مرشح للرئاسة يتهم أمريكا وأوروبا بـ"تشجيع العبودية" في موريتانيا

مرشح للرئاسة يتهم أمريكا وأوروبا بـ"تشجيع العبودية" في موريتانيا
الإثنين 1 أبريل 2019 - 12:00

اتهم بيرام ولد والداه ولد عبيدي، المرشح المعارض لرئاسة موريتانيا، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بـ”التضحية بقيمهما والسماح باستمرار العبودية” في بلاده، مقابل اعطاء الأولوية لمصالحهما الإقتصادية والأمن.

وصرح ولد عبيدي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” بمدريد خلال زيارة لإسبانيا، بقوله: “الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الأول لموريتانيا، وبالنسبة لمسألة العبودية فقد ضحى بقيمه، المتعلقة بحقوق الإنسان، لصالح دبلوماسية تجارية،اقتصادية”.

وأضاف المرشح الذي تعرض للسجن عدة مرات على خلفية نشاطه المناهض لـ”العبودية”، والمعروف دوليا بـ”نيلسون مانديلا الموريتاني”، أن “أمريكا لديها تحالف عسكري وأمني مع موريتانيا، وأعطت أولوية لمكافحة الإرهاب”.

كما انتقد المرشح للرئاسة الاتحاد الأفريقي، متهما إياه بـ”الدفاع عن رؤساء دول ديكتاتوريين”، وبكونه “شريكا بآفة تعيش بموريتانيا على وجه الخصوص”، وبلدان أخرى، ويعاني منها عشرات الملايين من الأشخاص.

وأضاف المتحدث أن “العبودية ممارسة ما تزال حاضرة بقوة في العالم العربي الإسلامي، وبالأخص ضد أصحاب البشرة السمراء الذين تعود أصولهم لدول جنوب الصحراء، وينظر إليهم على انهم عبيد بالأصل، عبيد بالطبيعة، أشباه بشر”.

ويعلم ولد عبيدي، الذي تم تكريمه من قبل الأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي، ما يتحدث عنه .. هو من “الحراطين” الذين جاؤوا من نسل “عبيد من أصحاب البشرة السمراء بعدما تعرّبوا”، وكان أول فرد في عائلته يتمكن من الذهاب إلى المدرسة.

ويكمل المرشح للرئاسة الموريتانية حديثه بالقول: “يباع العبيد حاليا في أسواق ليبيا .. وفي موريتانيا توجد بعض الجماعات التي تصبح ملكية لجماعات أخرى منذ مولدها. إنها عبودية بكل أبعادها، تتضمن تحويل الإنسان لملكية، وسوء المعاملة وبتر الأعضاء، والعمل دون راحة و دون راتب، والانتهاكات الممنهجة”.

يذكر أن العبودية أُلغيت رسميا في موريتانيا عام 1980، ويعاقب عليها القانون منذ 2007، وتعتبر جريمة ضد الإنسانية منذ 2015، لكنها وفقا لمؤيدي إبطال الاسترقاق ما تزال قائمة؛ وبالأخص في المناطق القروية وفي الخدمات المنزلية.

وتعامل المجتمع الدولي تجاه تلك الممارسات غير الإنسانية بـ”صورة رمزية”، فقط، بدلا من مواجهة الوضع كما حدث في جنوب أفريقيا؛ عبر العقوبات الاقتصادية والمقاطعات الدبلوماسية.

ويضيف المرشح ولد عبيدي: “ما يحدث في موريتانيا مثل ما حدث إبان نظام الفصل العنصري، إذ تستخدم أقلية لون البشرة للسيطرة على آخرين، عنصرية دولة غير مكتوبة، لكن لها صيغتها المؤسسية بالفعل”. ويرى أن كل تلك الأوضاع قد تتغير اذا فاز بالانتخابات الرئاسية، شهر يونيو المقبل، وهو الأمر الذي يراه قريبًا للغاية، رغم أنه في الانتخابات الأخيرة لم يحصد سوى 8% من الأصوات.

ويؤكد الفاعل الحقوقي والسياسي نفسه: “لدنيا كل فرص الفوز لأننا مرشحو الشعب ونمثل تطلعه للتغيير ولنهاية العنصرية الحكومية التي تضرب أكثر من 80% من الموريتانيين، الذين تعود أصولهم لدول جنوب الصحراء، ويعاملون كأجانب داخل بلادهم”. كما يرى ذاته ممثلة “العبيد والعبيد القدامى، و20% من الموريتانيين؛ وأغلبية العرب-البربر”، بتعبيره.

“كل هؤلاء عانوا من تعسف العصبية القبلية والتنظيرية التي يستند إليها الجنرال عبد العزيز، الرئيس الذي دفع بصديقه الشخصي وزير الدفاع محمد ولد الغزواني كمرشح في السباق الرئاسي، بعدما قضى ولايتين رئاسيتين”، على حد قول بيرام.

كما حذر ولد عبيدي من أن “نظام الديكتاتور سيفعل كل ما في وسعه لينفذ انقلابا انتخابيا، إلا أن الشعب الآن مجتمع بشكل كاف لإفشال ذلك التزوير، حتى وإن تطلب الأمر العصيان المدني والتمرد السلمي”، وفق تعبيره.

من ناحية آخرى، وصف المرشح المناهض للعبودية الاتهامات بالتمويل الأجنبي الموجهة ضده من قبل النظام بـ”البروباغاندا الزائفة”، مؤكدا: “لقد خسروا معركة الرأي العام ويتشبثون الآن بأي شيء”.

وأكد ولد عبيدي أن أول شيء سيفعله في حالة فوزه سيكون “الدعوة لمؤتمر وطني لكل الموريتانيين للوصول للحقيقة والمصالحة، وإصلاح كل المشكلات: العبودية والعنصرية والفساد”، مضيفا :”ستكون هذه هي طريقة إرساء قواعد سليمة نحو بداية جديدة لموريتانيا”.

*إفي

‫تعليقات الزوار

12
  • مغربي
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 12:26

    هاد التعليق الغير حكيم ولا يليق برجل السياسة تنتقد فيه أمريكا وأوروبا سيكون لك عائقا لوصول الرئاسة والفوز بالانتخابات رغم انك على حق

  • مول سيكوك
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 12:39

    موريتانيا كانت دولة اغلبيتها عربية حسانية فكان التراخي في مراقبة الحدود قبل الثمانينات. حتى اصبح السود المهاجرون اغلبية. واصبحوا يطالبون بحقهم في السلطة ويضغطون علا الدولة تحت ذريعة محاربة العبودية وماهي الا تشغيل متعاقد عليه شفاهيا سواء بمقابل مادي او عيني. ولم تعد هنالك عبودية بالمعنى القديم. نسال الله تعالى ان يستفيق ويعي مسؤولونا نتاءج فتح البلاد للافارقة السود ليعيثوا فسادا ويحصلوا علا حقوق اكثر من المغاربة. ما معنى ان يسبب الافريقي المهاجر غير الشرعي عاهة مستديمة لمغربي مسالم في محل عمله بقطع اصابع المغربي وبعدها يسجن سنتين ويطلق سراحه من جديد تحت ذريعة ادماجه في المجتمع من جديد. انه تشجيع له علا ارتكاب جراءم اخرى وقد يضطر المغاربة الى تغيير التعامل اللين معهم وهو ما سيؤدي الى حرب اهلية. يجب طرد المجرمين من المهاجرين فورا وخصوصا المغتصبين والنصابين واصحاب الجمعيات المتاجرة في معاناة المهاجرين.

  • ايت الراصد:المهاجر
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 12:40

    ليس هناك عبودية بموريتانيا فقط بل عندنا بالمغرب فنظرا لسيطرة الامبريالية والمخزنية على كل وسائل الانتاج فان ذلك ابرز عبودية حديثة تطورت كذلك، مثلا اصبحت هناك عصابات لها مكاتبها تعمل على تهجير النساء الى الخليج ليستقبلهم من يأخذ جوازات سفرهم ليكونوا جاريات في قصور الاعراب كما ان الحكومة الحالية برئاسة العثماني عِوَض تشجيع الشباب على هجرة العمل شجعت الأمهات العازبات الى الهجرة للعمل بضيعات الفراولة باسبانيا باجور متدنية وتحت استغلال جنسي وجسدي…اما الكارثة هي جلب مايسمى الاستثمارات الأجنبية حيث استغلال العمال المغاربة من خلال تدني الاجور وارتفاع ساعات العمل ..في ظل غياب او التلاعب بقوانين التشغيل …ولاننسى استخدام الاطفال القاصرين والخادمات …بل قمة العبودية هي التشغيل بالتعاقد للأساتذة وهذه هي العبودية الحديثة في اخطر تجلياتها على اصحاب الشواهد بالمملكة ..

  • الحليم الحيران!!!
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 12:56

    وتوجد صيغ أخرى للعبودية منها:
    الذي يشتغل طول اليوم ويتقاضى أجرة تكفيه فقط لمأكله ومشربه هي نوع من العبودية،بمعنى العمل مقابل الطعام.
    الشعب الذي لا يختار من يحكمه،والأدهى والأمر أنه يجب عليه أن يسبح بحمد حاكمه ليل نهار وإلا سيدخل السجن هي أرقى مظاهر العبودية؛ولكم أن تستنتجوا كم عبيد عندنا في الوطن العربي!!!

  • عبدالله المغربي
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 12:58

    ومتى كانت موريتانيا دولة ادا سيادة.
    لولا المؤامرات التي طعنتنا من الدهر لكانت نواكشوط من أكبر المدن المغربية المطلة على الساحل والصحراء ونهر السنغال وبوابة إفريقيا

  • taozari
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 13:14

    هدا الرجل صراحة مناضل ويحب المغرب وكم من مرة عبر في وسائل الاعلام عن حبه وعشقه للمغرب ودعا الى اتحاد مغاربي ..اقول بأنه اد تمكن بضفر بالحكم سيكون ضربة موجعة للجزائر

  • مراد
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 13:44

    ا لعبودية في دول افريقيا حتمية
    جميع القادة العرب والزعماء الافارقة نادوا بالحرية ورفعوا شعار الديمقراطية وعندما وصلوا سدة الحكم استعبدوا الشعب وافقروه وبنوا قصورا لذويهم وحصلوا على امتيازات لم يحلموا بها يوما
    انه النفاق السياسي يا اخواني

  • عزيز
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 14:03

    غير تينجح ويبدل افكارو على زين الاقتصاد لي عندهم

  • محمد
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 14:45

    انا أعجب من جنوب أفريقيا عانت من العبودية، وتساند اليوم عصابة يجري دم العبودية في عروق سادتها. اؤكد لكم ان دولة" البيضان" التي تدافع عنها الجزائر وج/افريقيا ستكون لا قدر الله مبنية على العبودية والعنصرية. ان القبلية أقبح من العبودية.حكى لي ملاحظ مغربي انه اثناء تحديد الهوية ربط احد شيوخ البوليساريو اعترافه بمواطن فر من العبودية الى شمال المملكة بداية الستينيات بعودته إلى حضن أسياده ظنا منه أن العبودية لازالت في الصحراء كما كان الحال زمن الاسبان
    كما أعجب من المغرب الذي حقق ثورة اجتماعية بالقضاء على العبودية مباشرة بعد المسيرة ولم يستطع استثمار هذا الإنجاز لصالحه.

  • كبير
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 17:48

    السود في موريطانيا أصبحوا هم الأغلبية بسبب تكاثرهم الديموغرافي الكبير و تعدد الزوجات المنتشر بينهم بينما الموريين اي خليط الأمازيغ و العرب عادوا أقلية و كذلك بعاداتهم التي تمنع التعدد، لكنهم يسيطرون على الحياة الاقتصادية و السياسية و العسكرية و الاعلامية. لكن لا أظن ان الامر سيستمر اذا ما اصبح السود اغلبية كاسحة فالطبيعة تفرض نفسها في الاخير. هذا بدون ذكر الخلاسيين او المهجنين و الذين هم مزيج من البيض و السود، و يبدوا لي ان اغلبية البيضان هم في الواقع مهجنين كما هو حال اغلب سكان شمال افريقيا لكن بدرجة اقل.

  • nono
    الإثنين 1 أبريل 2019 - 19:02

    سلام عليكم ورحمة الله،اريد ان ابين للجميع اننا عباد اله ومنا من هو عبد حركيف فيما قبل كان العبد مربوطا بكرة حديدية في احدى رجليه ولكن الان فهو طليق مربوط بقرض من احدى البنوك وهدااسمه العبودية الحديته ونطلب منالله يخلص علينا دين الدنيا والاخرة واسلام عليكم شكرا طالقم هسبريس

  • مصطفى آيت الغربي
    الثلاثاء 2 أبريل 2019 - 02:24

    لآيجد أحد يستطيع أن يحررالعبيد ألا أن يحرروا أنفسهم بأنفسهم .
    سيدنا بلال قدوة للعالم. كيف كان يباع ويشترى وكيف أصبح يرفع صوته بأن العبودية فقط لله وحده .
    ولقد رأينا داك الأسود اللون كيف أدن في نيوزيلاندا أمام شاشات العالم.
    ان ترامب ونتانياهو وكل زعماء العالم سمعوا أن لااله الا لله محمد رسول الله.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة