرها الصحافي، عن الجعبري فردت بكلام لاذع قائلة “شاهدت حفنة من المتعاونين، وأن ترى الأمريكيين يحاولون إعطاء متعاون منصة للحديث باعتباره الفلسطيني المثالي أو الفلسطيني المفضل، فهذه إشادة كبيرة بالشعب الفلسطيني ككل”.

وأضافت “نحن نعيش تحت احتلال وظروف سيئة للغاية ولم نستسلم أو نصبح أمة من المتعاونين. لذلك أن يكون لديك استثناء أو اثنين فهذا يثبت أننا شعب يتمتع بالكرامة”.

*رويترز

‫تعليقات الزوار

16
  • مسلم
    الخميس 27 يونيو 2019 - 02:42

    لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني… لا لشراء الفلسطينيين مقابل التنازل عن حقهم في استرجاع أراضيهم … لا لتفرقة المسلمين… حان وقت وقت الوحدة.

  • خالد
    الخميس 27 يونيو 2019 - 03:29

    عيني فيه و ما قدرتش نمشي ليه
    منح دراسية في جامعة الازهر او السوربون

  • حقن الدماء
    الخميس 27 يونيو 2019 - 05:51

    اللي ما رضى بخبرة يرضى بنصها، أرض الله للجميع ، و فرصة كذلك لحقن دماء المسلمين خاصة الأطفال ، ثم ماذا سيكون شان الفلسطينيين لو حرروا الأرض كلها ؟ هل ستكون كالسويد مثلا؟ لا أظن ذلك الفلسطينيون أنفسهم في دول الغرب لا يعيرون اهتماما أبدا للقضية الا نحن رغم أننا نعاني أكثر منهم وأخيرا if you can't beat them then join them

  • محمد
    الخميس 27 يونيو 2019 - 08:25

    والله كرامتكم فوق كل الكرمات وصمودكم
    فوق كل الصمود عشتم أبطال ومتم شهداك والله ناصركم ولو بعد حين فالتبات التبات قلوبنا معكم والله حسيبكم

  • rifain
    الخميس 27 يونيو 2019 - 08:46

    il nous reste que la dignité pour dire non, il reste que ça. alors non à leurs manigance pour liquider la Palestine

  • SAMIA CASA
    الخميس 27 يونيو 2019 - 08:53

    comme cette personne a dit rien a jouter

    وقال حمد الله قاسم (72 عاما)، الذي يعيش في رام الله: "هذا مؤتمر زيه زي المؤتمرات ما (التي) عقدت قبله.. من يوم ما خلقنا فيه مؤتمرات عربية.. مؤتمرات أمريكية ولكن كله على حساب الشعب الفلسطيني. يعني مفيش (لا يوجد) أي مناصر للشعب الفلسطيني ولكن هو يناصر نفسه بنفسه".

  • watani hata noukha3
    الخميس 27 يونيو 2019 - 08:57

    المغرب في شخص الملك هو رئيس لجنة القدس!!!ومع ذلك منحت القدس كعاصمة للاحتلال الصهيوني والمغرب يشاهد المنظر الجميل للتسليم بأم عينه ويسمعها بسوءة أذنه…فلماذا نستغرب من مشاركة المغرب في المؤامرة البحرينية ؟؟!!! ليس في القنافيد أملس.. وكل الحكام لهم شعار واحد :أنا ومن ورائي الطوفان !!صلاة الجنازة على أحياء حكام العرب!!!أما الذين مات منهم فلم يرد أحد من الأحياء أن يعتبر بهم..انتهى الكلام وطويت الصفحة…

  • Youness
    الخميس 27 يونيو 2019 - 09:02

    صراحة غريب أمر الفلسطينيين ! على المغاربة التوقف عن هذه السداجة تجاه القضية الفلسطنيية. من تجربتي الشخصية أقول لكم أن الشاب الفلسطيني يعيش أحسن من كل الشباب المغربي. بعد البكالوريا يحصل على منحة كبيرة ويسافر لإنجلترا ليدرس في أحسن الجامعات هناك ثم يحصل على عمل مع شركات عالمية بمرتبات خيالية مقارنة مع ما سيحصل عليه شاب مغربي من عامة الشعب. لقد قامت شركتي ببعتي لورشة عمل في أوروبا وقابلت واحد منهم وعاملته كأخ لكن معاملته لي كانت باردة فلزمت حدودي معه ولكن ليس هذا فقط. في اليوم الموالي جاء شخص إسرائيلي ليكون المشرف على التكوين وقد أحسست بضيق وكنت أعامله بجفاء ولكن الطامة الكبرى كانت أن الفلسطيني كان يعامله بلطف وود لم أرى له مثيل. بعدها فهمت لماذا لا يريدون حل للأزمة فهم يعيشون في رغد مقارنة مع كل العرب ويربحون تعاطف العالم كله و في نفس الوقت يستفيدون من الاسرائيلي ولا يرون مشكل في التعامل معه. يعني رابحون من كل النواحي بإستثناء الذين يعيشون في غزة.

  • higo
    الخميس 27 يونيو 2019 - 09:10

    الصورة غنية عن كل التعليقات !

  • تغطية الشمس بالغربال
    الخميس 27 يونيو 2019 - 09:35

    الفلسطينيون لا يشاركون وبعض الدل العربية ذهبت لجمع قمامت بقايا ما ستدفعه دول عربية اخرى. بالدارجة "بلحيته بخر ليه"

  • Amazigh
    الخميس 27 يونيو 2019 - 10:17

    وقت الربيع هذا ياكوشنر يعني ان يكون ضرع البقرممتلاء حليبا٠ الا انني اتساءل ان كانت المعزة الاماراتية ستذر حليبا اكثر لانها ضيعت الكثير منه خاصة لمجابهة مصالح المغرب هنا وهناك٠اذا فبدل ترامب فكشنر سيحلب هذه المرة٠

  • عينك ميزانك
    الخميس 27 يونيو 2019 - 10:25

    ما يقع في فلسطين من ظلم و قهر و عدوان يسائل الضمير الغربي الدي يسمح بكل هاته الإنتهاكات الإنسانية .إسرائيل تسرق الفلسطينيين نهارا جهارا و الولايات المتحدة الأمريكية تحميها من العقوبات .اللوبي اليهودي بنشطائه الاقتصاديين بغطاء جنسيات مختلفة يريد أن يجعل الصورة وردية في أعين أغنياء العرب الدين هرولوا لمؤثمر المنامة دون أن يدركو أنهم يسيؤون للفلسطينيين أكثر مما يظنون لان من وضع الفلسطينيين في حالة فقر هم الإسرائيليون و الأمريكان سياسة بغيضة و شيطانية لكنها ستكسر بإذن الله بعزيمة الشرفاء من العرب اللدين لم ينبطحوا لإسرائيل و إغرئاتها المسمومة.

  • مغربي مغرب في وطنه
    الخميس 27 يونيو 2019 - 11:03

    الملاحظ هو أن بعض الإخوة لا يقرؤون التاريخ
    في كل الحركات التحررية كان هناك مقاومون و كان هناك خونة
    مثلا في المغرب من الذي استفاد من الخيرات ؟
    أليس الخونة هم الذين استفادوا و نهبوا الخيرات بمساعدة المستعمر.
    لا يعني أن واحد أو إثنين من الفلسطينيين خونة أن الذين في الضفة أو في غزة أو فلسطينيي الشتات ليس مواطنين لهم الحق في الحرية و الإنعتاق من المحتل الصهيوني.
    عهدنا الحكام هم الذين باعوا القضية الفلسطينية و لم نعهد أن الشعوب باعت القضية ، إلا أن هناك استثناء من بعض المتصهينين من الوطن العربي يغازلون إسرائيل طمعا في المادة ( المرقة )
    لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم

  • omar
    الخميس 27 يونيو 2019 - 11:30

    كانت هناك مساعدات مرصودة للفلسطينيين في الضفة والقطاع وبعد جدب وشد بين الفلسطينيين انفسهم بدأت اسرائيل تعطي الضفة وتمنع القطاع من حقوقه
    في الاخير جاء ترامب واوقف الدعم
    الآن يقترحون الدعم ولكن بشروط مذلة للضفة والقطاع على السواء
    اما نحن العرب فمستهدفون في الأول والأخير وذالك قصد زرع المزيد من عناصر التفرقة بين الفلسطينيين انفسهم وبين العرب كلهم
    يا إخواني
    اقول العرب اين العرب والله لقد وصلنا الى مقولة "كل يغني على ليلاه"
    الآن يجب مراجعة أنفسنا ونتخذ الموقف المشترك الذي يضمن حقوق الفلسطينيين لأنه في الأخير هذه الخمسون مليار التي يتشدق بها كوشنير لن يعطي منها ترامب مليما واحدا
    التمويل كله من جيوب العرب
    اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا يا ارحم الراحمين

  • عمر
    الخميس 27 يونيو 2019 - 14:43

    المُحاصِر تعب أكثر من المُحاصَر . لقد حاصروهم و جوعوهم واعتقلوهم و قتلوهم بشكل ممنهج ليقبلو بالصفقة مقابل التنمية و بعض الدولارات المجموعة من عند الخليجيين إذن فهي مؤامرة على القضية .

  • صورة القرن
    الجمعة 28 يونيو 2019 - 00:49

    الصفقة تعرض وتناقش من الخلف وهذا دليل على جفافها ومغالطاتها .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة