على أرض محل خلاف .. سفارة أمريكا بالقدس في "آخر الدنيا"

على أرض محل خلاف .. سفارة أمريكا بالقدس في "آخر الدنيا"
الأربعاء 16 ماي 2018 - 04:00

“على حافة البرية”. بهذا التعبير وصف واحد من أشهر كتاب إسرائيل المنطقة التي افتتحت بها السفارة الأمريكية الجديدة في القدس. غير أن ذكريات آخرين عنها تختلف اختلافا كبيرا.

تقع قطعة الأرض في واد أسفل تل ارتفعت عليه أعلام إسرائيلية وأمريكية وقال فلسطينيون إنها كانت حقولا يملكها عرب ويزرعون فيها أشجار التين والكروم والقمح.

كل ما في القدس موضع خلاف كما كان الحال دائما. فوضع المدينة المقدسة هو لب الصراع المرير.

ويتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على أمر واحد: أن قرار قوة عظمى نقل سفارتها إلى القدس من تل أبيب وفي الذكري السبعين لقيام إسرائيل لحظة فارقة.

يعتقد الإسرائيليون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب دعمت موقفهم بأن القدس هي العاصمة القديمة للشعب اليهودي وفيها مواقع مقدسة مثل الحائط الغربي ومعابد يهودية.

غير أن الفلسطينيين ثارت ثائرتهم من القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى مدينة يعيش فيها أكثر من 300 ألف عربي ومقر ثالث الحرمين الشريفين في الإسلام.

وقد رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقابلة مسؤولين أمريكيين وقال إن الولايات المتحدة لم تعد تصلح للقيام بدور الوسيط النزيه.

وكصورة مصغرة للخلاف الأكبر تكتنف قطعة الأرض التي اختيرت موقعا للسفارة مجموعة من التعقيدات الخاصة إذ تقع في حي أرنونا الذي يعد الآن حيا يهوديا في أغلبه جنوبي القدس القديمة.

* الأرض الحرام

تقع قطعة الأرض على جانبي الخط الفاصل بين القدس الغربية ومنطقة تعرف باسم الأرض الحرام تحددت في نهاية حرب 1948 بين إسرائيل وجيرانها من الدول العربية.

وبعد الهدنة في 1949 انسحبت القوات الإسرائيلية إلى الغرب من خط متفق عليه وانسحب الأردنيون شرقا. وفي بعض المناطق كانت هناك فراغات بين الجانبين أصبحت تعرف باسم الأرض الحرام.

وكان أحد هذه الفراغات جيب بين حي تل بيوت اليهودي وقرى عربية تقع إلى الشرق.

وظلت المنطقة منزوعة السلاح حتى حرب الأيام الستة في 1967 التي استولت فيها إسرائيل على الضفة الغربية من الأردن ووسعت فيما بعد حدود القدس وضمت بعض القرى العربية إلى المدينة.

ولم تحظ هذه الخطوة باعتراف دولي وواصل الفلسطينيون المطالبة بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وفي فبراير سلمت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن أرض السفارة “يقع جزء منها في القدس الغربية وفيما يوصف الآن بالأرض الحرام”.

وأكد ذلك مسؤول كبير من الأمم المتحدة ليس مخولا سلطة الحديث للإعلام نظرا لحساسية المسألة.

وقال المسؤول لرويترز “ثمة شيء من عدم اليقين بشأن الموضع الذي يسير فيه الخط عبر قطعة الأرض لكني لا أعتقد أن هناك أي شك في حقيقة مرور الخط عبرها”.

وأضاف “بموجب القانون الدولي لا تزال أرضا محتلة لأنه ليس لأي من الجانبين الحق في احتلال الأرض بين الخطين” اللذين يمثلان الأرض الحرام.

وعندما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ترك الباب مفتوحا أمام إسرائيل والفلسطينيين لتقسيم المدينة فيما بينهما بقوله إنه لا يتخذ موقفا بشأن تسوية الحدود موضع النزاع.

غير أن الدبلوماسي الفلسطيني المخضرم نبيل شعث قال إن نقل السفارة لهذا الموقع قد يعقد محادثات السلام مستقبلا. وقال الأسبوع الماضي إن وجود السفارة في الأرض الحرام يعد فعليا انتهاكا للتقسيم السكاني والجغرافي للقدس.

إلا أن يوسي بيلين مفاوض السلام الإسرائيلي السابق قال إن موقع السفارة لن يكون له أي عواقب إذا ما قرر الفلسطينيون والإسرائيليون إحياء عملية السلام.

وقال لرويترز “في النهاية إذا اضطررنا للتوصل إلى ترتيبات في القدس كما آمل فسيتعين علينا رسم خط في غاية الدقة وسيكون علينا التعويض”.

آخر الدنيا

يمكن في الأيام التي تكون السماء فيها صافية رؤية البحر الميت والأردن من الشارع الذي يمر على مستوى أعلى من مجمع السفارة.

كان ذلك الشارع في وقت من الأوقات يمثل حد حي تل بيوت الذي أقامه مهاجرون يهود في عشرينيات القرن العشرين وعاشت فيه شخصيات مثل إس. واي. أجنون أبو الأدب العبري الحديث الحائز على جائزة نوبل في العام 1966.

وبعد عشرات السنين كتب واحد من أبرز كتاب إسرائيل هو أموس أوز في سيرته الذاتية التي نشرها عام 2002 بعنوان (قصة الحب والظلام) عن ذكريات طفولته في حي تل بيوت.

فقد زار أوز عمه جوزيف كلاوسنر الباحث المعروف ومنافس أجنون ووصف عمته وعمه أثناء السير مساء يوم السبت في شارعهم المشرف على الوادي.

“في نهاية الزقاق الذي كان أيضا نهاية تل بيوت ونهاية القدس ونهاية الأرض المعمورة كانت تمتد تلال جرداء قاتمة لصحراء يهودا. وكان البحر الميت يتلألأ من بعيد مثل طبق من الصلب المنصهر … بوسعي أن أراهما واقفين هناك في آخر الدنيا، على حافة البرية”.

غير أن محمد جادالله الفلسطيني البالغ من العمر 96 عاما من قرية صور باهر على الناحية الأخرى من الوادي يقول إنه يتذكر أن جيل والده كان يزرع تلك الأرض.

ويقول “كل شيء تغير. والآن وجود السفارة الأمريكية هنا. هم ضد العرب والفلسطينيين”.

*رويترز

‫تعليقات الزوار

14
  • Kamal
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 04:17

    هناك اخبار متداولة في واشنطن تفيد ان ادارة ترامب تعتزم الاعتراف الكامل بمغربية الصحراء و بفتح قنصلية جديدة في مدينة العيون و دالك للحد من هدا الصراع الطويل الدي لا يخدم مصلحة الشعوب و المنطقة المغاربية.

  • خليل
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 04:59

    مابني على باطل فهو باطل، وقد فعلها قبلكم الصليبيون ودخلوا القدس وأبادوا أهلها، ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه، فكان مصيرهم بعد وقت طويل أن خرجوا منهزمين من المدينة المقدسة ليسلموها لأهلها ولتعود الأرض لأصحابها الحقيقيين، لذا فلا تفرحوا كثيرا أيها الصهاينة الأغبياء ولا يغرنكم ترامب الأخرق، فوالله ثم والله لن يدوم الحال على ماهو عليه وسيكون مصيركم الهلاك فوق أرض فلسطين وستتبخر كل أحلامكم التلمودية-الصهيونية، فنحن أمة تمرض ولا تموت، وكم مرت علينا من المحن على مر التاريخ ولكن النصر كان حليفنا في النهاية دوما

  • ابوزيد
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 05:49

    للأسف،العرب هم من أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل
    بسبب علاقاتهم سواءا العلنية او السرية لكي تحقق كل أهدافها بالاستلاء على الأراضي الفلسطينية و تهجير و تهويد ما بقي في القدس و ضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات الدولية بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
    فماذا ننتظر من دول عربية تدين دين الاسلام يعترف حكامها أن اسرئيل لها الحق بالدفاع عن نفسها بقتل الفلسطينيين بالرصاص الحي في الرءس أو الصدر لا لتفريق من يتظاهر سلميا بل للقتل العمد.حسبنا الله في حكامنا في هذا الشهر ولاحول ولا قوة الابالله .ورمضان كريم لكل المسلمين.

  • اسفي
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 05:58

    أمريكا وإسرائيل تفعل ما توريد في القدس أو سائر البلاد العربية. إن أردنا هزيمة القوى الاستعمارية وجب على الأمة الإتحاد ولقتع مع الكراهية والعداوة التي زرعها لاستعمار بين الأشقاء ولكن أعتقد حاليًا أن لا حيات لمن تنادي

  • علي
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 06:04

    اعتقد شخصيا ان على العرب ان يعترفوا بالاخر. يجب أن ينزعوا عنهم أعمال العنف و العنصرية و يتفاوضوا مع إسرائيل لعلها تعطيهم ما ينشدون سلميا. و الا سيكون "العمود" مصيرهم لان اسرائيل قوية و بامكانها الدعس على من يتحداها. نصيحة فقط

  • Ayman
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 07:06

    أشهد الله ان في قلبي حزن على فلسطين ولكن مابيد شيء أفعله الا ان ادعو الله عزوجل ينصركم اذا قلت سأدافع عن قضية فلسيطن وأنا لا استطع أن أدافع على ابسط حقوقي في بلاد الحبيب سوف اكون منافق جبان لكن ان شاء الله سيأتي يوم ما ستحرر فلسطين بقوة الله عزوجل.

  • مراد القنيطري
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 07:56

    في آخر الدنيا أو في أولها. في القدس أو تل أبيب. اعترف ترامب أو لم يعترف. الكارثة هو أن فلسظين لازالت مٌستَعمرة. و العرب و المسلمون لا زلوا منهزمين. قضية فلسطين تبقى أهم رمز لضعف المسلمين و العرب في عصرنا الحالي… و كم هو محزن أن نرى كيف قام صهر ترامب الشاب اليافع بلعب دور في هذا النقل، بينما يقهرورننا "حكام و حكماء" العرب بكثرة الكلام فقط…

  • حداش
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 08:05

    على عينيك يا بن عربي !!يامن يدعي القضية الفلسطينية قضية عربية،أين عروبتكم الآن ؟أين شموخ عرقكم الذي تتبجحون به في كل الأمور ؟؟لو عدتم إلى الدين كمرجعية حقيقية لكان أفضل لكم ولفلسطين الجريحة .ولما عشنا كل هذه المشاكل!!لك الله يا فلسطين .بصراحة كلما شاهدت الأوضاع في فلسطين إلا وتألمت لإخواني في الإسلام .ولما أسمع أن القضية الفلسطينية قضية عربية أستسلم كأن شئ لا يعنيني .أليس آصرة الدين أوثق من آصرة القرابة.لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من حكام العرب.

  • عابر سبيل
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 10:38

    لماذا تتحدّثون عن العرب وما لم يفعله العرب و..و..؟ وماذا فعل الفلسطينيون أنفسهم ؟ محاصرة غزّة ينفذها الفلسطينيون قبل أن ينفذها الإسرائليون …حتى الرواتب لا تسلّم لهم بدعوى أنهم كلهم من الموالين لحماس فكيف تطالبون الغير بالإصلاح بينما ابن الدار هو من يخرّب أصلا ؟؟؟ لماذا تضع فتح شرط عدم حمل السلاح ضد الإسرائيلي لترضى عن حماس ؟؟؟ لكم دينكم ولي دين إن كانت فتح لا تريد فلها ذلك ولكن لا تفرض ذلك على الآخرين ….نهاية المفاوضات التي نهجتها فتح هي ما نراه اليوم ولو كانت اتخذت طريقا آخر لربما كنا سنرى شيئا آخر اليوم وهو إقامة سفارات العالم لذى الدولة الفلسطينية في ذلك المكان وليس السفارة الإمريكية لذى إسرائيل :
    يوم واحد من القصف على الجولان كان كافيا بأن "تدخل إسرائيل جواها" وتعبّر للأمم المتحدة بأنها تريد أن يقف الأمر عند هذا الحد وبأنها لا تريد التصعيد فلينتظر حكام فلسطين 70 سنة أخرى من المفاوضات لنرى ماذا سيتحقق لهم ؟؟؟

  • Jerusalem d'Israel
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 10:38

    Bravoooo Israel
    Felicitation de la part du peuple Marocain
    Jerusalem est la capitale de l'etat d'Israel
    Israel est le seul etat du moyen orient qui a toujours soutenu le Maroc dans son Sahara
    Qatar, kweit, Arabie Saudi ..ont toujours soutenu le Polizario mais discretement
    Qu'Allah vous protege du terrorisme Arabe

    Vive Israel
    Vive Israel avec son capital Jerusalem

  • Arifi
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 11:26

    فين العلمانيين ديالنا وديالهم والمدافعون والمدافعان عن الحقوق و … والله لن تسمع منهم كلمة
    ولكن ان حدث وبالخطا ان مات واحد منهم اعني الصهاينة او الاخرين لرايتهم كلهم على قلب وجل واحد يدينون وينعتون بالارهابيين ووو

  • جام مغربي
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 11:38

    ان تنصروا الله ينصركم
    اذا نصرتموه بالقلوب نصركم بقلبم
    و اذا نصرتموه بالفعل نصركم بالفعل
    فلا تغرنكم كثرتكم

  • مغربية صحراوية
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 12:12

    الى صاحب التعليق رقم 1
    لا تخلط الامور ولا نحتاج لاي كان ليعترف لنا بتان الصحراء مغربية
    لانها اصلا مغربية ونحن نعيش فيها منذ ولدنا بامان ولا نعرف لنا دولة ولا وطما الا المغرب اما امريكا وترامبها اللعين فليحتفظ برايه لنفسه وللجبناء امثالها
    لا نحتاج لجبناء التاريخ ليضعوا بصمتهم على تاريخنا .
    يكفي ما تعيشه الشعوب من ظلم هذا المخبول وامثاله .
    لفلسطين رب رحيم رب قادر ان يقلب الموازين باي وقت يمهل ولا يهمل
    ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم

  • الغزو الجديد للقدس
    الأربعاء 16 ماي 2018 - 14:01

    أسي ALI مع كل احترام لا يوجد في قاموس العسكر الامريكي نصائح . اسرائيل محمية امريكية اوروبية . وهم من يساعدون اسرائيل بالمال والعتاد والتكنولوجيا والمخابرات والإعلام والدعاية وهم كذلك من يقررون استيطان أو غزو مدينة القدس . أما أسرائيل وحدها فلا يمكنها الرقص بدون العزف الاورو أمريكي . علق بدون نصائح في المستقبل .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين