فنزويلا تلغي خمسة أصفار من "البوليفار السيادي".. والقادم أسوأ

فنزويلا تلغي خمسة أصفار من "البوليفار السيادي".. والقادم أسوأ
الأحد 19 غشت 2018 - 01:00

تبدأ فنزويلا إصدار أوراق نقدية جديدة، الاثنين، بعدما ألغت خمسة أصفار من عملتها البوليفار التي تواجه صعوبات، إلا أن المحللين حذروا من أن هذا الإجراء لن يساهم في وضع حد للأزمة الاقتصادية التي تزداد سوءا.

ووصف الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الخطوة بأنها “تغيير عظيم”، في الوقت الذي تسعى الحكومة إلى السيطرة على التضخم المتزايد، الذي توقع صندوق النقد الدولي أن يصل إلى مليون في المائة هذا العام.

وسيتم تعليق التعاملات المالية عبر الإنترنت ابتداء من الأحد لتسهيل إدخال الأوراق النقدية الجديدة، التي أطلق عليها “البوليفار السيادي” للتمييز بينها وبين العملة الحالية: “البوليفار القوي”.

وستبلغ قيمة الورقة النقدية الكبرى 500 بوليفار، أي ما يعادل 50 مليوناً في العملة الحالية أو 8 دولارات في السوق السوداء.

وبحلول نهاية العام 2016، كانت الفئة الكبرى من العملة الفنزويلية هي 100 بوليفار، لكن بعد أقل من عام بدأت الحكومة بإصدار أوراق نقدية من فئة 100 ألف بوليفار باتت الآن بدون قيمة تقريبا.

وقبيل إعادة إطلاق العملة، أعلن مادورو، الجمعة، رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1800 “بوليفار سيادي” (نحو 28 دولارا)، وهي زيادة بنسبة 3500 بالمائة عن الحد الأدنى السابق البالغ 5,2 ملايين (ما يعادل أقل من دولار حسب معدل السوق السوداء السائد حاليا).

ويحمل الرئيس “مؤامرات” المعارضة والعقوبات الأمريكية مسؤولية الأزمات المالية التي تعانيها فنزويلا، لكنه يقر بأن الحكومة “ستتعلم مع مرور الوقت” عندما يأتي الأمر لتغيير الوحدة النقدية. غير أن الضبابية والشك يهيمنان على المشهد المالي الفنزويلي.

وقال الخبير الاقتصادي، جان بول ليدينز، لوكالة “فرانس برس”: “إذا بقي العجز المالي والإصدار غير المنظم للنقود (للتغطية عليه) ستتفاقم الأزمة”.

وتعيش فنزويلا الغنية بالنفط عامها الرابع من الركود الاقتصادي، وتشهد نقصا في الغذاء والدواء، وتدهورا في الخدمات العامة على غرار المواصلات والكهرباء والماء.

ويشكل إنتاج النفط 96 بالمائة من عائدات فنزويلا، لكنه تراجع إلى مستوى هو الأقل منذ 30 عاما، إذ بلغ 1,4 مليون برميل في اليوم مقارنة بمعدل إنتاج قياسي حققته البلاد قبل عشرة أعوام وبلغ 3,2 ملايين برميل.

وبات العجز المالي يشكل نحو 20 بالمائة من إجمالي الناتج الداخلي، في حين بلغ الدين الخارجي 150 مليار دولار.

ولا يعد تغيير الوحدة النقدية أمرا جديدا في فنزويلا، وبالتالي فإن الخطوة لا تبعث على آمال جديدة، ولا تعزز ثقة المستثمرين. فقد ألغى سلف مادورو والبطل الثوري هوغو تشافيز ثلاثة أصفار من البوليفار في 2008، لكن ذلك لم ينجح في وضع حد للتضخم المفرط.

من جهته، حذر أسدروبال أوليفيروس، من شركة “إيكوانالاتيكا” للاستشارات المالية، من أن الأوراق النقدية الجديدة ستواجه المصير ذاته، الذي واجهته الوحدات الأخيرة “في غضون أشهر” ما لم تتم السيطرة على التضخم.

وحسب ليدينز، فإن فنزويلا تحاول أن تحذو حذو البرازيل، التي استبدلت عملتها القديمة “كروزيرو” بالريال في التسعينيات بعدما قضى التضخم المفرط على الأولى.

ويشير الخبير ذاته إلى أن فنزويلا لن تنجح في ذلك نظرا إلى انعدام الانضباط المالي لدى الحكومة وغياب التمويل.

لكن الحكومة لم تتراجع، إذ أصر مادورو على أن البوليفار سيرتبط بالعملة الافتراضية غير الموثوق بها تماما “البترو”، إلى جانب أنظمة الأجور والتسعيرة الجديدة.

وأطلقت فنزويلا العملة الرقمية في محاولة للتعامل مع أزمة السيولة والالتفاف على العقوبات الأمريكية. وقد أكد مادورو أنها ستكون مدعومة من احتياطات بلاده النفطية.

ومنذ انتهاء عمليات عرض “البترو” قبل طرحه للبيع في مارس، أفادت الحكومة أنها تلقت عروضا بخمسة مليارات دولار، لكن لا يزال هناك “لغط كبير” بعد مرور خمسة أشهر، حسب ليدينز.

ووصف موقع “إي سي أو إنديكس” لتصنيف العملات الافتراضية “البترو” بأنها “خدعة”، في الوقت الذي منعت الولايات المتحدة مواطنيها من التعامل بها.

وقال مدير منظمة استطلاعات “داتا أناليسيس”، الخبير الاقتصادي لويس فيسينت ليون، إن “ربط البوليفار بالبترو هو كربطها بلا شيء”.

ومنذ البداية، لم يتضح كيف ستعمل “البترو”، ولا ما يعنيه أن تكون مدعومة بالنفط. لكنه واحد من سلسلة إجراءات اقتصادية تبدو يائسة، أعلنتها حكومة مادورو في محاولة لإصلاح الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن مادورو كذلك عن قيود على الوقود المدعوم بشدة في محاولة لمنع تهريبه إلى دول أخرى.

وبموجب القيود، سيكون الوقود المدعوم متاحا فقط للمواطنين، الذين يسجلون سياراتهم للحصول على بطاقة “أرض الآباء”، في إجراء رأت المعارضة أنه يهدف فقط إلى التضييق عليها.

وكلف الدعم على الوقود فنزويلا عشرة مليارات دولار منذ 2012، وفق المحلل النفطي لويس أوليفيروس، لكن لن يكون بمقدور معظم الفنزويليين شراء الوقود بدون تلك البطاقة.

وقبل أسبوعين، خففت كراكاس سيطرتها على بيع العملات الأجنبية، في محاولة لجذب الاستثمارات من الخارج، وهو ما خلق سوقا سوداء، حيث يمكن بيع الدولار بقيمة أعلى بثلاثين مرة من سعر صرفه الرسمي.

‫تعليقات الزوار

14
  • عبد الفتاح
    الأحد 19 غشت 2018 - 01:32

    الدول الشيوعية قهرونا بالملايين سواء تعلق الأمر بالنضام العسكري بالجزائر أو بفنزويلا, يلزم الإنسان هوندا مملوءة بنقودهم لتشتري 20 لفافة لورق المرحاض, أي أن ورق المرحاض أغلى من عملتهم, ويصدعون رؤوسنا بخزعبلات تقرير المصير, نحن قارة, نحن أحسن من السويد, نحن حررنا أفريقيا مع العلم أنهم من أواخر من حصل على الإستقلال, حرروا بعدا داك الدينار الذي لم يعد يساوي ورق مرحاض. أنا لم شيئا غي الحقيقة, et c'est pas qui l'a dit c'est tout le sait(من حماقات النضام العسكري )

  • عبدالكريم بوشيخي
    الأحد 19 غشت 2018 - 01:40

    لم افهم لماذا فنزويلا و الجزائر دولتان فاشلتان و يجمعهما قاسم مشترك هو النفط و الغاز الذي انتج لهم الا الفشل ففنزويلا تعيش في ازمة اقتصادية خانقة بالرغم من امتلاكها اكبر احتياط عالمي من النفط انهيار في عملتها الوطنية نذرة المواد الغذائية القلاقل السياسية ضد دكتاتورية مادورو و نفس الحكاية في الجزائر بلد غني بالنفط و الغاز و انهيار مستمر في عملتها الوطنية و طبع النقود بدون رصيد حتى وصل التضخم الى مستويات قياسية قلاقل سياسية و وجود رئيس في حالة غيبوبة منذ 2013 فالازمة في فنزويلا سببها نظامها الفاشل و في الجزائر اضافة الى نظامها الفاشل زاد الطين بلة هو وجود حشرة البوليساريو التي مصت دماء الشعب الجزائري الشقيق و اليوم فقط تطلعنا هسبريس على صرف مئات الملايين من الدولارات على اللوبيات الامريكية و يا للمصيبة انها من اجل تلك الحشرة المضرة فلو كانت من اجل مصالح اشقائنا لتفهنا ذالك دولتان فاشلتان بكل المقاييس يتفننان الا في الشعارات الامبريالية و تقرير مصير الشعوب و شعبهما مازال لم يقرر مصيره و قبلة الثوار و المضحك ان واحدة من الاثنتين افتت بوجوب الوضوء قبل ذكر اسمها فلا اعرف مستوى حكامها.

  • أرض الصمود
    الأحد 19 غشت 2018 - 01:41

    السيادة و الشرف و الكرامة لا تقاس بثمن، كل البلدان التي لا تقبل الأوامر من الخارج و لا ترضخ للضغوطات هي مستهدفة سواء عسكريا أو إقتصاديا. عاشت فنزويلا و عاشت كوبا و عاشت روسيا و تركيا و عاشت سوريا و إيران و لبنان و الجزائر و ليبيا و عاش العراق و اليمن و السودان عاشت فلسطين أرض الصمود، عاش الرجال و كل الشرفاء في هذا العالم.

  • محمد
    الأحد 19 غشت 2018 - 01:46

    البرجوازية المتوحشة تفتك بآمال يساري العالم وتمزق نظرية تقاسم الثروة والتي لا تستقيم افكارها الى فالعالم الميثافيزيقي الذي يعيشه بعض البشر، حب التملك وكنز الثروات فطرة طبيعية تقسم العالم الى غني وفقير وكل محاولة لكسر هده القاعدة الفطرية ماهي الا فناء لدات . وهي دعوة للمغاربة لمحي فكرة تقاسم الثروة وتعويضها بفكرة احاول تكوين ثروتي الخاصة عبر العمل والجد . وبمبدأ money talks .

  • Mahzala
    الأحد 19 غشت 2018 - 01:49

    تكتل الدول الفقيرة في اتحاد لعملة موحدة هو الحل في كسر هيمنة امريكا علي سوق الصرف العالمي لمواجهة الدولات ولأستغناء عنه

  • Nour
    الأحد 19 غشت 2018 - 02:08

    كل دولة فاسدة وفاشلة في تطبيق القانون مصيرها الزوال ولو بعد حين..لا يدوم الا المعقول بالمغربية…!!!!

  • خليل
    الأحد 19 غشت 2018 - 03:35

    تتوفر فنويلا على أكبر احتياطي عالمي من النفط، فضلا عن أراض شاسعة صالحة للاستغلال الفلاحي مع ثروات مائية هائلة، كما تضم بعضا من أجمل المناظر الطبيعية في العالم، وهو ما يؤهلها لتكون قوة اقتصادية كبيرة مع توفير مستوى معيشي جد محترم لشعبها، ولكن المشكل في التسيير الذي جعل منها دولة فقيرة بامتياز، فالأفكار الاشتراكية قد أثبتت فشلها في جميع بقاع المعمور ولم ينجح أي اقتصاد اشتراكي في النهوض بأية دولة إلى مصاف الاقتصاديات الناجحة، لذا فعلى البشرية التخلي عن الأفكار الاشتراكية التي عفا عليها الزمن والرجوع إلى المبادرة الفردية التي تعد أساس تطور البشرية منذ فجر التاريخ

  • الوعماري
    الأحد 19 غشت 2018 - 05:02

    هذه هي النتائج عندما تضع الولايات المتحدة دولة او نظاما ما لم يرضخ لخريطة الطريق نصب اعينها تماما مثل ما يقع مع تركيا الان والتي ابانت بقيادة رجلها عن خضرمة عظيمة الفرق هو ان فنزويلا يحكمها سائق حافلة صدفة ليس الا وصاحبنا في البوسفور لديه حنكة سياسية و جيوش مجيشة من الخبراء الماليين والاقتصاديين والاستراتيجيين اضافة الى الشعب الذي اقتنع ان مستقبله ومستقبل اولاده الواعد مرسوم امامه بوضوح وبراغماتية

  • أكاديمي مغربي من ألمانيا
    الأحد 19 غشت 2018 - 06:07

    علاش فقط الدول العدوة لأمريكا هي من يواجه المشاكل؟ حلل وناقش:

  • تاوناتي
    الأحد 19 غشت 2018 - 09:32

    خلي الجزاءر والبوليزاريو ينفعوها.الله يعطيها أزمة فازمة حتى يطير هاد مادورو ورباعتو.

  • مهاجر
    الأحد 19 غشت 2018 - 09:53

    كل فاشل يعلق شماعة فشله على المؤامرات الداخلية و الخارجية الظاهرة و الباطنة عوض الاعتراف بالخطأ و الالتفاف على شرفاء الوطن و لم الشعب من حلفاء و معارضين للخروج بحل جدي ينعش القلب الميت. لكن هيهات حب الكراسي و السلطة مرض كوني يصيب كل ديكتاتور يلتف حوله مصاصي الدماء و الملهوفين شعارهم انا ومن بعدي البركان و ليس فقط الطوفان. فلا يبقى للشعوب غير انتظار الموت البطيء أو معجزة من الله تفتح امال الغد. فاللهم عجل لطفك.

  • ما فراسيش
    الأحد 19 غشت 2018 - 09:56

    علاش ما تمش القبض على المتورطين في الفضيحة من قبل و قبل ان تنتشر رائحتها بين العامة و الخاصة ؟ او لم تكن في علم المسؤولين من قبل؟
    او لم يشتكي المتضررون من الطلبة من هذا البيع و الشرا و الفساد الذي لم يستثني حتى التعليم.؟
    زعما حتى واحد ما فراسو ؟

  • Motherafrica
    الأحد 19 غشت 2018 - 11:28

    ازمة فنزويلا تشبه تماما
    أزمات دول أخرى مصدرة للبترول
    و تعتمد نفس النظام الاشتراكي
    الذي يطالب به الكثير من المغاربة
    اعتماد على ما تجود به الطبيعة
    النظام الاشتراكي لم ينجح حتى في
    الدول متقدمة حيت نسبة العطالة فيها
    جد قليلة و الضرائب جد عالية
    من لا يبدع في تصدير مواد استهلاكية
    يومية كالمواد الغدائية و طبية و قطاع الغيار
    و الأدوية و ألبسة و لا بصنع على الاقل الات المنزلية
    و مواد البناء فلا مستقبل له

  • Othman
    الأحد 19 غشت 2018 - 14:04

    اذا اردنا ان نعرف ماذا في البرازيل يجب أن نعرف ماذا في إيطاليا

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة