العياشي المنصوري .. مُصْلِحٌ فضل سَعة الدعوة على ضيق السياسة

العياشي المنصوري .. مُصْلِحٌ فضل سَعة الدعوة على ضيق السياسة
الجمعة 31 يوليوز 2020 - 23:45

في الصورة من اليمين إلى اليسار: العياشي المنصوري، المهدي الصمدي، محمد التهامي الصمدي

تمثل هذه الشهادة جزءًا من كتاب قيد الإعداد يتناول سيرة الأستاذ العياشي المنصوري؛ ويتضمن شهادات لشخصيات مُهِمّة عايشته عن قرب في مجالات مختلفة. ويقدم الأستاذ المهدي الصمدي في هذا المقال الذي توصلت به هسبريس شهادة في حق أحد رموز العمل التربوي والدعوي بالمغرب، امتد نشاطه حوالي ربع قرن حتى رحيله سنة 1984.

ويتعلق الأمر، كما تحكي تلك الشهادات، بشخصية تميزت بتداخل دوائر اهتمامها وابتعادها عن التعصب للانتماءات السياسية الضيقة داخل ما كان يُعرف حينها بالحركة الإسلامية، وداخل تيارات الحركة الوطنية في المغرب.

بدأ عمله الإصلاحي والاجتماعي والدعوي منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي، انطلاقا من علاقاته مع مجموعة من علماء الدين، خاصة أستاذه محمد كنوني المذكوري الزيداني، مفتي رابطة علماء المغرب حينها (وبعد ذلك من خلاله بالفقيه والأديب عبد الله كنون) في الدار البيضاء، التي انتقل إليها في أوائل ستينيات القرن الماضي، قبل مساهمته في تأسيس الحلقات الأولى من العمل الإسلامي بالمغرب..

كان معروفا بنزوعه نحو التعاون بين العاملين في الحقول المختلفة، داعيا إلى الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن بين الفرقاء في الساحة الوطنية، نابذا العنف واستخدام القوة في العمل العام، ومنتصرا للفقراء والمستضعفين.

إليكم مقال الأستاذ المهدي الصمدي: العياشي المنصوري كما عرفته..

تعرفت على الأخ العياشي المنصوري -رحمه الله- منذ نعومة أظفاري، وذلك لعلاقة والدته الأسرية بوالدي، إذ كانت أمه الراحلة أم كلثوم أحمد الصمدي امرأة ذات عقل مستقيم تتردد على أقاربها باستمرار صِلةً للرحم، مصطحبة معها أولادها لتُعرّفهم على أقاربها، ومن بينهم والدي.

وكان العياشي أصغر أولادها، ظهرت عليه علامات النبوغ والفطنة منذ صغره، ما أكسبه عطف وتقدير كل من تعرف عليه؛ ولحرص أمه على تعليمه القرآن الكريم، كانت تصطحبه معها للقاء والدي الذي كان يمتهن مهنة الإمامة وتعليم تلاميذه وطلبته كتاب الله.

واعتبارا لما لاحظه والدي في هذا الطفل الصغير من النبوغ طلب من أمه أن تسلمه إياه ليصطحبه معه للتعلم؛ وكان آنئذ إماما بمسجد قرية أولاد حميد ضواحي مدينة القصر الكبير حوالي سنة 1953. وخلال هذه المدة توطدت العلاقة بين الوالد والأستاذ العياشي -شأن العلاقة بين كل أستاذ وتلميذه- فقربه إليه الوالد، ولثقته فيه أصبح يكلفه ببعض المهام الخاصة به ويرسله إلى منزلنا، ومن كثرة تردده على المنزل، وأنا حينها مازلت طفلا صغيرا، كنت أظن أنه فرد من أفراد أسرتنا. وقد استمرت هذه العلاقة وازدادت عمقا مع الأيام، فازدادت علاقة الوالد به توطدا، حتى أصبح مثل واحد من أبنائه، ما جعله يهتم بشؤونه ويحرص على مستقبله، وقد تجلى هذا في حثه على مواصلة التعلم وعدم اكتفائه بمجرد حفظ القرآن الكريم.

في تلك الفترة كان الشيخ عبد الرحمن البرّاق خطيبا بمسجد مدشر أمزواق في رَبع بني يحيى بقبيلة بني يسف، حيث يقوم بتدريس بعض المتون في الفقه واللغة العربية لمجموعة من الطلبة الوافدين عليه من المداشر والقبائل المجاورة، طلبا للعلم على الطريقة التي كانت سائدة آنذاك.

ونزولا عند نصيحة والدي له بمتابعة التعلم، وحرصا منه على ذلك، انتقل إلى مدشر أمزواق المذكور لتلقي دروس على يد الشيخ البراق، حيث حظي طلبه بالقبول لينتظم في سلك الطلبة بالمدرسة الملحقة بالمسجد هناك.

وكما قلت آنفا، حيث كان الأخ العياشي يتميز بخصائص تجعل كل من يعاشره يحبه ويقربه إليه، أصبحت علاقة الشيخ عبد الرحمن البَراق به علاقة مودة وثقة أيضا. ومما يؤثر في هذا المجال أن الشيخ البراق كان كلما أراد أن يذهب إلى منزله خلال عطلته الأسبوعية لا يثق في أحد من طلبته كثقته في الأخ العياشي، ليجهز له بغلته ويحمل له عليها مرفقاته. وكان الشيخ يردد دائما أنه لا يثق أن يركب بغلته ما لم يجهزها طالبه المجتهد العياشي، فذكاؤه وخفة روحه وسرعة بديهته وتواضعه… كل هذه الخصائص جعلته يستفيد في دراسته ويتمكن من التزود بحصيلة مهمة من المعارف والعلوم المتنوعة، إضافة للغة العربية، في مدة تعتبر قصيرة بالنسبة لما يتطلبه التحصيل العلمي.. وكانت هذه المدة بين سنتي 1955 و1960، لينتقل بعدها إلى مدينة تطوان، وتحديدا بالمعهد الإسلامي، حيث تابع دراسته النظامية حتى تحصيل الشهادة الثانوية هناك سنة 1963.

بعد ذلك انتقل العياشي إلى مدرسة تكوين المعلمين بتطوان، حيث قضى سنة للتكوين، قبل حصوله على التعيين الرسمي معلما للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة الدار البيضاء أواخر سنة 1964؛ وخلال مدة دراسته استمرت علاقته بالوالد وبجميع أفراد الأسرة، حيث كان يصحب والدته في كل زيارة كانت تقوم بها لأبناء عمومتها، ومنهم والدي الفقيه التهامي الصمدي رحمه الله.

وقد ازدادت العلاقة متانة عندما قبل الوالد تزويجه بنته الكبرى. غير أن قضاء الله حل بالوالد ليختاره إلى جواره في شهر مارس من سنة 1965. وباعتبار أنني كنت الابن البكر لوالدي، كنت أقوم بزيارة الأخت في بيت الأخ العياشي بالدار البيضاء من حين لآخر، وخاصة في بعض المناسبات كالأعياد وحفلات العقيقة.. وأثناء هذه الزيارات تعرفت على كثير من أصدقائه وما أكثرهم، لأنه كان يَألف ويُؤلف، وكان كل من التقى به للمرة الأولى يتمنى أن يلتقي به مرة أخرى.

وبالمناسبة أذكر هنا أن أهم اللقاءات التي كنت أصحبه فيها حضوره لحلقات التفسير التي كان يلقيها شخصية وطنية معروفة هو الفقيه محمد كنوني المذكوري (الصورة) بالمسجد الأعظم في عين الشق، وكانت حلقات مفيدة ورائعة؛ حيث كان العلامة المذكوري حينها هو المفتي الرسمي لرابطة علماء المغرب.. إذ ما أن رآه الشيخ المذكوري ولاحظ ما فيه من خصال أحاطه بكامل عنايته وتقديره واحترامه وقَربه إليه، وأصبح بمثابة مستشار له يخصه بأسرار وأشياء قد لا يعتمد فيها على أبنائه؛ كما كان يكلفه بتمثيله في بعض اللقاءات العلمية لرابطة علماء المغرب، مع الاستعانة به في تحرير بعض الفتاوى التي كانت تَرِد عليه من جريدة “الرابطة” لسان حال “رابطة علماء المغرب”، ما جعل الأخ العياشي يتألق في مجال الدعوة، وخاصة في مدينة الدار البيضاء.

واستمرت مرافقته للشيخ محمد كنوني المذكوري من سنة 1965 إلى حين وفاة هذا العالم الجليل في شهر يناير 1978، أي نحو 13 سنة متتالية هي مدة مرافقته لهذا الفقيه الشهير، التي كانت مرحلة خصبة من حياة الأستاذ العياشي المنصوري، حيث أتاحت له لقاء عشرات من الشخصيات الوطنية السياسية والفكرية من داخل المغرب وخارجه، ونسج علاقات تواصل وحوار معها في بيت الفقيه كنوني أو في المؤتمرات التي حضرها (ابن تاويت، أبو الشتاء الجامعي، علال الفاسي، محمد الزمزمي، عبد الله كنون، ناصر الدين الألباني، تقي الدين الهلالي..).

وشاءت أقدار الله سبحانه وتعالى أن ألتحق بالأخ العياشي بمدينة الدار البيضاء سنة 1973 في شهر رمضان، حيث كان الجميع حينها منشغلا بالحرب التي اندلعت بين العرب والصهاينة في فلسطين المحتلة، حيث مازالت ذاكرتي تستحضر اهتمام الأستاذ العياشي بمتابعة تطوراتها بجهاز راديو لا يفارقه إلا إذا دخل الفصل لأداء واجباته المهنية، أو ذهب للمسجد، حيث كانت إذاعة “صوت العرب” الشهيرة ذات تأثير بالغ على الجميع.

وكان التحاقي في إطار مهمتي التربوية بنفس المدرسة التي كان يدرس بها الأخ العياشي، وهي مدرسة بشار بن برد في حي عين الشق، فآواني عنده رحمه الله لمدة سنة كاملة حتى تدبرت أمري ورتبت شؤون أسرتي، كعادته مع كل من يعرفه، فبالأحرى معي شخصيا، إذ كانت تربطني به علاقة أسرية.

وكما قلت سابقا، كان الأخ العياشي منفتحا على الجميع لا يتمذهب بمذهب معين، وكان منهجه هو العمل بالدليل، لا يجادل ولا يماري ولا يعنف.. شغوفا بمنهجية العلماء والأئمة الأعلام الذين يبتعدون عن الجدل غير المنتج ويقرون بما قام عليه الدليل القاطع.

وفي هذا الصدد يجدر بي أن أشير إلى شيء قلّ أن يحدث بين الشيخ وتلميذه، وهو أن يؤثر التلميذ في شيخه ليجعله يعتنق أفكاره وبعض آرائه الفقهية المخالفة لما كان “يتمذهب” به، وهذا ما وقع بالنسبة للأخ العياشي مع شيخه محمد كنوني (المذكوري)، بعد تقديمه له بعض كتب الأئمة المجددين خاصة، كهدية؛ وهذا نتيجة ما كان يتصف به الشيخ المذكوري من سماحة واعتراف بالحق أيا كان مصدره.

في هذا السياق كان للأستاذ العياشي المنصوري حضور بارز في النشاط التثقيفي والدعوي الذي كانت تعرفه الدار البيضاء حينها، وخاصة منطقة عين الشق التي كانت تعرف نشاطا مدنيا واجتماعيا من خلال جمعية نشيطة هي “جمعية شباب الدعوة الإسلامية” المؤسسة سنة 1975، وكان ينشط فيها عدد من الشباب المتعلم الذين جاؤوا من مناطق المغرب المختلفة، وخاصة من شمال البلد وجنوبه، ليشكلوا نواة عمل نشيطة، أذكر منهم -إضافة للأستاذ العياشي المنصوري- محمد زحل، عبد السلام المؤذن، القاضي برهون، عبد الرحمن الحاتمي، محمد بنسماعيل، محمد الكشاف، عمر محسن، محمد العسولي، محمد الراجي، محمد الشتوكي، القاضي محمد الزبير الحسني، حسن أمين.. وقد كان يحضر معنا قلة من التلاميذ والطلبة مازلت أتذكر أن واحدا منهم كان حينها طالبا بكلية الطب بالدار البيضاء، وكان حين يزور مقر الجمعية الذي كنا نسميه باسم “المركز” يرافق الأستاذ العياشي المنصوري ليقضي الليلة ضيفا على أسرته، ولم يكن هذا الطالب غير الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي.

وفي إطار الدعوة، وكنتيجة لتواصله مع كل من له علاقة بذلك، بغضّ النظر عن الاختلاف معه في التوجه والرؤية، امتهن الخطابة لمدة سنتين بمسجد النور بالدار البيضاء التابع لجماعة التبليغ.. وصيف سنة 1974 قام برحلة إلى الهند وباكستان وإيران، ضمن مجموعة من أفراد جماعة التبليغ، يتقدمهم مرشد الجماعة حينها الأستاذ محمد الحمداوي.

غير أن رحلته هاته لم تكن من نوع تلك الرحلات التي يقوم بها بعض الأفراد، وخاصة من عامة الناس، الذين يذهبون ويعودون كما كانوا بدون استفادة ولا إفادة؛ بل حاول أن يستفيد من رحلته استفادة علمية امتثالا لأمر الله الذي يأمر فيه الإنسان بالسير في الأرض وأخذ العبرة بما يمر به خلال سيره: “أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء..”.

وما يدل على استفادته من رحلته تلك الرسائل التي كان يبعث بها إلينا خلالها -أنا وأخي الأكبر محمد التهامي الصمدي رحمه الله- وما كانت تحمله من أوصاف لما يراه من عادات وتقاليد غريبة لتلك الشعوب التي مر بها في رحلته.. وكان يُوَشّي رسائله تلك بالنكت والمُلَح التي تجعل القارئ لها يتفاعل معها ويقرؤها بانشراح، ولكنها مع الأسف ضاعت منا.

لأجل هذا أذكر كم كان الأخ محمد الصمدي، كلما مرت على قراءته لتلك الرسائل مدة من الزمن، إلا ويطلب مني أن آتيه بها ليطلع عليها مرة أخرى؛ وذلك لما كانت تحمله من مُلح وآداب جمة وروعة في التصوير ونقل للأخبار والتقاليد المتنوعة لتلك الشعوب.

من اليمين إلى اليسار: المهدي الصمدي، العياشي المنصوري، عبد السلام المؤذن

وبعد عودته من رحلته، انتقل في إطار وظيفته للتدريس ضواحي مدينة القصر الكبير، حيث عمل لموسم واحد في مدرسة قرية زهجوكة، قبل أن يُتبعها بموسم آخر أستاذا بمدرسة في مدشر أمكادي ببني يسف؛ وقد كان الحامل له على هذه الحركة هو حبه للدعوة وشغفه بالتواصل مع الناس قصد إرشادهم ودفعهم للتعرف على المنظور السليم للدين عقيدة وقيما وسلوكيات، غير أنه لم يتحمل مفارقة أستاذه محمد كنوني (المذكوري)، ليعود مرة أخرى إلى مدينة الدار البيضاء، لتتواصل علاقته بشيخه إلى أن توفاه الله، حيث كان لوفاة أستاذه وشيخه وقع الصاعقة عليه، إذ طالما كان يقول بعد وفاته: “إن مدينة الدار البيضاء فقدت طعمها”.

حج الراحل العياشي المنصوري حجته الأولى سنة 1973، ومن الكرامات التي أكرمه الله بها تلك الأمنية التي تمناها على الله خلال رحلته تلك، وسيحققها له بعد أزيد من عشر سنوات. يحكي ابن عمنا الأستاذ عبد السلام الصمدي قائلا: “التقيت بالأخ العياشي في بيت الله الحرام خلال موسم حج سنة 1973 فاتفقنا أن نتوجه إلى روضة البقيع للترحم على أهلها، وبعد فترة من النظر والتأمل وتسريح الفكر عبر تاريخ هؤلاء الميامين المدفونين في هذا الثرى الطاهر -يستطرد الأستاذ عبد السلام الصمدي- التفتَ إلي الأخ العياشي، ونحن نغادر هذه المكان، قائلا: “يا حبذا رقدة مع هؤلاء الكرام في هذه الروضة”. فحق عليه ما قاله الله لموسى وهارون: “قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما”، فالاستقامة شرط في استجابة الدعاء، وهذا ما كنا نعرفه عنه ولا نزكيه على الله، فاستجاب الله دعوته بعد عشر سنين”.

عاد من الحج ليواصل رحلته الدعوية. ومن أهم ما كان يهتم به هو تعليمه أبناءه القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، ما جعله يستقدم مدرسا حافظا لكتاب الله ليعلم أبناءه في البيت مقتسما معه دخله البسيط الذي كان يحصل عليه من وظيفته.

وسنة 1982 تولى مهام الخطابة في مسجد عمر بن الخطاب الموجود بحي السدري في الدار البيضاء، وهي المهمة التي كان فيها موفقا كعادته، حيث استطاع أن يجمع حوله ساكنة الأحياء المجاورة وجمهورا عريضا من مدينة الدار البيضاء، ويؤلف بين قلوبهم على اختلاف مشاربهم، حتى سنة 1984 حين قرر القيام برحلة إلى الحج مع مجموعة من أصدقائه، بواسطة سيارة عن طريق البر، وهؤلاء الإخوة هم العربي شليوة، محمد الصابوني والحسين مرفوق إضافة للشيخ محمد زحل الذي انتقل إلى جوار ربه سنة 2017. وقبل أيام من بدء الرحلة جاء الأستاذ العياشي المنصوري بصحبة ولده عبد الله لتوديعنا –أنا وأخي الأكبر الأستاذ محمد- حيث كنا بمدشر الخربة التابع لقبيلة بني يسف ضواحي القصر الكبير؛ وأثناء توديعه لنا كانت تظهر عليه علامات مودع مقبل على سفر طويل؛ يوصي ويلح في وصيته بالصبر والتقوى، حتى إنني رأيت عينيه تدمعان على خلاف عادته، لأنه كان صبورا شديد التحمل. وكان هذا اللقاء آخر عهد لنا به في هذه الدنيا.

وفعلا تمّت رحلته إلى الحج مع هؤلاء الإخوة -عبر أوروبا ثم تركيا فالأردن- إلى الديار المقدسة في الجزيرة العربية. وتفاصيل الرحلة أَوْلى بالتحدث عنها الإخوة الذين رافقوه فيها، خاصة أن جلهم على قيد الحياة.

وأثناء رحلته الأخيرة هاته، وعند انتهائه من مناسك الحج، وأثناء توجهه إلى المدينة المنورة حيث كان سيستقل طائرة برفقة الأستاذ محمد زحل للعودة للمغرب لاستئناف الموسم الدراسي الذي كان سيحل بعد أيام، وقبيل وصولهم للمدينة المنورة ببضع كيلومترات، جاء أمر الله الذي لا مرد له بحلول الأجل والاستجابة لدعوته التي دعاها قبل أكثر من عشر سنوات، فاستلّه الله من بين رفقائه وأخذه إليه، فغُسّل وسجّي وصُلّيَ عليه بالمسجد النبوي بحضور عشرات الآلاف، قبل أن يُدفن في البقيع كما تمنى من قبل، عليه من الله الرحمات.

‫تعليقات الزوار

17
  • عبد الله
    السبت 1 غشت 2020 - 00:19

    السياسة هي رعاية شؤون الناس بأحكام الاسلام ، والرسول صلوات الله عليه كان حاكما بشريعة الله وكان سياسيًا اي يعني رعاية شون الناس بأحكام اي بقوانين شرعية لا وضعية ولا شرقية ولا غربية ،السياسية ليست بضيق بل اتساع لجميع نواحي الحياة نظام اقتصادي ونظام اجتماعي ونظام حكم وسياسة التعليم وعلاقة الدولة الاسلامية بالدول الأخرى وتحديد الدولة المحاربة التي لا يعقد معها الصلح وباختصار كل نواحي الحياة جاء الشرع يعالجها اي الاسلام شامل وكامل ولا تدرج ولا استيراد قوانين من غير الشرع الله نفى الإيمان على من لم يحكم بشرعه قاءلا : فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ولا يوجد فصل بين السياسة والدولة بل العقيدة الاسلامية عقيدية سياسية ترعى شؤون الناس في الدنيا بالأحكام الشرعية وعقيدية روحية ترعى شؤون الآخرة ، لا فرق بين الحاكم والمحكوم قال رسول الله : والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ، أليس هذا بغير حكم ، بل كل احكام الشرع سياسية نزلت للحكم وليس للتلاوة والخفض ومع الاسف علماء السلاطين حصروا او قيدوا الاسلام في المحراب وقتلوه وباذن الله ستستأنف الحياة الاسلامية قريبا لانه وعد الله وبشرى ن

  • Abdou RABAT
    السبت 1 غشت 2020 - 00:21

    (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا..)صدق الله العظيم. فين هما بحال الناس طلبة العلم دابا كاين غي أصحاب المصالح الرقية بلفلوس وقراءة القرآن بالفلوس واي حاجة تجارة

  • حمادي كالو مات أوليدي
    السبت 1 غشت 2020 - 00:55

    لو لم تكن الهندوسية دين الحق لما أستمرت أكثر من ٣٠٠٠ سنة
    الحمد الله على نعمة الهندوسية

  • زهران
    السبت 1 غشت 2020 - 01:21

    قرات المقال حتى دكر العثماني وبعدها ا لم اعد اهتم لان المعنى ظهر ….الامر يتعلق بالخوانجية فقط ….انتهى الكلام ……اللهم ادم علينا نعمة الاسلام بدون هؤلاء

  • الى التعليق 1
    السبت 1 غشت 2020 - 01:26

    منين كتجيب هاد الخُبٍير و لمن كتعاودو و واش كاين اللي باقي تيآمن بهاد الحجى ديالك، فكرتني غير فالبدو ديال التسعينات واحد صاحبنا كلا شويا ديال المعجون و بدا تيغوت لا شرقية لا غربية إسلامية اسلامية، دبا انت فنظرك كاين قوانين وحدة سماوية ماشي وضعية يمكن نطبقها على ناس فالقطب المتجمد و نهضرولو على الرملة و الجمال….و واحد آخر فشيلي و لاخر فقرية تالقة فالمغرب وواحد عايش فلندن…نفس القوانين و التشريعات كتنظم الحياة ديال الناس كاملة بحكم كونية الرسالة حاجة اخرى جبدلينا قوانين كتنظم الحرف تقنية العمل ولا العلاقات الدولية ولا المعلوميات و مشروعية الكسب الغير واقعي "virtuel " راه الاسلام عرض شويا على التجارة و العقود بحكم الزمان اللي جا فيه و الاشتغالات ديال الناس ديك الساعة و اسمحلي نسولك كاين حكم السارق ( اللي هو فموقع ضعف أو لا راه مايسرقش" و حكم المطفف؟ علاش ماوارادش حكم فالقران عليه مع العلم راه نوع من السرقة؟

  • عبد الله
    السبت 1 غشت 2020 - 01:52

    الى صاحب التعليق 5 . أجيبك عن أسئلتك : الذين يعيشون في القطب المتجمد او في بريطانيا كما ذكرت هم ناس ينتمون الى الإنسان ولهم ما عندك من حاجات تشبع لا فرق بينك وبينهم منذ ادم الى يومنا لم يتغير الإنسان اما العلوم ووسائل الاتصال والنقل تغيرت ويشترك فيها كل البشر اما القوانين فلهم قوانين وضعية من عقل البشر والمسلمين لهم قوانين أتى بها الوحي من الله لا ناخذ منهم ما يعارض الاسلام اما الجمل او السيارة لا دخل للموضوع فيها أنت تنضر الى الغرب كأنه فردوسك الأعلى وانا أحدثك من المانيا واعتز بحضارتي وهي حضارة ربانية واحكام الله لا تتغير بتغيير الزمان والمكان تمامًا العلوم والتكنولوجيا فهي ليست حكرًا على الغرب بل كل العالم يبتكر ويخترع ويبدع لا تحكم على الاسلام من زاويتك الضيقة بل الاسلام قاد البشرية اكثر من ١٢ قرن من الزمن وفتح اوروبا والبلقان واسيا ولا تتاثر بالزوايا التي تدور فانها شرك لا علاقة لها بالاسلام ، بل الاسلام نظام حياة المآثر التاريخية في الأندلس وباقي العالم دليل عبى الاسلام انه قاد للبشرية وامثالك الذين ينظرون الى الغرب نظرة تقدير واجلال انتهت صلاحيتهم الغربيون هنا في المانيا يقدرون

  • رحمة الله عليه.
    السبت 1 غشت 2020 - 07:11

    رحم الله الرجل المؤمن البسيط غير المُرَكَّبْ الذي عاش حياة سهلة ومات وفاة سهلة.

  • الرحلة الى ...
    السبت 1 غشت 2020 - 07:49

    … الهند وباكستان وإيران كانت في نطاق تنظيمات اسلامية افرزها صراع الحرب الباردة بين التحالف الغربي بالمعسكر السوفياتي.
    فلقد ظهر تنظيم الاخوان المسلمين في مصر الذي اضطهده نظام عبد الناصر ، والذي استغلته المخابرات الامريكية للجهاد ضد التدخل السوفياتي في أفغانستان، والذي انتج تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة .
    ومن عن تنظيم الدعوة في المغرب تفرع التنظيم الذي اغتال المناضل الاتحادي عمر بن جلون.
    و في نفس السياق ظهرت حركات الاسلام السياسي لمواجهة التنظيمات الماركسية ، والتي تسبب ظهورها في صدامات عنيفة مثل ما حدث في الجزائر سنة 1991.
    وما حدث في انتفاضات الربيع العربي 2011.

  • عبد الله المعلق 6
    السبت 1 غشت 2020 - 09:37

    أولا وقبل كل شيء أرد على ادعائك بأن الإنسان لم يتغير منذ آدم إلى يومنا، هذا غير صحيح لقد تغيرت عنده المفاهيم على مر العصور(الراس اللي ما يدور كدية، كما يقول المثل المغربي)، أما أنك تعتز بحضارتك، فاعتز يا أخي بحضارتك هاته التي في انحطاطها أتت بأجيال لم يأخذوا منه سوى سفك دماء الأبرياء، هؤلاء المهرجين أو كما يصح التعبير تجار الدين هم من حطموا تلاحم المجتع المغربي حتى صار الأخ يكفر أخاه ولم نعد نعرف المجتمع المغربي كما عرفناه من ذي قبل. الله ياخذ الحق فيهم.

  • ابودرار
    السبت 1 غشت 2020 - 12:20

    الى صاحب تعليق الرقم6
    كلما سالنا لمدا تخلفنا الا وتحيلوننا على الماضي و ويقال لنا مثل قولك هدا: (الاسلام قاد البشرية اكثر من ١٢ قرن من الزمن وفتح اوروبا والبلقان)
    اليس في الإسلام سوى الغزوات والتوسع في (فتح اوروبا والبلقان) ؟ الم يسبق الإسكندر ذي القرنين اليوناني الى غزو اوروبا واسيا ؟ وبعده جأت الأمبراطورية الرومانية (الروم) التي بسطت سلتطها على اوروبا والشرق وافريقيا،من مد ينة عمان وجرش في الأردن الى االإسكندرية في مصر، ومدينة وليلي قرب زرهون في المغرب.
    ادن المسألة ليست في قولك(المآثر التاريخية في الأندلس وباقي العالم دليل عبى الاسلام انه قاد للبشرية وامثالك )
    ؟ هناك مآثر تاريخية تركتها الحضارة البابلية، الآشورية , والفرعونية ،والفارسية، واليوناية ، والهندية، والصينية، بل حتي الإنكا في امريكا اللاتينية.مآترها باقية الى يومنا هدا شاهدة على عظمتها.
    ان الحكم أو بسط السيادة على بلد ما ولمدة ما وبقاء حيطان هناك تدل علينا هدا كان من الماضي ، بل سؤ اليي أين نحن اليوم لمادا تخلفنا عن الحضارة المعاصرة النافعة لي ولك اليوم..؟

  • الى تعليق 9
    السبت 1 غشت 2020 - 13:03

    أنت تقيس الاسلام على بن كيران او الفيزازي او البغدادي او اردوغان او الغنوشي هولاء سخرهم الغرب لتشويه سورة الاسلام النقي الصافي الذي لا يقبل العلمانية ، الاسلام يؤخذ من الكتاب والسنة وليس من افواه علماء السلاطين من قال لك ان الذين حكموا باسم الاسلام كانوا يطبقون الاسلام بل جاء بهم الغرب لتشويه الاسلام حتى يبرهن بان الاسلام عاجز عن تطبيق الشريعة وسع عقلك المجازر والدماء من صناعة الغرب وأعوانه الذين يدعون الاسلام اما ان يكون العميل يقبل العلمانية او يذبح باسم الاسلام الاسلام هو الكفر بالمجتمع الدولي وأنظمته وحكامه وإعادة الجبوش الى حضن الامة وقيادة الامة تكون بعلمائها الربانيين وليس من مخلفات الاستعمار الرويبضات ، قبل ان تنقض كلام معين يجب عليك ان تدرك الكلام جيدا ولو خالف ما في جعبوبتك ، ادرس ماضي الامة جيدا اهل طبق الاسلام عمليا او لا اذا كان زعماء الغرب يعترفون بان الاسلام عدو لهم لانه قاد البشرية ١٢ قرنًا ، أنت تقارن خزعبلات حكومتك على الاسلام واعلم ان التعميم من صفات الجهل الان لا يوجد اي دولة تطبق الاسلام ولا يجوز للمسلمين ان تكون لهم اكثر من دولة ، اقرأ التاريخ ولا تتاثر بالواقع

  • Hassan de Casa
    السبت 1 غشت 2020 - 13:56

    A Hispress et l'auteur , merci pour ce Manifique article, et c est bien d'encourager les gents à devolopper ce type de culture avec finesse des mots et goûts et permet une éducation des gents.

  • Said said
    السبت 1 غشت 2020 - 14:23

    شكرا على هذه المعلومات القيمة
    اود ان أشير إلى ان إذاعة صوت العرب من القاهرة كانت ذات تاثير كبير خلال حرب يونيو 1967 وليس خلال حرب اكتوبر / رمضان 1973 كما ورد في المقال .
    لذا وجب التنويه

  • من 5 الى التعليق 6
    السبت 1 غشت 2020 - 15:14

    قريت وليني مافهمتش امتى ردتي عليا بديتي بالتعميم شويا التوصيف و كملتها معايا معيور…الانسان ماشي جامد و كيتطور والى كنتي انت فالمانيا كما تدعي اولا اش الداك ليها ؟ حاجة اخرى فالوقت اللي جا الاسلام كانت شبه الجزيرة العربية معروفة غير بالتجارة داكشي لاش فالقران كاين ايات منظمة للعقود و كنتحداك تجيبلي اية وحدة كتظهر على الصناعة…ووحاجة اخرى كل تنزيل لارض الواقع للايات كيولي اجتهاد و أي اجتهاد هو بشري و بالتالي فالاصل مكاينش قانون سماوي راه كلشي وضعي. و علاش فالقران مكاينش عقاب ديال المطفف مع العلم انه نوع من السرقة؟

  • سليم
    السبت 1 غشت 2020 - 16:04

    اذا أردت أن تكذب فانتظر حتى يموت الأحياء ممن يعرفون الشيخ العياشي وقدراته العلمية عموما المقال حمل مغالطات كثيرة ونسب للشيخ رحمه الله مالم يكن فيه وما لم يقم به فهلا انتظرت حتى يموت الأحياء

  • أحمد
    الأحد 2 غشت 2020 - 22:24

    حنين الى ماض جميل حنين إلى استاذي بمدرسة بشار ابن برد حنين إلى جاري بباطيمات عين الشق كان بمثابة أبي كان معلمي وأستادي جاورته اكثر من 15 سنة كان رقيقا مبتسما ودودا ياخدني معه كلما خرج إلى مسجد عين الشق الكبير أو مسجد الكريمات، أستادي في قسم التحضيري والمتوسط الاول تركني في خدمة زوجته عند ذهابه الى الحج وعمري 10 سنوات فقدته منذ 36 سنة فلم يمر علي أسبوع واحد دون أن اتفكره وادعوا له، لا زلت أحتفظ بصوره معنا في القسم ونحن اطفال كما لا زلت أحتفظ لمجلة الفرقان التي ذكر فيها موته. أسأل الله أن يجعله في الفردوس الاعلى. وتحياتي لعاءلته.

  • عمر
    الإثنين 3 غشت 2020 - 13:45

    ركزت كثيرا على مسألة انك تتحدى لمادا لايوجد عقاب للمطفف في القران مع انه نوع من السرقة؟ وكما ترى انت من تسال و ترد على نفسك تقول هو نوع يعني اعطيت الكلمة شرخا فضفاضا و لم تجعلها تخصصا كما هو حال كلمة السرقة فالمطففين كما يقول ابن قرطبي و غيره من المفسرين لا تقف عند مسالة واحدة معينة بل المسالة اعمق بكثير فالزوج الدي يطلب من زوجته حقوقه في حينه هو يقصر في حقوقها هدا ايضا نوع من المطفف الاب يقصر في تربية ابنائه نوع من المطفف الموظف الدي يقصر في عمله ايضا مطفف فادا كلمة مطفف لا تتحد عند نوع معين بل هي كلمة فضفاضة جعل لها ربنا في القران عذاب في الدنيا و عداب في الاخرة ان لم يتب العبد عنها لدالك اخي القرأن بحر بحر بحر لن تغتزله في ملاحظة بعينها

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 4

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال