التاريخ المحاصر ـ 24 ـ .. اختلاف الأحزاب مع الخطابي حول التحريـر

التاريخ المحاصر ـ 24 ـ .. اختلاف الأحزاب مع الخطابي حول التحريـر
السبت 9 يونيو 2018 - 03:00

تقدم جريدة هسبريس لقرائها الأوفياء، داخل المغرب وخارجه، كتاب “عبد الكريم الخطابي، التاريخ المحاصر” لمؤلفه الدكتور علي الإدريسي، في حلقات، خلال شهر رمضان الكريم.

هذا الكتاب، الذي تنشره هسبريس بترخيص من مؤلفه الدكتور علي الإدريسي منجما على حلقات، لقي ترحابا واسعا من قبل القراء المغاربة ولا يزال، إلى درجة أن الطبعتين الأولى والثانية نفدتا من المكتبات والأكشاك؛ بالنظر إلى شجاعة المؤلف في عرض الأحداث، وجرأته في تحليل الوقائع بنزاهة وموضوعية.

الكتاب من أوله إلى آخره اعتمد الوثائق النادرة في التأريخ للزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي بأفق وطني يتسع لجميع المواطنين المغاربة، على عكس الطريقة التي “اعتاد عليها أولئك الذين حاولوا احتكار الوطنية وتأميم مستقبل المغرب، والتحكم في مصير أبنائه قرونا أخرى”، يضيف على الإدريسي في تقديم الكتاب.

الحلقة 24

خيار الكفاح لتحرير شمال إفريقيا في شهادة الهاشمي الطود

حين استقر الخطابي في القاهرة بعد لجوئه إلى مصر قرر استئناف عمله لتحرير شمال إفريقيا من الاستعمار تحت لواء “لجنة تحرير المغرب العربي” برئاسته. وهذه شهادة أحد ضباطه العقيد الهاشمي الطود، أحد أوائل الضباط الذين كونهم الخطابي في العراق ومصر وسوريا. وقد أصدر مؤخرا الأستاذ أسامة الزكاري مذكرات العقيد الهاشمي الطود تحت عنوان: “خيار الكفاح المسلح”.

اختلاف الأحزاب مع الخطابي حول منهجية التحريــر

قال الهاشمي الطود “اتخذ الوجود السياسي المغاربي بالقاهرة صفة مؤسسية قانونية بإنشاء “مكتب المغرب العربي” بتاريخ 22 فبراير 1947. وكان هدف هذا الإنشاء تنسيق مجهودات الوطنيين المغاربة والجزائريين والتونسيين المقيمين آنذاك بالقاهرة، بصفاتهم الشخصية وباستقلال عن المنظمات والأحزاب التي ينتمون إليها، من أجل «توسيع نطاق الدعاية للقضية المغربية بكل الوسائل الممكنة… » وقد كان من أهم منجزات هذا المكتب عدم الاعتراض على لجوء أمير الجهاد محمد عبد الكريم الخطابي إلى مصر.

يعتبر تاريخ 31 مايو 1947 يوما حاسما في تاريخ نضال شعوب المغرب العربي ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني. ففي ذلك اليوم الأغر انفك أسر المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، هذا الأسر الذي امتد واحدا وعشرين سنة، وذلك بنزوله في ميناء بورسعيد من الباخرة التي كانت تقله من منفاه القديم في جزيرة لارينيون إلى منفى جديد في التراب الفرنسي، وباستجابة الحكومة المصرية لطلبه اللجوء السياسي إلى مصر.

لقد اتسم هذا الحدث الجلل برمزية خاصة مغرقة في العمق بالنسبة لأمير الجهاد، لكونه يمثل بصفة جلية فرصة سانحة لانبعاث الكفاح المسلح المغربي بعد واحد وعشرين سنة من سقوط آخر قلاعه في قمم الريف الشماء.

هذا الانبعاث الذي أصبح يتطلب استراتيجية جديدة ومتجددة على ضوء موازين القوى الدولية الجديدة الناجمة عن انتصار الحلفاء من جهة، وانتقال زعامة العالم إلى روسيا السوفياتية وأمريكا من جهة ثانية، ووفق مفهوم جديد لجبهة القتال يقوم على وحدة الهدف والمصير المغاربيين من جهة ثالثة.

وفي الوقت نفسه كان السياق السياسي المغربي قد تميز بتحولات كبرى، وشكل منعرجا تاريخيا اتخذ فيه جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله ذلك الموقف العظيم الذي حفظه له التاريخ في خطاب طنجة في 9 أبريل 1947، من أجل استعادة المغرب لسيادته، وتثبيت انتمائه الإسلامي وارتباطه العضوي بدول الجامعة العربية.

تحملت مصر، دولة وشعبا وهيئات سياسية، بكل شجاعة، مسؤولية قرارها بقبول لجوء المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي إليها، رغم ردود الفعل العنيفة والضغوط القوية التي مارستها عليها الدول الاستعمارية المعنية والدوائر الموالية لها. وكان من آثار هذه الحملة المسعورة أن جعلت الأمير الخطابي يعزف عن كل نشاط سياسي علني خلال الأشهر الأولى لإقامته بالقاهرة، حرصا منه على عدم إحراج مضيفيه. غير أن ترادف الأحداث الجسام بُعيْد ذلك، رفع عنه كل حرج ورمى به في وطيس المعركة.

ففي ندائه إلى الأمة العربية والإسلامية بتاريخ 29 نوفمبر 1947، إثر صدور القرار الأممي بتقسيم فلسطين، داعيا إلى الجهاد من أجل تحرير الأرض السليبة، أعلن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ضمنيا وبصفة بينة وحاسمة عودة لا رجعة فيها إلى ساحة الجهاد من أوسع أبوابها، بادئا بتجنيد الشباب المغاربي على جبهات المواجهة مع العدو الصهيوني العنصري، حيث بلغ عدد المتطوعين الذين حشدهم على الجبهة المصرية وحدها، تسعمائة مقاتل.

وقد حافظ المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي على صلاته النضالية مع هؤلاء المتطوعين بعد عودة معظمهم إلى ديارهم بانتهاء حرب فلسطين، ليكوّن منهم تنظيمات جيش التحرير المغاربي فيما بعد، كما احتفظ بجواره بالقاهرة بمجموعة محدودة العدد منهم، شكل منها نواة صلبة سهر على تكوين عناصرها تكوينا عسكريا عالي المستوى في الكليات الحربية المصرية والعراقية والسورية. وقد كان لهذه النواة الصلبة فيما بعد شرف تأسيس جيش التحرير المغاربي وإشعال نار الثورة الصلبة.

أما الخطوة الثانية التي أقدم عليها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بعد حرب فلسطين، فكانت تأسيس “لجنة تحرير المغرب العربي” التي أراد لها أن تجمع شمل الأحزاب الوطنية المغاربية، التي كان لها آنذاك تمثيل رسمي في مصر، حول المشروع التحريري المغاربي، الذي كان يراه هو بأنه لا يمر إلا عبر الكفاح المسلح، بينما كان معظم شركائه في هذه اللجنة يرون غير رأيه.

رأت لجنة تحرير المغرب العربي النور يوم 5 يناير 1948، على يد ممثلي الأحزاب المغاربية الآتية أسماؤهم: حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال وحزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة المغربية من المغرب، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية، (حزب الشعب الجزائري) من الجزائر، وحزب الحر الدستوري بشقيه القديم والجديد من تونس.

وقد أسفر هذا التأسيس عن تشكيل مكتب للجنة. يتولى الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي رئاسته الدائمة، ويضم في عضويته شقيقه محمد (فتحا) بن عبد الكريم الخطابي، والحبيب بورقيبة، والمرحوم محمد أحمد بن عبود. وقد ورد في بيان التأسيس، أن لجنة تحرير المغرب العربي تقوم على أساس مبادئ ” الميثاق” التالية:

أ – المغرب العربي بالإسلام كان، وللإسلام عاش، وعلى الإسلام سيسير في حياته المستقبلية.

ب – المغرب جزء لا يتجزأ من بلاد العروبة، وتعاونه في دائرة الجامعة العربية على قدم المساواة مع بقية الأقطار العربية أمر طبيعي ولازم.

ت – الاستقلال المأمول للمغرب العربي هو الاستقلال التام لكافة أقطاره الثلاثة تونس والجزائر ومراكش.

ث – لا غاية يسعى لها قبل الاستقلال

ج – لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر

ح – لا مفاوضة إلا بعد إعلان الاستقلال

د – للأحزاب الأعضاء في لجنة تحرير المغرب العربي أن تدخل مخابرات مع الحكومة الفرنسية والاسبانية على شرط أن تطلع اللجنة على سير مراحل هذه المخابرات أولا بأول.

ذ – حصول قطر من الأقطار الثلاثة على استقلاله التام لا يسقط عن اللجنة واجبها في مواصلة الكفاح لتحرير البقية..

بالرغم من الإجماع الظاهر على هذه المبادئ، تباين في لجنة تحرير المغرب العربي تياران مختلفان: الأول يمثله الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي وشقيقه امحمد، بينما يضم التيار الثاني ممثلي الأحزاب السياسية المغاربية المشاركة في اللجنة.

أولى التيار الجذري للأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي الأسبقية المطلقة للكفاح المسلح كطريق لا بديل عنه للوصول إلى الاستقلال، لأن السيادة المنتزعة بالقوة لا يمكن استردادها إلا بالقوة، على أن تستفيد المعركة المسلحة التي كان المغرب العربي مقبلا عليها من التجارب المتراكمة عبر السنين في مختلف مناطقه وجهاته، كما أن عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الجيوسياسية والميدانية عن الحرب العالمية الثانية من جهة، وعن الحرب الأهلية الاسبانية من جهة أخرى.

فقد خرجت فرنسا من الحرب منهكة ومهانة، كما أن جراح الحرب الأهلية الإسبانية لم تكن قد اندملت بعد، بالإضافة إلى بروز قوى عالمية جديدة تتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي اللذين يجب أن يحسب حسابهما. هذا إضافة إلى التوتر الذي أصبحت تتميز به العلاقات بين الخصمين الاستعماريين: فرنسا الديمقراطية البرلمانية، واسبانيا الدكتاتورية الشمولية، والذي يمنح للحركة التحريرية هامشا رحبا للمناورة.

لذلك قامت استراتيجية الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي على تعبئة كافة القوى الوطنية والحزبية في المنطقة، وتعميم الحركة المسلحة على جميع أنحاء المغرب العربي، باستثناء منطقة الحماية الاسبانية، شمال المغرب، التي أراد لها أن تشكل قاعدة خلفية للثورة وواجهة ومنفذا لها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي يجب أن يبقى صلة وصل للثورة بمجالها الحيوي العربي.

أما التيار الثاني الذي ينتمي إليه ممثلو الأحزاب السياسية المغاربية، التي قامت أساسا على أنقاض المقاومة المسلحة الأولى كبديل “مشروع” لهذه المقاومة التي ” لم تنجح في رد الاستعمار”، فكان يؤمن بالعمل السياسي السلمي في إطار المشروعية والعلنية؛ العمل الذي بنى عليه سياساته، وبه استقطبت جماهيره وأُفرزت قياداته على أساسه، بحيث أصبح كل ميل للخروج عن الشرعية أو لاستعمال العنف أمرا مستبعدا وغير قابل للنقاش، رغم بعض النزعات الفردية المتمردة على القيادات الحزبية التقليدية.

كان لهذا الاختلاف المبدئي في المواقف، انعكاسات مباشرة على منهجية العمل وطرائقه. فبينما كان الإعداد للعمل المسلح يتطلب أقصى حدود الانضباط والسرية ونكران الذات والإخلاص للقيادة الواحدة، كان العمل السياسي الحزبي يتميز بانعدام أدنى مستويات التنظيم والتعبئة؛ ويكاد يقتصر على المهاترات اللفظية الاستعراضية.

إضافة إلى انصراف القيادات والأطر الحزبية إلى التنافس والتباري على القيادة والدسائس والمكائد السياسوية التي تضع المصلحة الحزبية تارة والشخصية تارة أخرى فوق كل اعتبار. لذلك كله حرص هذا التيار على التملص من كل موقف جدي وفعال لصالح العمل المسلح.

وغني عن القول إن الزعامات السياسية الجديدة لم تكن لتنظر بعين الاطمئنان إلى عودة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى ساحة المعركة برصيده النضالي الذي لا يضاهى، وبوزنه الوطني والعربي الإسلامي والدولي، خوفا منها على مراكزها القيادية آنذاك، وعلى مستقبلها السياسي في المغرب الذي كانت ترى نفسها الوريثة الشرعية له دون غيرها، كما أثبتت الأيام ذلك فيما بعد.

بغض النظر عن كل هذه الخلافات، انصرف الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى مهمته الأساسية المتمثلة في إعداد العدة لانطلاق الثورة المغربية المسلحة، فكان أن أرسل، أوائل سنة 1952، الضابطين الهاشمي الطود وحمادي العزيز إلى أقطار المغرب العربي الثلاثة للوقوف على رأي القيادات الحزبية الوطنية في مشروع الثورة المغاربية المسلحة.

وقد أسفرت هذه المهمة عن استبعاد القيادات والتنظيمات التقليدية لجميع الأحزاب السياسية المغاربية من المشروع بسبب موقفها العدائي تجاهه، وعن التزام أفراد بصفتهم الشخصية بهذا المشروع، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: رضا بن عمار وحمادي غرس والطاهر قيقة من تونس، والدكتور الأمين الدباغين ومحمد الطيب بوضياف، كممثل عن المنظمة السرية داخل حزب انتصار الحريات الديمقراطية، أحمد بن بلة ومحمد خيضر والحسين آيت أحمد وعبد الحميد مهري في الجزائر، والشهيد عباس المسعدي ومحمد البصري والشهيد عبد الواحد العراقي ومحمد بلحاج ومحمد حجي والحاج أحمد معنينو ومولاي أحمد العلوي الشهير بأبي المحاسن والغالي الطود ومحمد بن زيدان والشهيد عبد السلام الخمار ووهبي بن جلون الشهير بفريندي في المغرب.

اتضح الموقف أكثر، بعد تنفيذ هذه المهمة الدقيقة، بوصول وفدين حزبيين إلى القاهرة لمخاطبة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في أمر التخلي عن فكرة الثورة المسلحة وعدم إقحام أحزابهم في هذا المشروع على الإطلاق، الأمر الذي أذكى شكوك الأمير وضباطه في نوايا شركائهم الحزبيين في لجنة تحرير المغرب العربي وفي مدى الوثوق بدعمهم للثورة القادمة أو وقوفهم ضدها.

لم تكن هذه المواقف المتخاذلة لتفت في عزيمة الثوار، فقد استمر الإعداد للثورة على قدم وساق، إذ استمرت المهام الميدانية في المغرب العربي لإحكام التنظيم وتعزيز حلقاته بالرجال والعتاد، وأسست خمسة معسكرات للتدريب في القاهرة، خرّجت العديد من الأفواج التي تضم خيرة المجاهدين المغاربيين. وتتابعت الأحداث بعد ذلك كما يلي:

– سبتمبر 1952: اندلاع الانتفاضة الشعبية في تونس التي أفضت فيما بعد إلى الثورة المسلحة.

– 21 دجنبر 1952: انعقد مؤتمر الضباط المغاربيين بالقاهرة بمشاركة نخبة مختارة محدودة العدد لضمان السرية، وقد تقرر في هذا المؤتمر:

– تشكيل هيئة مؤسسة لجيش تحرير المغرب العربي.

– تنظيم هيئة للمقاومة المسلحة المدنية في بلدان المغرب العربي باسم “جامعة تحرير المغرب العربي” .

– إرساء الهيكل التنظيمي لجيش تحرير المغرب العربي ووضع نظامه الداخلي.

– وضع الخطة العامة لجيش تحرير المغرب العربي.

– 20 غشت 1953: الاعتداء الفرنسي على الشرعية الوطنية في المغرب بنفي ملك البلاد محمد الخامس، وتجنيد لجنة وجيش تحرير المغرب العربي لمواجهة الحدث، وانطلاق المقاومة المسلحة في المغرب.

– فاتح نونبر 1954: انطلاق الثورة المسلحة في الجزائر

– 1955: انسحاب القطر التونسي من الثورة التحريرية المغاربية بعد حصوله على الاستقلال الداخلي. وقد أدى إلى استمرار القوى الوطنية الرافضة لهذا التخلي في أعمالها العسكرية ضد الجيش الفرنسي.

– 2 مارس 1956: انسحاب القطر المغربي من الثورة التحريرية المغاربية مقابل حصوله على الاستقلال. ـ استمرار أعضاء جيش تحرير المغرب العربي في مقاومة يائسة أحبطها تحالف إكس ليبان بعمليات مضادة أبرزها:

– 20 مارس 1956 حصول تونس على الاستقلال

– تسريب معلومات إلى السلطات الفرنسية عن وصول الباخرة آتوس المحملة بالسلاح إلى المياه المحاذية للشواطئ المغربية الجزائرية، واستيلاء هذه السلطات عليها

– اضطهاد المناضلين بالاختطاف والتصفية، ومن بين الضحايا الذين سقطوا في هذه الحملة: محمد إبراهيم القاضي وشباطة تركي سعيد والنقيب بربر من الجزائر، ومن المغرب حدو أقشيش وعباس المساعدي وعبد السلام الخمار وعبد السلام أحمد الطود، وعبد السلام الهاشمي الطود وعبد الواحد العراقي وغيرهم من الشهداء الأبرار.

– 6 فبراير 1963: وفاة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي تغمده الله برحمته وأكرم مثواه

وبعد، فإن تاريخ المغرب المعاصر بحاجة إلى إعادة كتابته بروح علمية مجردة، تترفع عن الغايات الشخصية أو الفئوية أو الجهوية أو القبلية، وتراعي الحقيقة التاريخية بدون محاباة لأي أو لأية هيئة، ودونما رغبة في الانتقام أو تصفية الحسابات. لقد كلفت “أخطاء” الماضي بلادنا سنوات من التعثر والاضطراب والتناحر الحزبي والسياسي والقمع والإقصاء والتهميش لهيئات ولمناطق وفئات سكانية بأكملها، وأفرزت تناقضات جديدة لا يجادل عاقل في أن المغرب كان في غني عنها لإنجاز مسيرته التحريرية والتنموية.

حرر بالرباط في 3 فبراير 2005

صورة تعود إلى أكتوبر 1948

الواقفونمن اليمين : عبد الوهاب أكومي، عبد الحميد الوجدي، الحبيب الكبداني، الهاشمي الطود، حدو أقشيش، محمد أبراهيم القاضي ( الجزائر)، حمادي العزيز.

الجالسون: محمد عبد الراضي، الكاتب الخاص للأمير امحمد، الأمير امحمد، عبد المنعم الشهير بـ: عبده.

صورة أول بعثة عسكرية إلى العراق:

الهادي عمرات ( تونس)، حدو أقشيش، (المغرب) يوسف العبيدي (تونس)، عبد الحميد الوجدي، محمد إبراهيم القاضي، الهاشمي الطود، ضابط عراقي، حمادي العزيز ( جالس) ( المصدر: أرشيف العقيد الهاشمي الطود).

ذكرى استقلال ليبيا بتاريخ 24 دجنبر 1951

الهاشمي الطود، صالح التواتي (الجزائر)، حمادي العزيز، محمود الخفيف ( عمر المختار)، عبد الحميد الوجدي، محمد عرعار ( الجزائر).

عبد الكريم وسط جنوده، ويظهر في الأول من اليمين نجله سعيد والقائد الهاشمي الطود

الأمير محمد عبد الكريم الخطابي مع مجموعة من المجاهدين الجزائريين

إضافة إلى نجله عبد الكريم والهاشمي الطود الواقف في الوسط بالبيري

في معسكر أنشاص

الهاشمي الطود مع جنوده

في رحلة للقناطر الخيرية:

مجموعة من أعضاء جيش تحرير المغرب العربي، ويظهر القائد الهاشمي الطود جالسا، وفي حضنه ابنته.

*مصدر الصور: أرشيف العقيد الهاشمي الطود

‫تعليقات الزوار

17
  • DRISS
    السبت 9 يونيو 2018 - 04:03

    وتتابعت الأحداث بعد ذلك كما يلي:*

    -1955: انسحاب القطر التونسي من الثورة التحريرية المغاربية بعد حصوله على الاستقلال الداخلي!!!!!!

    -2 مارس 1956: انسحاب القطر المغربي من الثورة التحريرية المغاربية مقابل حصوله على الاستقلال. !!!!!!!!!!!!!!!!!

    وبقاء الجزائر لوحدها فى ميدان المعركة لانها اعلنتها ثورة تحرير ولا حماية مذلة كما عشتها اقطار اخرى.

    الغدر المخزنى فى ظهر الجزائر ليس وليد 1963 كما يدعى وانما هو متجدر لقرون مضت.

  • جمال
    السبت 9 يونيو 2018 - 04:31

    ت "الاستقلال المأمول للمغرب العربي هو الاستقلال
    التام لكافة أقطاره الثلاثة تونس والجزائر ومراكش"
    لكن تونس و المغرب خانو العهد و قبلو بلاستقلال
    وتركو الشعب الجزائري لوحده و لكن ولله الحمد الشعب
    الجزائري لم يركع وواصل ثورته حتى تحرير الجزائر
    وبعدها جاء المخزن يطالب الجزائر بأراضيه المزعومة ؟

  • Izm N'tamazƔa/ⵉⵣⴰⵎ ⵏ'ⵜⴰⵎⴰⵣⵖⴰ
    السبت 9 يونيو 2018 - 08:20

    -عبد الكريم يا عاشق الوطن-

    أيها الثائر الذي عانق الأحزان
    والمحن
    أيها المنفي حيا وميتا
    دعني أحيا تحت جناحك
    وأكبر تحت جراحك
    وأزرع القصائد في جذور رماحك
    عبد الكريم .. أنت الذي علمتني
    كيف أصارع الذئاب
    أنت الذي علمتني كيف أفجر الحروف في القصيدة
    والجريدة والكتاب
    أنت الذي أشعلت لي
    طريق الصباح والمسيرة والإياب
    عبد الكريم
    ها أنا جئت اليك يا أبتاه
    مكبل اليدين ممزق الشفاه
    لأنني رددت اسمك في المدينة هذا المساء
    لأني عشقت اسمك يا أكبر الأسماء
    أنت الذي عشقت هذا الوطن
    من أقصاه الى أقصاه
    أنت الذي يا أبتاه مزجت دماءك بتراب الوطن
    أواه لم تجد به قبرا ولا كفنا؟؟؟
    فدفنت بعيدا عن الوطن المسروق
    بعيدا عن أحبابك بعيدا عن ترابك
    لأن ذئاب الوطن يا أبتاه
    تخشى من رفاتك
    تخشاه أن يصير قبرك دوحة
    نستظل تحتها
    تخشى أن يصير لوحة
    نعلقها فوق جدار المدينة
    لأنها تقول لهم ما ليس يعجبهم
    لأنها تقول الحقيقة
    لكنك ترقد حيا في قلوبنا
    وفي دروبنا
    فنحن نراك كل يوم
    في صفحة الشمس واستدارة
    الأرغفة
    ونحن نسمعك كل يوم
    تردد أغنية الخلاص مع الرعود
    القاصفة
    نحسك كل يوم
    مع الأصابع التي تخيط ثوب
    العاصفة

    -عبد اللطيف بن يحي-

    KANT KHWANJI

  • KANT KHWANJI
    السبت 9 يونيو 2018 - 08:43

    تحت نير الإستعمار
    و في ليل القهر و العار
    نهض جيش الثوار
    صرخ عبد الكريم
    كان جيش الشعب الأول
    ألهب الريف الأحمر
    حرب الشعب لن تقهر
    نار بنادق أنوال
    فزع الإسبان و فر
    حرب الشعب لن تقهر
    في سنة إحدى و عشرين
    كانت حملة الأنصار
    رغم حلف المستعمر
    سجل عبد الكريم
    ملحمة للأجيال
    – سعيد المغربي –

    أقوال مأثورة لمولاي محند:
    – لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل
    – إذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا فهي أن يعيش كافة البشر، مهما كانت عقائدهم وأديانهم وأجناسهم، في سلام وأخوَّة
    – الحرية حق مشاع لبني الإنسان، وغاصبها مجرم. – محمد بن عبد الكريم الخطابي
    – أنا لا أريد ان أكون أميرا ولا حاكما , فقط اريد ان أكون حرا في بلدي
    – الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب لأنه لا يتوقف حتى النصر
    – انتصار الاستعمار ولو في أقصى الأرض هزيمة لنا، وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا
    – ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار او هزيمة، بل شيء اسمه الواجب , وأنا قمت به قدر استطاعتي

    الراحل محمد شكري يقول:
    إن كان الكورسيكي الفرنسي يفتخر أنه حفيد نابليون بونابرت , فأنا حفيد محمد بن عبد الكريم الخطابي

  • أبو هاجوج الجاهلي
    السبت 9 يونيو 2018 - 08:56

    لقد قتلوا كل الاشياء الجميلة في هذا الشعب. جردوه من ثورته ومن تاريخه ومن هويته من اجل الكعكعة. الحركة اللاوطنية +الحركة اللاشعبية. تاريخ كله خبث ودسائس.

  • عبد الله
    السبت 9 يونيو 2018 - 10:34

    ما أحوجنا إلى مثل هذه المؤلفات. شكراً، هيسبريس.

  • إقرأ
    السبت 9 يونيو 2018 - 10:39

    شكرا لهسبريس على هذه السلسلة التي في الحقيقة فتحت لنا الأعين وبينت لنا حقائقا طالما حجبتها علينا جهات معروفة لأن مصالحها لا تسمح لها بنشر هذه الحقيقة التي تتضارب مع أهدافها وأطماعها في مغرب ما بعد الإستقلال، رحم الله الأمير الخطابي.

  • Anir
    السبت 9 يونيو 2018 - 11:48

    اذا تناهى الى اسماعكم ان الاستعمار اسرني او بعثر جسمي كما يبعثر التراب. فاعلمو اني حي وسأعود
    عبد الكريم الخطابي.

  • ادم
    السبت 9 يونيو 2018 - 12:17

    استقلال المغرب وتونس شكلا دعامة اساسية للثورة الجزائرية بانشاء معسكرات تدريب وادخال الاسلحة الى جانب الدعم الديبلوماسي ولكم قي قادةfln دليل على ذلك .كما ان محمد الخامس رفض مناقشة ترسيم الحدود مع فرنسا -الجزائر الا بعد استقلال الجزائر ولو كان المغرب كما تتخيلون لما بسطت الجزائر نفوذها على الصحراء الشرقية

  • ماسين
    السبت 9 يونيو 2018 - 12:51

    أفهم من كلامك ان فرنسا عرضت علينا رسم الحدود لكن نحن رفضنا وقلنا لها نترك ذالك الموضوع حتى تستقل الجزائر.. الرد كان محير.
    وماذا عرضت علينا اسبانيا لكي لا تنسحب من طرفايه وسيدي افني والصحراء ومليليه وسبته والجزر المجاوره لهما في ١٩٥٦؟
    بصراحه هنا اكثر من علامه استفهام.والطامه الكبرى لا احدا يريد ان يتحمل المسؤولبه على كل هذه الأخطاء الكارثبه.
    Azul

  • ابوايمن
    السبت 9 يونيو 2018 - 15:08

    رحم الله ذاك الشهم ،البطل المغوار سيدنا عبدالكريم ،الذي ،الذي كرس حياته من اجل تحرير هذا الوطن الذي استولى عليه هؤلاء الاوغاد ،بالتآمر مع الفرنسيين ،ودفن الحقائق التي كتبها التاريخ بدماء ابناء الريف الابرار ،شكرًا لهسبريس على هذا الإنجاز الرائع الذي فعلا كنّا نجهله ،هذا التاريخ الذي تم دمصه ،ونسيانه تعمدا من قبل الشرذمة التي حكمت المغرب وبتواطيء المخزن ،والأحزاب التي خانت العهد وتواطات مع الذين ادخلو الفرنسيين بدعوى الحماية ،مرة اخرى شكرا لهسبريس ،،حبذا لو هذا بكتب ،او يولف في كتاب ،انه لمرجع مهم من تاريخ المغرب ،الذي خربه تلك الطبقة التي استولت عليه منذ امد بعيد

  • KANT KHWANJI
    السبت 9 يونيو 2018 - 17:25

    لدي أقارب ومعارف حاربوا المستعمر الفرنسي في الجزائر حتى بعد إحتقلال المغرب المخزني العلوي "الشريف" وهو نفس الشيء لكل من ينحدر من الريف! فجيش التحرير المغربي لم يضع السلاح حتى بعد هذا الإحتقلال!
    وما يجب، الإشارة إليه، هو أن السياسيين،المهدي بنبركة وعلال الفاشي وبلافريج وغيرهم ممن يسمون "زعماء وطنيين للإستقلال" في الإعلام الرسمي والأحزاب المخزنية اليوم التي تعرف نفسها أنها احزاب وطنية "جابت الإستقلال"، هؤلاء الخونة سهروا على قتل وتصفية قادة جيش التحرير ومعظمهم من الريف، كعباس المسعدي رغم أنه ليس أبن الريف!
    ثم، يجب أيضا تحديد المفاهيم، فمفهوم الحماية يعني حرفيا حماية النظام المخزني ورموزه "المقدسة"، من ثورة الشعب المغربي الحر، الذي ثار ضد الإستبداد والظلم وجور الجبايات على أراضيهم الفلاحية!
    ويقبى اللغز المحير، ماذا تضم معاهدة إكس ليبان " إحتقلال المغرب" لتكون هذه التبعية العمياء للنظام المخزني "الشريف"، في كل الشيء!؟
    إلا أن أحفاد الخطابي يأبون التخلي عن الحرية، معشوقة جدهم، فنحن على دربه سائرون، رغم سب العياشة و أسيادهم المقدسين لنا بالأوباش و الخونة!
    KK

  • جزائري حر
    السبت 9 يونيو 2018 - 18:04

    التاريخ الذي لم يدرس للمغاربة هذا هو

    رغم ان هناك كثير من الحقائق تمت تحاشي ذكرها بخصوص النضال المغاربي ضد الاستعمار الفرنسي

    الخطابي كان هدفه التركيز على النضال بكل القطر المغاربي من تونس الى موريطانيا

    لكن هناك من خانوا العهد واستسلموا بعد ان نالوا استقلالا شكليا من فرنسا ونجحت في اسكاتهم
    وتركوا القطر الجزائري لوحده في مواجهة فرنسا من بعد يقولك
    محمد الخامس لم رفض ترسيم الحدود مع فرنسا حتى تستقل الجزائر ؟؟

    لماذا لم تطالب فرنسا بارضك او تطلب منها منح الاستقلال للجزائر كما منحته لكم مع تونس ؟؟

    وهنا اتذكر كلام الراحل هواري بومدين وقالها بمرارة

    لقد تركونا لوحدنا في الساحة نواجه اعتى امبراطورية استعمارية تقليدية تقتل وتشرد وتهجر بدون رحمة

    مقابل كل هذا يخرج لك احدهم يقولك الجزائر اخذت ارضنا هههههههه

    ارضك كانت امامك لما لم تخرج لانتزاعها من فرنسا ام خشيتم على ارواحكم

    كما يقال .. الروح غالية يا حبيبي .. عزييييييزة بزاف ..
    اذا لم تستطع التفريط بروحك لاجل ان تسترجع ارضك فالاحسن ان تخرس وتكتفي بما قدم لك

    انشر التعليق

  • ابوايمن
    السبت 9 يونيو 2018 - 18:52

    ياجزايري حر ، الم تفهم ما ورد في النص ،لما اجتمع بعض ما يسمى بزعماء المغرب العربي ،لما نصحهم عبدالكريم الخطابي ،بأخذ السلاح ومواجهة الفرنسيين ،ماذا كان ردهم ؟ انهم لا يريدون الحرب مع فرنسا ،ارادو فقط التفاوض مع فرنسا لا غير ،لان هدف عبدالكريم هو تحرير كل دول المغرب العربي ،ويرد الفرنسيين والإسبان من كل الاراضي التي كانوا يحتلونها ،حتى الجزائريين حاربوا عبدالكريم ،لما كانوا في صفوف عساكر فرنسا

  • قارئ
    السبت 9 يونيو 2018 - 21:40

    للجزائري الحر، بومدين كان مستقرا في إحدى ثكنات جيش التحرير في المغرب. ولو تعامل المغرب مع الجزائر كما تعاملت معه لدعم مشروع فرنسا لفصل الصحراء عن الجزائر. ولا تقل لنا اننا قاتلنا من اجل الصحراء، لأن جل محاربي جيش التحرير كانوا في الحدود، أما ما بقي من المحاربين في الداخل فكان قليلا ولم يكن يصله السلاح إلا بصعوبة. الله يرحم الشهداء، والله يهدي ما خلق

  • الى 10 ماسين
    السبت 9 يونيو 2018 - 22:02

    ليكن في علمك ان المملكة الشريفة مركز الامبراطورية المغاربية تخيف اوروبا وتذكرها بطارق وتاشفين .
    ولهذا تم تقسيمها الى 5 مناطق فلولا معاهدة الحماية لزالت امارة المؤمنين وتكونت 5 كيانات لان الاستعمار يفرق ليسود.
    المغرب تعرض للخذلان من الاستعمار الذي لم يوف بوعوده لان اتفاقية الاستقلال تنص على احترام حدود المغرب المعترف بها دوليا.
    كان من المفروض ان يسترجع المغرب كل اطرافه تدريجيا في مرحلة انتقالية ولكن تمرد الابناء غدر الاشقاء فصلت موريتانيا بتحالف ولد دادة وبورقيبة مع فرنسا.
    وكذلك افتعل بومدين قضية الصحراء وساعده القذافي في حربه ضد المغرب.
    اما سبتة ومليلية فهي شبيهة بجبل طارق في الوضع الدولي.

  • ماسين
    الأحد 10 يونيو 2018 - 12:21

    16
    ياسيدي التاريخ لا يرحم.
    روايه ان المستعمر وعدنا اعاده لنا اراضينا المعترفه عليها دوليا قطعه قطعه لا يمكن ان نصدقها. ولنفرض ان الروايه صحيحه. لم نكون لنقبل باي حال من الأحوال لان في ذالك اهانه للشعب المغربي باكمله. علما ان ذالك لم يحدث في اي دوله اخرى كانت تحت رحمه الاستعمار كالمغرب.
    واضح أن ما كل في الامر ان هناك من ارتكب مسلسل من الاخطاء في غايه الخطوره. تلك الاخطاء أثارها ما زلنا نأدي فاتورتها الباهضه في الصحراء.
    شخصيا اظن ان هناك من كان على عجله من امره ليأخذ زمام الحكم في المغرب ولو على نصف اراضيه. كما حدث فعلا ربما مخافه من شيئ ما.والله أعلم. والسلام

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة